يتذكَّر الكاتب المصري أحمد القرملاوي شذرات رمضانية تعود للنصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، كان بالكاد في سن الخامسة؛ ولذلك فإن ما تبقى في ذاكرته ووجدانه مجرد مشاهد متفرقة، مثل شغف أخته الكُبرى بفوازير نيللي وترديدها للأغنيات وتقليدها للرقصات، والتجمع العائلي الضخم في الأسبوع الأخير لإعداد «الكحك»، وانضمامه مع الصغار لصُنَّاع «الكحك» وتنافسهم على «المنقاش» حتى ينقشوا وجه الكعكة بمهارة تستحسنها العمَّات والخالات والجدات.

ما المختلف بين رمضان الطفولة ورمضان الكهولة؟ أسأله فيجيب: «الذكريات البعيدة لم تستمر طويلًا، فقد انتقلتُ مع أسرتي إلى الكويت قبل أن أبلغ الخامسة، ومع تراجُع شهر رمضان إلى الوراء ابتعَد عن الإجازة الصيفية وصار يحِلُّ أثناء الفصل الدراسي، ولك أن تتخيَّل رمضان في الكويت في بدايات الصيف بالمقارنة برمضان القاهرة العامر باللَّعِب والمباهج العائلية والتلفزيونية. أتذكَّر منه الإفطار على اللبن الرايب والتمر قبل صلاة المغرب في المسجد، والتي كانت طقسًا ضروريًّا لا يمكن التملُّص منه، ثم صلاة التراويح التي تمتد لإحدى وعشرين ركعة بمفارقاتها والمشاغبات التي كنا نقترفها أثناء الصلاة كي لا نُصاب بالملل».

ويضيف: «أما رمضان الكهولة فشهر الإنجاز بالنسبة لي، فاليوم الروتيني المتكرر الذي يميز أيام رمضان عن سائر أيام العام يمنحني الفرصة لتنظيم الوقت فوق ما تسمح به سائر الشهور، خاصةً وأنني مُقِلٌّ جدًّا في مشاهدة التلفزيون، لذلك أجد متسعًا من الوقت لعمل أغلب ما أريد».

هل يتغير نظام قراءتك في رمضان؟ وهل هناك كتب معينة تستعيد قراءتها؟ أسأله فيقول: «لا يتغير إلا بدرجة طفيفة، فعادةً ما أقرأ أثناء الليل قبل الخلود إلى النوم، وفي رمضان أجد متسعًا من الوقت للقراءة والكتابة أطول من المعتاد، حيث أفرغ من جميع الطقوس والارتباطات في نحو التاسعة مساءً ولا أخلد للنوم قبل الواحدة صباحًا، فأحصل على ساعتين بحد أدنى لقراءاتي الحرة. والحقيقة أني لا أستعيد قراءة الكتب إلا فيما ندر - وأقول هذا بكل أسف - فأنا متأخر طوال الوقت عن جدول القراءة المأمول، وقائمة الكتب التي أرغب في مطالعتها تنمو باستمرار وتأكل الوقت بنهم شديد، ويبدو أنني سأظل في هذا الماراثون إلى الأبد».

يعتبر القرملاوي رمضان شهر الإنجاز بالنسبة له، ينتظره من العام للعام حتى ينجز ما يستعصي عليه إنجازه في سائر الشهور، وذلك بسبب الروتين اليومي المنتظم فيه، الروتين الذي يساعده على الكتابة بصفة يومية. أحيانًا يكتب قبل الإفطار لو عاد من عمله أبكر نسبيًّا، وغالبًا بعد صلاة التراويح مع كوب الشاي الأول أو الثاني والإضاءة الخافتة، والبطن الذي تخلص نسبيًّا من تُخمَة ما بعد الإفطار، والسكون الذي يُجيد صُنعَه في أجواء الغرفة.

يتحدث القرملاوي عن طقوسه لرمضان: «هي طقوس بسيطة لا تزيد عن صلاة التراويح في غرفة أبي وبصحبته، والاستمتاع أكثر من المعتاد بصوت الشيخ محمد عمران ومدائحه الأسطورية، والتلذذ بصوت عبد الوهاب لتسلية الصيام، والاجتماع مع الأسرة حول مائدة الطعام، فرمضان هو الشهر الوحيد في العام الذي نجتمع فيه كاملي العدد بصفة يومية حول مائدة الطعام، بل وأجد أبنائي يسكبون لي الماء البارد والتمر هندي ويناولونني حبات التمر حتى أكسر صيامي، فأشعر أن الدنيا بخير وأن العالم قد كَفَّ مؤقتًا عن ممارسة الجنون».

ولد القرملاوي، في القاهرة عام 1978. وصدرت له حتى الآن خمس روايات هي روايته «أمطار صيفية» التي حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة المؤلف الشاب عام 2018، وروايته «نداء أخير للركاب» التي نالت جائزة أفضل رواية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 2019، كما صدرت له «التدوينة الأخيرة»، و«دستينو»، و«ورثة آل الشيخ» التي حصلت على جائزة كتارا للرواية العربية، 2021.

وقد نشر مجموعته القصصية الأولى «أول عباس» في عام 2013، ثم مجموعته الثانية «قميص لتغليف الهدايا» عام 2021.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد ظهور اسم والده على تتر "الغاوي".. محمد عدوية يوجه شكرًا خاصًا لأحمد مكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه المطرب محمد عدوية شكر خاص للفنان أحمد مكي، وذلك بعد قيام أبطال مسلسل "الغاوي" بإهداء المسلسل إلى والده الراحل الفنان أحمد عدوية وظهور اسمه على تتر المسلسل.

ووجه محمد عدوية رسالة لـ أحمد مكي مشيدًا بأعماله الفنية وقال في بيان صحفي: " أشكره على هذه اللفتة الجميلة، هو فنان محترم ويقدم فن جميل له معنى".

ويشارك محمد عدوية في دراما رمضان بغناء تتر مسلسل "منتهي الصلاحية" برفقة دبل زوكش، والتتر من كلمات محمد حسني وألحان إسلام رفعت وتوزيع الوايلي.

وأعرب محمد عدوية عن حماسه لتلك التجربة ويوعد جمهوره بمفاجأة في موسم رمضان المقبل.

وأحيا محمد حفلًا غنائيًا ضخمًا بمدينة الشروق مؤخرًا، حضره الكثير من جمهوره ومحبيه، وتفاعل معه الحضور ورددوا أغانيه، وحرص محمد عدوية خلال الحفل على صعود نجله "أحمد"، على خشبة المسرح، حيث قاما بالتقاط صورة سيلفى، وتعتبر أول حفل له بعد وفاة والده نجم الأغنية الشعبية أحمد عدوية.

مقالات مشابهة

  • موعد صلاة الجنازة ومكان دفن الشيخ أبو إسحاق الحويني
  • «الحياة» تطلق بثا مباشر لـ شعائر صلاة التراويح
  • واقفين جنبي طول الوقت.. أحمد فهمي يوجه رسالة خاصة
  • بعد ظهور اسم والده على تتر "الغاوي".. محمد عدوية يوجه شكرًا خاصًا لأحمد مكي
  • قارئ للمشاهير وزملكاوي متعصب.. محطات في حياة الشيخ محمد عمران
  • دعاء السجود في قيام الليل .. اعرف ماذا يقال في هذا الوقت
  • قيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»
  • اللجوء لأشواط إضافية.. التعادل السلبي يحسم الوقت الأصلي لمباراة غزل المحلة والبنك الأهلي
  • بيراميدز يهزم إنبي في الوقت القاتل ويتأهل لنصف نهائي كأس مصر
  • تركي آل الشيخ ينوه لمسلسل أشغال شقّة جدًا.. ماذا قال؟