قبل عامين، أصبحت دبي وجهة مفضلة لدى الروس الذين يتطلعون إلى جمع الأموال أو بناء حياة جديدة بعد غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، لكن هذه الجاذبية تتضاءل الآن مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتشدد البنوك المحلية في تطبيق العقوبات الأميركية.

وينقل تقرير من وكالة "بلومبرغ" أن تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات تباطأت وفقا لمصرفيين ومسؤولين تنفيذيين ومتخصصين في الاستثمار.

 

يفكر بعض الوافدين الروس في الانتقال إلى أماكن جديدة أو حتى العودة إلى بلادهم حيث يؤدي اندفاع المغتربين إلى دبي إلى ارتفاع الإيجارات والنفقات اليومية.

وعلى عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تفرض الدولة الخليجية عقوبات على روسيا. ومع ذلك، من المرجح الآن أن تواجه الكيانات الروسية التي تنشئ حسابات مصرفية تدقيقا من البنوك المحلية حيث تتعرض الإمارات لضغوط أميركية متزايدة لمعالجة التهرب المحتمل من العقوبات، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر لبلومبرغ إن البنوك في الإمارات بما في ذلك بنك الإمارات دبي الوطني  وبنك المشرق وبنك أبوظبي الأول شددت التدقيق في الكيانات الروسية وحاولت في الأشهر الأخيرة ضمان امتثال أكبر للعقوبات الأميركية.

وأكد مصرفيون مقيمون في دبي أن الروس من الطبقة المتوسطة الذين لا يخضعون للعقوبات لا يواجهون مشكلات كبيرة في فتح الحسابات، إلا أن العديد من الروس الخاضعين للعقوبات رفضتهم البنوك. 

وقالت مصادر إن بعض الروس الذين لديهم انتماءات سياسية أو صلات بأشخاص خاضعين للعقوبات واجهوا أيضا صعوبات في إدارة حسابات مصرفية.

وأكد بنك الإمارات دبي الوطني في بيان إنه ملتزم بمكافحة الجرائم المالية ويلتزم بـ "العقوبات الدولية المعمول بها" لكنه امتنع عن التعليق على التفاصيل. ولم يستجب بنك المشرق وبنك أبوظبي الأول لطلبات التعليق للوكالة.

وفي أعقاب الغزو مباشرة، أبلغ وكلاء العقارات في دبي عن زيادة في عدد الروس الأثرياء الذين يبحثون عن العقارات في الأحياء الأكثر فخامة في الإمارة.

لا تقدم الإمارات إحصاءات عن التدفقات حسب الجنسية. ومع ذلك، في تصنيفات مشتري العقارات، انخفض عدد حاملي جوازات السفر الروسية وتراجعوا إلى المرتبة الثالثة بعد الهنود والبريطانيين بعد أن كانوا في المرتبة الأولى في 2022، وفقا لشركة الوساطة في دبي "بيترهاومز".

وينقل التقرير عن ماريا (42 عاما)، وهي مصممة روسية، قولها إن ارتفاع تكاليف المعيشة في دبي وحرارة الصحراء الصيفية أجبراها على التفكير في خيارات مثل فرنسا أو برلين لعائلتها.

وترك إيفان كوزلوف، 37 عاما، وظيفته في موسكو منذ أكثر من عامين، وعاش مع عائلته في تركيا لمدة شهرين تقريبا ثم وصل إلى دبي في مايو 2022 ، حيث شارك في تأسيس "Resolv Labs"، حيث قدم منتجات استثمارية تعتمد على العملات المشفرة.

ويفكر كوزلوف في الانتقال إلى أوروبا، وربما إلى إسبانيا، حيث يعيش أحد شركائه التجاريين. وقال إنه في حين أن الإمارات مكان جيد للقيام بأعمال تجارية، إلا أنه يعاني من مشاكل نمط الحياة مثل الصيف الحار.

وفي أواخر فبراير، أزيلت الإمارات من ما يسمى بالقائمة الرمادية للهيئة الرقابية العالمية،  وقالت مصادر للوكالة إن ذلك جعل الإمارات ومؤسساتها المالية أكثر صرامة في التعامل مع الكيانات أو المديرين التنفيذيين الروس، لا سيما أولئك الذين يواجهون عقوبات.  

وعلى الرغم من الضغوط، يترك الروس بصماتهم على دبي. إذ لديهم الآن مرافقهم الطبية الخاصة وأطباء الأسنان وأكاديمية كرة القدم في الإمارة. كل هذا لا يقنع الناس مثل كوزلوف بالبقاء. وقال: "هذا مثل مقهى المطار حيث ينتظر الجميع الرحلة التالية". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی دبی

إقرأ أيضاً:

صور وأسماء الأشخاص الذين استشهدوا مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

بغداد اليوم -  

صور وأسماء الأشخاص الذين استشهدوا مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله


مقالات مشابهة

  • لماذا وكيف أصبح الدب رمزا لروسيا؟
  • استطلاع: 79% من الروس يثقون في بوتين
  • ذا أتلانتيك: فوز ترامب يغيّر ملامح أمريكا.. ما الخطوة التالية؟
  • ذا أتلانتيك: فوز ترامب يغيّر ملامح أميركا.. ما الخطوة التالية؟
  • صور وأسماء الأشخاص الذين استشهدوا مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • وصول دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية الروسية إلى لبنان لدعم المتضررين
  • الرحلة الـ22.. الإمارات تُجلي 210 مصابين ومرضى ومرافقيهم من غزة
  • تخرج دفعة جديدة من كلية المجتمع في سنحان وبلاد الروس
  • أنور قرقاش: الجميع ينظرون إلينا كشريك يمتلك الثقة والمصداقية
  • لماذا يطالب بريطانيان باعتقال رئيس الإنتربول الإماراتي الجنسية؟