هكذا يُجرّب الاحتلال الاسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
كشفت عدد من عمليات الاعتقال، التي تُجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، استخدامها لبرنامج تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، من قبيل: "التعرف على الوجه" والذي يمكنه "جمع صور الوجوه للفلسطينيين وفهرستها" ويمكنه "تحديد أسماء الأشخاص في ثوان معدودة".
وفي حديثهم لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أوضح ضباط مخابرات إسرائيليون ومسؤولون عسكريون وعدد من المصادر، أن "إسرائيل بدأت في استخدام هذا البرنامج منذ أواخر العام الماضي، من دون الإعلان عنه، بحيث يتم جمع الصور وحفظها دون علم أو موافقة السكان الفلسطينيين".
وأضافت الصحيفة، أن الأمر كان بارز، خاصة حين تم اعتقال الشاعر الفلسطيني، مصعب أبو توهة، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما كان يمشي وسط حشد من الناس عبر نقطة تفتيش عسكرية على الطريق السريع، ليقوم الجنود بمناداته بالاسم واقتياده للاستجواب.
وقال أبو توهة، ذو 31 عاما، في حديثه للصحيفة "لم يكن لدي أي فكرة عما كان يحدث أو كيف يمكنهم معرفة اسمي القانوني الكامل"، مؤكدا أنه "ليست له أي علاقات بحركة حماس، وكان يحاول التوجّه لجنوب القطاع لمغادرته إلى مصر".
وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين في مخابرات الاحتلال الإسرائيلي أنه "تم تحديد أبو توهة من خلال كاميرات تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الوجه، والتي تتيح تحديد أسماء الأشخاص وما إذا كانوا على قائمة المطلوبين لإسرائيل أم لا".
وتابعوا بأن "هذه التكنولوجيا تم استخدامها في غزة، في البداية للبحث عن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في السابع من أكتوبر كأسرى، ولكن بعد ذلك بدأت في استخدامها على نطاق واسع، لتحديد أي أشخاص لهم علاقات مع أي من الجماعات المسلحة".
وأكد أحد الضباط للصحيفة نفسها، أنه "في بعض الأحيان كانت هذه التقنية تصنف بشكل خاطئ المدنيين على أنهم من مقاتلي حماس المطلوبين". فيما تدير برنامج التعرف على الوجه "وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200".
إلى ذلك، بحسب مصادر لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنهم "يستخدمون تقنية طورتها شركة "كورسايت" الإسرائيلية، والتي تعتمد على أرشيف هائل من الصور التي تلتقطها طائرات مسيرة وصور أخرى يتم إيجادها عبر غوغل".
كذلك، أعرب عدد من الأشخاص المطلعون على استخدام البرنامج، عن مخاوفهم، من "إساءة استخدامه من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي"، فيما رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على استخدام هذه التكنولوجيا للصحيفة، وقال إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات أمنية واستخباراتية ضرورية بينما يبذل جهودا لتقليل الأضرار الذي يلحق بالسكان المدنيين".
وأضاف "بالطبع لا يمكننا الإشارة إلى القدرات العملياتية والاستخباراتية في هذا السياق". بينما أبرزت الصحيفة أن "تقنيات التعرف على الوجه حول العالم مدعوما بأنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت تنتشر بشكل أكبر حيث تستخدمها بعض الدول لتسهيل السفر والتنقل، فيما استخدمتها روسيا ضد الأقليات وقمع المعارضة، ويبرز مؤخرا استخدامها من قبل إسرائيل في الحرب".
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدم كذلك تقنية منظار تصويب معزز بالذكاء الاصطناعي طورته شركة "سمارت شوتر"، وزودت به أسلحة مثل البنادق والرشاشات. كما تقوم تقنية أخرى على إطلاق جيش الاحتلال لمسيرات قادرة على رمي الشباك على مسيرات أخرى بهدف تعطيل عملها.
أيضا، لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى طائرات مسيرة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعداد خريطة للأنفاق تحت غزة، غير أن هذه التقنيات تثير قلق منظمات حقوقية، خصوصا في ظل الحصيلة المرتفعة للقتلى في صفوف المدنيين الذين يشكلون غالبية ضحايا الحرب في غزة، وذلك وفقا لصحيفة "فرانس برس".
وكانت أكثر من 150 دولة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قد أيّدت قرارا للأمم المتحدة يتحدث عن "تحديات ومخاوف جدية في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي وأنظمة السلاح الذاتية التشغيل".
من جهتها، وثّقت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، العام الماضي، استخدام دولة الاحتلال الإسرائيلي لتكنولوجيا التعرف على الوجه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأطلقت عليه اسم "الذئب الأحمر" وهو شبكة مراقبة متنامية باستمرار ترسخ سطيرة حكومة الاحتلال على الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا غزة الذكاء الاصطناعي الفلسطينيين فلسطين غزة الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی التعرف على الوجه جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
حجم سوق الذكاء الاصطناعي خليجياً.. 15 مليار دولار
تخطو دول مجلس التعاون الخليجي بخطوات متسارعة نحو تحقيق تحول نوعي في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي، مستندة إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي في هذا المجال مستقبلاً. وفي إطار هذه الجهود، تضخ صناديق الثروة السيادية استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، في خطوة تعكس طموحاً واضحاً لتحقيق ريادة عالمية وتعزيز التنوع الاقتصادي.
تناولت الحلقة الأخيرة من “بودكاست” مؤسسة العطية هذه الديناميكيات المتسارعة، حيث استعرض الدكتور روبرت موجيلنيكي، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، الفرص والتحديات المرتبطة بها. وأشار موجيلنيكي، الذي أطلق سلسلة أبحاث بعنوان “الجيل الخليجي القادم”، إلى أن وتيرة التغير في قطاع التقنيات المتقدمة تسجل تسارعاً غير مسبوق.
وأوضح أن التحول خلال السنوات الماضية كان يتركز بشكل أساسي على رقمنة الخدمات الحكومية وتعزيز استخدام المعاملات غير النقدية، بينما اليوم، تشهد المنطقة تحولاً جوهرياً نحو تبني التقنيات المتقدمة. وأضاف أن هذه التقنيات أصبحت تلعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي لدول الخليج، مما يبرز ديناميكية جديدة في المنطقة تستحق الاهتمام والمتابعة.
وفي هذا السياق، أعلنت دولة قطر في فبراير عام 2024 عن “الأجندة الرقمية 2030″، والتي تمثل خطوة محورية نحو تعزيز التحول الرقمي في الدولة. وتهدف الأجندة إلى خلق 26 ألف وظيفة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول عام 2030، وهو ما يعكس طموح قطر في أن تصبح من بين أفضل 10 دول على مؤشر التنافسية الرقمية. ولتسريع تحقيق هذه الأهداف الطموحة، خصصت الدولة 2.5 مليار دولار لدعم الابتكار وتعزيز التقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ما يعزز مكانتها في ريادة الاقتصاد الرقمي. ومن المتوقع أن يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في دول الخليج نمواً ملحوظاً، حيث يُتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب قدره 28% بين عامي 2024 و2030. ووفقًا لموقع Statista.com، فإن إجمالي حجم السوق سيصل إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يعكس تزايد الاهتمام والتوجه نحو هذه التكنولوجيا المتقدمة في المنطقة.
صحيفة الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب