لبنان ٢٤:
2024-11-05@06:46:36 GMT
سلسلة لقاءات لشيخ العقل في دار الطائفة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم المنسّق العام لمنظمة فرسان مالطا في برامج الخدمات الصحية خالد قصقص الذي أطلعه على نشاطات المنظمة ومشاريعها الاجتماعية والصحية، بحضور عضو المجلس المذهبي الشيخ سامي عبد الخالق.
كذلك التقى الشيخ أبي المنى رئيس جامعة المقاصد في بيروت د.
والتقى ايضاً وفداً من "حركة شباب وهيئة الطوارئ المدنية في لبنان" برئاسة ايلي صليبا وضمّ اليه، نائب الرئيس الاول غسان ماجد عويدات والمحامي أمجد عمار، للتعريف بالحركة والهيئة والدور الذي تقومان به ودعوته الى إفطار رمضاني.
ومن زوّار الشيخ ابي المنى رئيس "هيئة أبو ذر الغفاري" الشيخ حسن حمادة العاملي ووفد من سيدات الهيئة. كما استقبل د. نعيم مغبغب والمهندس سليمان العيد، وقدّم مغبغب مجموعة كتبه لشيخ العقل. ثم استقبل الدكتور سليم حمادة والدكتور منير حمزة.
كما كلف شيخ العقل مستشاره الشيخ وسام سليقا على رأس وفد تقديم واجب التعزية بشهداء الاعتداء الاسرائيلي في الهبارية.(الوكالة الوطنية) المصدر: الوكالة الوطنية
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كيف نصنع قارئاً واعياً؟
القراءة رحلة فريدة لا يعرف متعتها الحقيقية إلا أولئك الذين انطلقوا فيها بحب وشغف، فهي ليست مجرد تقليب صفحات كتب تملؤها الكلمات، بل انفتاح على عوالم مختلفة، وزوايا فكرية متباينة، تمنح العقل وعيًا متكاملًا وقدرة على النظر العميق في نسيج الحياة. فحينما يقرأ الإنسان كتابًا في الأدب، قد يرى الحياة من خلال عيني أديب، يجد فيها الألوان والمشاعر والانفعالات التي لا يعرفها إلا من تذوّق شغف الكلمات. أما عندما يقرأ في الفلسفة، فيبدأ بالتساؤل، ويقلب النظر في ماهية الوجود والمعرفة، ويتساءل عن الكون والإنسان بنظرة ناقدة؛ كل ذلك يكسبه وعيًا ينير دربه، ويفتح أمامه آفاقًا لا يمكن أن يراها من يتقوقع في مجال واحد.
هذا التفاعل بين مجالات المعرفة المتعددة هو ما يميّز القارئ الواعي، ذلك الذي يعرف أن للعقل احتياجات لا يرويها كتاب واحد أو موضوع محدد، بل تستدعي التنوع والانفتاح. وكما قال الفيلسوف رينيه ديكارت: "القراءة الجيدة هي حوار عميق بين العقل والكتاب، ينير العقل ويمنحه أبعادًا جديدة من الفهم"، فالقراءة الواعية ليست مجرد استعراض للمعرفة، بل هي مغامرة حية، تجربة تتجدد مع كل كتاب، وتؤدي إلى وعي قادر على فهم العلاقات المتشابكة بين الناس، وبين الأشياء، وبين الأفكار.
القراءة المتنوعة تضيف إلى وعي القارئ حكمة كل مجال يدخل فيه. هي ليست مجرد توسّع في المعلومات، بل هي بناء متكامل للرؤية، تُنشئ في العقل قدرة على الربط والتحليل والتفكير العميق. فالعقل الواعي يتشكل تدريجيًا، كلوحة فنية تُضاف إليها لمسات صغيرة حتى تكتمل. وكما قال الفيلسوف جون لوك: "العقل صفحة بيضاء، وكل قراءة تضيف إليه سطورًا من الحكمة والفهم"، كل كتاب يضيف بعدًا، وكل مجال يفتح نافذة جديدة؛ الأدب يضيء القلب، والفلسفة تغذي العقل، والعلوم ترتب الفوضى.
على النقيض، نجد القارئ الذي يقيد نفسه في مجال واحد، ظنًا منه أنه سيتقن ذلك المجال حد الكمال، رغم أن الكمال في العلم لا يتحقق دون اتساع أفق العقل واتساع وعيه؛ فقارئ المجال الواحد يضع لنفسه حواجز وهمية، ويتحول وعيه إلى صورة مجتزأة للعالم، لا يدرك تعقيداتها، بل يراها بسطحية ضيقة. في الحوارات والنقاشات، يظهر هذا القارئ محدود الوعي؛ إذ تجده أحيانًا عاجزًا عن فهم ما هو خارج تخصصه، بل قد يجد نفسه في مواقف تثير الحرج. فالقراءة الأحادية جعلته أسيرًا لرؤية ضيقة، غير قادر على التعامل بمرونة مع الأفكار المتباينة.
في النهاية، إن القراءة المتنوعة ليست ترفًا فكريًا، بل هي السبيل إلى الوعي بالذات أولاً، والوعي الذي يجمع بين العقل والقلب، ويوازن بين التفكير والشعور. القارئ الواعي هو إنسان يدرك أن المعرفة حق لكل إنسان، وأن العقل لا يكتمل إلا بانفتاحه على كل ما يمكن أن يضيف إليه، ويرى في القراءة نوراً يضيء له الطريق في عالم معقد، ووسيلةً تساعده على مواجهة الحياة بشجاعة، وفهم عميق، ووعي حقيقي.