أكد دكاترة وباحثون جامعيون، أن التطور المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات يهدّد القيم الأخلاقية والمعتقدات الدينية، خاصة أن أصحاب التقنيات الجديدة يسعون إلى نزع الإنسانية من الأشخاص، وتأليه بعض الآليات الرقمية. ودعا دكاترة مختصون، في علوم الشريعة والرقمية، إلى ضرورة التفكير في وضع برامج مدرسية، تتماشى والتطورات الحاصلة في التكنولوجيا، هدفها التركيز على كيفية المحافظة على المبادئ الأخلاقية والعقيدة الإسلامية، واستدعاء القيم في رؤيتنا الاتصالية في القرية الكونية مع السرعة الفائقة للمستجدات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

في منتدى الفكر الإسلامي، خلال الجلسة الثالثة من فعاليات شهر رمضان، في قصر المعارض “مفدي زكرياء”، ألقى الباحث عبد العالي زواغي الضوء على التأثيرات الجذرية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في فهم الدين لدى بعض الأفراد. وأشار زواغي إلى ظهور فئة من المشايخ الرقميين الذين يستهدفون الحصول على الشهرة من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على الإعجابات والمشاهدات، مما يؤدي إلى تشويه فهم الدين.

وفي نفس السياق، أكد زواغي أن الدين أصبح من أهم الوسائل التي يستخدمها بعض الأطراف للتحكم في الشعوب، وأن التكنولوجيا، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى فصل الإنسان عن تقاليده وقيمه، وتعزيز فكر “الدين الرقمي”، مما يشكل تهديداً جديداً للإنسانية.

من جهته، أشار الدكتور جمال حمود، الأستاذ الجامعي والباحث، إلى أهمية التفكير الأخلاقي في مجال العلم والتكنولوجيا، مؤكداً أنه يجب أن يكون للقيم الحضارية دور هام في توجيه تقدمنا التكنولوجي، وأن التحدي الحقيقي يكمن في إيجاد حلول أخلاقية للتحديات التي تطرحها التكنولوجيا المتقدمة، مع توضيح أن العلم يجب أن يبقى مستقلاً عن المؤسسات المالية التي قد تؤثر سلباً على مجرياته وأبحاثه. وأختتم حديثه بتسليط الضوء على ظاهرة “العلم الزائف” التي تعتبر استغلالاً تجارياً للعلم من قبل بعض الشركات الكبرى، والتي تهدف إلى تشويش الرأي العام وتحقيق أهداف تجارية بدلاً من الاهتمام بالحقائق العلمية والصحة العامة.

وقال إن كل عالم أصبح بمثابة “نبي”، حيث أن هناك الكثير من النظريات العلمية ليست صحيحة، ولكن تمويل البحوث حولها من طرف مؤسسات مالية كبرى أرجعتها صحيحة.
ودعا المتحدث علماء الجزائر إلى المساهمة في إنجاز حضاري يتمثل في مصالحة بين الدين والعلم والتكنولوجيا، من خلال مشروع تربوي هدفه غرس القيم الإنسانية والدينية.

القيم الجمالية والإبداع الإنساني تحت تهديد الذكاء الاصطناعي
ومن جانبه، يرى الدكتور كمال بومنير، أستاذ بقسم الفنون بجامعة الجزائر 2، من خلال محاضرته “القيم الجمالية ومآلات الفن في عصر التكنولوجيا الرقمية”، أن العديد من التساؤلات تطرح فيما يخص مجالات الفن والذكاء الاصطناعي، فالحديث عن القيم الأخلاقية، بحسبه، يكون عبر 3 مستويات، المعرفة العلمية ومفهوم الحق، والقيم الأخلاقية في تنظيم السلوكيات الفردية والجماعية، وتأتي بعدها القيم الجمالية وهي مفهوم الجمال، أي الإحساس بالجميل وهو أساس، بحسبه، كل الأعمال الفنية.
وقال الدكتور بومنير، إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فهم الجمال ولا الحياة الباطنية والتجارب والذكريات والتخيل، فهو يكتفي بمحاكاة ما تم تخزينه.

الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة تنظم ندوة "نحو الاستخدام الآمن لتكنولوجيا الاتصال والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي"

في إطار المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الانسان، نظمت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة برئاسة د سوزان القليني عضو المجلس ومفررة لجنة الاعلام اليوم بمقره في القاهرة ندوة بعنوان “نحو الاستخدام الآمن لتكنولوجيا الاتصال والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي"، وذلك بحضور ومشاركة  اعضاء وعضوات لجنة الاعلام وطالبات الاعلام بالجامعات الحكومية والاهلية والخاصة.

شارك فى الندوة  د. ريهام امبابي منسق الدورة و الكاتب الصحفي وخبير الذكاء الاصطناعي  أشرف مفيد والإعلامية أمل علوي - مدير تحرير بوابة مصر الان.

وصرحت الدكتورة سوزان القليني مقررة اللجنة بأن هذه الندوة تأتي في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الانسان " حتي تكون لبنة في توعية واعداد  الاجيال الحالية في الاستخدام الآمن لتقنيات صناعة المحتوي الإعلامي وكشف التزييف الذي يمكن أن تصنعه تلك الأدوات وذلك تعزيزا للقدرات المهنية لقيادات المستقبل الإعلامية.

وأكدت الدكتورة ريهام يحيي امبابي  في بداية الندوة على أهمية مناقشة سبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، حيث تأتي هذه الندوة ضمن برامج المشروع القومي للتنمية البشرية لتعزيز المهارات للإعداد لسوق العمل في جميع المراحل العمرية، على المستويين المحلي والعالمي، لمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع في هذا المجال.

وأشارت الإعلامية أمل علوي الى أن الذكاء الاصطناعي يعد مستقبل الممارسة الإعلامية والمهنية ، لذا فإنه من المهم استخدامه بالشكل السليم وتجنب الأضرار التي قد تنشأ عن سوء الاستخدام وعدم الوعي بهذه الأدوات .

وأكد الكاتب الصحفي  أشرف مفيد على أهمية التعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، والذي يعتمد على الخوارزميات والتعلم الآلي في عمله، وفى سياق تدريب المشاركين وتأهيلهم على مهارات التعامل الصحيح مع الذكاء الاصطناعى استعرض أهم وأبرز  تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي تتنوع ما بين تحليل الصور وانشاء الرسوم البيانية والتوضيحية وغيرها من التطبيقات التي يجب أن يعرفها المستخدمين لتحقيق أقصى درجات الاستفادة بشكل إيجابى. 

وقدم أشرف مفيد شرحاً تفصيلا لكيفية استخدام (هندسة الأوامر) من أجل الوصول إلى أفضل النتائج عند استخدام الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن هندسة الأوامر هى عملية بناء وصياغة الأوامر التي يتم إدخالها في نماذج الذكاء الاصطناعي، موضحاً العناصر الستة التي تحكم هندسة الأوامر، وكيفية التعامل بشكل صحيح وآمن مع الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: الإمارات تولي اهتماماً خاصاً بالابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • خبراء الصحة والذكاء الاصطناعي يؤكدون أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير القطاع الصحي بالمملكة
  • خلال ندوة لجائزة الشيخ حمد للترجمة هل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل المترجم؟ متخصصون يجيبون
  • اللغة الكوردية والذكاء الاصطناعي
  • جامعة طنطا تعلن بدء قبول الطلاب ببرنامج "تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي"
  • القومي للمرأة تنظم ندوة "نحو الاستخدام الآمن لتكنولوجيا الاتصال والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي"
  • بدء قبول الطلاب ببرنامج "تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي " بحاسبات طنطا
  • انطلاق أعمال منتدى دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة
  • طحنون بن زايد يبحث مع إيلون ماسك سبل التعاون في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي!
  • وزير الداخلية: استحدثنا معهد تدريب تخصصي لنظم التكنولوجيا الأمنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي