مصالحة بين الدين والذكاء الاصطناعي لترشيد التكنولوجيا
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
أكد دكاترة وباحثون جامعيون، أن التطور المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات يهدّد القيم الأخلاقية والمعتقدات الدينية، خاصة أن أصحاب التقنيات الجديدة يسعون إلى نزع الإنسانية من الأشخاص، وتأليه بعض الآليات الرقمية. ودعا دكاترة مختصون، في علوم الشريعة والرقمية، إلى ضرورة التفكير في وضع برامج مدرسية، تتماشى والتطورات الحاصلة في التكنولوجيا، هدفها التركيز على كيفية المحافظة على المبادئ الأخلاقية والعقيدة الإسلامية، واستدعاء القيم في رؤيتنا الاتصالية في القرية الكونية مع السرعة الفائقة للمستجدات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
في منتدى الفكر الإسلامي، خلال الجلسة الثالثة من فعاليات شهر رمضان، في قصر المعارض “مفدي زكرياء”، ألقى الباحث عبد العالي زواغي الضوء على التأثيرات الجذرية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في فهم الدين لدى بعض الأفراد. وأشار زواغي إلى ظهور فئة من المشايخ الرقميين الذين يستهدفون الحصول على الشهرة من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على الإعجابات والمشاهدات، مما يؤدي إلى تشويه فهم الدين.
وفي نفس السياق، أكد زواغي أن الدين أصبح من أهم الوسائل التي يستخدمها بعض الأطراف للتحكم في الشعوب، وأن التكنولوجيا، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى فصل الإنسان عن تقاليده وقيمه، وتعزيز فكر “الدين الرقمي”، مما يشكل تهديداً جديداً للإنسانية.
من جهته، أشار الدكتور جمال حمود، الأستاذ الجامعي والباحث، إلى أهمية التفكير الأخلاقي في مجال العلم والتكنولوجيا، مؤكداً أنه يجب أن يكون للقيم الحضارية دور هام في توجيه تقدمنا التكنولوجي، وأن التحدي الحقيقي يكمن في إيجاد حلول أخلاقية للتحديات التي تطرحها التكنولوجيا المتقدمة، مع توضيح أن العلم يجب أن يبقى مستقلاً عن المؤسسات المالية التي قد تؤثر سلباً على مجرياته وأبحاثه. وأختتم حديثه بتسليط الضوء على ظاهرة “العلم الزائف” التي تعتبر استغلالاً تجارياً للعلم من قبل بعض الشركات الكبرى، والتي تهدف إلى تشويش الرأي العام وتحقيق أهداف تجارية بدلاً من الاهتمام بالحقائق العلمية والصحة العامة.
وقال إن كل عالم أصبح بمثابة “نبي”، حيث أن هناك الكثير من النظريات العلمية ليست صحيحة، ولكن تمويل البحوث حولها من طرف مؤسسات مالية كبرى أرجعتها صحيحة.
ودعا المتحدث علماء الجزائر إلى المساهمة في إنجاز حضاري يتمثل في مصالحة بين الدين والعلم والتكنولوجيا، من خلال مشروع تربوي هدفه غرس القيم الإنسانية والدينية.
القيم الجمالية والإبداع الإنساني تحت تهديد الذكاء الاصطناعي
ومن جانبه، يرى الدكتور كمال بومنير، أستاذ بقسم الفنون بجامعة الجزائر 2، من خلال محاضرته “القيم الجمالية ومآلات الفن في عصر التكنولوجيا الرقمية”، أن العديد من التساؤلات تطرح فيما يخص مجالات الفن والذكاء الاصطناعي، فالحديث عن القيم الأخلاقية، بحسبه، يكون عبر 3 مستويات، المعرفة العلمية ومفهوم الحق، والقيم الأخلاقية في تنظيم السلوكيات الفردية والجماعية، وتأتي بعدها القيم الجمالية وهي مفهوم الجمال، أي الإحساس بالجميل وهو أساس، بحسبه، كل الأعمال الفنية.
وقال الدكتور بومنير، إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فهم الجمال ولا الحياة الباطنية والتجارب والذكريات والتخيل، فهو يكتفي بمحاكاة ما تم تخزينه.
الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".