تمثل لعبة التنس للسوري حازم ناو أهمية كبيرة لدرجة أنه اقترب من الموت بسببها، فعندما كان يتدرب في سوريا خلال مراهقته سقطت قنبلة على ملعب مجاور للمكان الذي يلعب فيه، وبينما كان يحتمي بمدربه، سقط صاروخ آخر على بعد 50 مترا فقط منه، لتصيبه شظية في ذراعه.

ويستخدم حازم ناو (24 عاما) الذكريات المرعبة لنشأته في الحرب السورية لتعزيز رغبته في بناء مسيرة احترافية التنس.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4موسكو تهاجم اللجنة الأولمبية الدولية قبل أشهر من انطلاق أولمبياد باريسlist 2 of 4حالة ذعر بعد انهيار الفرنسي كازو في بطولة ميامي المفتوحة للتنسlist 3 of 4شاهد- يستعيد شبابه وحيويته.. تايسون صاحب الـ57 عاما يستعد بقوة لنزاله القادمlist 4 of 4بانيايا يفوز بجائزة قطر الكبرى بمستهل دفاعه عن لقب بطولة العالمend of list

ونشأ ناو -ابن مدرب تنس- في مدينة حلب، حيث كانت الرياضة دائما في مطلع اهتماماته، ولكن عندما اندلعت الثورة 2011، كان قطعُ 4 كيلومترات إلى نادي التنس للتدرب فيه يشكل تهديدًا حقيقيا على حياته.

View this post on Instagram

A post shared by Hazem Naw (@hazem_naw)

وقال لاعب التنس السوري -لصحيفة "صن" البريطانية- إن "الحرب أثرت على جميع السوريين؛ كنا خائفين، أردنا فقط البقاء على قيد الحياة. ومن الناحية الاقتصادية، كانت مأساوية بالنسبة لنا؛ كنا نواجه مشاكل مع كثير من الأشياء الضرورية، مثل الكهرباء والماء والحصول على الفواكه والخضروات، والأشياء العادية، حالتنا كانت صعبة".

وأضاف "توفيت عمة أمي جراء قنبلة، وتوفي عدد من أعمام والدي، كان خطيرا وصعبا جدا لعب التنس في سوريا، تمكنت أنا وأخي من التدرب عندما كان الوضع هادئًا ولم نسمع إطلاق نار أو قنابل، حاولنا أن نكون حذرين للغاية في ممارسة القليل من الرياضة، فهي مثالية إذا كان لديك كل هذا التوتر".

وتابع ناو "في حلب، كانت المناطق المتضررة من الحرب على بعد كيلومترين من مكان تدريبنا، لذا عندما بدؤوا في إطلاق النار أو القتال، كنا نسمع كل شيء بوضوح ونغادر على الفور، كل يوم كنا نذهب، وكان هناك احتمال ضئيل لحدوث شيء ما".

وعام 2014، دُمرت 4 من 5 ملاعب تنس في نادي حلب، الذي كان والد حازم يدرِب فيه، وأعيد ترميمها بعد أكثر من 5 سنوات، لأنه كانت هناك أشياء أكثر أهمية من إصلاحها، مع تضرر الملعب الخامس قليلا، ولكنه كان لا يزال يمكن اللعب فيه.

وبحلول 2015، انتقل والد حازم ناو وشقيقه الأكبر إلى لبنان، بينما توجه هو إلى دمشق للتدريب، في حين بقيت والدته وأخته في حلب، وكان في دمشق حين اختبر حادثا مروعا كاد ينهي حياته وهو في الـ15 من عمره.

View this post on Instagram

A post shared by ATP Challenger Tour (@atpchallengertour)

وقال عن الحادث "كنت أتدرب مع أحد المدربين في الملعب الأول وسقطت القنبلة الأولى على الملعب الخامس، شعرنا بمثل هزة أرضية صغيرة، ثم انتقلنا إلى المكان الذي اعتقدنا أنه أكثر أمانا، ثم سقطت القنبلة الثانية على بعد حوالي 50 أو 70 مترًا من المكان الذي كنا نقف فيه، لتصيبني شظية صغيرة من القنبلة في ذراعي اليمنى التي ألعب بها".

وتابع "اخترقت الجلد فقط، ولم تدخل كثيرا بداخل ذراعي، لكن كان علي الذهاب للمستشفى، لتنظيف الجرح وربطه بشريط لاصق".

في 2018، قرر حازم ناو مغادرة سوريا إلى ألمانيا، حيث بقي في البداية مع صديق والده، والآن يعيش في شقة في مدينة كولونيا بالقرب من شقيقه ومدربه عامر، ولا يستطيع العودة لسوريا، ولهذا التقى بوالديه وأخته 4 مرات فقط خلال 6 سنوات منذ مغادرته، ويكون اللقاء في إيران التي يزورها للمشاركة في بطولة "إيران الدولية للتنس".

في حديثه مع "صن" قال حازم ناو إن "العائلة دائمًا تأتي في المقام الأول، أحيانا ألعب التنس من أجل عائلتي، على أمل أن يأتي اليوم الذي يمكنني فيه جلبهم جميعا هنا (ألمانيا) وأن نتمكن جميعا من العيش معا، نتحدث عبر الفيديو تقريبا كل يوم، من الجميل دائما رؤيتهم في إيران ولكن في كل مرة نلتقي في المطار يصبح الأمر عاطفيا".

وحصل ناو على 4 مرات على كأس بطولة إيران الدولية للتنس، وآخرها في جزيرة كيش الإيرانية في يناير/كانون الثاني الماضي، إضافة إلى تألقه مع فريقه "روت فايس كولن" في الدوري الألماني.

View this post on Instagram

A post shared by ATP Challenger Tour (@atpchallengertour)

وأصبح حازم ناو أول سوري يفوز بمباراة في الدور الرئيسي لجولة التحدي، وهو المستوى الذي يسبق جولة محترفي التنس، وكانت لحظة مهمة للغاية بالنسبة للاعب السوري، وقال اللاعب المصنف عالميا رقم 333: "فخور بأن أكون أول لاعب سوري يخوض مباراة في كأس ديفيز، لأنه في 2009، استضافت مدينتي حلب هذا الحدث وكانت سوريا مشاركة، وكنت -وقتها- جامعا للكرات".

ويهدف ناو إلى السير على خطى أبطال اللعبة باللعب في كبرى بطولات التنس، وهو الأمر الذي بدا مستحيلا وسط الرعب الذي عاشه في سوريا. وعلى الرغم من كونها مؤلمة للغاية، فإن الحرب جعلته أكثر قوة واندفاعا داخل الملعب وخارجه.

وقال اللاعب السوري الشاب إن خطته "هي اللعب في جميع البطولات الكبرى، مثل بطولات الماسترز وبطولات الغراند سلام، حتى لو كانت فقط المشاركة في التصفيات، هذا هو هدف حياتي، أنا الآن قريب جدا، لا تزال هناك خطوة كبيرة حوالي 100 مكان، لكنها أقرب من أي وقت مضى، خاصة بعد تغلبي على لاعب ينتمي إلى قائمة أفضل 100، فهذا يظهر أنه يمكنني المنافسة".

وختم ناو حديثه قائلا: "بالطبع، لم تكن هذه الحرب تجربة جيدة، ولكن عليك أن تصنع الإيجابيات، ساعدتني على أن أصبح أقوى وأكثر قدرة على التحمل في الملعب وتقدير الأشياء، مثل العائلة أو عدم إهدار الطعام. وقتها في سوريا، لم أظن أبدا أنني سأصل إلى هذا الحد، بذلت قصارى جهدي لأصل إلى ما أنا عليه الآن من النواحي الرياضية والإنسانية والشخصية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة

كشف محمد وازن الباحث في الشؤون الإسرائيلية والدراسات السياسية والاستراتيجية، عن تمرد داخلي داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة.


وأشار في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، إلى تسريب وثيقة مهمة تم تداولها مؤخرًا داخل الجيش الإسرائيلي، حيث وقع أكثر من 970 ضابطًا في سلاح الجو الإسرائيلي على وثيقة تطالب بإنهاء الحرب على غزة.

جيش الاحتلال يعلن سقوط إحدى مسيراته داخل الأراضي اللبنانيةتحت حماية جيش الاحتلال.. 200 مستوطن يقتحمون باحات المسجد الأقصىمصطفى سليمان في مرمى الانتقادات بسبب تورط تقني محتمل في دعم جيش الاحتلالغزة: جيش الاحتلال قتل 490 طفلا خلال 20 يوماأهداف واضحة

وأوضح وازن أن الضباط الذين وقعوا على الوثيقة عبروا عن استيائهم من الحرب، معتبرين أن القيادة الإسرائيلية خدعتهم وأجبرتهم على مواصلة القتال في ظل عدم وجود أهداف واضحة.


وتابع،  أن هذه الوثيقة أثارت حالة من البلبلة داخل الجيش الإسرائيلي، مما دفع قيادة الجيش إلى تهديد الضباط الذين وقعوا على الوثيقة بالفصل الفوري إذا لم يسحبوا توقيعاتهم.

وقال وازن إن هذا الحدث يعكس حالة من التمرد والتململ داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث بدأ الجنود والضباط في إدراك حجم الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب فيها الحرب المستمرة على غزة.

وأكد وازن أن هذا التمرد ليس فقط بسبب الضغوط العسكرية، بل بسبب الآثار الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي تسببت فيها الحرب.

وأوضح وازن أن التمرد داخل الجيش يعكس الوضع المتأزم داخل المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، حيث بدأت تظهر مظاهرات واعتراضات على السياسة الداخلية للحكومة الإسرائيلية.

 وأشار إلى أن الوضع العسكري والسياسي في إسرائيل أصبح يشهد حالة من الانقسام والاحتجاجات الواسعة بسبب استمرار الحرب.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية، وخاصة في ظل اليمين المتطرف، تصر على استمرار الحرب رغم الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد، مثل الاستدعاء الإجباري لـ300 ألف جندي احتياطي، والخسائر المادية الهائلة في مختلف القطاعات مثل الزراعة والسياحة والبناء.

في ختام حديثه، أكد وازن أن إسرائيل تواجه تحديات داخلية كبيرة وأن الحرب على غزة أصبحت عبئًا ثقيلًا على جميع الأصعدة، مشيرًا إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز مليارات الدولارات، ما يزيد من الضغوط الداخلية على الحكومة.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا: بسبب منشور يسيء لوزيرة الداخلية.. حكم مع وقف التنفيذ على رئيس تحرير صحيفة يمينية متطرفة
  • كريم رمزي: الونش أقرب لـ الأهلي من الزمالك.. لكن الصفقة لم تُحسم
  • سعيدة إسماعيل تقود طموح «تنس الإمارات»
  • محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
  • سلاح الجو للاحتلال الإسرائيلي يهدد 970 طيارًا بسبب رسالة وقف الحرب على غزة
  • لماذا شبه الجمهور ريم مصطفى بـ لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا
  • ريم مصطفى تمارس التنس على طريقة ماريا شاربوفا
  • أحزاب الوسط في ألمانيا تتوصل إلى اتفاق ائتلافي في ظل مخاوف من ركود اقتصادي بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً بسبب مخاوف الحرب التجارية العالمية