تجنيد "الحريديم".. معضلة شائكة تهدد حكومة نتنياهو
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقدم ردها إلى المحكمة العليا، الخميس، بشأن مسألة تجنيد اليهود المتشددين، وهي قضية شائكة وحساسة جدا قد تكون لها تبعات على ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومنحت المحكمة العليا الحكومة في الواقع حتى الأربعاء لصياغة اقتراح مفصل لمشروع قانون، بعد أن تلقت العديد من الالتماسات المطالبة بالتجنيد الفوري لليهود المتشددين تماشيا مع القوانين، التي تساوي بين المواطنين.
والخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل، لكن اليهود المتشددين المتزمتين "الحريديم"، وتُطلق عليهم أحيانا تسمية اليهود الأرثوذكس، يمكنهم تجنب التجنيد الإجباري إذا كرسوا وقتهم لدراسة الشريعة والتوراة. وهو إعفاء اعتُمد لدى قيام دولة إسرائيل عام 1948 ولم يسبق أن تم التشكيك به من قبل.
ونظرا لحساسية القضية، التي كشفت عن انقسام عميق، لم يتوصل الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو إلى اتفاق بسبب معارضة الأحزاب الدينية، التي ترفض حتى مناقشة الأمر.
ويبدو أن طلب الحكومة من المحكمة إمهالها ساعات إضافية حتى الخميس لتقديم ردها يشير إلى مساعٍ تبذلها مختلف الأطراف لإيجاد حل وسط.
وأثارت المدعية العامة غالي بهراف ميارا التي يتمثل دورها في تقديم المشورة للحكومة بشأن القضايا القانونية وتمثيلها أمام المحاكم، الجدل مساء الأربعاء بإعلانها أن الحكومة ستكون ملزمة بالمضي قدمًا في تجنيد المتدينين اعتبارا من الأول من أبريل، وذلك بسبب ثغرة قانونية.
وفي الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربا ضد حركة حماس في قطاع غزة منذ ما يقرب من ستة أشهر، يتعرض الإعفاء من التجنيد لانتقادات متزايدة داخل المجتمع. ويعتقد قسم من الرأي العام أن اليهود المتشددين يجب أن يخدموا مثل غيرهم ويساهموا في ضمان أمن البلاد.
ويعتمد ائتلاف نتنياهو إلى حد كبير على التحالف مع الحزبين الرئيسيين المتشددين، شاس ويهدوت هتوراه، اللذين يعارضان بشدة تجنيد الحريديم، وفي حال انسحابهما منه ستسقط الحكومة.
تستمر الخدمة العسكرية 32 شهرا للرجال وسنتين للنساء، وهي إلزامية للشباب الإسرائيليين، لكن جميع اليهود المتشددين تقريبا معفيون منها، وذلك بفضل اتفاق يتيح للشباب الدراسة بدوام كامل في المدارس التلمودية لتأجيل خدمتهم العسكرية كل عام. وتُعفى النساء المتدينات الشابات تلقائيًا.
ومنذ أن أبطلت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2012 القانون المعروف باسم "تال" وسمح بمثل هذا الاتفاق، استمرت الإعفاءات، من خلال اتفاقيات وُقعت بين الحكومات المتعاقبة وأحزاب الحريديم.
ويشكل اليهود المتشددون حوالى 14 بالمئة من السكان اليهود في إسرائيل، وفقا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، أو ما يقرب من 1,3 مليون شخص.
ويستفيد نحو 66 ألف شاب يهودي متدين في سن الخدمة العسكرية من هذا التأجيل، بحسب أرقام الجيش.
ويطالب معظم الحريديم بالحفاظ على هذا الإعفاء لجميع الطلاب، معتبرين أن الجيش لا يتوافق مع قيمهم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الخدمة العسكرية نتنياهو إسرائيل اليهود الحريديم الجيش أخبار إسرائيل الحريديم تجنيد الحريديم نتنياهو الخدمة العسكرية الخدمة العسكرية نتنياهو إسرائيل اليهود الحريديم الجيش أخبار إسرائيل الیهود المتشددین
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: حكومة نتنياهو على الحافة وبقاؤها مرهون بمواصلة الحرب
تناولت صحف عالمية تطورات الحرب في قطاع غزة، والتي قالت إنها أصبحت مرهونة بأهداف بنيامين نتنياهو السياسية، وعرجت أيضا على الحرب الأوكرانية بقولها إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يبدي شجاعة أمام فلاديمير بوتين كما فعل مع الأوكرانيين.
فقد كتب مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في القدس المحتلة مقالا قال فيه إن استئناف الحرب على غزة مدفوع بحسابات سياسية لنتنياهو الذي يحاول كسب الوقت لتعطيل محاكمته بتهم الفساد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: الدعم السريع تسيطر على عنصر رئيسي بصناعة الكوكاكولا وبيبسيlist 2 of 2صحف عالمية: نتنياهو استأنف الحرب للحفاظ على حياته السياسيةend of listوأوضح المقال أن نتنياهو يحاول أيضا استعادة سيطرته السياسية على البلاد وتمرير الميزانية في الكنيست، وقبل هذا وذاك تأمين عودة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الحكومة مع 4 برلمانيين من حزبه.
لكن مراسل الصحيفة الفرنسية أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل خسارة ثقة الإسرائيليين، وهو في طريقه لتحقيق هذه المكاسب.
وفي "واشنطن بوست" كتب محرر الشؤون الدولية إيشان ثارور أن إسرائيل عاودت غاراتها على غزة من أجل بقاء نتنياهو، ونقل عن مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قوله إن الحكومة على حافة الهاوية.
ووفقا للمسؤول، فإن بقاء حكومة نتنياهو من عدمه يعتمد بشكل أساسي على اليمين المتطرف الذي كان يضغط بقوة ووضوح من أجل مواصلة الحرب وليس وقفها.
إعلانأما صحيفة هآرتس فكتبت في افتتاحيتها أن إسرائيل هي التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار وتمنع عودة الأسرى وليست حماس، متهمة نتنياهو بمواصلة الكذب في تصريحاته الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو "دفع مسبقا ثمن عودة إيتمار بن غفير إلى الحكومة من دماء الرهائن (الأسرى) الـ59 المتبقين في غزة، والذين قد يحسم مصيرهم بعودة الحرب كما حسم مصير مئات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال".
أوروبا قلقة من بوتين
وفيما يتعلق بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية، قال مقال في صحيفة واشنطن تايمز إن دبلوماسية دونالد ترامب في أوكرانيا تواجه اختبارا صعبا أمام فلاديمير بوتين.
وأضاف المقال أن الوقت قد حان لكي يظهر ترامب شجاعة بممارسة أقصى ضغط ممكن على موسكو كما فعل مع كييف، مشيرا إلى أن "المسؤولين في بكين وطهران وبيونغ يانغ -الذين يسهمون جميعا في حرب بوتين على أوكرانيا- يراقبون هذا الاختبار لقوة ترامب وإرادته وقيادته، وستوجه النتيجة أفعالهم المستقبلية".
وفي شأن متصل، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مقابلة مع صحيفة "تايمز" البريطانية "إن بوتين لا يمكن الوثوق به، وإنه قد يطرح شروطا لا تتعلق بأوكرانيا وإنما بالبنية الأمنية الأوروبية".
ووصفت المسؤولة الأوروبية هذا الأمر بأنه "خطير جدا"، وقالت إنها "تأمل ألا يوافق الأميركيون على أي شيء من وراء ظهور الأوروبيين".