رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل إفطار مؤسسة "الهادي" للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، حيث ألقى كلمة، قال فيها: "نلتقي اليوم مجدداً في رحاب هذا الشهر المبارك، شهر الخير والمحبة والإنسانية، وفي هذا الصرح المميز الذي هو مظهر من مظاهر الخير والعطاء، لنعبر مجدداً أن إنسانيتنا التي لا تزال سليمة لم نفقدها، ولم تخضع لمنطق المصالح والمحاصصات ولم تستغرق في أنانياتها ولم تتخل عن منطق الرحمة والمحبة ونحن سوف نبقى نحمل مشروع الإنسان حتى لا تنطفئ شعلة الخير في وطنا".



ورأى أن "هذا اللقاء يؤكد ان في هذا المجتمع من لا يزال قلبه ينبض بالحب والعطاء والرحمة والإحساس بالآخرين، وهي نعمة لا توازيها نعمة أن يكون فينا من يغلب انتماؤه لله وارتباطه به على كل انتماء وارتباط، وبأن هذه القلوب لا تزال تحمل الطهارة رغم كل ما مر علينا من أزمات وارتكابات وفضائح جعلت الكثيرين يسقطون في امتحان الإيمان وامتحان الإنسانية بعدما جفت ينابيع العطاء من نفوسهم، لكن وبحمد الله لا زالت قلوبكم بحراً لا منتهى له في التفاعل مع من يحتاج إلى أن نمد يدنا إليه، أن ننتشله من الواقع الذي يعيشه سواء أكان هذا إعاقة جسدية أو فقراً أو وضعاً اجتماعياً أو خطراً على الحياة والوجود كالذي يحصل اليوم في غزة وفي لبنان. فبقيتم على إيمانكم وإنسانيتكم التي لم يهددها طمع أو حرص، ولم يسقطها تعصب طائفي أو مذهبي أو سياسي".

اضاف: "بورك هذا الإيمان الذي جعلكم تعبرون فوق كل الحواجز الفئوية التي تفصل الإنسان عن الإنسان وتمنع أن يفكر الإنسان أو يعمل للتخفيف من معاناة الآخرين مهما كانت هوياتهم، فإن الذي تستغرقه الهوية الفئوية الخاصة وتحبسه عن العطاء للإنسان، أي إنسان، إنما هي هوية لا تنتسب للدين أي دين ولا الإيمان أي إيمان".

وتابع: "نحن هنا لنؤكد أن وطننا لا يزال بخير رغم كل ما نعانيه من فساد الفاسدين وتقصير المقصرين، لا نزال ننعم بالخيرين الذين يفكرون بكيفية سد حاجات الناس من حسابهم وعلى حسابهم، لا يريدون من ذلك جزاءً ولا شكوراً"، ورأى ان "هذا الوطن، لن ينعم بالأمن والاستقرار وحل أزماته إلا بالبذل والعطاء والتعاون، هو لا يبنى بالأنانيين الذين لا يتجاوزون حدود ذواتهم وإذا توسعوا فلطائفتهم أو مذهبهم أو موقعهم السياسي"، وشدد على اننا "من دعاة بناء الدولة القوية القادرة على القيام بواجباتها على مختلف الصعد ولكن بغيابها أو تغيبها مسؤوليتنا الوقوف إلى جانب هذه المؤسسات والتعاون معا، وهكذا نستطيع ان نحمي هذه الفئة المستضعفة من المجتمع ونجعلها قادرة على التعبير عن طاقاتها وامكاناتها".

واردف: "لقد جئنا إلى هذا الصرح الإنساني والإيماني لنؤكد إنسانيتنا وإيماننا وحبنا لله في صيامنا وفي كل توجهاتنا، عبر العمل في كل مشاريع الخير وأبرزها هذا المشروع الذي نجتمع اليوم في ظلاله، مشروع الصداقة، صداقة الإنسان للإنسان، هذا المشروع الذي سنحمله ونبشر به وندعو إليه ونوسع دائرته، لا نريده أن يقف عند حدود هذه المؤسسة بل أن يتوسع لإيماننا بأن كل من يعمل لخير الإنسان هو منا ونحن منه".

ووجه فضل الله "كل التقدير لمن أطلق هذه المبادرة الأستاذ جورج خباز، ولجهود مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي، هذا المجلس الذي أثبت ويثبت كم هي ثمرة هذا العمل الذي ينطلق من الذات لا لشيء بل لأجل خير الإنسان. ثمرة غالية ترفع من مفهوم الصداقة إلى معنى أعمق وأغنى، فبوركت مثل هذه الصداقة الصادقة، ولمؤسسة الهادي إدارة وعاملين كل المحبة والثناء على دورهم الريادي في إعلاء اسم هذه المؤسسة وحسن أدائها لدورها في خدمة إنساننا".

وفي الختام تم تكريم الفنان جورج خباز بلوحة زينية. (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

العلامة فضل الله: لموقف لبناني موحد في مواجهة العدو

ألقى العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية:

قال:"البداية من العدوان الإسرائيلي المستمر والذي بات يتواصل وتتسع دائرته ضارباً بعرض الحائط الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وهو ما نشهده في الغارات التي استهدفت البقاع وعمليات الاغتيال التي قد لا يكون آخرها ما جرى في منطقة صور، وفي التمدد الذي يحصل في الشريط الحدودي وإطلاق النار على الأهالي، فيما هو يواصل تمسكه بالمواقع والنقاط التي يتواجد فيها داخل الأراضي اللبنانية، من دون أن تقوم اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بأية إجراءات تردع هذا العدو أو حتى إدانة هذه الخروقات، ما يضع علامات استفهام على الدور المنوط بها أو جدوى الاتفاق الجاري مع هذا الكيان".

وقال:"إننا أمام كل ذلك نجدد دعوتنا إلى موقف لبناني موحد إن على الصعيد الرسمي أو الشعبي في مواجهة هذا العدو، واستخدام كل الوسائل التي تمنعه من المس بسيادة هذا البلد والتمادي في اعتداءاته، وأن تكف بعض الأصوات عن إطلاق المواقف إن على الصعيد السياسي أو الإعلامي التي تبرر لهذا العدو اعتداءاته.

ونبقى في الداخل لنجدد دعوتنا للحكومة التي أقرت الموازنة التي أعدتها الحكومة السابقة، إلى أن تعيد النظر بالضرائب التي وردت فيها والرسوم العالية التي وصلت إلى حد مئتي وخمسين ضعفاً على الرسوم السابقة، وأن لا تكرر أخطاء الحكومات السابقة التي كانت تسعى لتأمين احتياجاتها من خلال فرض الضرائب بدل استثمار الموارد التي تمتلكها، وأن تكون الموازنة تعبيراً للشعار الذي ألزمت به نفسها وهو الإصلاح والإنقاذ، في الوقت الذي نجدد وعلى صعيد التعيينات وملء الشواغر في مواقع الدولة دعوتنا إلى أن تفي بما وعدت أن يكون الأساس في الاختيار للمواقع في ما يطرح من تعيينات، هو الكفاءة والمناقبية والإخلاص للوطن كل الوطن، فلا تكون رهينة المحاصصات أو المصالح أو تدخلات الخارج أو من يريد أن يضع يده على مفاصل الدولة ويمسك بقرارها".

وتابع:"نتوقف عند القمة العربية، فإننا مع تقديرنا للموقف الإيجابي العام لمقررات القمة الذي أكد على الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، وعلى الحفاظ على حقوق وكرامة هذا الشعب وضمان إعادة ما تهدم في غزة وعودة أهلها، وعلى ضرورة التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وإدانة الخروقات الإسرائيلية، والمطالبة للعدو "بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً وبتسليم الأسرى والمعتقلين في الحرب الأخيرة... إلا أننا نرى أن هذه المواقف تبقى امتداداً لمقررات سابقة لن تلقى التجاوب ما دامت دون آلية فاعلة للتنفيذ... وما دامت لا تستند إلى أوراق القوة، ما يجعل من هذه القمم إجمالاً فاقدة الفعالية والتأثير، فلا يقيم لها العدو وزناً ويتعامل معها كحبر على ورق، وهو ما أظهرته ردود الفعل على قمة بيروت وغيرها".

وقال:" لقد أصبح واضحاً أن الطريق لمواجهة مشروع التهجير للفلسطينيين وكل ما يحيق بالوضع العربي هو أن تشعر أميركا أن ما تقوم به يهدد مصالحها في المنطقة، وينعكس على أمن الكيان الصهيوني، والدول العربية تمتلك الكثير من مواقع القوة التي مع الأسف لم تحركها رغم كل ما يعصف بها من تحديات سواء على القضية الفلسطينية أو صعيد المنطقة كلها."

وختم:"نبقى أخيراً عند ذكرى مجزرة بئر العبد، لكن لا تُنسى ولا ننسى معها صناع الجريمة في واقعنا، هذه المجزرة الَّتي راح ضحيَّتها أكثر من مئة شهيد ومئتي جريح من الرّجال والنّساء والأطفال، وحتى الأجنَّة في بطون أمَّهاتهم، والتي أريد من خلالها القضاء على ذلك الصَّوت الذي لم يهادن ظلماً أو استكباراً طوال حياته.
(الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة
  • الإيمان والإستقامة
  • عبد الله بن بيه: بناء جسور التواصل واجب ديني
  • البيومي: الإيمان يقوم على الإخلاص والإيثار من أسمى درجات الإحسان
  • مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة
  • ردده الآن.. دعاء اليوم الثامن من رمضان 2025: «اللهمّ زَيِّنَّا بزينة الإيمان»
  • الحياء.. شعبة من الإيمان
  • سلامة داود: الأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل يجمع شمل الأمة ويقاوم تفرقها
  • العلامة فضل الله: لموقف لبناني موحد في مواجهة العدو
  • التأكيد على المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام