محققون ينظرون في العلاقة بين الوقود القذر وحادث انهيار جسر بالتيمور
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن خبراء في صناعة الشحن، أن "الوقود القذر" قد يكون أحد العوامل التي أدت إلى فقدان السيطرة على سفينة الشحن "دالي" قبل اصطدامها بجسر بالتيمور، الثلاثاء.
وغرقت السفينة دالي في الظلام، بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية قبل الاصطدام بالجسر مباشرة، بعدما فقد القبطان القدرة على التحكم بها.
وتسبب الحادث في تعطيل حركة الشحن في أحد أكثر الموانئ ازدحاما على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وكذلك النقل البري، حيث أدى إلى قطع رابط رئيسي على الطريق السريع الرئيسي الذي يحيط ببالتيمور في ولاية ماريلاند المتاخمة للعاصمة واشنطن.
وحسب الصحيفة، فقد سلط الحادث الذي وقع على نهر باتابسكو، الضوء على المتاعب التي تواجهها صناعة الشحن العالمية، بما في ذلك مشكلة "الوقود القذر" التي طال أمدها.
"السفن أصبحت كمحارق"ووفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مركز أبحاث المجلس الأطلسي، فإن "الوقود القذر"، أدى إلى تعطل المئات من محركات السفن في السنوات الأخيرة.
وحسب المجلس الأطلسي، فإن وقود السفن "القذر" غالبا ما يحتوي على "مواد لا ينبغي أن تكون موجودة في الوقود على الإطلاق، حيث إن سلسلة توريد الوقود طويلة ومبهمة نسبيا، ونتيجة لذلك أصبح وقود السفن الوجهة النهائية لبقايا عملية التكرير".
ويقول المهندس المخضرم في صناعة النفط والغاز، الرئيس التنفيذي لشركة "Deepwater Producers"، غيرالد سكوغينز، إن فقدان الطاقة "قد يكون ناجما عن انسداد مرشحات الوقود القذرة، التي تؤدي إلى المولد الرئيسي للسفينة".
ويشير إلى أن السفن "تستخدم أنواعا مختلفة من الوقود في أجزاء مختلفة من رحلتها البحرية، إذ إنه أثناء وجودها داخل الميناء -كما كانت السفينة دالي قبل الاصطدام- تعمل السفن عادة بوقود ديزل خفيف نسبيا، ومن الممكن أن يكون ملوثا".
ويضيف سكوغينز أن "الملوثات الشائعة للوقود، تشمل الماء والأوساخ والطحالب"، معتبرا أنه "من المؤكد أنه كان هناك وقود قذر أيضا".
"تاريخ مضطرب".. تفاصيل عن "سوابق" السفينة التي اصطدمت بجسر بالتيمور تُشير معطيات نشرتها وسائل إعلام عن السفينة "دالي" التي اصطدمت بجسر بالتيمور، الثلاثاء، وتسببت بانهياره، إلى أنها عانت سابقا من مشاكل تقنية، وتعرضت لحادثة اصطدام واحدة على الأقل، رغم أنها كانت أقل خطورة.من جانبه، يقول إيان رالبي، الرئيس التنفيذي لشركة "IR Consilium"، المتخصصة في مجال الأمن البحري وأمن الموارد، إن "الوقود البحري الثقيل يتم خلطه مع ما يسمى بمخزون القطع (عبارة عن النفط والمنتجات المرتبطة بالنفط المستخدمة لتخفيف النفط)، أثناء رسو السفينة في الميناء، وهو عرضة للملوثات ولا تتم مراقبته بشكل وثيق".
ويضيف رالبي، الذي شارك في إعداد تقرير المجلس الأطلسي لعام 2018، إن "منتجات النفايات الناتجة عن المصافي والعمليات الصناعية الأخرى، شقت طريقها بشكل غير قانوني إلى وقود الشحن (وقود السفن)".
ويشير تقرير المجلس الأطلسي إلى أن السفن التجارية "أصبحت تعمل كمحارق لصناعة التكرير"، حيث عثر مفتشون على وقود ملوث "بزيت المحركات المستعملة والمنتجات الثانوية من صناعة البلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والأسمدة وحتى السلع الورقية".
وفي حالة السفينة دالي، قال رالبي إنه "لا ينبغي استبعاد احتمال وقوع هجوم إلكتروني، ومن الممكن أيضا أن تكون السفينة قد تعرضت لعطل ميكانيكي بحت في أحد أنظمتها الحرجة".
ويأتي احتمال تسبب "الوقود القذر" في حادث بالتيمور من مراقبين لديهم معلومات مباشرة حول السفينة دالي وتاريخ تزويدها بالوقود وغيرها من المشاكل الميكانيكية المحتملة التي يمكن أن تكون قد ساهمت في فقدان التحكم بها، حسب ما تقول "واشنطن بوست".
90 ثانية.. كيف أنقذ تحذير "اللحظة الأخيرة" الكثيرين بانهيار جسر بالتيمور؟ أسهم تحذير صوتي صدر قبل دقائق من اصطدام السفينة دالي بجسر فرنسيس سكوت كي المروري في بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في إنقاذ حياة كثيرين، كانوا على وشك استخدام الجسر، بحسب "أسوشيتد برس". التحقيق قد يستمر لسنواتفي سياق متصل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن الوقوف وراء أسباب تعطل سفينة شحن واصطدامها بجسر في بالتيمور، "قد يستغرق سنوات" من التحقيق.
وقالت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل، الذي يقود التحقيق، جينيفر هومندي، إن المحققين أجروا مقابلات مع القبطان والمساعد الأول وكبير المهندسين وآخرين على متن سفينة الحاويات.
وذكرت هومندي أن الوكالة استعادت مسجل بيانات من السفينة، وهو أكثر بساطة من كونه بمثابة "صندوق أسود" مثل الموجود على الطائرة، بالإضافة إلى بيان الشحنة.
وأضافت: "من السابق لأوانه القول ما إذا كان المجلس الوطني لسلامة النقل سيكون قادرا على تحديد سبب تعطل السفينة، نظرا للطبيعة المحدودة للبيانات التي تم استردادها حتى الآن".
وأدى اصطدام السفينة دالي إلى انهيار معظم أجزاء الجسر في مصب نهر باتابسكو على الفور تقريبا، ليغلق ممرات الشحن ويجبر ميناء بالتيمور على تعليق عملياته لأجل غير مسمى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المجلس الأطلسی
إقرأ أيضاً:
إبر التخسيس وشلل المعدة.. ما العلاقة؟ وهل الخطر حقيقي؟
هل أنت أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة Gastroparesis، إذا كنت تستعمل أدوية السمنة أو مرض السكري مثل ويجوفي wegovy أو أوزيمبيك Ozempic التي تعرف بإبر التخسيس؟ الجواب هنا مع آخر المعطيات البحثية حول هذه الإبر.
شلل المعدةتشير معطيات بحثية ودراسات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون عقاقير ناهضات جي إل بي-1 GLP-1 Agonists مثل أوزيمبيك وويجوفي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة.
وشلل المعدة، يشير إلى التأخر أو التباطؤ في إفراغ محتويات المعدة بعد تناول الطعام. ويقول الخبراء إنه رغم اسمه، فإن شلل المعدة لا يسبب في الواقع الشلل وهو أمر قابل للعكس ومتوقع عند تناول دواء GLP-1.
الآثار الجانبية المعوية لهذه الأدوية معروفة جيدا، فهي تشمل الغثيان والقيء والإسهال. ومع ذلك، هناك أيضا أحداث أقل شيوعا مرتبطة بها. وتشمل هذه الأحداث شلل المعدة، والانسداد المعوي، والتهاب البنكرياس الحاد.
في دراسة نشرت العام الماضي وأجراها باحثون في جامعة كانساس، وشملت ما يقرب من 300 ألف مريض، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية GLP-1 كانوا أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة بنسبة 66% من أولئك الذين لم يتناولوها.
ومن بين المرضى الذين يتناولون الأدوية، تم تشخيص إصابة 0.53% بشلل المعدة، حوالي 750 من أصل ما يقرب من 150 ألف مريض.
إعلانوقال براتيك شارما، أستاذ الطب في قسم الأورام الطبية في كلية الطب بجامعة كانساس، والباحث الرئيسي في الدراسة، لموقع هيلث لاين "يجب إعلام المرضى بهذه الآثار الجانبية قبل بدء العلاج. هناك الكثير من الإثارة والطلب على هذه الأدوية، لكن الآثار الجانبية هي نقاط حاسمة للمناقشة".
أعراض شلل المعدةالأعراض الشائعة تشمل:
عسر الهضم. انتفاخ البطن. الشعور بالشبع بسرعة كبيرة أو لفترة طويلة. ألم في الجزء العلوي من البطن. الغثيان. التقيؤ. ارتجاع (بصق) قطع كاملة من الطعام غير المهضوم. فقدان الشهية. حموضة المعدة. الإمساك. هل خطر شلل المعدة حقيقي؟الجواب هو عموما لا، والحقيقة أن هناك الكثير من سوء الفهم حول شلل المعدة ومخاطره على المرضى.
وتقول الدكتورة بيفرلي تشانج، أخصائية الغدد الصماء والمتحدثة باسم جمعية السمنة وأستاذة مساعدة في الطب السريري في طب وايل كورنيل "رغم وجود خطر متزايد، فإن النسب المئوية كانت لا تزال منخفضة إلى حد ما. وكان الكثير منها أقل من 1%. ورغم ارتفاعها مقارنة بعدم تناول أي دواء، فإن الخطر كان لا يزال منخفضا للغاية. أعتقد أن هذا شيء يجب على الناس تذكره".
الدكتور دان أزاجوري، رئيس قسم الجراحة طفيفة التوغل وجراحة السمنة والمدير الطبي للعيادة المتعددة التخصصات للسمنة والتمثيل الغذائي في كلية طب ستانفورد، صرح لموقع هيلث لاين بأنه في حين تؤكد البيانات الآثار الجانبية للجهاز الهضمي، فإنه يشعر بالقلق إزاء الرواية حول شلل المعدة.
وأضاف "أعتقد أن الناس لا يعرفون ما هذا المرض، لذا فهو مخيف. بالنسبة لنا، لا يشكل شلل المعدة أي قلق. إنه تباطؤ في إفراغ المعدة. هذه حالة يمكن علاجها. عندما تتناول الدواء، تتباطأ معدتك. وعندما تتوقف عن تناول الدواء تعود الأمور إلى طبيعتها".
أدوية GLP-1 قد تقلل مضاعفات الجراحة لدى مرضى السكريننتقل إلى دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل، وكلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، ونيويورك-بريسبتيريان، ووجدت أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين كانوا يتناولون أدوية GLP-1 مثل تيرزيباتيد (مونجارو) وسيماجلوتيد (أوزيمبيك) كان لديهم معدلات أقل بكثير لإعادة الدخول إلى المستشفى وإعادة فتح الجروح والورم الدموي بعد الجراحة.
إعلانونشرت الدراسة في مجلة حوليات الجراحة، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وقال الدكتور جيسون سبيكتور، كبير مؤلفي الدراسة ورئيس قسم جراحة التجميل والترميم في طب وايل كورنيل ونيويورك-بريسبتيريان-مركز وايل كورنيل الطبي وأستاذ الجراحة في طب وايل كورنيل: "تشير هذه النتائج من هذا العدد الكبير من المرضى والإجراءات إلى أن تناول هذه الأدوية لا ينبغي أن يؤدي إلى تفاقم المضاعفات بعد الجراحة بشكل عام، بل ربما يقلل من احتمالية حدوث بعضها".
أدوية GLP-1 آمنة وفعالة للغاية لعلاج السمنة لدى البالغين غير المصابين بالسكريننتقل إلى دراسة حديثة أخرى أجراها باحثون في جامعة ماكغيل، وقاموا بمراجعة 26 دراسة تضم 15 ألفا و491 مشاركا، ووجدوا أن الأدوية القائمة على GLP-1 فعالة لفقدان الوزن لدى البالغين المصابين بالسمنة ولكن غير المصابين بالسكري.
ونشرت الدراسة في مجلة حوليات الطب الباطني Annals of Internal Medicine، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.