خروجات الإفطار بمصر.. اللمة الرمضانية تتحدى الظروف الاقتصادية
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
القاهرة- اعتاد المصريون الخروج للإفطار خارج المنزل في أوقات عديدة خلال شهر رمضان المبارك، لكن آثار الأزمة الاقتصادية كانت واضحة هذا العام، إذ لم تتسبب في إلغاء فكرة الخروج لكن كل حسب طاقته، خاصة مع ظهور أفكار جديدة لإفطارات رمضانية اقتصادية خارج البيوت، تستوعبها أماكن عدة.
ويأتي شهر رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية معقدة في مصر، إذ أدى الانخفاض المستمر في قيمة الجنيه المصري إلى تفاقم ضغوط التضخم الاجتماعية والاقتصادية.
وتعتبر إفطارات "الديش بارتي" (مشاركة كل أسرة بطبق) في المتنزهات العامة والمواقع التاريخية من أبرز أفكار التجمعات الرمضانية الاقتصادية لهذا العام، كما تعد الحدائق العامة، مثل: الفسطاط والأزهر وعابدين، ومنطقة مسجد الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمي وخان الخليلي، وممشى أهل مصر على ضفاف النيل والمراكب النيلية، من أنسب الأماكن للخروج وتناول الإفطار بأسعار تناسب الميزانيات المتوسطة في العاصمة القاهرة.
"العادات الاجتماعية والموروثات الدينية فوق أي أزمة اقتصادية".. هكذا يرى رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية الخبير الاقتصادي عادل عامر في حديثه للجزيرة نت، ما يحدث في مصر، إذ تلجأ الأسر المصرية لمواصلة عاداتها الرمضانية رغم الغلاء المنتشر.
المصريون -وفق عامر- يتميزون في السنوات الأخيرة بامتصاص الأزمات الاقتصادية وتوزيع مواردهم المحدودة بما لا يخل بالطقوس الدينية و"اللمة" الاجتماعية، و"بخاصة في شهر رمضان مثل: العزومات وخروجات الإفطار".
وليس بعيدا عما يصنعه أبناء المدن والعاصمة، ما يقوم به أغلبية المصريين في الأرياف والقرى الأكثر فقرا، وفق رصد رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، الذي يرى أنه رغم تأثر دخلهم بشكل أكبر عن المدن، بالأزمة الاقتصادية وارتفاع نسب التضخم والغلاء، فإنهم ملتزمون بطقوس اجتماعية رمضانية كالإفطارات والعزومات في حدود الإمكانيات المتاحة.
ريهام أحمد، طبيبة مصرية، أم لطفلة، جرى عليها ما جرى على المصريين في الأزمة الاقتصادية، ولكنها تمسكت ببرنامجها الرمضاني في خروجات الإفطار العائلية أو مع صديقاتها مع الاقتصاد، حيث لجأت وفق حديثها للجزيرة نت، إلى فكرة "الديش بارتي" في بعض إفطارات هذا العام، وفيها تحضر كل أسرة أو صديقة طبق طعام معين، وتكتمل مائدة الإفطار بأطباق مختلفة من أكثر من بيت.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهة حكومية) مطلع مارس/آذار الجاري أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قفز إلى 36% في فبراير/شباط الماضي، في حين كان 31.2% في يناير/كانون الثاني الماضي، مدفوعا بشكل أساسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.
الحدائق العامة أو المماشي السياحية، باتت -بحسب حديث الطبيبة ريهام- جزءا من وسائل تخفيض المصروفات على الإفطار الخارجي، حيث تتميز بأنها إما مجانية أو بمقابل بسيط، مما يجعل التكلفة الإجمالية منخفضة لمعظم الأسر.
"لم أفطر خارج البيت غير مرة واحدة منذ أول رمضان"، هكذا قالت الكاتبة الشابة آلاء عز للجزيرة نت، وهي الظاهرة اللافتة في العديد من البيوت والعائلات التي قللت من عدد مرات خروجها للإفطار خارج المنزل هذا العام، مع المتغيرات الاقتصادية السلبية، مؤكدة أن فكرة "الديش بارتي"، كما ترصد عز كذلك، باتت هي الأنسب في الخروجات الرمضانية للإفطار لهذا العام.
أما المدرسة عبير حسني، أم لطفلتين، لها فكرة مختلفة في بعض خروجاتها للإفطار في شهر رمضان خارج المنزل، إذ تلجأ بحسب حديثها للجزيرة نت إلى تحضير طعام الإفطار في بيتها، ثم الخروج إلى مسجد السلطان حسن الشهير بالقاهرة التاريخية، حيث تفطر بصحبة أسرتها في رحابه الخارجية، ثم تتجه إلى صلاة التروايح فيه.
الجامع الأزهر الشريف، سيكون مقصد عبير في العشر الأواخر من رمضان، وبالتحديد ليلة الـ27 من رمضان، حيث تفكر في تحضير إفطار منزلي، كي تجتمع هي وأسرتها وصديقاتها في رحاب الجامع الأزهر، لقضاء يوم في رحاب منطقة الأزهر، للإفطار ثم صلاة التراويح، قبل أن ينتهي اليوم في شارع المعز والحسين بسحور مناسب.
أما بجوار المراكب النيلية الفاخرة باهظة التكاليف في الإفطار على ضفاف النيل، يمكن لـ3 أسر مكونة من 15 فردا قضاء ساعة كاملة في مركب نيلي وقت الإفطار، مع فقرات فنية وتراثية، بتكلفة بسيطة لا تتخطى 400 جنيه (حوالي 8 دولارات ونصف)، من دون وجبات الإفطار التي يحضرها الأهالي، بحسب ياسر الدجوي صاحب أحد المراكب النيلية الشعبية، في حديثه للجزيرة نت.
"قضاء وقت الإفطار في مراكب نيلية مناسبة التكلفة".. هي فكرة رائجة يلجأ لها بعض المصريين، خاصة الشباب، بحسب الشاب محمد حسن، الذي أكد للجزيرة نت أن الإفطار عند بعض المناطق "المعقولة" على ضفاف النيل يحقق له ولأقرانه فرصة لقضاء إفطار سعيد في مكان لطيف بتكاليف مناسبة، لكنه يشير كذلك إلى أنهم في بعض الأوقات يستبدلون الإفطار بسحور في التجمع على الطعام، حسب الميزانية.
ويعد الحرص على التجمع الأسري والاجتماعي رغم أي صعوبات مادية، أحد معالم شهر رمضان في مصر، وفق أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سامية خضر صالح، والتي ترى في حديثها للجزيرة نت، أن المصريين سيظلون يبحثون عن أفكار جديدة و"يخترعون" -والكلام لها- من أجل استمرار طقوسهم وتقاليدهم الاجتماعية الرمضانية.
وتضيف خضر "المصريون يعشقون التجمع خاصة مع الأقارب والأصدقاء والمعارف في شهر رمضان، ودائما يبحثون عن الفرحة والسعادة مهما كانت الأوضاع الاقتصادية والمادية"، مؤكدة أن منطقة الأزهر -على سبيل المثال- تشهد زحاما كبيرا من المصريين على مختلف ظروفهم الاقتصادية، للحرص على الإفطار أو السحور في جو رمضاني ساحر مليء بالروحانيات والفنون، يشاركهم في كثير من الأوقات الأشقاء العرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات رمضان 2024 على ضفاف النیل الجامع الأزهر للجزیرة نت شهر رمضان هذا العام فی مصر
إقرأ أيضاً:
برلماني: ذكرى نصر العاشر من رمضان ملحمة خالدة في وجدان المصريين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، بخالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهوري والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وجميع قيادات وضباط وجنود القوات المسلحة البواسل, وجموع الشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات حرب العاشر من رمضان المجيدة عام 1973 .
أكد أبو هميلة، أن هذا اليوم العظيم ملحمة خالدة ورمزا للصمود سيظل محفورا في ذاكرة ووجدان المصريين على مر التاريخ، وسيظل يوما عظيما تحتفل به مصر والمصريين وعلامة بارزة في تاريخ القوات المسلحة البواسل الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن الحبيب، ورفعوا راية الحق عالية خفاقة بعد قهر العدو الصهيوني في ملحمة بطولية سجلها التاريخ بحروف من نور في أنصع صفحاته، لرجال القوات المسلحة الذين أعادوا العزة والكرامة لمصر والأمة العربية أجمع، مشيرا إلى أن رجال القوات المسلحة وعلى مر التاريخ يقدمون أرواحهم ودمائهم ويقدمون التضحيات فداء للوطن وحفاظا على أمن مصر وأرضها وحدودها، وما زال الجيش المصري هو الحصن والسند القوي لمصر يحقق الأمن والأمان لمصر والمصريين .
وأضاف أبو هميلة أنه في عهد الرئيس السيسي فإن الدولة وضعت تنمية سيناء على رأس أولوياتها، فبعد أن قامت بتطهيرها من الإرهاب، نجحت الدولة في تنمية سيناء اقتصاديا في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعمرانية والمجتمعية والخدمية، موضحا أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن الدولة أنفقت على تنمية سيناء أكثر من 700 مليار جنيه في العديد من المشروعات القومية العملاقة حتى بداية عام 2023، إضافة إلى إقامة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهو مشروع عملاق سينقل مصر نقلة اقتصادية كبرى لأنه من المشروعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية ويزيد الدخل القومي، إضافة إلى قناة السويس الجديدة التي كانت لها تأثيرا إيجابيا واضحا في زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة .
وتابع أبو هميلة، أن سيناء شهدت نهضة صناعية كبرى فقد نفذت الدولة العديد من المشروعات الصناعية بها منها مصنع أسمنت العريش ومجمع الأسمدة الفوسفاتية ومصنع الرخام والجرانيت وغيرها، إضافة لتمويل عشرات الآلاف من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إضافة لمشروعات الاستزراع السمكي وتنفيذ ألاف الأحواض السمكية, وإنشاء 18 تجمعا زراعيا، إضافة إلى مشروع القطار الكهربائي السريع السخنة, العلمين, مطروح, والذى يربط مدن القناة بباقي محافظات الجمهورية، إضافة إلى إنشاء وتطوير ورفع كفاءة 8 موانئ بحرية، وتطوير 3 منافذ برية بطابا ورفح والعوجة، إضافة إلى مشروع افتتاح محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمصرف بحر البقر والتي تستهدف استصلاح 500 ألف فدان في سيناء، إضافة إلى إنشاء 14 تجمعا يضم أنشطة زراعية وسمكية لسكان جنوب سيناء، وجاري تنفيذ 7 تجمعات أخرى.