القاهرة- اعتاد المصريون الخروج للإفطار خارج المنزل في أوقات عديدة خلال شهر رمضان المبارك، لكن آثار الأزمة الاقتصادية كانت واضحة هذا العام، إذ لم تتسبب في إلغاء فكرة الخروج لكن كل حسب طاقته، خاصة مع ظهور أفكار جديدة لإفطارات رمضانية اقتصادية خارج البيوت، تستوعبها أماكن عدة.

ويأتي شهر رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية معقدة في مصر، إذ أدى الانخفاض المستمر في قيمة الجنيه المصري إلى تفاقم ضغوط التضخم الاجتماعية والاقتصادية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مسيرات السيارات والصيد والتصوير.. هوايات تنشط في قطر خلال رمضانlist 2 of 4كيف تخططين لدعوات إفطار مميزة واقتصادية في رمضان؟list 3 of 4النفار وتخياط النهار.. طقوس المغرب في رمضانlist 4 of 4تشهد عودة نيللي كريم ونادين نجيم.. أبرز مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2024end of list

وتعتبر إفطارات "الديش بارتي" (مشاركة كل أسرة بطبق) في المتنزهات العامة والمواقع التاريخية من أبرز أفكار التجمعات الرمضانية الاقتصادية لهذا العام، كما تعد الحدائق العامة، مثل: الفسطاط والأزهر وعابدين، ومنطقة مسجد الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمي وخان الخليلي، وممشى أهل مصر على ضفاف النيل والمراكب النيلية، من أنسب الأماكن للخروج وتناول الإفطار بأسعار تناسب الميزانيات المتوسطة في العاصمة القاهرة.

الاقتصاد بات سمة أساسية في وجبات الإفطار الرمضاني لهذا العام في مصر (الجزيرة) الطقوس الرمضانية في الأزمة الاقتصادية

"العادات الاجتماعية والموروثات الدينية فوق أي أزمة اقتصادية".. هكذا يرى رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية الخبير الاقتصادي عادل عامر في حديثه للجزيرة نت، ما يحدث في مصر، إذ تلجأ الأسر المصرية لمواصلة عاداتها الرمضانية رغم الغلاء المنتشر.

المصريون -وفق عامر- يتميزون في السنوات الأخيرة بامتصاص الأزمات الاقتصادية وتوزيع مواردهم المحدودة بما لا يخل بالطقوس الدينية و"اللمة" الاجتماعية، و"بخاصة في شهر رمضان مثل: العزومات وخروجات الإفطار".

وليس بعيدا عما يصنعه أبناء المدن والعاصمة، ما يقوم به أغلبية المصريين في الأرياف والقرى الأكثر فقرا، وفق رصد رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، الذي يرى أنه رغم تأثر دخلهم بشكل أكبر عن المدن، بالأزمة الاقتصادية وارتفاع نسب التضخم والغلاء، فإنهم ملتزمون بطقوس اجتماعية رمضانية كالإفطارات والعزومات في حدود الإمكانيات المتاحة.

المقاهي التراثية في شارع المعز لدين الله الفاطمي تحتضن العديد من الإفطارات الرمضانية بأسعار مناسبة (الجزيرة) "الديش بارتي" فكرة اقتصادية

ريهام أحمد، طبيبة مصرية، أم لطفلة، جرى عليها ما جرى على المصريين في الأزمة الاقتصادية، ولكنها تمسكت ببرنامجها الرمضاني في خروجات الإفطار العائلية أو مع صديقاتها مع الاقتصاد، حيث لجأت وفق حديثها للجزيرة نت، إلى فكرة "الديش بارتي" في بعض إفطارات هذا العام، وفيها تحضر كل أسرة أو صديقة طبق طعام معين، وتكتمل مائدة الإفطار بأطباق مختلفة من أكثر من بيت.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهة حكومية) مطلع مارس/آذار الجاري أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قفز إلى 36% في فبراير/شباط الماضي، في حين كان 31.2% في يناير/كانون الثاني الماضي، مدفوعا بشكل أساسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.

الحدائق العامة أو المماشي السياحية، باتت -بحسب حديث الطبيبة ريهام- جزءا من وسائل تخفيض المصروفات على الإفطار الخارجي، حيث تتميز بأنها إما مجانية أو بمقابل بسيط، مما يجعل التكلفة الإجمالية منخفضة لمعظم الأسر.

"لم أفطر خارج البيت غير مرة واحدة منذ أول رمضان"، هكذا قالت الكاتبة الشابة آلاء عز للجزيرة نت، وهي الظاهرة اللافتة في العديد من البيوت والعائلات التي قللت من عدد مرات خروجها للإفطار خارج المنزل هذا العام، مع المتغيرات الاقتصادية السلبية، مؤكدة أن فكرة "الديش بارتي"، كما ترصد عز كذلك، باتت هي الأنسب في الخروجات الرمضانية للإفطار لهذا العام.

الإفطار اليومي في ساحة الجامع الأزهر الشريف أصبح مقصد خروجات بعض المصريين مع الوافدين (الجزيرة) في رحاب القاهرة التاريخية

أما المدرسة عبير حسني، أم لطفلتين، لها فكرة مختلفة في بعض خروجاتها للإفطار في شهر رمضان خارج المنزل، إذ تلجأ بحسب حديثها للجزيرة نت إلى تحضير طعام الإفطار في بيتها، ثم الخروج إلى مسجد السلطان حسن الشهير بالقاهرة التاريخية، حيث تفطر بصحبة أسرتها في رحابه الخارجية، ثم تتجه إلى صلاة التروايح فيه.

الجامع الأزهر الشريف، سيكون مقصد عبير في العشر الأواخر من رمضان، وبالتحديد ليلة الـ27 من رمضان، حيث تفكر في تحضير إفطار منزلي، كي تجتمع هي وأسرتها وصديقاتها في رحاب الجامع الأزهر، لقضاء يوم في رحاب منطقة الأزهر، للإفطار ثم صلاة التراويح، قبل أن ينتهي اليوم في شارع المعز والحسين بسحور مناسب.

الجامع الأزهر الشريف مقصد تجتمع الأسر المصرية في رحابه طيلة رمضان (رويترز) إفطار مناسب على ضفاف النيل

أما بجوار المراكب النيلية الفاخرة باهظة التكاليف في الإفطار على ضفاف النيل، يمكن لـ3 أسر مكونة من 15 فردا قضاء ساعة كاملة في مركب نيلي وقت الإفطار، مع فقرات فنية وتراثية، بتكلفة بسيطة لا تتخطى 400 جنيه (حوالي 8 دولارات ونصف)، من دون وجبات الإفطار التي يحضرها الأهالي، بحسب ياسر الدجوي صاحب أحد المراكب النيلية الشعبية، في حديثه للجزيرة نت.

"قضاء وقت الإفطار في مراكب نيلية مناسبة التكلفة".. هي فكرة رائجة يلجأ لها بعض المصريين، خاصة الشباب، بحسب الشاب محمد حسن، الذي أكد للجزيرة نت أن الإفطار عند بعض المناطق "المعقولة" على ضفاف النيل يحقق له ولأقرانه فرصة لقضاء إفطار سعيد في مكان لطيف بتكاليف مناسبة، لكنه يشير كذلك إلى أنهم في بعض الأوقات يستبدلون الإفطار بسحور في التجمع على الطعام، حسب الميزانية.

قضاء وقت الإفطار في مراكب على ضفاف النيل بأسعار مناسبة التكلفة (الجزيرة) إصرار على العادات الاجتماعية

ويعد الحرص على التجمع الأسري والاجتماعي رغم أي صعوبات مادية، أحد معالم شهر رمضان في مصر، وفق أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سامية خضر صالح، والتي ترى في حديثها للجزيرة نت، أن المصريين سيظلون يبحثون عن أفكار جديدة و"يخترعون" -والكلام لها- من أجل استمرار طقوسهم وتقاليدهم الاجتماعية الرمضانية.

وتضيف خضر "المصريون يعشقون التجمع خاصة مع الأقارب والأصدقاء والمعارف في شهر رمضان، ودائما يبحثون عن الفرحة والسعادة مهما كانت الأوضاع الاقتصادية والمادية"، مؤكدة أن منطقة الأزهر -على سبيل المثال- تشهد زحاما كبيرا من المصريين على مختلف ظروفهم الاقتصادية، للحرص على الإفطار أو السحور في جو رمضاني ساحر مليء بالروحانيات والفنون، يشاركهم في كثير من الأوقات الأشقاء العرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات رمضان 2024 على ضفاف النیل الجامع الأزهر للجزیرة نت شهر رمضان هذا العام فی مصر

إقرأ أيضاً:

مصر الخير: مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي

أكد المدير التنفيذي للبرامج بمؤسسة "مصر الخير" أحمد علي، أن مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي، لافتا إلى أن مؤسسة مصر الخير تنفذ المبادرة للعام الثالث عشر على التوالي، وتعمل في 27 محافظة مختلفة، وللصعيد والمناطق الحدودية الأولوية القصوى.


وقال المدير التنفيذي بمؤسسة مصر الخير، في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار، اليوم الخميس، "إنه تم تقسيم الحملة لعدة أجزاء، على رأسها الأشخاص الأكثر استحقاقا وفق المعايير المطلوبة، من خلال كرتونة الخير التي تضم المواد الغذائية الأساسية للأسرة، أو من خلال كرتونة سند العيلة التي توفر أكتر من ٦٥ كيلو مواد غذائية وبروتين، لتأمين الإفطار لأسرة كاملة طول شهر رمضان، أو من خلال كارت المواد الغذائية الذي يستخدمه المستحق من خلال سلاسل المحلات التجارية.


وأضاف أن المؤسسة، توفر أيضا خدمة الخيام لإفطار الصائمين أيا كانت حاجاتهم، وحريصة على أن تكون الموائد مبهجة لإدخال السرور على الأسر، وخاصة الأطفال الذين سيتمكنون من استخدام المكتبات المتنقلة التابعة لمصر الخير لحين موعد الإفطار، وحضور التواشيح والمنتديات الثقافية بعد الإفطار. 


وأشار علي، إلى أن المؤسسة لديها قاعدة بيانات بالتعاون مع 5 آلاف جمعية شريكة، بهدف توفير قائمة بمعايير الأشخاص المستحقة للدعم في النطاق الجغرافي الذي تعمل به، ويتم التأكد من العينات العشوائية حتى لا يكون فيها أي شكل من أشكال المجاملات. 


وأوضح أنه على الراغبين في التطوع للمؤسسة، الاتصال برقم الخط الساخن للالتحاق بأقرب نقطة لهم، أو التوجه لأحد المكاتب الميدانية بفروعها المختلفة لتسجيل رقم التطوع خلال شهر رمضان. 


وشهدت وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي، إطلاق مؤسسة "مصر الخير" للعام الثالث عشر على التوالي حملة "إفطار صائم"، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والسيد محمد جبران وزير العمل، والسادة المحافظين، وسفراء الدول العربية، والسفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والدكتور علي جمعة ،رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير ، والدكتور محمد رفاعي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير.


وتأتي الحملة تحت شعار "رمضان الخير من مصر الخير" بهدف إدخال الفرحة والسرور على المستحقين طوال أيام شهر رمضان المبارك، حيث تطلقها مؤسسة " مصر الخير" سنويا، وذلك استعدادا لشهر رمضان المبارك ،والتي تهدف إلى توفير منتجات مختلفة لإفطار الصائمين على مدار أيام شهر رمضان المبارك في جميع المحافظات على مستوى الجمهورية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
 

مقالات مشابهة

  • «التموين» تبدأ ضخ السلع الرمضانية بالمجمعات الاستهلاكية.. اعرف أسعار الياميش
  • «تعاونية الاتحاد» تطلق حملتها الرمضانية بتخفيض أسعار 5000 منتج
  • مصر الخير: مبادرة إفطار صائم تجسيد لقيم التكافل الاجتماعي
  • أنسب دايت استعداداً لرمضان
  • رمضان في جزر القمر.. روحانيات إسلامية وتقاليد ثقافية فريدة
  • رمضان في لبنان.. روحانية عميقة وعادات متوارثة
  • خبير عقاري: تراجع شراء المصريين للعقارات بالخارج نتيجة للنهضة العمرانية بمصر
  • إمساكية شهر رمضان 2025.. موعد الإفطار والسحور
  • ساعات الصيام بأول أيام رمضان في مصر والدول العربية والأوروبية
  • «الاتحاد الخيرية» تطلق حملتها الرمضانية «خيركم يصلهم 4»