في أعقاب "هفوة أمنية واضحة" سمحت لمجموعة من الرجال المدججين بالسلاح بقتل العشرات من رواد حفلة موسيقية في العاصمة الروسية موسكو، الأسبوع الماضي، قامت روسيا بتقديم رواية تلقي فيها باللوم على "المشتبه به المعتاد: أوكرانيا"، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وصعّد كبار أعضاء حكومة الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، خلال الأيام الأخيرة، من مزاعمهم، وألقوا اللوم صراحة على أوكرانيا، والآن على حلفائها في الغرب أيضا.

وقال محققون روس، الأربعاء، إنهم يحققون في تقارير "تفيد بأن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، تمول وتساعد في ارتكاب هجمات إرهابية في روسيا"، وفق الصحيفة.

والإثنين، اعترف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن الهجوم "نفذه متطرفون"، لكنه ألمح إلى تورط كييف وداعميها الأميركيين، وربط الهجمات بغارات مسلحة على روسيا، نفذتها قوات كوماندوز مدعومة من كييف، وضربات بطائرات بدون طيار أوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية.

ولم يقدم المسؤولون الروس أي دليل على التواطؤ الأوكراني. ونفت كييف بشدة أي علاقة لها بالهجوم، فيما رفضت الولايات المتحدة ادعاءات روسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الثلاثاء، إن "هذا ببساطة غير صحيح". وأضاف: "تلك التعليقات الصادرة عن المسؤولين الروس، بما في ذلك تصريحات الرئيس بوتين، هي مجرد دعاية لتبرير عدوانهم المستمر على أوكرانيا".

بعد هجوم موسكو الدموي.. تبعات قد تطال الداخل والخارج بعد أيام قليلة من إعلان فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة، شهدت البلاد هجوما إرهابيا دمويا على حفل موسيقي في ضواحي موسكو أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في حصيلة أولية، ما سيكون له تبعات على الداخل الروسي في الحرب الدائرة على أوكرانيا.

ويقول محللون إن الحملة المنسقة لإلقاء اللوم على أوكرانيا هي "جزء من محاولة لتحويل الانتباه بعيدا عن الإخفاقات الأمنية التي يبدو أنها سمحت للمهاجمين بدخول قاعة الحفلات الموسيقية، على الرغم من وجود الشرطة داخل المبنى".

وقال الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، كيريل شاميف: "إنهم يريدون تصنيف هذا الهجوم على أنه جزء من مواجهة أوسع مع الغرب وأوكرانيا، وليس مجرد فشل لأجهزة الأمن الروسية".

وأضاف أن روسيا "تتحوط في رهاناتها من خلال الاعتراف بمسؤولية المتطرفين، لكنها تتجنب الإذلال الناجم عن تصويرهم على أنهم يعملون بشكل منفصل عن الحرب في أوكرانيا".

وبدأت وسائل الإعلام الروسية الإبلاغ عن الهجوم قرابة الثامنة والربع مساء الجمعة (17,15 بتوقيت غرينتش)، عندما اقتحم عدد من المسلّحين "كروكوس سيتي هول"، وهي قاعة للحفلات الموسيقية تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.

واستخدم المهاجمون "أسلحة أوتوماتيكية" وأشعلوا المبنى بواسطة "سائل قابل للاشتعال" وفق ما أوضحت، السبت، لجنة التحقيق.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها، إن "مجموعة من أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زيا تكتيكيا ومسلحين بأسلحة رشاشة... فتحوا النار على عناصر الأمن عند مدخل قاعة الحفلات الموسيقية" في كروكوس سيتي هول ثم بدأوا إطلاق النار على الجمهور".

وقال مسؤولون غربيون إن تنظيم داعش الإرهابي مسؤول عن الهجوم الذي وقع في 22 مارس على "كروكوس سيتي هول" والذي أسفر عن مقتل 143 شخصا على الأقل وإصابة المئات.

كما أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عبر تلغرام.

"أداة في صندوق أدواتهم"

ومثل 4 من المسلحين المشتبه بتنفيذهم الهجوم، الذين قالت السلطات إن جميعهم ينحدرون من جمهورية طاجيكستان في آسيا الوسطى، أمام المحكمة، الأحد، واعتقلت روسيا منذ ذلك الحين 4 مشتبه بهم آخرين.

ولأكثر من عقد من الزمان، أنفقت روسيا موارد هائلة على حملة دعائية ركزت على إرجاع مشاكل البلاد إلى "مخططات شائنة دبرها الغرب، وتصوير أوكرانيا على أنها نظام يقوده دمية يعمل بأوامر غربية، وهو جهد تسارع بعد أن أطلق بوتين غزوه الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022"، حسب "وول ستريت جورنال".

"تطرّفا في روسيا".. صحيفة تكشف حيثيات زيارة منفذي هجوم موسكو إلى تركيا كشفت صحيفة "ديلي صباح" المقربة من الحكومة في تركيا حيثيات الزيارة التي أجراها منفذو هجوم موسكو في وقت سابق إلى البلاد، بعدما أشار أحد المحتجزين إلى ذلك خلال عملية اعتقاله من قبل أفراد الأمن الروسي.

وعلى سبيل المثال، بعد أن أسقط الانفصاليون المدعومون من روسيا، رحلة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش 17" فوق أوكرانيا عام 2014، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الروسية قصصا "تشير إلى أن الرحلة كانت مليئة بالجثث، قبل أن يتم ضربها بصاروخ".

ولم تكن الحملة الرامية إلى إلصاق الحادث الأخير بأوكرانيا وتحويل الانتباه عن إخفاقات روسيا الأمنية، تستهدف الجمهور المحلي فحسب، وفقا لبحث أجرته شركة "أكتيف فينس"، وهي شركة للأمن السيبراني تقدم المشورة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مكافحة المعلومات المضللة.

وعثرت شركة "أكتف فينس" على "عشرات الآلاف من حسابات دشنت حديثا في منصة (إكس)، تنشر منشورات تدعم الخط الروسي بشأن التواطؤ الأوكراني والغربي، بسبع لغات على الأقل، بما في ذلك اللغة العربية".

وقالت راشيل ليفي، التي تركز على المخاطر الجيوسياسية في "أكتيف فينس"، إن "حملة التضليل الحالية على وسائل التواصل الاجتماعي، لها سمات الحملات السابقة التي شنتها روسيا".

وقالت أيضا: "إن الحجم والاستثمار هما أمران عادة ما يشيران إلى الجهات الفاعلة الحكومية"، مضيفة: "إنهم يستهدفون الجماهير الدولية كثيرا في مجموعة من القضايا. هذه أداة في صندوق أدواتهم، وهي أداة استراتيجية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: مطالبة الاتحاد الأوروبي بعدم الذهاب إلى موسكو 9 مايو تشير إلى سقوط الغرب

روسيا – أشار نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إلى عمق الانحدار الأخلاقي للسياسيين الأوروبيين الذين يهددون من يريد زيارة موكب النصر في موسكو 9 مايو المقبل.

جاء ذلك خلال كلمة غروشكو في مائدة مستديرة للجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي حول قضية “أوروبا الموحدة في مواجهة روسيا عامي 1941 و2025: الذكرى الثمانون للنصر العظيم في سياق السياسة الخارجية الراهنة”، حيث تابع: “إن الصراع الأيديولوجي الدائر حول الحدث المقدس بالنسبة لنا واضح للعيان. ومن المخجل أحيانا أن نجد على الجانب الآخر بين أعدائنا من يجرؤ على إسداء النصح وتهديد الراغبين في القدوم إلى موسكو. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق التدهور الأخلاقي والسياسي لأولئك الذين ينتمون إلى هذه المجموعة”.

من ناحية أخرى، والحديث لغروشكو، فإن ذلك في الواقع هو “سياسة لنزع الطابع الإنساني، ومحو الذاكرة التاريخية، وتهيئة الظروف التي تمكن الرأي العام من دعم الروايات السائدة في السياسة وتجسيدها في خطط سياسية وعسكرية محددة. إذ يتعين تبرير أوجه إنفاق المبالغ الطائلة لمواجهة ما يسمونه الطموحات العدوانية الروسية”.

وكانت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس قد حذرت في وقت سابق السياسيين الأوروبيين من السفر إلى موسكو في التاسع من مايو، وبدلا من ذلك دعت الزعماء الأوروبيين إلى زيارة كييف في ذلك اليوم.

المصدر: تاس

مقالات مشابهة

  • مقتل 54 جندياً بهجوم إرهابي في بنين
  • ترامب يكشف عن الـتنازل الروسي مقابل وقف الحرب في أوكرانيا
  • موسكو: الهجوم الأمريكي على ميناء رأس عيسى غير مبرر 
  • الكرملين: بوتين يرحب بمبادرة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ويؤكد مواصلة تحقيق الأهداف الروسية
  • تقرير: عرض ترمب «النهائي» للسلام يتطلب من أوكرانيا قبول الاحتلال الروسي
  • تقرير..بوتين قدم هذا العرض لوقف حرب أوكرانيا
  • قمة موسكو بين الرئيس الروسي وسلطان عمان.. ملفات مهمة وإيجابيات متعددة
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية في موسكو العام الجاري
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية فى موسكو العام الجاري
  • الخارجية الروسية: مطالبة الاتحاد الأوروبي بعدم الذهاب إلى موسكو 9 مايو تشير إلى سقوط الغرب