فلنكن قدوة حسنة.. بتصرفات جميلة في شهر الرحمة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
هو شهر فضيل وضيف عزيز، فيه تنهمر الرحمات، وتزداد النفحات الإيمانية داخل الأسرة وبين أفرادها، تستعيد فيه الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية والمشاعر الدافئة التي ضاعت منا في زحمة الحياة، ولذلك أولى أن نولي هذا الشهر عناية خاصة تليق به.
فرمضان فرصة لتقويم السلوك والارتقاء به، لنقدم القدوة الحسنة، في توجيه أبنائنا، فلابد أن يلاحظ الصغير فينا التميز الخلقي كأحد مكاسب صومنا، وألا نجعل الصوم مبرراً لعصبيتنا لأتفه شيء، حتى يترسخ في أذهانهم ارتباط رمضان بالتوتر تحت شعار صائمون، ومن ثم يفقد الشهر قدسيته.
فرمضان هو فرصة طيبة لتعميق العلاقات الأسرية، واستمتاع الأبناء بالدفء الأسري الذي تسببت ظروف الحياة في حرمانهم منه باقي شهور السنة.
فكيف يكون ذلك..؟رمضان فرصة سانحة للآباء لتدريب الأبناء فيها على الصيام، الذي يعلمه الصبر والإرادة، ويرفع في نفسه قدر العبادة. فكما هو معلوم أن السن التي يجب فيها الصوم شرعاً هي سن البلوغ. أما الوقت الذي يطالب فيه الطفل بالصوم قبل البلوغ هو سن الطاقة. بمعنى قدرة الطفل على الصوم دون أي مضاعفات تضره.
يمكن للآباء تشجيع أبنائهم على الصوم بوسائل متعددة، أهمها توضيح ثمار الصوم في الدنيا والآخرة. وتارة بالهدية وشراء ما يحبون، أو بالثناء عليهم وتشجيعهم، أو التنافس الشريف. وكذلك الحال في تلاوة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، والانشغال بالذكر. وإفطار الصائمين، والصلاة.
من الأسس التربوية التي يجب على الآباء والأمهات مراعاتها في تحبيب العبادة إلى نفوس الأولاد. أن يكون الدافع إلى العبادات حب الله تعالى، فهذا أجدى من الحافز المادي. أو بريق الثواب ولهيب العقاب، فالمربي الناجح هو الذي يؤثر في أطفاله ليحبوا الله عز وجل، ثم يعبدونه لأنهم يحبونه.
من المهم كذلك التنويع في الثواب والبدء به، وتأخير العقاب الذي يجب أن يكون مناسباً دون إفراط ولا تفريط. كما ينبغي أن يحرص الآباء والأمهات على إفهام الأطفال معنى كل عبادة. وما يدور في العبادات من قول وعمل، فذلك يدفع أطفالنا إلى الإقبال على العبادة. ذلك أن فهمهم للعبادة يعطيهم روحها، فيتذوقون حلاوتها، ومن ثم يتعلقون بها.
على الآباء خاصة الأم، أن ينظموا أوقات أبنائهم في رمضان، وموازنته بين العبادة والمذاكرة واللعب. ولو بوضع نظام خاص لهذا الشهر الفضيل بالمناقشة معهم. ولابد أن يعرف الأولاد بأنك أنت أيضاً من حقك الاستفادة من رمضان. لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي حظك من العبادات.
ولتنمي فيهم روح الإيجابية وتحمل المسئولية، فحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها. وخاصة الأعمال التي تتعلق بشئونهم، كتنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.
من الضروري أن ترشد الأم ابنها بعدم بذل مجهود عنيف في المدرسة، كي لا تنفذ طاقته سريعاً وتتسارع مشقة الصيام إليه. ويكمل صيام يومه. ومن المهم الاستفادة من السكريات والفيتامينات التي توفرها وجبة الفطور والسحور كي نحافظ على حيوية كل أفراد الأسرة طيلة اليوم.
يراعى في البرنامج الرمضاني الفروق الفردية بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحد الأفراد يصلح للآخر. فلا مانع من أن تحفزي أحد أبنائك على حفظ القرآن مثلا، وآخر على التلاوة. ومن الأولاد من يصلح في العلاقات الاجتماعية كمساعدة الغير. وتولي توزيع زكاة الفطر، إلى آخره من أعمال قيمة في هذا الشهر.
ما أجمل الحرص على الاستفادة من الأجواء الاجتماعية في رمضان، وبالأخص في صلة الرحم. ولو عن طريق الهاتف، ولا بأس أن نلفت نظرهم إلى قيمة صلة الرحم في البركة في الأرزاق والأعمار.
ما يقوم به كثير من الناس في عصرنا هذا من السهر في رمضان فإنه يقترب إلى العادة أكثر من العبادة لعدة أسباب. منها أنه لم يعهد عن السلف الصالح سهر كل الليل. وقد كان السلف يقضون جلَّ وقتهم في عبادة الله بينما كثير من الناس في عصرنا هذا يقضون جل وقتهم في عادات يومية، ولم يعهد عند السلف نوم نهار رمضان بينما نجد في عصرنا هذا من ينام جلّ يوم رمضان.
وكانت الغاية من سهر رمضان عند السلف هي العبادة بينما الغاية عند بعض الناس في عصرنا للترفيه، كل تلك الأمور تجعل السهر في رمضان في وقتنا الحاضر عادة خاطئة أقرب منها للعبادة.
فيا معشر الآباء إنها الفرصة لكسب الرهان، فاستغلوها قدر الإمكان..
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: فی رمضان فی عصرنا
إقرأ أيضاً:
يبدأ من ثلث الليل.. الوقت الصحيح لأذكار الصباح
أذكار الصباح.. أثبتت النصوص والأحاديث النبوية الشريفة أهمية المحافظة على ترديد أذكار الصباح وعدم التكاسل عنها، والذي يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس.
وقت أذكار الصباح
كما يمكن أيضًا قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، ويكون للقارئ الأجر والثواب كامِلًا، إذ أنه مِن أفضل الأعمالِ التي يتقرب بها العبد إلى الله عزَّ وجلَّ، ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".
أذكار الصباح
روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن أذكار الصباح: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة خطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» ، وكذلك عن فضل دعاء في الصباح أخرج الإمام مسلم والترمذي وأحمد عن مصعب بن سعد قال: حدثني أبي قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة». وفي رواية: تكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف سيئة.
وقال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم. الحديث رواه مسلم وغيره.
أذكار الصباح المستجابة والمستحبة
اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور.
أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ.
أذكار الصباح
سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ (مئة مرة أو أكثر).
سبحان الله العظيم وبحمده؛ مئة مرّة.
اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا.
اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ.
رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا.
حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(سبع مرات).
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
أذكار الصباح
حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.
بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم.
اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.
اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.
أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ