ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يدعو الناس لشكر نعم الله التي لا تحصى
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الخميس، فعاليات ملتقى الظهر، والذي دار موضوعه اليوم حول أنعم الله تعالى على عباده، بحضور الشيخ سليم حمدي الواعظ بالأزهر الشريف، والشيخ صابر محمد السعي، الباحث بوحدة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر.
واستهل الشيخ سليم حديثه مبيناً حقيقة أنعم الله على عباده، وأنها نعم لا تعد ولا تحصى، فنعم الله منتشرة وعامة في كل شيء في البدن والوطن، والأرض والسماء، لافتا أن نعم الله لا طاقة للبشرية بعدها فهي كثيرة غير معدودة متنوعة غير محدودة، وإذا قابل الإنسان نعم الله عز وجل بالجحود والنكران فقد ظلم نفسه وجحد بنعم ربه
أعظم النعم هي نعمة الإسلام
وقال الشيخ صابر، إن من أعظم نعم الله هي ستر الذنوب، فستر الذنوب على البشر له من الفضل على العبد الكثير، يذنب العبد ويتوب ولا يُفضح بذنبه أمام الناس ولا يعلم ذنبه إلا الله، مضيفا أن أعظم النعم هي نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، فإذا شكر الإنسان هذه النعم وواظب على شكرها، فالله عز وجل سيزيده منها، أما إذا جحدها وترك شكرها كان ذلك سببا لزوالها، فقال تعالى ﴿ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا﴾.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
على الجانب الآخر كشف فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن سر اقتران اسم الله تعالى «الكبير» باسم الله العلي واسم الله المتعال، حيث جاء في سورة لقمان في قوله تعالى «وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»، وقوله في سورة الرعد «عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ»
وأوضح أن كلمة «كبير» لو أُخذت ماخذا لغويا صرفا، سوف نجد أنها تتطرق إليها صفات الحوادث أوالمخلوقات، فتكون بمعنى المسن أو المتضخم أو الأكبر جسما، وهي معاني حسية، فلما كان هذا الاسم قد يفهم منه بصورة أو بأخرى أو قد يقود في دلالته أحيانا لغير المتنبه إلى المعنى الحسي، فقد ورد في القرآن الكريم بهذا الضابط، العلي الكبير، والكبير المتعال، لافتا إلى أن الاثنين يفهم منهما العلو، فهو الكبير المتعالي علوا مطلقا بحيث يقطع أي شك في أن يكون هذا الكبير مما يجري عليه المعنى الحسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر ملتقى الظهر أنعم الله بالجامع الأزهر نعم الله
إقرأ أيضاً:
سلامة داود: الأزهر يقود الاجتهاد والتجديد وقادر على مواجهة أي شذوذ فكري يهدد أمن المجتمع
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن بناء الإنسان جسمًا وروحًا هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالًا لمسيرة الكلية العلمية التي عقدت مؤتمرها الرابع في مثل هذه الأيام العام الماضي بعنوان «المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراعات الدولية». وأوضح أن مجالس العلم في الأزهر لا تُمل، مستشهدًا بقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: «مرحبًا بزائر لا يُمل»، مؤكدًا أن هذه المجالس تستهدف الجميع من المعيد إلى العميد، لتعزيز التفكير العلمي وإنتاج المعرفة، حيث إن القراءة المتأنية للكتب العلمية تفتح آفاقًا جديدة وتبعث أفكارًا تصبح نواة لأعمال علمية مبتكرة.
وأشار الدكتور سلامة داود، إلى أن كلية الشريعة والقانون بالقاهرة هي أم كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ولها فضل السبق والريادة كمنبت للعلماء والفقهاء والقضاة والمفتين، مستذكرًا أعلامها من الحاضرين في المؤتمر اليوم، مثل الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، وكثير من أعلام هذه الكلية قديما وحديثا.
وأكد أن الصفوة المختارة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الشريعة في جامعتنا الغرَّاء هم مناط الاجتهاد والتجديد، مع المحافظة على ثوابت الدين والشرع الحنيف، بعيدًا عن أي انحراف يهدد الأمن الفكري والمجتمعي، مشددًا على أن الأزهر قادر على مواجهة أي شذوذ فكري، كما كان منذ تأسيسه ركنًا ركينًا في الحفاظ على الأصالة والمعاصرة.
وأوضح «داود»، أن الشرائع السماوية عُنيت ببناء الإنسان جسمًا وروحًا، مبنى ومعنى، فما من شيء يعود عليه بالنفع إلا أمرت به، وما من شيء يعود عليه بالضرر إلا نهت عنه، وكما نُقَوِّي مناعةَ الجسم بالتطعيمات والتحصينات واللقاحات، فكذلك علينا أن نُقَوِّيَ مناعةَ الروح بمحاسن الشرائع ومكارم الأخلاق وفضائل المروءة.
ودعا إلى تربية الإنسان على هذه القيم منذ صباه، مستشهدًا بقول الشاعر: «وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَا * كَالْعُودِ يُسْقَى الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ.. حتى تَراهُ مُوْرِقًا ناضرًا * بعدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ».
وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن الإسلام يحث على التوازن بين الجسم والروح، وينبغي على المؤمن أن يعطي كل ذي حق حقه من الجسم والروح، فلا يظلم جسمه من أجل روحه، ولا يظلم روحه من أجل جسمه، بل يزن بينهما بالقسطاس المستقيم، وهذا ما حثنا عليه الرسول ﷺ في قوله: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». ورأى فضيلته أن مقولة أبي الفتح البُستِي: «يا خـادم الجسـم كم تَشْقَى بخدمته.. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان»، معتبرًا أنها تحيف على الجسم، لأن الإنسان إنسان بنفسه وجسمه معًا، وأن العناية بالجسم ضرورية لاستقرار النفس، مستشهدًا بمقولة: «الْعَقْلُ السَّلِيمُ فِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ»، وقول رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ».
وأشار رئيس الجامعة إلى أن القرآن الكريم عني بالإنسان بشكل خاص، حيث ورد ذكره مفردًا في 56 موضعًا، بدءًا من قوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28]، وانتهاءً بقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر:2]، وورد بصيغة الجمع «الناس» 172 مرة، بدءًا من قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة:8]، وانتهاءً بقوله: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:6]. وأكد أن تخصيص سورتي «الإنسان» و«الناس» يعكس عناية الله بالإنسان فردًا وجماعة، لا سيما في ختام المصحف بسورة الناس التي تدعو للتعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:1-6]، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى الله.
وأضاف أن ختام كل آية من الآيات الست في هذه السورة بكلمة «الناس» يعكس عناية عظيمة بالإنسان، فهل هناك عناية أكثر من أن تكون كلمة «الناس» خاتمة الآيات الست التي ختم بها القرآن الكريم؟ وأشار إلى أن السورة تدعو للتعوذ بالله جل جلاله من شر الجنة والناس، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى رب الناس، ملك الناس، إله الناس، لأن شر الناس وأذاهم قد يبلغ حدًا لا يدفعه إلا ربهم وملكهم وإلههم. وبه جل جلاله نتعوذ وإليه نلجأ مما نزل بالعالم الإسلامي من ضعف وقتل وتشريد، وبه جل جلاله نتعوذ مما نزل بأهل غزة من قتل ودمار شامل، رَبِّ إن أهل غزة مغلوبون فانتصر.
ونبه الدكتور سلامة داود، إلى أن الإسلام حافظ على بناء الإنسان بحفظ الكليات الخمس وهي حفظ النفس والدين والعقل والعرض والمال، وقامت علوم الشريعة في مقاصدها على حفظ هذه الكليات الخمس، وفيها دراسات عميقة يرى الناظر فيها جملةً عظمةَ هذه الشريعة وما قدمته علومها من خدمات جليلة للإنسان. في الوقت الذي يشهد فيه الواقع المعاصر أن الحضارة الغربية كلما ازدادت تقدما علميا ازدادت تراجعا أخلاقيا، لقد عُنيَت إحدى الدول العظمى ببناء سورها العظيم الذي لم يتسلقه الغزاة، فلما يئس الغزاة من تسلق السور العظيم دفعوا رشوة إلى بعض حراس السور، فدخلوا المدائن دون حاجة إلى تسلق السور، لأن هذه الدولة العظمى بنت السور ولم تبن الإنسان الذي يقوم عليه.
وفي ختام كلمته، حثَّ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون بالقاهرة وأخواتها في جامعة الأزهر على إنشاء برنامج للفتوى والإفتاء، وإنشاء مقررات دراسية في الفقه لكليات جديدة تبدأ بها الجامعة عامها الدراسي القادم، تشمل مقررًا فقهيًّا يخدم كلية الذكاء الاصطناعي، ومقررًا ثانيًا يخدم كلية الآثار والتراث الإسلامي، ومقررًا ثالثًا يخدم كلية الطب البيطري، فإن هذه المقررات الرصينة تُعدُّ من السمات المميزة لجامعة الأزهر الشريف، التي تجمع بين الأصالة الفقهية والتخصصات العصرية.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: «العلاقة بين الدين والعلم تكاملية وليسا في صراع»
مفتي الجمهورية: نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة
مفتي الجمهورية يهنئ البابا تواضروس الثاني وكافة الطوائف المسيحية بعيد القيامة