ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم صلاة الغروب والليترجية الإلهية ورتبة غسل الأرجل في كاتدرائية سيدة المسيح في يوم خميس الأسرار المقدس بمشاركة كهنة الأبرشية وحضور عضو المجلس الدستوري القاضي ايلي مشرقاني وحشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن سر الكهنوت وعن اهمية الكهنة في حياة الكنيسة والمجتمع ومما قال :" هل سبق لكم أن تأملتم في الدور الذي يلعبه الكهنة في حياتنا الروحية؟ إنهم يمثلون الرعاية التي جسَّدَها المسيحُ حتى الصليب.

الكهنة هم جسر بيننا وبين الله، فهم خدام الأسرار ونحن اليوم نحتفل بتأسيس الافخارستيا والكهنوت. الكهنة يحملون عبء توجيهنا نحو الطريق الصحيح والسير في خطى الرب يسوع المسيح".

واضاف: "عندما نتأمل في حياة السيد المسيح، نجد أنه كان مثالاً حيّاً للمحبة والتواضع وخدمة الآخرين. في أحد الأحداث الانجيلية البارزة، قام السيد بغسل أرجل تلاميذه، وهو فعل يظهر محبته وتواضعه العميق وتفانيه في خدمة الآخرين. المحبة تسبق التواضع وتلدُه.

عندما يغسل المسيح أرجل تلاميذه، فإنه يعلمنا درسًا في ترجمة المحبة بالكهنوت. السيدُ يُعلمنا أنه ليس فقط معلمًا يعطي الدروس بالكلمات، بل مثلًا حيًا مُعاشاً. إنه يُظهر لنا بأن القوة الحقيقية تأتي من القدرة على خدمة الآخرين، وأن أعظم القادة هم الذين يستخدمون سلطتهم لخدمة الآخرين، ليس للسيطرة عليهم.

لذلك، في هذا الزمان الذي يغمره الكثير من الطموح والتنافس والسعي وراء النجاح، دعونا نتذكر درس المسيح في غسل أرجل التلاميذ، ولنجعله مُرشدًا لنا في كيفية ترجمة الأقوالَ أفعالاً. دعونا نتعلم الصبر والتواضع والخدمة، ولنعش حياة تُفرِّح القلوب وتملأ الأرواح بالسلام والمحبة".

وتابع: " هنا، يأتي دور الكهنة بوضوح. فهم يستمدون قوتهم وتوجيههم من مثال السيد المسيح. الكهنة هم الذين يقودوننا ليس بالطقوس الليترجية فحسب، ولكن بأن يكونوا مستعدين للانحناء وغسل أقدام أخوتهم، كمِثلِ ما فعل السيدُ المسيحِ أيضاً.

حينما نسيىء نحن الكهنة فهم علاقتنا بالمسيح ونشتهي سُلطةً ليست لنا أو نمارسها على الناس على غير وجه حق، فلنتذكر شرح المسيح لابني زبدى حول الجلوس عن يمينه وعن يساره في ملكه الذي يفتح أمامنا بوابة للتأمل في عمق وحكمة الرب. المسيحُ ليس ملكًا زمنيا، حيث القوة والسلطة العالمية، بل هو ملكٌ سماوي يحكم بالمحبة والحكمة".

واردف ابراهيم: " في قصة السامري الصالح، نرى أيضًا مثالًا جليًا على دور الكهنة وكيفية ممارسة الاسرار على غرار السامري الصالح. فالسامري الصالح لم يكن من الكهنة أو اللاويين، بل كان شخصًا عاديًا، لكنه أظهر محبةً وتواضعًا وخدمة حقيقية عندما وقف وساعد الرجل المجروح.

إذاً، دور الكهنة ليس فقط في إقامة الطقوس وتقديم الشعائر الدينية، بل يمتد أيضًا إلى خدمة الآخرين بالتواضع والمحبة، مما يعكس صورة حية لتعاليم المسيح. لذا، دعونا ندعم الكهنة ونصلي من أجلهم كما يصلون هم لنا، كي يكونوا مثالًا للتواضع والخدمة، كما فعل السيد المسيح وكما أوصى بذلك السامري الصالح".

وختم:" نحنُ مُباركون في هذه الأبرشية بكهنة أتقياء يسعون على الدوام إلى تقديس أنفسهم وتقديس الآخرين. إنهم مثالٌ للتجرد والتفرغ والانكباب على الخدمة الصالحة. نحنُ في سنة أبرشية نُريدها مكرسة لفهم دور كهنتنا ورسالتهم، كما نُريدها وعياً لدى العلمانيين بضرورة الحفاظ على الكهنة بالاحترام والصلاة.

فلنكن جميعًا آذاناً مُصغيةً وقلباً مستعداً لخدمة بعضنا البعض، مُقتدين بمثالَ السيد المسيح والسامري الصالح. فمن خلال تجسيد مثل هذه القيم، نساهم في بناء مجتمع روحي يعكس المحبة والتواصل الحقيقي مع الله وبعضنا البعض.

فلنكن مصدر إلهام لبعضنا البعض، ولنحمل عبء التواضع والخدمة بكل فرح وإيمان، تقديرًا لسر الكهنوت ومثال السيد. متمنيًا لكم جميعًا السلام والنعمة، ولكل الكهنة الثبات والقوة والقداسة في خدمتهم.كل عيد وأنتم بألف خير!".

وبعد العظة قام المطران ابراهيم بغسل ارجل اثنا عشر كاهناً على عدد تلاميذ السيد المسيح. (الوكالة الوطنية) المصدر: الوكالة الوطنية

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يعزي في وفاة البابا فرنسيس

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر «تمكينها» الإمارات: دعم ثابت لأمن واستقرار وسيادة ووحدة لبنان

قدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، واجب العزاء في وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وذلك خلال زيارته لمقر سفارة الكرسي الرسولي في أبوظبي.
وكان في استقبال معاليه لدى وصوله، المطران كريستوف زاخيا القسيس، سفير الكرسي الرسولي لدى الدولة، حيث فتحت السفارة سجل التعازي لمدة يومين في مقرها بالعاصمة أبوظبي. وأعرب معاليه عن أحرّ مشاعر العزاء وصادق المواساة لشعب الفاتيكان، ولجميع أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، في هذا المصاب الجلل الذي فقد فيه العالم رمزاً كبيراً للسلام والتسامح والرحمة.
وقام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بكتابة كلمة في سجل التعازي، عبّر فيها عن تقديره الكبير لدور قداسة البابا فرنسيس في ترسيخ قيم التعايش والتسامح، مشيراً إلى إسهاماته التاريخية في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وعلى وجه الخصوص دوره المحوري في توقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» في أبوظبي عام 2019، والتي تُعدُّ من أبرز المبادرات العالمية في نشر مبادئ المحبة والتفاهم بين الشعوب.
وأكد معاليه أن ذكرى قداسة البابا فرنسيس ستظل حية في وجدان البشرية جمعاء، بما مثّله من قدوة عالمية في الإيمان والرحمة والالتزام بخدمة الإنسان بغضّ النظر عن الدين أو العرق أو الخلفية.
في السياق ذاته، أقامت كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي أمس قداساً تذكارياً للبابا فرنسيس.
وترأس القدّاس رئيس الأساقفة المطران كريستوف زخيا القسيس، السفير البابوي لدى دولة الإمارات، بمشاركة المطران باولو مارتينيلي الفرنسيسكاني، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، وبحضور أفراد من المجتمع المسيحي، ومشاركة عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة.
حضر القدّاس، معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، واللواء خليفة محمد الخييلي، مدير قطاع المالية والخدمات بشرطة أبوظبي، والمهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، وعدد من المسؤولين.
وألقى المطران كريستوف زخيا القسيس عظة انطلاقاً من بعض الأفكار والكلمات الخالدة التي كرّرها قداسة البابا فرنسيس.
قدم واجب العزاء كل من معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة، ومعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وعمر عبيد الحصان الشامسي، وكيل وزارة الخارجية، وسلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، والدكتور خالد غانم الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومها بركات، مساعد وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة، وراشد بن لاحج المنصوري، مدير عام جمارك أبوظبي، وسيف عبدالله الشامسي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المراسم في وزارة الخارجية، وسالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، وفراس عبدالكريم الرمحي، مدير عام الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، وعبدالله البلوكي، وكيل الوزارة المساعد للخدمات المساندة في وزارة الخارجية، وفيصل لطفي، وكيل مساعد للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية، والبروفيسور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وهدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المدير الفني لمهرجان أبوظبي.
كما قدم واجب العزاء أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدون لدى الدولة.

مقالات مشابهة

  • المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفاف
  • من نهر ابراهيم حتى المدفون.. وزارة الاشغال تواصل تنفيذ أعمال صيانة الطريق الدولية
  • وزيرة الاستثمار ترأس اجتماع اللجنة العليا للملتقى السوداني المصري للاستثمار
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس القداس الإلهي مع الكهنة الدارسين بروما.. صور
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • نهيان بن مبارك يعزي في وفاة البابا فرنسيس
  • برلمانية: ذكرى تحرير سيناء مصدر إلهام لروح الولاء والتضحية من أجل الوطن
  • المطران جوفاني بيترو دال توزو يلقي عظة تأبينية للبابا فرنسيس في عمّان
  • عبد المسيح : هل تكون بداية المحاسبة مع اقرار قانون رفع السرية المصرفية؟
  • الرئيس عون في الذكرى الـ 110 للابادة الأرمنية: اللبنانيون من اصل ارمني مثال للانتماء الوطني الصادق