سواليف:
2025-04-30@15:23:28 GMT

هذه حقيقتهم

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هذه حقيقتهم

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
يحكى أن فصيلاً عسكريا احتلالياً دخل إحدى القرى الخالية من الرجال بحثاً عن الثوار الذين قتلوا من أعدائهم الكثير ، وعندما لم يجدوهم وانتقاما منهم اغتصبوا نساءها ، لكن واحدة منهن قاومت مغتصبها وتمكنت من قتله وقطع رأسه ، عندما غادر #الفصيل_العسكري تلك القرية خرجت النسوة المُغتصبات إلى ساحة القرية وكذلك خرجت تلك المرأة شامخة برأسها وعليها آثار الكدمات وثيابها ممزقة حاملة رأس الجندي تلوح لهنّ به معلنة بذلك انتصارها عليه ، لم يرق لهنّ بطولتها ونظرنّ بوجوه بعضهن وقررن التخلص منها ، هجمن عليها وقتلنها لكي لا تكون عليهن حجة أمام المجتمع وأمام ازواجهن عندما يعودون للقرية – ولماذا لم يقاومنّ #المحتل كما فعلت هي ! لحظات ويعود الفصيل بحثاً عن زميلهم المقتول حيث وجدوه ملقى على الأرض وبجانبه المرأة المقتولة ! سألوا النسوة من فعل هذا ؟!فأجبن بأنهن قتلن المرأة انتقاما منها لمقتله ، قام قائد الفصيل بشكرهنّ ونسّب لقادته بمنحهن أوسمة واعتبارهن حلفاء لهم ، عند عودة الثوار لقريتهم أخبرنهم بأنهن ضبطن المرأة متلبسة بالخيانة مع ذلك الجندي وقمن بقتلها وقطع رأس الجندي لكي يكونوا عبرة للخونة ! وهكذا قتلن الشرف والكرامة والعزة والكبرياء والتضحية ليحيا الدنس والخسة والنذالة والقذارة .


هذا هو حالنا – ما حدث وما يحدث ، عندما نرى أنظمة الحكم العربي تتآمر على بعضها مستثمرة الأسلام السياسي وتنظيماته المتطرفة التي لا نسمع لها اليوم صوتا مناصراً لغزه لتضليل الشعوب العربية والاسلامية لمحاربة وتصفية وتدمير كل من لا يكون على شاكلتهم ، لقد تآمروا وناهضوا وحاربوا المشروع القومي العربي الذي حمله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، وكذلك حاصروا وناصبوا العداء وأجهضوا التجربة الديمقراطية في اليمن الجنوبي التي كانت مناهضة للمحور الإمبريالي ، ومن ثم غرروا بصدام حسين وزيّنوا له التصدي للثورة الإسلامية الإيرانية ، ومن ثم أسقطوا العراق الذي كان بما يمتلك من مقدرات وخاصة العلمية منها أن يحدث تحولاً تاريخيا لصالحنا في صراعنا مع الكيان الصهيوني ورعاته ، أغرقوه بحرب مدمرة مع إيران دامت لمدة ثمانية أعوام خلفت الخراب والدمار وملايين القتلى والجرحى ، وحدث التحول التاريخي العكسي الاسوأ المتمثل باحتلال العراق وبسط النفوذ والهيمنة الامريكية والغربية والصهيونية على المنطقة برمتها ، تآمروا على الجزائر التى حاولت المضي قدما بالمشروع القومي بعد خروج مصر من معادلة الصراع مع دويلة الكيان الصهيوني وتوقيعها اتفاقية الذل معه ، حيث أسالوا نهر دم وحرب أهلية دامت لعشرة سنوات وخلفت مئات الآلاف من القتلى ، ومن ثم تآمروا على ليبيا الداعمة والممولة لكل حركات التحرر العالمية المناهضة لقوى الاستعمار الغربي ، لم يسلم لبنان من حبائل خيانتهم وتآمرهم عليه وعلى مقاومته – أنفقوا المليارات لتشكيل فصائل وكتائب وأحزاب وتنظيمات إرهابية وشبكات تجسس للقضاء على المقاومة ، ولا زالوا يحاصرونه حتى يومنا هذا ، ومن ثم سوريا الحاضنة والداعمة لكل قوى المقاومة والرافضة الانخراط في مشاريعهم التطبيعية مع الكيان العنصري الإستيطاني ، أنفقوا مئات المليارات لتدمير البنى التحتية وتحطيم قدراتها العسكرية بهدف تفتيتها وإلحاقها بركب خيانتهم لكي لا تجد فلسطين من يناصرها اليوم .
قوى المقاومة الفلسطينية التي أسقطتهم أخلاقيا أمام شعوبهم وهي في جوهرها تدافع عن شرف وحاضر ومستقبل الأمة العربية والإسلامية وتقدم التضحيات الكبرى لم تسلم من تآمرهم عليها ، وصفوها بالإرهابية وحظروا التعامل معها ويُطارد قادتها ، لم يتركوا وسيلة لتصفيتها إلا وجرّبوها ، هم فقط يتعاملون مع من هم على شاكلتهم مع سلطة التنسيق الأمني في رام الله التي فرّطت بالحقوق والثوابت الفلسطينية ، هم اليوم من يُحّمل ما يجري في غزه لحماس التي عمرها أقل من ثلاثة عقود ويتناسون في نفس الوقت أن عمر الاحتلال ثلاثة أرباع قرن ارتكب خلالها أفظع المجازر التي عرفها التاريخ والبشرية ، هم لا يرون في الكيان العنصري التوسعي ألّا حملاً وديعا ينبطحون أمامه ويقيمون معه المشاريع الكبرى ويبتدعون ديانات جديدة ترضيه ويتناسون أن خرائطه الجغرافية تمتد لتبتلعهم جميعا ، وكما يُقال (اليوم عندك يا جاري وبكره بداري) – وهذا ما يؤمن به ويتبناه كل قادة الاحتلال ميتهم وحّيهم .
كما اغتالت أؤلئك النسوة الشرف والعزة والكبرياء في تلك القرية هم اليوم يقتلونه في أرض الأنبياء ومهد الديانات ليحظوا بالأوسمة ولديمومة عروشهم ، كل من لا يدعم ويساند المقاومة العربية المناهضة للمشروع التوسعي الصهيوني ويؤمن بطهارة وتحرير التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر فهو يصطف في طابور أؤلئك النسوة ، بل أكثر منهن خسة ونذالة .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المحتل ومن ثم

إقرأ أيضاً:

اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق

الفعالية الثقافية صور من التراث السوري 2025-04-28malekسابق وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي السيدة إيزومي ناكاميتسو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لنزع السلاح في نيويورك.آخر الأخبار 2025-04-28الوزير الشيباني يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك 2025-04-28وزير الخارجية يجتمع مع مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة ويؤكد أهمية دعم المجتمع الدولي لجهود الحكومة السورية في تعزيز استقرار البلاد 2025-04-28وزير الخارجية يلتقي المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة ويؤكد على موقف سوريا الثابت في تعزيز العلاقات مع الصين 2025-04-28وزير التعليم العالي يبحث مع رجال أعمال ‏آفاق التعاون الاستثماري في ‏المجال العلمي 2025-04-28حالة الطقس: الحرارة إلى انخفاض وفرصة لهطولات مطرية على بعض ‏المناطق  ‏ 2025-04-28وزير الطاقة يبحث مع السفير السعودي التعاون المشترك في مجالات الطاقة ‏والكهرباء ‏ 2025-04-28الكرامة يعين أبو طوق مدرباً لرجال كرة السلة 2025-04-28وزير الطاقة يبحث مع السفير التركي بدمشق التعاون المشترك في مجالات ‏الطاقة والكهرباء 2025-04-28وزير التعليم العالي يناقش مع رئيسة هيئة البورد الأمريكي تطوير التعليم ‏العالي ورفع جودة مخرجاته ‏ 2025-04-28الوزير الشيباني يلتقي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

صور من سورية منوعات صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17 أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة
  • خالد الجندي يوضح الفرق بين الولاء والانتماء
  • الشيخ خالد الجندي يوضح الفرق بين الانتماء والولاء
  • موجة غلاء جديدة تضرب الكيان الصهيوني: شركات غذاء ومشروبات ترفع الأسعار
  • شاهد | صراع عميق في الكيان المؤقت .. وجيش العدو يفقد الروح القتالية
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • خالد الجندي: الرئيس السيسي دائمًا سباق في فتح مجالات الخير
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • الغرب بدأ ينبذ إسرائيل وإسبانيا تُلغي صفقة أسلحة .. ثلاث دولٍ تُطالِب بمنع الكيان المشاركة بمُسابقة الأغنية الأوروبيّة