بايدن يخسر حتى دعم موطنه الأصلي.. كيف تؤثر غزة في مواقف الإيرلنديين؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفية، أونا مولالي، كاتبة العمود في صحيفة آيرش تايمز، تناولت فيه موقف بايدن من العدوان على غزة وكيف أثر ذلك على صورته في العالم ككل وليس داخل الولايات المتحدة فقط.
وقالت مولالي، " إنه إذا كان هناك شيء واحد يعرفه الشعب الإيرلندي عن الرئيس بايدن، فهو أنه واحد منا. يقول ذلك طوال الوقت.
وأضافت، "لقد اعتاد على الاقتباس من الشاعر شيموس هيني ولا يضيع فرصة تذكر أصوله أبدا. ومن الواضح أن اسمه الرمزي للخدمة السرية هو سلتيك".
لذلك، عندما زار إيرلندا العام الماضي، بدا الأمر وكأنه عودة إلى الوطن.
وأعلن رئيس البرلمان قبل أن يخاطب بايدن المشرعين الإيرلنديين: "أنت اليوم بين الأصدقاء لأنك واحد منا".
وتابعت، "وإن كانت الرحلة قد أخذت طابع أمريكي أيرلندي ثري يبحث عن جذوره، وهذا أمر متكرر في السياحة الإيرلندية، فقد عززت أيضا العلاقة بينه وبين البلاد عندما أشار بايدن إلى فريق الرغبي الإيرلندي الذي هزم بلاك آند تانس - قوة الشرطة الوحشية سيئة السمعة في عشرينيات القرن الماضي – بدلا من فريق أول بلاكس، وهو الاسم الذي يُعرف به فريق الرغبي النيوزيلندي، أصبحت الزلة بمثابة ميم لطيفة على الفور".
وبحلول نهاية الرحلة، كان الأمر رسميا: بايدن يحب إيرلندا، وإيرلندا تحب بايدن.
واستدرك مولالي، "لكن تشرين الأول/ أكتوبر الماضي غير كل شيء فبعد هجمات حماس، روع القصف الإسرائيلي لغزة الإيرلنديين".
وكان يُنظر إلى بايدن، باعتباره زعيم الحليف الأقرب لإسرائيل والمورد العسكري الرئيسي، على أنه هو الذي يسمح بالدمار، وقد أدى هذا التواطؤ إلى الإضرار بسمعته وعلاقته بالشعب الإيرلندي، وربما بشكل لا يمكن إصلاحه وطن أجداده لم يعد يحبه.
وتتمتع إيرلندا بروابط طويلة وعاطفية مع الفلسطينيين، وهو أمر أصبح العالم أكثر وعيا به بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة.
ومن جانبها، تدين الحكومة الإيرلندية بشكل لا لبس فيه هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وتدعو مرارا وتكرارا إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وفق الكاتبة.
وأكدت مولالي، "لكنها -الحكومة- تحث أيضا على ضبط النفس في الرد الإسرائيلي، والقيام بتدخلات متعددة على مستوى الاتحاد الأوروبي والدعوة باستمرار إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي للمذبحة. فإيرلندا تعرف كل شيء عن وقف إطلاق النار وبناء السلام".
وفي هذا الصدد، تعتبر إيرلندا دولة شاذة في أوروبا.
وفي استطلاع للرأي أجري في كانون الثاني/ يناير، قال 71 بالمئة من المشاركين في إيرلندا إنهم يعتقدون أن الفلسطينيين يعيشون في ظل نظام فصل عنصري إسرائيلي.
وفي استطلاع آخر أجري في شباط/ فبراير، قال 79 بالمئة إنهم يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. وعلى النقيض من ذلك، قال ما لا يزيد عن 27 بالمئة من الناس في سبع دول في أوروبا الغربية إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من تعاطفهم مع الإسرائيليين.
هنا في أول مستعمرة بريطانية - وهو الوضع الذي تم التخلص منه من خلال حرب الاستقلال - فإن التعاطف مع الفلسطينيين متجذر بعمق، ويولد من تجربة تاريخية مشتركة، بحسب الكاتبة.
تقول مولالي، قد أدى هذا الشعور إلى ظهور موجة غير عادية من التحركات المؤيدة للفلسطينيين في إيرلندا منذ بدء الحرب.
وأضافت، أن مجموعة الاحتجاجات – التي لا تعد ولا تحصى من الحفلات الموسيقية وجمع التبرعات والمظاهرات التي تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء قصف غزة – تتجاوز بكثير أي قلق هامشي.
وبينت أن الاحتجاجات في إيرلندا كبيرة ومنتشرة في جميع أنحاء البلاد، مع تنوع المشاركين في العمر والطبقة والعرق والانتماء السياسي حيث أنها تجمع النقابيين ولاعبي كرة القدم والصحفيين والمواطنين العاديين صغارا وكبارا والسياسيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومجتمع المثليين وغيرهم الكثير إنها ظاهرة وطنية حقا.
وفي جميع أنحاء العالم، تتشابه الهتافات في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى حد كبير لكن خلال فصل الشتاء، انتشرت ترنيمة محددة في الشوارع الإيرلندية. على الرغم من أن عيد القديس باتريك كان على بعد أشهر، إلا أن المتظاهرين كانوا يتطلعون إلى الاجتماع السنوي في واشنطن بين رئيس الوزراء الإيرلندي والرئيس الأمريكي.
رفي المكتب البيضاوي في 17 آذار/ مارس من كل عام، يقدم الزعيم الإيرلندي للرئيس الأمريكي وعاء من نبات النفل.
وكانت الترنيمة، التي نبهت لهذا التقليد، بسيطة للغاية: "لا نباتات النفل لجو [بايدن] الإبادة الجماعية".
وأكدت مولالي، "لقد انتشرت هذه الفكرة، وأصبحت المحور المسموع للاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في أكبر المظاهرات يوم السبت في وسط مدينة دبلن".
وقد تم تحويلها مع تعديل طفيف إلى لوحة جدارية في بلفاست، المدينة التي رفعت فيها الأعلام الفلسطينية منذ فترة طويلة في المجتمعات القومية -مناطق الكاثوليك- وتم رشها بالدهان على طول مسارات الترام في دبلن وسيطرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الناس برسم نبات النفل الأسود على راحة أيديهم.
وتضافرت هذه الاضطرابات حول مطالبة رئيس الوزراء ليو فارادكار بمقاطعة زيارة البيت الأبيض هذا العام.
وإلى جانب هذا الطلب، أصبح بايدن محط غضب إيرلندي، وفي الاحتجاجات، تعرض للتوبيخ من قبل شخصيات عامة، ليس أقلها برناديت ديفلين مكاليسكي، بطلة حركة الحقوق المدنية في الستينيات في شمال إيرلندا.
وفي الصحافة، اصطف المعلقون لإصدار الأحكام على الرئيس الأمريكي، بما في ذلك الروائية الشهيرة سالي روني، التي وصفت الهجوم على غزة بأنه "حرب بايدن".
وكانت الانتقادات في بعض الأحيان حميمية وفي مقاطعة لاوث، حيث ولد الجد الأكبر للرئيس بايدن، جيمس فينيغان، تجمعت مجموعة من الأشخاص في مقبرة لانتقاد الرئيس لخيانته جذوره.
وفي حين أن نصف الناخبين الإيرلنديين لا يزالون يفضلون فوز بايدن بإعادة انتخابه على دونالد ترامب، فإن ما يقرب من الثلث يرغبون في عدم فوز أي من الرجلين بالرئاسة.
ووقع 20 ألف شخص على رسالة مفتوحة يلغي فيها "الدعم الرمزي" لحملته الانتخابية لعام 2024.
وبالنظر إلى أن 80 بالمئة من الشعب الإيرلندي دعم بايدن في عام 2020، وكان فوزه موضع ترحيب على نطاق واسع، فإن هذا يمثل انخفاضا مذهلا في احترام ابننا المهاجر.
ومع تزايد الدعوات لمقاطعة اجتماع البيت الأبيض وعرض نبات النفل، أصبحت انتقادات فارادكار للحرب في غزة أكثر قوة.
وتحدث عن "الأمل" الذي يمكن أن يجلبه وقف إطلاق النار و"الإيمان بإنسانيتنا المشتركة" لكنه لن يفوّت الرحلة أبدا، فالعلاقات القوية مع الولايات المتحدة تشكل أهمية مركزية بالنسبة للسياسة الاقتصادية والخارجية الإيرلندية.
ومع ذلك، فإن توقعات الشعب الإيرلندي من الزيارة، التي أتاحت فرصة لإقناع السيد بايدن بآرائهم، كانت عالية.
وبذل فارادكار قصارى جهده لنقل الرسالة، فقال: "سيدي الرئيس، كما تعلمون، فإن الشعب الإيرلندي منزعج للغاية بشأن الكارثة التي تتكشف أمام أعيننا في غزة.
ويسألني القادة في كثير من الأحيان عن سبب تعاطف الإيرلنديين الكبير مع الشعب الفلسطيني. الجواب بسيط: نحن نرى تاريخنا في عيونهم".
ووفق الكاتبة فقد تبين أن هذا الخطاب المثير كان أحد أعماله الأخيرة في منصبه. وأعلن فارادكار، الذي أنهكته وظيفته، استقالته الأسبوع الماضي. ومن المؤكد أن القرار الذي جاء قبل عام من الانتخابات المقبلة كان مفاجأة لكنه لم يفعل الكثير لتهدئة مزاج التحدي في إيرلندا.
وعادة ما يستشهد بايدن بكتاب [الشاعر الإيرلندي شيماس] هيني"العلاج في طروادة".
وتقول القصيدة: "التاريخ يقول لا تأمل/ على هذا الجانب من القبر/ ولكن بعد ذلك، مرة واحدة في العمر/ يمكن لموجة المد التي طال انتظارها/ للعدالة أن تنهض،/ ويتناغم الأمل والتاريخ".
وختمت، بينما يتطلع الشعب الإيرلندي عبر المحيط الأطلسي إلى حفيد إيرلندا، ينتظر الكثيرون وصول هذه القافية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن العدوان غزة غزة الاحتلال بايدن ايرلندا العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الإیرلندی إطلاق النار فی إیرلندا
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
اهتمت وسائل إعلام عبرية بتصريحات رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، والتي تحدث فيها عن حق "إسرائيل" في الوجود، وحقها في الدفاع عن نفسها، رغم عدم إدانته لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر لعام 2023، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني، وإدانته للإبادة الجماعية في غزة.
وقال الباحث في معهد ترومان بالجامعة العبرية غيورا أليراز إنّ "إجابات إبراهيم جاءت مفاجئة، لأنه أعلن معارضته لكل أشكال العنف، ملمحا إلى أن خطابه يمحو عقودا قبل السابع من أكتوبر، ويتجاهل محنة الفلسطينيين منذ نكبة 1948، ويغمض عينيه عن تاريخ الاستعمار ويغفر له حتى الإبادة الجماعية".
وتابع ترومان في ورقية بحثية نشرها معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب وترجمته "عربي21": "ينبغي أن نعرف إذا ما كانت تصريحات إبراهيم مجرد تمرين للعلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموحا للتدخل في الشرق الأوسط، أو ربما علامة أولية على تغيير في الاتجاه نحو إسرائيل (..)".
وذكر أنه "من المفارقات أنه عندما انتُخب إبراهيم رئيسا للوزراء أواخر 2022، بعد مسار سياسي طويل، كان من المتوقع أن يخفف من سياسة ماليزيا الصارمة تقليديا تجاه إسرائيل، بزعم أنه لم يشارك في حدة الخطاب المعادي لها على مدة عقود من الزمن، بعكس سلفه الراحل مهاتير محمد".
ولفت إلى أنه "في مواقف سابقة لإبراهيم نستحضر كلمات قالها في مقابلة عام 2012 مع صحيفة وول ستريت جورنال، عندما كان زعيماً بارزاً للمعارضة بأنه يؤيد كل الجهود لحماية أمن دولة إسرائيل، وأكد في الوقت نفسه التزام بلاده العميق بالقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، وأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مشروط باحترامها لتطلعات الفلسطينيين، وحينها لم تتأخر الانتقادات اللاذعة من خصومه السياسيين بسبب تصريحاته غير العادية بشأن قضية أمن تل أبيب، وظلّت ترافقه".
ونوه إلى أنه "هذه المرة أيضا سمعنا انتقادات بعد تصريحاته الأخيرة، لأنها انتشرت على نطاق واسع في شكل مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أنها كانت هذه المرة محدودة نسبيا من حيث النطاق والشدة، حيث ردّ على المنتقدين، متهماً إياهم بخداع الرأي العام، استناداً لمقطع فيديو تم تحريره، وإخراج بعض كلماته من سياقها، مؤكدا أنه لم يتغير شيء؛ وستظل ماليزيا ملتزمة بدعم فلسطين، وحديثه هنا باللغة الماليزية، مجددا تصريحاته القاسية ضد تل أبيب".
وبحسب رئيس الوزراء الماليزي، "من يسأل هل أن إسرائيل موجودة، سيكون الجواب نعم، هي موجودة، لكن ماليزيا لم تعترف بها قانونيا قط، بل فقط بوجودها كحقيقة واقعة، بدليل عدم وجود علاقات دبلوماسية معها، ومن وجهة نظره فالموضوع مغلق".
لكن الباحث الإسرائيلي قال إن "تصريحات إبراهيم تزامنت مع نشر مقال صحفي لكاتب عمود محلي من أصل هندي في ماليزيا، تحت عنوان "لماذا أؤيد موقف أنور إبراهيم بشأن حق إسرائيل في الوجود"، ما يكشف عن حقيقة المواقف السائدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بين الأقليات التي تشكل 40% من سكانها، أكبرها الصينيون، يليهم الهنود".
وزعم الكاتب الهندي، وفق القراءة الإسرائيلية، أنه "يتحدث باسم جميع غير المسلمين في ماليزيا، لأنهم، بشكل عام، وعلى عكس المسلمين فيها، ليس لديهم رأي سلبي تجاه دولة إسرائيل، أو رأي إيجابي للغاية تجاه فلسطين، وينظرون للطرفين كدولتين في حالة حرب، مثل أوكرانيا وروسيا، ونرى "نحن غير المسلمين" أن الحرب في الشرق الأوسط حرب خارجية، لا نريد المشاركة فيها، وعندما نرى اعتقاد المسلمين الصادق بأن الحق مع فلسطين، وأن إسرائيل هي الشريرة، فهم يتخذون هذا الموقف من منطلق التعاطف مع الفلسطينيين".
وأشار أننا "نحن غير المسلمين في ماليزيا" نفهم رغبة المسلمين بأن تلعب بلادنا دوراً أكثر نشاطاً لدعم الفلسطينيين في الصراع، مع أنها فعلت الكثير فيما يتصل بالحرب في الشرق الأوسط، ولكن لأن وضع المسلمين أكثر إثارة للقلق، فإن ماليزيا ليست مضطرة للمشاركة في الحرب باختيار الجانب الأضعف ضد الجانب الأقوى بكثير، وهي إسرائيل، لأننا لسنا متأكدين من الصحيح ومن المخطئ، ولا يمكننا أن ندعم رغبات الفلسطينيين إلا إذا اعتزموا أن يروا ماليزيا وسيطًا للسلام في الصراع".
الكاتب الاسرائيلي يعود ليعتبر أن "كلمات رئيس الوزراء إبراهيم، التي يتفق فيها على أن لدولة إسرائيل الحق بالوجود، والدفاع عن النفس، نقطة انطلاق صحيحة لماليزيا، ما يستدعي التوضيح أن التماهي السياسي والعاطفي مع القضية الفلسطينية، الذي يتسم بقوة في الخطاب السياسي والعام في ماليزيا، يبدو متشابكاً مع البناء القديم للهوية الوطنية لدى أغلبيتها المسلمة التي تزيد عن 50% من السكان، بما من شأنه حشد الشعور بالتضامن الإسلامي الشامل، ومثل هذا البناء تضمن أيضًا نغمات معادية لإسرائيل والغرب والاستعمار، لكنه قد يعتبر مشكلة كبيرة من وجهة نظر الأقليات فيها".
وزعم أن "هذه الأقليات الماليزية قد لا تكون الوحيدة التي تشعر حالياً بعدم الرضا عن وضع بلادهم في ضوء حرب غزة الأخيرة، ناقلا عن أحد باحثي الشؤون الماليزية الذي ينقل عن جماعات المجتمع المدني وشخصيات المعارضة استياءهم من موقف الحكومة تجاه حماس، ومخاوفهم من أن يضرّ بمصالح الدولة، بزعم أن تمويل حماس من قِبَل المنظمات الماليزية المؤيدة للفلسطينيين قد يعرضها للعقوبات من قِبَل الغرب".
واستدرك بالقول إن "تصريحات إبراهيم غير العادية بشأن دولة إسرائيل يمكن أن تكون موجهة للخارج والساحة الدولية، لإصلاح صورته في الغرب، وتخفيف التوتر في علاقاته بالولايات المتحدة بسبب اتصالات بقيادة حماس، ويسعى لتجنب الضغوط نظرا لعلاقاته معها، والإشارة أن بلاده شريكة بجهود السلام في الشرق الأوسط، وتتخذ موقفا داعما لجهود السلام من خلال الاتصال بالجسم السياسي للحركة، دون تدخل بأنشطتها العسكرية، زاعما أن علاقاته بها يمنحه ميزة بمحاولة تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وزعم أنه "في الممارسة العملية، فإن خطاب إبراهيم يصرخ بالتناقضات؛ خاصة صمته المطبق إزاء هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر، مقابل الصراحة الكبيرة بإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعوته على منصة القمة العربية الإسلامية في الرياض لبناء إجماع يحمل المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة ضد دولة الاحتلال، وصولا لطردها من الأمم المتحدة".
وختم بالقول إننا "سنضطر للانتظار حتى نفهم ما إذا كانت التصريحات غير العادية لإبراهيم التي مجرد حادثة عابرة، أو تمرين في العلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموح للانخراط في الشرق الأوسط، أو ربما إشارة أولية لتغيير في الاتجاه".