تعتبر المسلسلات الرمضانية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على المجتمع العربى، حيث تشكل جزءًا أساسيًا من الترفيه والتسلية خلال شهر رمضان المبارك، ومع ذلك فإن هذه المسلسلات غالبًا ما تعرض مشاهد عنف وجريمة تؤدى إلى تعظيم هذه الأفعال السلبية وترويجها بشكل غير مسئول.
-يعتبر تعظيم الجريمة والعنف فى المسلسلات الرمضانية ظاهرة سلبية تؤثر على المجتمع بشكل مباشر ،حيث ترسخ فى أذهان الناس فكرة أن العنف والجريمة هما الحل الوحيد للقضاء على المشاكل والصعوبات التى يواجهها الفرد أو المجتمع بشكل عام كما أن هذه الأفعال تؤدى إلى تأثير سلبى على الشخصية والسلوك الإنسانى ،حيث تزيد من انتشار ظاهرة العنف والجريمة فى المجتمع.


وبالتالى يزيد هذا التفكير الخاطىء من انتشار الجريمة والعنف فى المجتمع  وخصوصًا فى حالة غياب الوعى المجتمعى وتفاقم المشاكل الإقتصادية ونضوب المخزون الثقافى والوعى المجتمعى نحو الأفكار التى تبث من خلال الشاشات لدى الأفراد الأميين والغير مثقفين مما يؤدى إلى تفاقم المشكلة وتأثير سلبى على المجتمع بشكل عام.

وتؤثر تلك الأفعال السلبية على الشباب بشكل خاص،حيث يتأثر الشباب بما يشاهدونه فى المسلسلات الرمضانية ويحاولون تقليدها فى حياتهم اليومية وهذا يساهم فى زيادة نسبة الجريمة والعنف بين الشباب.

-يعتبر المجتمع هو الاساس فى التصدى لظاهرة العنف والجريمة،حيث يمكن أن يلعب دورًا فعالاِ فى تغيير الثقافة السائدة وتحويلها إلى ثقافة تحترم حقوق الانسان وتؤمن بقيم العدالة والمساواة والسلام ويجب العمل على العمل على توعية الناس بخطورة العنف والجريمة ،وتحذيرهم من تعظيمهما فى الإعلام والمسلسلات الرمضانية.
ويجب ان تلعب وزارة الإعلام دورًا مهمًا فى ضبط المحتوى الإعلامى بعيدًا عن التجارة الإعلامية وفكر الكسب المادى السريع الذى يغض الطرف عن قيم المجتمع الدينية والثقافية ومورثاته التاريخية والتأكد من أنه يتوافق مع القيم الإجتماعية والإنسانية والدينية ومن ضمن مهامها الرقابية، تصدر الوزارة تصاريح البث للمسلسلات التى تتجاوز القيم الدينية والإجتماعية والإنسانية  ومن أهم الخطوات التى يمكن للوزارة القيام بها للحد من تعظيم الجريمة والعنف فى المسلسلات الرمضانية هى تشكيل لجنة رقابية متخصصة فى متابعة المسلسلات الرمضانية وفحصها بشكل دقيق ،وذلك للتأكد من توافقها مع القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية ،والعمل على إصدار تعليمات صارمة تحظر بث المسلسلات التى تروج الجريمة والعنف وتتجاوز القيم الإنسانية والإجتماعية.

توفير الدعم والتشجيع للمبدعين والكتاب والمخرجين الذين يسعون لإنتاج مسلسلات تحترم القيم الإنسانية والإجتماعية وتعزز الوعي الثقافي والديني للمجتمع.

تعزيز دور الإعلام الرسمي في تحسين الصورة الإيجابية للمجتمع العربي، وذلك عن طريق ترويج قيم العدالة والمساواة والسلم، وتحفيز الفنانين والمبدعين على تقديم مسلسلات وأعمال فنية تحترم هذه القيم وتساهم في نشرها في المجتمع.

ومن المهم الإشارة إلي أن دور الإعلام الرقابي يجب أن يكون متوازنًا بين حرية الإعلام وحماية القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية، وذلك لتحقيق التوازن بين الحرية الفنية والمسؤولية الاجتماعية والدينية وبالتالي، يجب على الوزارة العمل بشكل دائم علي تحديث اللوائح والتعليمات والمعايير المتعلقة بالإعلام الرقابي، وذلك لمواكبة التطورات الفنية والإعلامية وضمان حماية القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية في المجتمع.

في النهاية، يمكن القول إن دور وزارة الإعلام الرقابي يعتبر حاسمًا في تحسين جودة المحتوي الإعلامي والحد من تعظيم الجريمة والعنف في المسلسلات الرمضانية، وذلك من خلال توفير بيئة إعلامية صحية وأمنة للجميع، والحفاظ علي القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية في المجتمع

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

د. حسن محمد صالح يكتب: مجزرة صالحة (ما بضولا نار)

مليشيا الدعم السريع ترتكب أفظع المجازر بصالحة غرب أم درمان في رابعة نهار الاحد ٢٧ ابريل ٢٠٢٥م ضد مدنيين عزل أبرياء بينهم أطفال وشيوخ وربما نساء في مواقع أخرى بعيدة عن الأنظار .

وهي جريمة موثقة وتم توثيقها بواسطة المليشيا نفسها من بداية العدوان حتى نهايته الدراماتيكية .

وهو جرم لم يعد الإعلام في حاجة للسؤال عنه بإتاحة مساحة لمرتكبيه لتبريره من قبل مستشاري قائد المليشيا المتمردة أو جماعة صمود لكون مبررات قتل المواطنين عند هذه المليشيا المارقة الحاقدة وحلفائها أكثر من أعداد من قامت بقتلهم منذ بداية هذه الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م .

كان على قناة الجزيرة مباشر والأستاذ المذيع بالقناة أحمد طه مقدم برنامج حرب السودان المنسية الاكتفاء بالمعلومات التي نقلها مراسل الجزيرة مباشر من الميدان وهي معلومات وافية يضاف إليها الفيديو المباشر لعمليات التعذيب والسباب التي تعرض لها المواطنون الأبرياء قبل قتلهم وحرقهم على يد المليشيا التي أعلنت بعضمة لسانها إنها أحضرتهم من حي المهندسين بأم درمان وقامت بقتلهم لكي تفرح أنصار الدعم السريع بهذه المجزرة البشعة .
٢-!
الدعم السريع لا يحتاج إلى مبرر لقتل مواطن برئ حتى تطرح وسيلة إعلامية محترمة سؤالًا موضوعيًا على مستشاره أو ناطق بإسم جماعة صمود أو سياسي مراوغ ومخاتل مثل الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف أو خالد سلك .

لا حاجة للسؤال عن ما هو معلوم وثابت بالممارسة اليومية لأنهم ظلوا على الدوام يقتلون المواطنين داخل منازلهم والفرق الوحيد أنهم هذه المرة قاموا بإخراجهم من بيوتهم وجمعوهم في مكان واحد ثم قتلوهم. هؤلاء الأوباش يقتلون أبناء الشعب السوداني تحت أي ذريعة أو مبرر للقتل، اما لأنهم شماليون جعليون أو شايقية أو دناقلة وهذا مسلسل من القتل الممنهج على الهوية العرقية .

وأما لأنهم كيزان أو فلول أو دولة ٥٦ وهذا قتل على الهوية السياسية وقتلوا الناس في ولاية الجزيرة لأن القائد أبو عاقلة كيكل انسلخ عن مليشيا الدعم السريع وبالتالي عليهم الانتقام من المواطنين الأبرياء لخروج كيكل عنهم .

قتلوا الوالي خميس أبكر والي غرب دارفور ودفنوا المساليت أحياء وشردوهم من ديارهم لأسباب عنصرية مع أنهم يقطنون معهم في نفس الولاية فهل تنتمي هذه المليشيا إلى أي مروءة أو شعور إنساني أو إلى السودان بأهله الكرام البررة؟.
٣-
مستشارو المليشيا يتحدثون بلغة الثأر عن حواضن اجتماعية لهم في دارفور ويزعمون أن الجيش والبرهان يقتل حواضن للمليشيا في دارفور وهذا يمنحهم قتل المواطنين في صالحة وضرب المنشآت المدنية في نهر النيل والشمالية وهم الذين كانوا حتى وقت قريب يدعون القومية وقد استشاط المتمرد محمد حمدان دقلو حميدتي قائد مليشيا آل دقلو الإرهابية غضبًا لأن الصحفي عبد الماجد عبد الحميد سأله في لقاء تلفزيوني لماذا لا تتصالح مع الشيخ موسى هلال وأنتم أبناء قبيلة واحدة هي قبيلة الرزيقات؟.
٤-
قال حميدتي قبل أن يقذف الميكروفون ويغادر البرنامج أنا لست رزيقي والدعم السريع قومي. انت الآن ممكن تقول للبرهان انت جعلي؟ الآن صاروا يتحدثون عن حاضنة اجتماعية في دارفور فقط لأنهم هربوا وعردوا من الخرطوم والجزيرة ونهر النيل إلى دارفور وهم الذين ارتكبوا أكبر المجازر في دارفور وهاجموا مدينة الفاشر أكثر من مئتي هجوم هذا غير التدوين بالمدافع والضرب بالمسيرات وقتل الناس في معسكر زمزم للنازحين .
٥-
وكما أورد الأستاذ محمد حامد جمعة نوار في زاويته أمس لا داعي للحزن على ما قامت به مليشيا آل دقلو في حق مواطني صالحة رغم الألم واللوعة والحسرة التي تركتها لأن الفعل الذي قامت به المليشيا هو جريمة حرب يحاكم عليها القانون الدولي والإنساني وهي جريمة موثقة تحتاج إلى من يحملها إلى محكمة الجنايات الدولية للقصاص من المنفذين والمحرضين والممولين لهذه المليشيا التي ترتكب جرائم ضد الأبرياء من خطف وإخفاء قسري واعتقال في ظروف بالغة التعقيد وقتل للمواطنين وتدمير البنيات الأساسية .

أخيرًا :
الشعب السوداني لا يستجدي إدانة هذه الأفعال من أحد ولكن صمت المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية يدل علي التواطؤ على قتل السودانيين وتدمير البنيات الأساسية من ماء وكهرباء ومستشفيات وغيرها . اللهم تقبل الشهداء وأشفي الجرحى ورد الأسرى والمخطوفين. وأنصر القوات المسلحة والمجاهدين نصرًا عزيزًا مؤزرًا .
د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د. حسن محمد صالح يكتب: مجزرة صالحة (ما بضولا نار)
  • إبراهيم عيسى: الإخوان ضخمت واقعة طفل دمنهور بشكل ممنهج
  • مدعوون لاستكمال إجراءات التعيين في وزارة الزراعة
  • «شبكة الاتصال الحكومي» منصة استراتيجية لتعزيز تفاعل الأفراد مع القيم المجتمعية
  • تقرير أممي: خطاب الكراهية والتحريض باسم الدين في ليبيا يغذي العنف والانقسامات ويهدد الأمن الوطني
  • الفريق مهندس محمد كمال ابوشوك وعبير الأمكنة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم..) 3
  • توصيات طموحة لتعزيز القيم والارتقاء بأدوار وسائل الإعلام لترسيخ الهوية الوطنية
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل قامت بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل ممنهج
  • الصحف العالمية: تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحريض على الإبادة وارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية