بوابة الوفد:
2025-03-16@19:08:42 GMT

تحقيق‭ ‬الأهداف

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

على‭ ‬قدر‭ ‬وضوح‭ ‬الهدف‭ ‬وانشغال‭ ‬العقل‭ ‬والقلب‭ ‬والجوارح‭ ‬بتحقيقه،‭ ‬يكون‭ ‬سكون‭ ‬النفس‭ ‬ووقارها،‭ ‬ويكون‭ ‬زهد‭ ‬العبد‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬وما‭ ‬هم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬الدنيا‭ ‬ويكون‭ ‬أعراضه‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬منافسات‭ ‬ومنازعات‭ ‬وخصومات‭ ‬معهم‭ ‬والعكس‭ ‬بالعكس‭ ‬يكون‭ ‬تعلُّق‭ ‬الإنسان‭ ‬بالدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬لذائذ‭ ‬وزينة‭ ‬وبهرج،‭ ‬ويكون‭ ‬جنوحه‭ ‬للمنافسة‭ ‬والمنازعة‭ ‬والمخاصمة‭ ‬والمجادلة‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬قلبه‭ ‬من‭ ‬الغفلة‭ ‬عن‭ ‬الهدف،‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬يتكاسل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬عَلِمَ‭ ‬أنه‭ ‬الهدف‭.

‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَعِبادُ‭ ‬الرَحْمَنِ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يَمْشُونَ‭ ‬عَلى‭ ‬الأرْضِ‭ ‬هَوْنًا‭ ‬وإذا‭ ‬خاطَبَهُمُ‭ ‬الجاهِلُونَ‭ ‬قالُوا‭ ‬سَلامًا‭) ‬فقوله‭ (‬عبادُ‭ ‬الرَّحمن‭) ‬هذه‭ ‬الإضافة‭ ‬لبيان‭ ‬خصوصيتهم‭ ‬وفضلهم‭ ‬وتميُّزهم‭.. ‬وإلا‭ ‬فالخلق‭ ‬كلهم‭ ‬عبادٌ‭ ‬للرَّحمن‭! ‬فإضفاء‭ ‬هذا‭ ‬اللَّقب‭ ‬عليهم،‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬تنويهٌ‭ ‬بفضلهم‭ ‬وكريم‭ ‬صفاتهم،‭ ‬وأنه‭ ‬مقربون‭ ‬إلى‭ ‬الله‭. ‬وذكر‭ ‬فى‭ ‬أوَّل‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬من‭ ‬صفاتهم‭ ‬أنهم‭ (‬يمشون‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬هوناً‭).. ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬جرير‭: ‬أى‭ (‬بالسَّكينة‭ ‬والوقار‭) ‬أى‭ ‬ليس‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬الخِفَّة‭ ‬والطَّيش‭ ‬والاندفاع‭ ‬والطَّمع‭ ‬والشَّره‭ ‬والسَّفه‭ ‬وقلة‭ ‬العقل‭ ‬والجُنوح‭ ‬إلى‭ ‬الجدل‭ ‬والخصومة،‭ ‬كما‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬غيرهم‭ ‬ممَّن‭ ‬لم‭ ‬يتصف‭ ‬بصفاتهم‭ ‬ويهتدى‭ ‬بهديهم‭. ‬قال‭ ‬الحسن‭ ‬البصرى‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭: ‬إنَّ‭ ‬المؤمنين‭ ‬قومٌ‭ ‬ذُلُلٌ‭ (‬أى‭ ‬انكسرت‭ ‬شوكة‭ ‬نفوسهم‭ ‬وانقطع‭ ‬عنهم‭ ‬الطَّمع‭ ‬فى‭ ‬شىءٍ‭ ‬ممَّا‭ ‬فى‭ ‬الدُّنيا‭) ‬ذلَّت‭ ‬منهم‭ - ‬والله‭ - ‬الأسماعُ‭ ‬والأبصار‭ ‬والجوارح‭ ‬حتى‭ ‬تحسَبهم‭ ‬مرضى،‭ ‬وما‭ ‬بالقوم‭ ‬مِن‭ ‬مرض‭ ‬وإنهم‭ - ‬والله‭ - ‬لأصحاء‭ ‬ولكنَّهم‭ ‬دخلهم‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬غيرهم‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬الدُّنيا‭ ‬علمُهُم‭ ‬بالآخرة‭ ‬فقالوا‭: ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬الذى‭ ‬أذهب‭ ‬عنا‭ ‬الحزن‭. ‬أما‭ ‬والله‭ ‬ما‭ ‬أحزنهم‭ ‬حزنُ‭ ‬الناس‭ (‬أى‭ ‬لا‭ ‬يُحزنهم‭ ‬الذى‭ ‬يُحزِنُ‭ ‬الناس‭ ‬عادةً‭) ‬ولا‭ ‬تعاظَمَ‭ ‬فى‭ ‬نفوسهم‭ ‬شىءٌ‭ ‬طلبوا‭ ‬به‭ ‬الجنة‭ (‬أى‭ ‬ذهب‭ ‬عنهم‭ ‬التَّعلُّق‭ ‬والشَّوق‭ ‬لشىءٍ‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬تركوه‭ ‬للآخرة‭) ‬أبكاهم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬وإنَّه‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يتعزَّ‭ ‬بعزاء‭ ‬الله‭ (‬أى‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬فيما‭ ‬وعد‭ ‬اللهُُ‭ ‬ما‭ ‬يُصبِّره‭ ‬عن‭ ‬الدُّنيا‭) ‬تقطَّعُ‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الدُّنيا‭ ‬حسرات‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬لله‭ ‬نعمة‭ ‬إلَّا‭ ‬فى‭ ‬مَطعمٍ‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬مَشربٍ،‭ ‬فقد‭ ‬قلَّ‭ ‬عِلمُه‭ ‬وحَضَرَ‭ ‬عذابه‭.‬

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابن جرير

إقرأ أيضاً:

المفتي يوضح حدود الأمانة في العلاقة بين الزوج وزوجته .. ماذا قال؟

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأمانة تعد واحدة من أهم الأخلاق التي عُرف بها الأنبياء والمرسلون عبر التاريخ، بدءًا من سيدنا آدم عليه السلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم نقل لنا تأكيدًا واضحًا على هذه الحقيقة من خلال تكرار عبارة (إني لكم رسول أمين) في وصف عدد من الأنبياء، مما يبرز المكانة العظيمة لهذه الفضيلة التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم.

مفتي الجمهورية: كل ما في حياة الإنسان أمانة يُسأل عنها يوم القيامةتداعياته خطيرة.. المفتي يحذر من خطورة عدم التفريق بين الشريعة والفقه

وتابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن بعض الناس قد يضيّقون مفهوم الأمانة بحصره في الجوانب المادية فقط، كحفظ المال ورد الحقوق المالية إلى أصحابها، في حين أن الأمانة في المنظور الإسلامي أوسع من ذلك بكثير، إذ تشمل جميع شؤون الحياة، بدءًا من العلاقة بين الزوج وزوجته، إلى الكلمة التي ينطق بها الإنسان، إلى حفظ العهد بين العبد وربه، وصيانة الأعراض، والالتزام بالواجبات والمسؤوليات، موضحًا أن الإسلام قد أولى هذه الفضيلة اهتمامًا كبيرًا، حتى جعلها ميزانًا للإيمان الصحيح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"، وهو تعبير شديد الدلالة على أن الإيمان الحقيقي مرتبط بالأمانة، وأن الوفاء بالعهد هو السبيل إلى الدين القويم والمسار المستقيم.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن القرآن الكريم لم يكتفِ بالدعوة إلى الأمانة، بل أوضح كيفية تطبيقها في الحياة العملية، فقال الله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، مما يدل على أن أداء الأمانات لا يقتصر على الأمور الفردية فحسب، بل يمتد إلى المسؤوليات المجتمعية الكبرى، وعلى رأسها العدل بين الناس، وهو ما يعزز فكرة أن الأمانة لا تقتصر فقط على حفظ المال، وإنما تشمل كل ما استؤمن عليه الإنسان، من حقوق وأقوال وأفعال.

وفي سياق الحديث عن الأمانة، أوضح الدكتور نظير عياد أن الصيام في شهر رمضان يعد مدرسة عملية لغرس هذه الفضيلة في النفوس، حيث إن جوهر الصيام يقوم على الأمانة بين العبد وربه، فالإنسان الصائم يمتنع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات ليس خوفًا من أعين الناس، ولكن التزامًا بأمر الله تعالى، وإيمانًا بمراقبته، وهذا أرقى صور الأمانة التي تجعل من الصيام عبادة تدريبية للالتزام بالمسؤولية في جميع شؤون الحياة.

مقالات مشابهة

  • المفتي يوضح حدود الأمانة في العلاقة بين الزوج وزوجته .. ماذا قال؟
  • وأينما زُرِعتَ فأثمِر ..!!
  • سورتا الإسراء والكهف .. حين يكون القرآن دليلا للثبات في وجه الفتن| فيديو
  • هل هذا هو إسلامكم ؟
  • قرأ كتابين.. وأفتى!
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى