بوابة الوفد:
2024-12-22@20:14:32 GMT

التيسير‭ ‬فى‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

يظهر‭ ‬واضحاً‭ ‬جلياً‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تميزت‭ ‬بالسهولة‭ ‬واليسر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسس‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭ ‬مثل‭: ‬نقى‭ ‬الحرج،‭ ‬وقلة‭ ‬التكاليف‭ ‬والتدرج‭ ‬فى‭ ‬التشريع،‭ ‬ومراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬والعدالة‭ ‬المطلقة‭.. ‬فالله‭ ‬تعالى‭ ‬قال‭: ‬‮«‬وما‭ ‬جعل‭ ‬عليكم‭ ‬فى‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬حرج‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬‭: ‬‮«‬بعثت‭ ‬بالحنفية‭ ‬السمحة‮»‬،‭ ‬وقول‭ ‬أمنا‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭: ‬‮«‬ما‭ ‬خُير‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬بين‭ ‬أمرين‭ ‬إلا‭ ‬واختار‭ ‬أيسرهما‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إثماً‮»‬‭.


وسنّ‭ ‬الشارع‭ ‬الحكيم‭ ‬العبادة‭ ‬الرخص‭ ‬لدفع‭ ‬المشقة‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬الصلاة‭ ‬حالة‭ ‬المرض،‭ ‬والتيمم‭ ‬عند‭ ‬فقد‭ ‬الماء‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استعماله،‭ ‬والفطر‭ ‬للمسافر‭ ‬والمريض‭ ‬والمرضع،‭ ‬وإباحة‭ ‬الحلال‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬ورخص‭ ‬فى‭ ‬أكل‭ ‬الميتة‭ ‬وشرب‭ ‬الخمر‭ ‬وأكل‭ ‬الخنزير‭ ‬حال‭ ‬الاضطرار،‭ ‬فأباح‭ ‬الإسلام‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬حُرم‭ ‬بنص‭ ‬قطعى‭ ‬الدلالة‭ ‬والثبوت‭.‬
والحكمة‭ ‬من‭ ‬تشريع‭ ‬العبادات‭ ‬هى‭ ‬مراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬جميعاً‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وزمان‭ ‬فالصلاة‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الصلاة‭ ‬تنهى‭ ‬عن‭ ‬الفحشاء‭ ‬والمنكر‭ ‬والبغى‮»‬‭ ‬والصيام‭ ‬يورث‭ ‬تقوى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬كتب‭ ‬عليكم‭ ‬الصيام‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬لعلكم‭ ‬تتقون‮»‬‭.  ‬والزكاة‭ ‬جعلها‭ ‬الحق‭ ‬زيادة‭ ‬وتطهير‭ ‬له‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬فقال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬خد‭ ‬من‭ ‬أموالهم‭ ‬صدقة‭ ‬تطهرهم‭ ‬وتزكيهم‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬وجعلها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬خدمة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وبراءة‭ ‬من‭ ‬الشح‭ ‬والبخل‭.‬
وختاماً‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬وسنة‭ ‬رسوله‭ ‬‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬محكمات‭ ‬توصل‭ ‬للتيسير‭ ‬وتدعو‭ ‬له‭. ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬يريد‭ ‬الله‭ ‬بكم‭ ‬اليسر‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬بكم‭ ‬العسر‮»‬،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يكلف‭ ‬الله‭ ‬نفسا‭ ‬إلا‭ ‬وسعها‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الدين‭ ‬يسر‭... ‬ولن‭ ‬يشاد‭ ‬الدين‭ ‬أحد‭ ‬إلا‭ ‬غلبه‮»‬،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬يسروا‭ ‬ولا‭ ‬تعسروا‭ ‬وبشروا‭ ‬ولا‭ ‬تنفروا‮»‬‭.‬

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشريعة الإسلامية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام

إقرأ أيضاً:

حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قيام العامل بما كلف به من مهام بموجب العقد المبرم بينه وبين جهة العمل أمر واجبٌ شرعًا، وأما تعمُّد تأجيل بعض الأعمال  المطلوبة منه في وقت العمل الرسمي إلى وقت الساعات الإضافية من أجل حصوله على مقابلٍ لذلك دون عذر تقرره الجهات المختصَّة فحرام شرعًا؛ لما فيه من التحايل وخيانة الأمانة التي اؤتمن عليها، وأكل الأموال بالباطل.

وأكدت الإفتاء أنه ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

حثُّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال

 

وحثَّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال؛ لكي يكون المسلم عضوًا فعَّالًا مُنْتِجًا في مجتمعه، عاملًا على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، قال الله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].

قال الإمام النَّسَفِي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 560، ط. دار الكلم الطيب): [﴿يَضْرِبُونَ﴾: يسافرون، و﴿يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾: رزقه بالتجارة... فسوَّى بين المجاهد والمكتسب؛ لأنَّ كسب الحلال جهاد] اهـ.

وعن المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".

كما جاء الحث على إتقان العمل في قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، وهذا أمر بالإحسان في كل عمل، والرعاية والحفظ في كل أمانة، وأثنى سبحانه على ممتثل ذلك بوصفه بالإيمان والإحسان، فالعامل المتقن لعمله يثاب على إخلاصه وتفانيه واجتهاده، فهو سبيلٌ لمحبة الله تعالى له، ولذلك ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والبَيْهَقِي في "شُعب الإيمان"، واللفظ للطَّبَرَانِي.

حكم تأجيل العمل إلى وقت الساعات الإضافية ليكون عملًا إضافيا
وقالت الإفتاء إن العلاقة بين العامل وصاحب العمل تُكَيَّفُ شرعًا على أنها علاقة إجارة، سواء كان العمل عامًّا أي: حكوميًّا أو خاصًّا؛ حيث يقوم العامل بأداء عمل معين ومهام محددة للطرف الآخر في وقت محدد مقابل أجر محدد معلوم بينهما وهذه هي حقيقة الإجارة، إذ تُعرَّف بأنها: عقدٌ على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبَذْل والإباحة بعِوَضٍ مَعلوم.

والذي يضبط تلك العلاقة بين طرَفَيْهَا هو العقد المبرم بينهما وقانون العمل، فيجب على كلٍّ منهما الالتزام بما تضمنه من بنود، والتقيد بما فيه من شروط؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، أي: ما عَقَدَه المرء على نفسه من بيع وشراء وإجارة... وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارجٍ عن الشريعة، كما جاء في "تفسير الإمام القُرْطُبِي" (6/ 32، ط. دار الكتب المصرية).

ولما ورد عن عمرو بن عَوف المُزَني رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» أخرجه التِّرْمِذِي في "سننه".

كما أَنَّ تأجيل الأعمال والإبطاء فيها؛ لأجل التحايل على أجرٍ مضاعف يُعدُّ من أكل المال بالباطل؛ ذلك أَنَّ الموظَّف أو العامل قد أهدر وقت الدوام الرسمي دون أن يُنجز عمله دون عذر، وقد ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» متفق عليه.

 

مقالات مشابهة

  • مراتب الحزن في القرآن الكريم
  • مفتى الجمهورية: الشريعة الإسلامية وضعت أحكامًا تهدف لتحقيق العدالة واليسر (فيديو)
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • غوار الطوشة يرحب بتطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا
  • حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح
  • إمام الحرم: حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان الشريعة