لعل ما أوصل الناس إلى تلك الحالة التى وصلوا إليها اليوم من البعد عن الله والانزلاق إلى هاوية الشيطان والهلاك هو أنهم انقادوا إلى هواههم فاتبعوا سبيله وسلكوا طريقه فأرداهم إلى أن يرتعوا كما ترتع البهائم دون خوف من الله عز وجل الذى لا يريد لهم إلا السلامة والنجاة، ولا سبيل للنجاة والخلاص إلا بالتضيق على هذه النفس التى هى أعدى أعداء الإنسان إن هو اتبع طريقها ولم يعصها ولذلك قال سهل: ترك الهوى مفتاح الجنة لقول الله: «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى».
لقد ابتلى الناس هذه الأيام بتلك النفوس التى ضعفت وهذه القلوب التى وهنت والهمم التى خمدت والبطون التى اشتهت فصار الهوى هو الذى يقود الحق ويستميل الناس إلى السير فى طريق الغواية والهلاك؛ ولذلك يقول عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: أنتم فى زمان يقود الحق الهوى، وسيأتى زمان يقود الهوى الحق، فنعوذ بالله من ذلك الزمان.
وما وصل الناس إلى هذه الحالة إلا لأنهم آثروا دنياهم على آخرتهم وانجرفوا إلى طريق الغواية، ولم يخف أحد من الخالق فجاوزوا الحد فى عصيانهم لله؛ فتعود الناس على إشباع متعهم والانغماس فى ملذاتهم ولذلك يقول الله تعالى فى سورة النازعات: «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى».
ومما لا شك فيه أن الخوف من الله ونهيان النفس عن الهوى طريق واحد لا يمكن تفرقه فلا يمكن لأن ينهى الإنسان نفسه عن الهوى إلا بعد الخوف من مقام الله والوقوف بين يديه.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: العفو خلق نبوي عظيم ومفتاح لنيل رحمة الله
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن العفو من أعظم مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في التحلي بها، حيث كان يعفو حتى عن من ظلمه وأذاه.
العفو طلبًا لعفو اللهوأوضح الدكتور علي فخر، خلال لقائه في برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، أن الإنسان إذا تأمل في خلق العفو، سيدرك أنه بحاجة إلى عفو الله ورحمته، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ»
وأضاف أن المسامحة والتجاوز عن أخطاء الآخرين هي من صفات المؤمنين الصادقين، لافتًا إلى أنه حين يكون هناك خلاف بين شخص وآخر، ويطلب منه الناس العفو، يجد في نفسه تمسكًا بحقه وتشددًا، ولكنه لو تذكر حاجته إلى عفو الله، فسيكون أكثر تسامحًا.
لماذا نعفو عن الآخرين؟وأشار إلى أن الإنسان أحوج ما يكون إلى عفو الله، فهو سبحانه القادر على العقاب ولكنه يعفو عن عباده، فكيف يطلب الإنسان العفو من الله وهو لا يعفو عن الناس؟.
وحث أمين الفتوى الجميع على المسارعة إلى العفو، حتى لو تعرضوا للظلم، لأن العفو سبب في نيل رحمة الله ورفع الدرجة عنده.
العفو مفتاح الرحمة والمغفرةوختم الدكتور علي فخر حديثه بتأكيده أن من لم يعفُ عن الناس في الدنيا، فكيف سيطلب العفو من الله يوم القيامة؟ لذا، فإن العفو عن الآخرين ليس ضعفًا، بل قوة ورفعة في الدنيا والآخرة.