اليونيسف: الحرب في غزة حطمت سجلات الإنسانية في أحلك فصولها
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
قال متحدث اليونيسف إن مدينة رفح لا يمكن التعرف عليها على الإطلاق، فيما يعيش الناس في ظروف مزرية وينامون في الشوارع المزدحمة
التغيير: وكالات
قال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الحرب في غزة “حطمت سجلات الإنسانية في أحلك فصولها”، وشدد على الحاجة الملحة لأن تكتب الإنسانية فصلا مختلفا.
وأضاف أنه منذ زيارته الأخيرة للقطاع قبل نحو 3 أشهر “كل إحصاء مروع يواجه الأطفال والأسر والمدنيين ارتفع بشكل كبير”، وفقا لموقع الأمم المتحدة.
وقال إلدر إن مدينة رفح “لا يمكن التعرف عليها على الإطلاق” فيما يعيش الناس في ظروف مزرية وينامون في الشوارع المزدحمة. وقال إن هناك مرحاضاً واحداً لكل 850 شخصاً تقريباً، ويضرب هذا الرقم بأربعة عندما يتعلق الأمر بالاستحمام، حيث يوجد حمام واحد لكل 3600 شخص.
وقال: “هذا تجاهل مروع لأبسط احتياجات الإنسان، وبالطبع الكرامة الإنسانية”.
وأضاف: “خلال السنوات العشرين التي قضيتها في الأمم المتحدة، لم أشهد قط مثل هذا الدمار. فوضى وخراب، وحطام وأنقاض، في كل اتجاه، في كل مكان أنظر إليه، في كل شارع. دمار شامل”.
وحذر السيد إلدر من عواقب أي هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، حيث قال: “رفح مدينة الأطفال. هناك 600 ألف فتاة وفتى موجودون هنا”. وذكر أن الوصف الصحيح لأي عملية واسعة في المدنية هو “اعتداء”، مذكرا أنها موطن لبعض آخر المستشفيات والملاجئ وشبكات المياه المتبقية في غزة.
وقال إدلر إن الأمل واليأس (وهما متضادان) يتجليان بصورة كبيرة في غزة. وأضاف: “بشكل متكرر يُقال ما لا يوصف في غزة، من فتيات مراهقات يقلن إنهن يأملن لو يُقتلن لينتهي كابوسهن، إلى طفل يُقال له إنه آخر فرد على قيد الحياة في أسرته. لم يعد هذا الرعب فريدا في غزة. في خضم كل هذا، يواصل العديد من الفلسطينيين الشجعان والكرماء الذين لا يكلون، دعم بعضهم البعض بكل ما لديهم”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد حذرت من وقوع مجاعة وشيكة في غزة “في أي وقت بين الآن وحتى شهر مايو” في شمال القطاع، وذلك في أعقاب أحدث تقرير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
وتشير بيانات التقرير إلى أن “جميع سكان” غزة – حوالي 2.3 مليون شخص – يعانون من مستويات عالية من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”. ومن بينهم، أكثر من 1.1 مليون شخص يعانون من “جوع كارثي”، المعروف باسم المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل.
وفي حديثه من القاهرة إلى المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أكد عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أن شمال قطاع غزة “لا يزال محاصرا بالكامل ولا يمكن الوصول إليه”.
وردا على أسئلة الصحفيين حول تعليقات السياسيين الإسرائيليين التي تدحض فكرة المجاعة في غزة، أصر السيد الواعر على أنه “بالتأكيد، لدينا ما يكفي من الأدلة التي تظهر استمرار تفشي الجوع الشديد وانعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد، ونقص الإمدادات الغذائية الرئيسية والمياه”، مؤكدا أنه يتعين على الذين يزعمون خلاف ذلك تقديم الأدلة.
وقال الواعر: “هناك حالات وفاة نتيجة للجوع، وهذه هي المؤشرات المبكرة للمجاعة. آمل ألا ننتظر الإعلان الكامل عن المجاعة لأن الوضع كما هو الآن يستدعي التحرك، وهو ما طال انتظاره”.
الوسومأطفال غزة إسرائيل الجوع في غزة حماس غزة فلسطين
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطفال غزة إسرائيل الجوع في غزة حماس غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
جوتيريش عن التعهدات المالية بـ "اتفاق باكو" للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الاتفاق الذي انتهى إليه "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 29) "لا يلبي الطموح المنشود"؛ إذ تعهدت الدول الغنية باستثمار 300 مليار دولار على الأقل سنويا لمكافحة تغير المناخ، مشيرا إلى أنه كان يأمل في أن يخرج المؤتمر باتفاق أكثر طموحا؛ يرتقي إلى نطاق التحدي الذي نواجهه".. غير أنه رأى أن هذا الاتفاق يوفر أساسا للبناء عليه.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وصفت الدول النامية، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن تمويلا بأكثر من تريليون دولار، الاتفاق بأنه "إهانة وفشل في توفير الدعم الضروري الذي تحتاجه لمحاربة أزمة المناخ".
وقد اتفقت الدول - أيضا - على القواعد التي ستحكم سوق الكربون المدعوم من الأمم المتحدة، والذي سيسهل تبادل اعتمادات الكربون لتحفيز الدول على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في المشاريع الصديقة للمناخ.
وأشار "جوتيريش" إلى أن المؤتمر عُقد في نهاية عام قاس شهد أرقاما قياسية في درجات الحرارة وكوارث مناخية فيما يتواصل انبعاث غازات الاحتباس الحراري.. وقال إن الدول النامية الغارقة في الديون التي ضربتها الكوارث وتخلفت عن ثورة الطاقة المتجددة، في حاجة ماسة للتمويل.
وشدد على ضرورة الوفاء - بشكل كامل وفي الوقت المحدد - بالاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر. وقال: "التعهدات يجب أن تتحول بسرعة إلى أموال. يتعين أن تجتمع الدول معا لضمان تحقيق الحد الأقصى لهذا الهدف الجديد".
وأضاف أن (كوب 29) يبني على التقدم المحرز العام الماضي بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعجيل التحول في مجال الطاقة، كما توصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون.
وأقر جوتيريش بأن المفاوضات - التي جرت في المؤتمر - كانت معقدة في ظل مشهد جيوسياسي غير واضح ومنقسم. وناشد الحكومات أن تنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره أساسا وأن تبني عليه.
وأكد ضرورة أن تقدم البلدان، خطط عمل مناخية وطنية جديدة على مستوى الاقتصاد تتوافق مع حد ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين العام المقبل، مشددا على ضرورة أن تتولى مجموعة العشرين، التي تمثل أكبر الدول المسببة للانبعاثات، زمام القيادة.
وقال إن هذه الخطط الجديدة يجب أن تغطي جميع الانبعاثات والاقتصاد بأكمله، وتُعجل بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتسهم في أهداف التحول في مجال الطاقة المتفق عليها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين والاستفادة من فوائد الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة.
وتابع: "إن نهاية عصر الوقود الأحفوري حتمية اقتصادية. يجب أن تعمل الخطط الوطنية الجديدة على تسريع التحول، والمساعدة في ضمان أن يتحقق ذلك بعدالة".
كما شدد "جوتيريش" على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مـيثاق المستقبل. خاصة فيما يتعلق بالعمل الفعال بشأن الديون وزيادة التمويل الميسر وقدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف بشكل كبير.
ووجه الأمين العام حديثه إلى المندوبين والشباب وممثلي المجتمع المدني - الذين جاءوا إلى باكو لدفع أطراف الاتفاقية - إلى تحقيق أقصى قدر من الطموح والعدالة، وقال لهم: "استمروا في العمل. الأمم المتحدة معكم. وكفاحنا مستمر. ولن نستسلم أبدا".