تشاهدها لأول مرة.. ورقة بردي غريبة من نوعها تكشف أسرارا مثيرة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
تم اكتشاف مجموعة من المخطوطات التي تحتوي على ثروة من المعرفة حول حضارة الأزتيك في المكسيك القديمة، والتي تعود تاريخها إلى قرون من الزمن.
اكتشاف مخطوطات قديمةووفقًا للمعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك (إينا)، تحتوي هذه المخطوطات على تفاصيل مهمة حول تأسيس العاصمة الأزتيكية وفترة حكمهم وسقوطهم في أيدي الإسبان.
وذكرت صحيفة إلباييس الإسبانية أن الحكومة المكسيكية اشترت مؤخرًا ثلاثة مخطوطات مصورة تُعرف باسم مخطوطات سان أندريس تيتيبيلكو، والتي كانت تتوارثها عائلة خاصة لعدة أجيال. تُعد هذه المخطوطات مصدرًا قيمًا لاستكشاف تاريخ الأزتيك وثقافتهم وتقاليدهم.
ووفقا لمجلة “لايف ساينس” العلمية، الأزتيك كانوا يحكمون منطقة واسعة في المكسيك خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وكانت عاصمتهم في تينوختيتلان، التي تقع في ما يُعرف الآن بمدينة مكسيكو.
وفي الفترة بين عامي 1519 و1521، غزت القوات الإسبانية الأزتيك وأقامت الحكم الإسباني على المنطقة. واستمر إنتاج المخطوطات المكتوبة بلغة الناهيوتل الأصلية والإسبانية حتى أوائل القرن السابع عشر.
تصف إحدى المخطوطات التي تم شراؤها حديثًا تأسيس تينوختيتلان في نحو عام 1300 والأباطرة الذين حكموها في عصور ما قبل الإسبان. كما توضح المخطوطة غزو الأزتيك لمدينة تيتيبيلكو في حوالي عام 1440 وكيف أقسم حاكم تلك المدينة الولاء للأزتيك.
معلومات تاريخيةوتذكر المخطوطة أيضًا تفاصيل وصول الإسبان في عام 1519 وحكمهم حتى عام 1611. يُذكر أن الأسبان حكموا المكسيك حتى عام 1821.
يقول الخبراء إن اكتشاف هذه المخطوطات يمثل إضافة هامة للمعرفة حول الحضارة الأزتيكية وتاريخ المكسيك القديم. وأنها فرصة لفهم أعمق لالثقافة والتراث الأزتيكي، وتسليط الضوء على الأحداث التاريخية التي شكلت المكسيك الحديثة.
أجرى علماء من جامعة متروبوليتان المستقلة في مكسيكو سيتي تحليلًا للمخطوطات، وتبين أن اثنتين من الصفحات مصنوعة من ورق الأماتي، وأن الأحبار المستخدمة فيها مصنوعة من مواد مثل النباتات والفحم والنيلي، مما يعطي ألوانًا متنوعة مثل الأحمر والأصفر والمغرة والأزرق
. بعد التحقق من صحة هذه الوثائق، قامت الحكومة المكسيكية بالتفاوض مع العائلة المالكة واشترت المخطوطات الثلاثة مقابل مبلغ قدره 9.5 مليون بيزو (حوالي 570 ألف دولار).
وبحسب صحيفة "إلباييس"، فإن المخطوطتين الأخريين التي تم بيعهما تتضمن إحداهما وصفًا لتأسيس شركة تيتيبيلكو، في حين تتناول المخطوطة الأخرى تفاصيل الممتلكات التي تمتلكها كنيسة في تيتيبيلكو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استكشاف أسرار الحضارة التراث المخطوطات المكسيك
إقرأ أيضاً:
تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية
أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية بعنوان: "سقوط نظام الأسد في سورية والقضية الفلسطينية: التداعيات والمآلات" وهي من إعداد الباحث الأستاذ سامح سنجر. وتسعى هذه الورقة لقراءة وتحليل التداعيات الاجتماعية لسقوط النظام على اللاجئين الفلسطينيين في سورية. فبعد أن كان الفلسطينيون في سورية يتمتعون بكافة الحقوق المدنية للمواطن السوري، عانوا مع انطلاق الثورة السورية سنة 2011، من استهداف مخيماتهم وقصفها، حيث قُتل وفُقد ونزح المئات منهم، وانتُقِص من وضعهم القانوني في البلاد. وعقب سقوط نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة للسلطة، عادت المخيمات الفلسطينية لتشهد استقراراً نسبياً، خصوصاً بعد إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، واتّخاذ الإدارة السورية الجديدة خطوات لعودة النازحين الفلسطينيين، داخلياً وخارجياً، إلى أماكن سكنهم.
وتناولت الورقة التداعيات السياسية على الفصائل والسلطة الفلسطينية في سورية، حيث شهد حضور الفصائل الفلسطينية في سورية تقلبات نتيجة للأحداث السياسية في المنطقة. فبعد أن كانت علاقة الفصائل الفلسطينية في سورية مع نظام الأسد مبنية على الموقف السياسي من محور المقاومة والممانعة، لجأ هذا النظام لوضع معيار لعلاقته مع الفصائل بعد الثورة السورية سنة 2011، تمثَّلَ في الموقف من هذه الأزمة، وهذا ما وضع عدداً منها في موقف صعب، كحماس التي فضَّلت أن تخرج من سورية في كانون الثاني/ يناير 2012.
يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية.وعقب سقوط نظام الأسد، تلقّت الفصائل الفلسطينية رسالة "تطمينات" من "إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية" بأنها لن تتعرض لها، وبادرت الفصائل إلى القيام بسلسلة خطوات تؤكد التزامها بالحياد، واتّفقت على تشكيل "هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك"، التي تضم جميع الفصائل وجيش التحرير الفلسطيني، لتكون مرجعية وطنية موحدة تخدم المصالح الفلسطينية المشتركة.
وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فقد اتّخذت موقفاً حذراً من سقوط نظام الأسد في سورية، ورأت الورقة أنّ مستوى العلاقة بين السلطة الفلسطينية والنظام الجديد في سورية سيتوقف على عاملين أساسيين؛ الأول هو موقف النظام الجديد في سورية من المشهد السياسي الفلسطيني بمختلف أطيافه، والثاني مرتبط بالمواقف الإقليمية والعربية من التغيير في سورية.
وناقشت الورقة التداعيات العسكرية على محور المقاومة، حيث يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية. وتتزامن هذه المخاوف مع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مما يجعل غزة تبدو أكثر عزلة. كما تسعى "إسرائيل" للاستفادة من الوضع في سورية لفرض سيطرتها على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، وإلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولكن من جهة أخرى، يشير البعض إلى أن سقوط النظام السوري قد يكون مفيداً للقضية الفلسطينية، من ناحية إيجاد حالة التحام شعبي أقوى مع القضية.
وتوقّعت الورقة أن ينعكس سقوط نظام الأسد وصعود المعارضة في سورية بشكل إيجابي على الأوضاع الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين هناك، وعلى الأوضاع السياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس من خلال إعادة فتح مكاتبها في سورية، واستفادتها بشكل أفضل من الساحة السورية. ولأنّ الحالة في سورية ما زالت في مرحلتها الانتقالية، فمن السابق لأوانه إصدار أحكام قاطعة مستقبلية، وتبقى حالة التدافع بين الفرص المتاحة وبين المخاطر المحتملة هي السائدة في هذه المرحلة.