منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية الأعظم بالجزائر
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
الجزائر – أعيد افتتاح أقدم مسجد جامع في مدينة بجاية شرق الجزائر الذي وصفه العلامة ابن خلدون بالأعظم، في الأيام الأولى من شهر رمضان الجاري.
ويعتبر جامع قصبة بجاية (تأسس للمرة الأولى عام 465هـ /1073م)، واحدا من التحف المعمارية التي تمت هندستها بطريقة فنية فريدة، في أعالي قصبة مدينة بجاية العريقة، قبالة البحر الأبيض المتوسط.
وقد تولى العلامة ابن خلدون ( 732 هـ / 1332م – 808 هـ / 1406م) منصب الإمام والفقيه في المسجد سنة 1365م.
ويقول الإمام بمسجد القصبة عمر الفاروق بن إسماعيل، للجزيرة نت، ان الجامع "تأسس في دولة الحماديين (حكمت اجزاء من المغرب الكبير بين 1014 إلى 1152م) ثم تم توسعته في عهد الموحدين، بعد ذلك جاء الاحتلال الاسباني وقد تهدم شطر منه وبعدها جاء عهد العثمانيين الذين أعادوا بعثه من جديد".
ويواصل بن إسماعيل "بعد ذلك أغلق المسجد سنة 1833، في عهد الاستعمار الفرنسي الذي كان يحاول طمس كل ماله علاقة بالهوية العربية والإسلامية لدى الجزائريين، خاصة ما تعلّق بالمعالم ذات الرمزية والمنفتحة على العالم".
وقد احتل مسجد القصبة مكانة مرموقة، لاسيما في العصور الوسطى عندما كانت هذه الولاية مسرحا لتطور فكري عالمي من الدرجة الأولى كونها كانت زاخرة بالعلماء في مجالات شتى.
فبالإضافة إلى ابن خلدون، ضمت جنبات الجامع عددا كبيرا من العلماء البارزين، ومن بين هؤلاء عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي (1170-1250م) الذي أدخل، بعد إقامته للتعلم في بجاية، الأرقام العربية أولا في بيزا (إيطاليا) ثم في جميع أنحاء العالم الغربي.
وكذلك عرفت جنبات الجامع عالم الاجتماع الإسباني ريموند لول (1232 – 1315)، والفقيه والشاعر الأندلسي سيدي بومدين (509 هـ/ 1115 م، 594 هـ/1197 م) والعلامة الصوفي أحمد بن إدريس (1172 هـ / 1758م – 1253 هـ / 1837م)، والفقيه المالكي عبد الرحمن الوغليسي (702هـ /1303م – 786هـ 1384م)، وغيرهم الكثير من المشاهير الذين تركوا بصماتهم على هذا العصر الذي تميز بإنجازاته العلمية والفكرية.
من جهته يقول عمر الفاروق بن إسماعيل، إمام بمسجد القصبة المسجد الأعظم كما سماه ابن خلدون لـ"الجزيرة نت " بنى المسجد في القرن الـ12 وسط حدائق مبهرة.
ويواصل "يقع الجامع على ربوة ذات إطلالة ساحرة على البحر والجبال الخضراء"، ويبدو جليا أن المسجد فقد شيئا من روعته على مدار الحروب".
"وفي القرن الـ17، خلال العهد العثماني، حاول الوصي على الجزائر العاصمة، مصطفى باشا، إعادة ترميم مسجد البقصبة، لكن جهوده باءت بالفشل بعد أن أوقفها التدخل الاستعماري الفرنسي الذي استعمل البناية لأغراض أخرى غير دينية وعلمية.
وقد تم إنقاذ المسجد من خلال الترميمات التي أجريت عليه سنوات التسعينات، وأصبح يستعمل كملحقة للمكتبة الوطنية، قبل أن يستعيد مكانته الأصلية كمسجد للعبادة والصلاة خلال شهر رمضان الجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ابن خلدون
إقرأ أيضاً:
السعودية.. أول وجهة لـالسماء المظلمة بالشرق الأوسط.. من تريد استقطابهم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتذكر سارة سامي أول مرة رأت فيها النجوم بشكل جليّ، وذلك حين كانت هذه المصوّرة البحرينية والمرشدة السياحية البالغة من العمر 38 عامًا، تستكشف موقعًا لأحد برامج جولاتها في المملكة العربية السعودية: منحدر ضخم يُطلّ على صحراء شاسعة، يُعرف باسم "حافة العالم".
وتتذكّر سامي بأنه "كان هناك غطاء من النجوم فوقنا مباشرة، يمكنك رؤية الآلاف منها، وكأنها لا تنتهي. كان مشهدًا رائعًا".
ومنذ ذلك الحين، أصبحت السعودية وجهتها المفضلة لمراقبة النجوم. وقد قادت سيارتها إلى صحراء المملكة عشرات المرات من موطنها في البحرين. وخلال التخييم تحت النجوم، تبحث سامي عن أماكن يغمرها الظلام التام، بعيدًا عن المدن والبلدات، حيث يمكنها رؤية مجرة درب التبانة.
وقالت: "تمكنت من العثور على مكان يبعد أربع ساعات فقط عن البحرين، وهو حرفيًا في وسط الصحراء: هناك قرية مهجورة بها منازل مهدمة. إنه مكان مخيف نوعًا ما، لكنه يتمتع بسماء من أجمل ما يكون".
سامي ليست الوحيدة التي لاحظت سماء البلاد المرصعة بالنجوم.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، صنّفت منظمة "DarkSky International" غير الربحية التي تناهض التلوث الضوئي، محميّتي "منارة العلا" والغراميل الطبيعيتين، القريبتين من واحة مدينة العلا القديمة، كأول موقعين لـ"السماء المظلمة" في الشرق الأوسط.
وعليه، انضمّت المملكة العربية السعودية إلى 21 دولة أخرى فقط مدرجة على قائمة المنظمة للأماكن المعتمدة كـ"سماء مظلمة"، تتصدّرها الولايات المتحدة، ونيوزيلندا، وألمانيا.
ويقول غاري فيلدز، المدير الأول لمرصد "منارة العلا"، وهي مبادرة للبحث العلمي والسياحة أُطلقت العام الماضي: "لطالما أبهرت سماء العلا الليلية الزوّار".
وكجزء من التزام المحمية، التي تمتد على مساحة 2,334 كيلومترًا مربعًا، بالحفاظ على نقاء السماء الليلية، يتم اتّباع تصميم دقيق للإضاءة، مثل ضمان أن تكون المصابيح مزوّدة بظلال توجه الضوء إلى الأسفل لا الأعلى.