أوضاع غزة.. خبير: أمريكا في احتياج كبير لدور مصر لإرساء الاستقرار الإقليمي
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة وفود من مجلس النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمصر لمقابلة الرئيس السيسي تهدف لمتابعة السياسة الخارجية الأمريكية ونظرتهم لمصر ودور الرئيس السيسي في مركزية الدولة المصرية في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، لافتا إلى أنه مهم للغاية أن يزور وفد من الكونجرس لنيل الكثير من الاهتمام والنقاش المشترك مع الرئيس السيسي ودور مصر.
وأضاف "سنجر"، خلال مداخلة هاتفية على قناة “إكسترا نيوز”، أن الكونجرس له دور مهم للغاية في المساعدات وتنظيم التجارة، وكل شأن يتعلق بالتمويل، فالمساعدات سواء التي ينظر إليها الآن لمساعدة الوضع في غزة أو مساعدة مصر في أن تبني علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن أمريكا في احتياج كبير لدور مصر والرئيس المصري في هذا التوقيت خاصة، وزيارات وفود مجلس النواب الأمريكي لمصر توضح وعيهم لدور المصري في الاستقرار الإقليمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خبير مصر أمريكا غزة اخبار التوك شو
إقرأ أيضاً:
من فيتنام إلى اليمن.. عندما تُهزَمُ أمريكا أمام الشعوب الحرة
يمانيون../
تناول الإعلامي حميد رزق في حلقة يوم السبت، 19 إبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يُعرَضُ يوميًّا على شاشة قناة “المسيرة” الساعة السابعة والنصف مساءً، التاريخَ الحديث والحالي للإجرام الأمريكي، ورسالة الشعب اليمن العظيم في وجهِ دولة العدوان أمريكا المجرمة والقاتلة.
وتطرق إلى بعضِ النماذج التاريخية التي توضحُ ضَعفَ وهزيمة دولة العدوان أمريكا أمام الشعوب الحرة، وكيف كانت بداية الورطة الأمريكية في فيتنام؟، التي أصبحت درسًا تاريخيًّا للشعوب الحرة حين قصمت ظهر الغطرسة الأمريكية آنذاك.
في مشهد تاريخي يوثّق واحدةً من أهم اللحظات التاريخية والهامة، لمرتزِقة أمريكا في فيتنام، والذي يؤكّـد أن إرادَة الشعوب لا تُهزَم، وأن دولة العدوان أمريكا مثل اللِّص، إذَا وجد أهلَ البيت خائفين من تهديده، يقوم بسرقة ما يريد وربما يرتكب جرائم بحق أهل البيت أنفسهم قبل أن يغادر بما سرق، زاعمًا أنه سجَّل انتصاراتٍ وفَرَضَ الهيمنة على مَن قام بسرقتهم.
هذا هو حال أمريكا اليوم أمام مَن يخضعون لها، ولكنها أمام الشعوب الحرة ممن تمتلك الحضاراتِ الراسخةَ والأصيلة، تضطرُّ للهروب، وتترك مرتزِقتها وأدواتها لمصيرهم المحتوم، وهذا ما يؤكّـده المشهد الذي يوثّق إقلاع وهروبِ آخر طائرة مروحية أمريكية، التي كانت على سطح السفارة الأمريكية في سايغون عاصمة جنوب فيتنام.
تلك الطائرة المروحية التي قامت بالإجلاء الجوي للأمريكيين فقط، على الرغم من تكدس العشرات من المرتزِقة الفيتناميين على سطح السفارة، ولكن الشيطان الأمريكي تنكّر لهم وتركهم لمصيرهم.
لذلك وقبل الوقوف مع التجربة والمحطة التاريخية التي سقطت فيها أمريكا تحت أقدام الشعب الفيتنامي العريق والصُّلب والمقاوم والشجاع، في ستينيات القرن الماضي.
لا بد من المرور عبرَ التاريخ الحديث، إلى مجزرة الإجرام الأمريكي، في ميناء رأس عيسى، تلك المجزرة المروعة والوحشية التي طالت عشرات المدنيين من العمال والموظفين والمواطنين في تلك المنشأة المدنية والمكشوفة.
مجزرة غير مسبوقة، ارتكبها العدوان الأمريكي، جراء استهدافه المباشر منشأةً مدنية، محمية بموجبِ القوانين الدولية والإنسانية، وبموجب كُـلّ الشرائع. ومع ذلك، يخرج الأمريكي يستعرض أمام العالم ويعلن استهداف هذه المنشأة، ويتحدث عن تدميرها وقتل المدنيين بكل وقاحة وإجرام وسقوط أخلاقي وإنساني.
ومن خلال مشاهد هذه المجزرة، فقد قرأ العالَمُ دليلَ فشل وإخفاق أمريكي، أكثرَ من كونه دليلَ حِقدٍ على الشعب اليمني، من خلال قتل المواطنين والعمال ثم بعد ذلك استهداف المسعفين وطواقم الإنقاذ. هذا الاستهداف لمنشأة حيوية مدنية، هو استهداف للشعب اليمني؛ كون المنشأة مرتبطة بحياة أكثر من 30 مليون يمني.
ولهذا فَــإنَّ الأساليب التي تمارسها إدارة المعتوه والمجرم ترامب اليوم، هي نفس الأساليب التي كان يستخدمها العدوان السعوديّ خلال السنوات الماضية، حَيثُ كان يهرب من فشله إلى محاولة تصفية الحسابات مع الأبرياء والمدنيين، أَو محاولة ترهيب الشعب اليمني بالجرائم السابقة.
ولكن بعد عشر سنوات من العدوان الأمريكي، ربما إدارة المعتوه لا تدري أنها تحصد النتائج العكسية، وأن الشعب اليمني -بما في ذلك ضحايا عدوانها وإجرامها- لن يتراجع عن مواقفه الدينية والإنسانية والمبدئية تجاه إخوانهم في غزة وفلسطين المحتلّة.
لا حَـلَّ أمامَ العدوان الأمريكي سوى هذا الموقف والتماسك، والتوحد خلف قيادتنا الحكيمة والمباركة، والاعتصام بالله والتوكل عليه، والتلاحم والوحدة بين الشعب والقيادة في كُـلّ الساحات والميادين.
وهذا أَيْـضًا ما جرَّبه الشعبُ اليمني العظيم والمجاهد، خلال تسع سنوات من العدوان الأمريكي السعوديّ السابق، ومع الصبر والثبات انتصر، وأصبح اليوم بموقفه المشرِّف مع غزة، ملهمًا لشعوب العالم وأحرارها، ويُعيد الاعتبار لقيم الحق والإنسانية بعدما هزم الجميع وهرب الجميع وتراجع الجميع.
ولكي نرى هشاشة وضَعف أمريكا أمام الشعوب الحرة كما جرى في فيتنام، يجب العودة إلى بعض النماذج التاريخية التي توضح ضعف وهزيمة أمريكا أمام الشعوب الحرة، التي ثبتت وواجهت على أرضها وعرضها، فكانت النتيجة أن سطَّرَها التاريخ نموذجًا لا يُنسى وتجربةً لا تُمحَى من ذاكرة الأمم والشعوب، ومن وعي وشعور المجرمين أَيْـضًا، حَيثُ يستحيل على أمريكا نسيانُ ما حَـلَّ بها على أيدي الثوار في فيتنام، عندما قرّرت استخدامَ القوة المفرطة والإجرام والقصف والتوحش لإجبار الفيتناميين على الاستسلام، ولكنها فشلت بل هُزمت واندحرت من هذا البلد الفقير والمستضعَف في تلك الفترة.
هناك تشابُهٌ نوعًا ما بين التجربة اليمنية وما جرى في فيتنام، التي قسمها المستعمرون إلى قسمين، الشمال كان تحت الأحرار والثوار الفيتناميين، وفي الجنوب نصَّبت أمريكا رئيسًا دُميةً، تمامًا مثل المرتزِق العليمي الموجود تحت حماية الاحتلال في عدن المحتلّة.
حَيثُ تبنَّت أمريكا النظامَ العميلَ والمرتزِق في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، ووفَّرت أمريكا للمرتزِقة الدعمَ العسكريَّ والاقتصادي، وكان الهدف الزحف نحو مناطق الأحرار في شمال فيتنام، والقضاء على الثوار.
التشابه بين التجربتَينِ في اليمن وفي فيتنام ليس من حَيثُ العدوانِ الأمريكي المباشر فقط كما هو حاصلٌ حَـاليًّا، بل من خلال محاولةِ أمريكا وأدواتها، تقسيمَ اليمن إلى شمال وجنوب، وَأَيْـضًا من خلال قيام أمريكا بتنصيب نظامٍ عميل ومرتزِق في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، كذلك من خلال تجهيز جيش من المرتزِقة والعملاء كما هو حاصل في اليمن حَـاليًّا.
والمفارقة اللافتة في التجربتين أنه في فيتنام فشل الرئيس الأمريكي أيزنهاور، واليوم التاريخ يعيد نفسه في اليمن؛ أيزنهاور يفر ويهرب أمام الشعب اليمني وقواته المسلحة، ولكن هذه المرة لم يكن الرئيس أيزنهاور، بل أيزنهاور حاملة الطائرات الضاربة والجبارة التي تحمل اسم ذلك الرئيس.
وأمام الفشل العسكري كان الأمريكيون يهربون إلى التوحش وارتكاب المجازر والإجرام بحق المدنيين الفيتناميين، وهذا نفسُ السلوك الذي تمارسه اليوم أمريكا في عدوانها على اليمن، فما كان يعملُه العدوّ الأمريكي في فيتنام، نراه اليوم يفعلُه في اليمن كما حدث في مجزرة رأس عيسى.
والمجازر والجرائم التي كان يرتكبها العدوّ الأمريكي في فيتنام، ما هي إلا هروبٌ من الفشل العسكري إلى التوحش والإجرام، ومحاولة إرهاب الشعب الفيتنامي وكسر إرادته، ورغم ذلك لم يكن يعلم الأمريكيون أنهم وقعوا في ورطة ستكلفهم هزيمة تاريخية لا تزال هي الأكثر حضورًا في ذاكرة ووجدان الشعوب الحرة على مستوى العالم حتى اليوم.
في فيتنام -ووفق اختلال موازين القوة والقدرة- راهنت أمريكا على أمرين: الأول قدرتها على ارتكاب المجازر وعلى التدمير، على أَسَاس أن القوة والقدرة على القتل والتدمير ستجبر الشعب على الاستسلام.
الأمر الآخر هو المرتزِقة من خلال دعمهم وتمويلهم ليخوضوا المعركة البرية بالنيابة عن الجيش الأمريكي الذي كان يريد أن يكتفي بالعمليات الجوية، ولكن المرتزِقة كانوا أضعف بكثير من أن يصمدوا أمام عنفوان وثبات الأحرار والثوار في شمال فيتنام.
وعن أسباب العدوان الأمريكي على فيتنام، يؤكّـد الإعلامي حميد رزق، أن العدوان الأمريكي على فيتنام، بدأ بذريعة أن الثوار هاجموا السفنَ الأمريكية، في البحار وبالبارجات الأمريكية التي أرسلتها واشنطن في تلك الفترة إلى خليج تولكين، وكان الهدف استعراض ومحاولة إرهاب الثوار في فيتنام.
بذريعة مهاجمة السفن الأمريكية قرّرت أمريكا توسيع العمليات العدوانية ضد الشعب الفيتنامي والثوار في الشمال. أما مرتزِقة فيتنام فهم مثل أي مرتزِق في العالم يقاتلون مقابل مكاسب مالية أَو مادية، ويحملون نفسية مهزومة ومنكسرة، وبعد كُـلّ الخسائر العسكرية والاقتصادية التي لحقت بالجيش الأمريكي، وجدت أمريكا نفسها تدفع فاتورة ثقيلة جِـدًّا من جيشها، وهيبتها، ومكانتها كقوة عظمى في العالم، كما دفعت من اقتصادها ثمنًا باهظًا يزيد عن 130 مليار دولار على الحرب، في ورطة مكتملة الأركان في شمال فيتنام.
وعلى الرغم من الإمْكَانيات الاقتصادية والعسكرية والتطور العسكري الهائل في أمريكا، حتى كان الأمريكيون يعتقدون أن بإمْكَانهم سحق الثوار والشعب الفيتنامي، الذي تعرض آنذاك لأبشع مجازر الإبادة الجماعية، ولأنواع الجرائم بحق أبنائه بما في ذلك النساء والأطفال. وارتكب الأمريكيون حرب إبادة وحشية بحق قرى ومدن بأكملها.
فشلت أمريكا وجيشها ومرتزِقتها، رغم أنها تمتلك الطائرات العملاقة منها البي2 الشبح والقاذفات بي 52 والسفن الحربية والصواريخ، وهُزمت أمام إرادَة الشعب الفيتنامي المستضعَف.
وما بين تجربة شعب فيتنام، والتجربة اليمنية، نعيش حالة انتصار اليمن على هيبة أمريكا، التي أصبحت تحت أقدام أبطاله، وهذا ليس قليلًا ولا هينًا ما يفعله اليمن في هذه المرحلة التي يشهد العالم فيها هزيمة أمريكا في البحرَين الأحمر والعربي، واحتراق بارجاتها وحاملاتها، وإعطاب بعضها وإجبار أُخرى على الانسحاب.
اليمن يُسقِطُ كُـلّ يوم هيبة أمريكا بإسقاط طائراتها في سماء مختلف المحافظات اليمينة، وأفشل أمريكا في مهمتها لحماية العدوّ الإسرائيلي، وفي كسر إرادَة الشعب الذي يخرج بالملايين متحديًا ومواصلًا هذا الموقف.
ومع الأيّام فَــإنَّ التاريخ سيطوي التجربة الفيتنامية ويسطِّـرُ التجربةَ اليمنية، ويتحدث عن تجربة هذا الشعب العظيم وقيادته العظيمة ومجاهديه الأبطال.