لبنان ٢٤:
2024-07-04@00:56:50 GMT

كيف سيردّ حزب الله على إجتماع بكركي المسيحيّ؟

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

كيف سيردّ حزب الله على إجتماع بكركي المسيحيّ؟

 
تُعوّل بكركي بأنّ يخرج الأفرقاء المسيحيّون الذي اجتمعوا في الصرح البطريركي الأسبوع الماضي، بتوافق تامّ، للإشارة إلى المشكلة الحقيقيّة التي تُهدّد سلامة وسيادة البلاد والإستحقاق الرئاسيّ. فوفق الكتل المسيحيّة السياديّة، فإنّ "حزب الله" وفريقه السياسيّ يتحمّلان مسؤوليّة الفراغ، وإدخال لبنان في صراعات عسكريّة غير معنيّ بها، بينما "التيّار الوطنيّ الحرّ" يفصل بين هذين الملفين، لمضايقة حليفه الشيعيّ، ولكن من دون أنّ يكون طرفاً مع "القوّات" و"الكتائب" بالتضييق على "المقاومة" بما يخصّ سلاحها المُوجّه ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، وهذا ما تجلّى بوضوح في المناقشات المُغلقة بين مُمثّلي الأحزاب المسيحيّة التي حضرت.


 
وتعتبر أوساط نيابيّة معارضة، أنّ أوّل ردّ من "حزب الله" وفريق الممانعة على اجتماع بكركي، هو عدم حضور أيّ ممثّل من تيّار "المردة" اللقاء المسيحيّ. وقد أشار وزير الإعلام زياد مكاري في هذا السياق، إلى أنّ الوثيقة التي يُعمل عليها "لا تخدم المصلحة الوطنيّة".
 
وعن كيفية ردّ "حزب الله" على إجتماع بكركي المسيحيّ، يرى مراقبون أنّ "الحزب" لم يلتزم في السابق بالقرارات الدوليّة، وفي مقدّمتها الـ1559 والـ1701. وبعد الحرب في غزة والمعارك في جنوب لبنان، وترسيم الحدود البحريّة مع العدوّ الإسرائيليّ، يقول المراقبون إنّ "الحزب" سيُشدّد على أهميّة وجود سلاح "المقاومة" لحماية البلاد من المخاطر والأطماع الإسرائيليّة، وسيُشير مُجدّداً إلى أنّ عتاده العسكريّ ساهم في قبول تل أبيب بالمفاوضات البحريّة، وفتح الحديث على الحدود البريّة، وإعادة الأراضي اللبنانيّة المحتلّة إلى السيادة اللبنانيّة.
 
ومن المعلوم أنّ "حزب الله" يرفض رفضاً تامّاً مبدأ حياد لبنان، الذي أطلقه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأيّدته "القوّات" و"الكتائب" لحماية البلاد من الصراعات والحروب في الشرق الأوسط. ويلفت المراقبون إلى أنّه بعد انتهاء "حرب تموز" عام 2006، والمُطالبات بوضع حدٍّ لسلاح "المقاومة"، عمد "الحزب" إلى تطوير قدراته العسكريّة كمّاً ونوعاً، وأدخل أسلحة جديدة إلى ترسانته، من صواريخ دقيقة، وصولاً إلى المسيّرات التي يستخدمها لأغراض مختلفة. ويُتابع المراقبون أنّ "حزب الله" سيزيد من خبراته بعد المعارك في الجنوب، وسيعمل على إضافة أسلحة جديدة هو بحاجة إليها.
 
ويقول المراقبون إنّ "حزب الله" لن يرضخ لا للقرارات الشرعيّة الدوليّة، ولا لأيّ وثيقة تصدر عن الكتل النيابيّة، أو عن المرجعيّات الدينيّة، لأنّ موضوع سلاحه هو بيدّ إيران، ووجود "المقاومة" مهمّ جدّاً لطهران، فـ"الحزب" يدعم غزة في الوقت الراهن، ودخل الحرب السوريّة إلى جانب الرئيس بشار الأسد، وحارب معه الإرهاب، كذلك، زاد من خبرات الفصائل العراقيّة المُواليّة للحرس الثوريّ في كلّ من العراق واليمن.
 
وترى الأوساط النيابيّة المعارضة أيضاً، أنّ وحدة الصفّ المسيحيّ مهمّة جدّاً في ما يتعلّق برئاسة الجمهوريّة وموضوع السلاح والإستراتيجيّة الدفاعيّة، لكنّها غير كافية، إذ تقول إنّ "حزب الله" لا يعترف بالدولة، وهو يضع أهدافه فوق المصلحة الوطنيّة، وأبرز دليلٍ على هذا الأمر، هو تمسّكه بمرشّحه سليمان فرنجيّة، رغم معارضة الأكثريّة الساحقة من المسيحيين إنتخابه. وتُضيف الأوساط أنّ "الحزب" ومعه حركة "أمل"، يتحدّيان المجتمع الدوليّ الداعي إلى انتخاب رئيس وسطيّ، عبر الإبقاء على أبواب مجلس النواب مُغلقة، وبفرض الحوار للتوافق على رئيس "المردة".
 
وتقول الأوساط إنّ "حزب الله" سيستمرّ باتّهام جميع من يُصوّب على سلاحه، إنّ كانوا من النواب أو من الشخصيّات الدينيّة بأنّهم "عملاء"، وسيرفض أيّ وثيقة أو كلام يمسّ بـ"المقاومة"، وهو سيتمسّك بالشرعيّة التي يُعطيه إياها البيان الوزاريّ. أمّا في موضوع الرئاسة، فتوضح الأوساط أنّ "الحزب" لم يستجبّ للدعوات الدوليّة والداخليّة، ولم يُبدِ إيجابيّة تجاه مبادرة كتلة "الإعتدال الوطنيّ"، ولم يقبل بالبحث بأيّ أسماء وسطيّة، ما يعني أنّه سيبقى داعماً لفرنجيّة، حتّى تقتنع كتلٌ أخرى بمرشّحه، تماماً كما فعل عام 2016، عندما أوصل ميشال عون إلى بعبدا. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما لم يُعلن عن أنفاق حزب الله.. هل دخلت التفاوض؟

عادت إسرائيل لتتحدّث عن إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان بهدف إبعاد "حزب الله"، وذلك بعدما وجدت أن الأخير ساهم بنشوء منطقةٍ أمنية ضمن المستوطنات التي تمّ إخلاؤها بسبب هجماته اليومية.    تجديد التأكيد على المسألة المطروحة جاء يوم أمس على لسان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى شنّ حرب ضدّ لبنان، قائلاً: "يجب إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة على أرضنا".
ما يقولهُ سموتريتش يتنافى مع التحذيرات الأخرى الصادرة داخل إسرائيل والتي تُنبه من "خطورة" شنّ حرب ضد لبنان، في حين أن الوساطة الأميركية ما زالت مستمرّة ولم تتوقف. في هذا السياق، تقول معلومات "لبنان24" نقلاً عن مصادر مواكبة لملف التفاوض أنَّ هناك إصراراً أميركياً على عدم جعل إسرائيل "تتمادى" في خطواتها العملياتية أكثر ضد لبنان، مشيرة إلى أنّ واقع الحال الآن يشير إلى استمرار الأمور على حالها وبالتالي لا تصعيد نحو حرب من الآن ولغاية منتصف شهر آب المقبل.
وبالعودة إلى المنطقة العازلة، يمكن القول هنا إن الحديث عنها يعني إنسحاباً لـ"حزب الله".. المعروف هو أن هذه النقطة من الصعب تحققها، ذلك لأن "الحزب" موجود في الجنوب عبر المنتسبين إليه والسكان بغض النظر عن السلاح الموجود هناك. ولكن، السؤال الأهم هنا هو التالي: هل تحقق إنسحاب الحزب فعلاً؟ وإن وصلت التسوية إلى هذه النقطة، متى يمكن أن يقبل الحزب بهذا الإنسحاب؟   ميدانياً، لا يمكن نكران أمرٍ أساسي يرتبط بخسارة "حزب الله" جزء أساسي من "الميدانيات"، بحسب ما تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24"، والتي وصفت الإشتباكات الحالية بأنها حربٌ لكسر قوة معينة من دون أن تُساهم بـ"تغيير الوضع الأمني".
بحسب المصادر عينها، فإن "حزب الله" خسر غرف عمليات ميدانية، مقرات عسكرية تُستخدم لتنسيق هجمات ضد الجيش الإسرائيلي ونقاط تمركز عند الحدود، وتضيف: "أمام المشهدية هذه، هل يمكن وصف ذلك بالإنسحاب؟ حتماً لا، فإذا كان الحزبُ قد خسر بنية تحتية فوق الأرض، إلا أنه ما زال يحافظ على أخرى تحت الأرض، وبالتالي إسرائيل لم تستطع منذ 8 تشرين الأول من تقويض تلك البنى التحتية الخفية.
وخلال آخر زيارة قام بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، وأثناء لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، جدّد هوكشتاين مطلب واشنطن بضرورة إنسحاب "حزب الله" 8 كيلومرات خلف الحدود. عندها، ردّ بري قائلاً: "إذا أردتم ذلك فعلى الجيش الإسرائيلي أيضاً أن ينسحب".
بالنسبة للمصادر، فإن كلام بري يندرجُ في إطار "وطني"، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يُطبق ميدانياً لسبب أساسي وهو أنّ الجيش الإسرائيلي، وباعتباره جيشا تقليديا، لا يمكن أن ينسحب مقابل إنسحاب "تنظيم مسلح"، وتضيف: "المسألة هذه في علم التفاوض غير قائمة، ويمكن اعتماد هذا المنطق إن كان هناك جيش يواجه جيشاً آخر، لكن هذه الحالة غير موجودة في لبنان".
المسألة الأكثر إثارة هنا هو أن التفاوض على الإنسحاب طرح انسحاب "القوات فوق الأرض"، لكنه لم يناقش أصول "حزب الله" تحت الأرض المتمثلة بـ"الأنفاق". وعليه، تلفت المصادر إلى أن مناقشة هذه النقطة وطرحها قد يُعقد الأمور أكثر، باعتبار أن الحزب لن يتنازل عن هذه الأنفاق لسببين: الأول إنها تمثل قاعدة أساسية له، وثانياً إن مسألة خسارتها في الحرب صعبة جداً، وبالتالي لن يُسلمها على طبقٍ من فضة في السلم، كما تقول المصادر.   طرحٌ غير مقبول
في غضون ذلك، حذرت المصادر عينها من طرح مسألة انسحاب الحزب من جنوب لبنان مقابل إنشاء منطقة عازلة بإشرافٍ دولي يُهمش أي قوة لبنانية شرعية، على اعتبار أن إسرائيل تزعم بأنّ الجيش اللبناني يمثل "غطاء لحزب الله"، وهو ما تم التسويق له بشكل أو بآخر داخل تل أبيب من خلال تقارير إعلامية عديدة.
المسألة هذه والتي تستبعد "سلطة لبنانية" على الحدود، قد لا تلقى تأييداً في الداخل اللبناني على الرغم من التناقضات السياسية واختلاف وجهات النظر بشأن الحرب التي يخوضها الحزب. عملياً، ترى المصادر أن تأييد مثل هذا الطرح يعني التسليم بمنطقة أمنية داخل لبنان تم العمل سابقاً على نسفها بضغط شعبيّ مُسلح قبل تحرير الجنوب عام 2000، وبالتالي ليس وارداً أبداً قبول الداخل اللبناني بإنسحاب "حزب الله" مقابل إنشاء منطقة عازلة مجردة من أي أمرٍ لبناني، وتضيف: "إذا كانت هناك من منطقة أمنية، فالأساس فيها هو تكريس وجود للجيش اللبناني على طول الحدود على أن يقترن ذلك بتثبيت للحدود البرية يقابله ذلك تثبيت للنقاط الحدودية وإغلاقها تماماً، وبالتالي فصل إسرائيل عن لبنان كلياً، ووضع نقاط لقوات دولية إضافية عند الحدود، تضمنُ عدم حصول أي خرق، وبالتالي إنفاذ القرار 1701 بشكلٍ يضمنُ إستقراراً طويل الأمد ويتضمن شراكة واضحة وأساسية للدولة اللبنانية".
متى يمكن لـ"حزب الله" أن يقبل بهذا الإنسحاب؟ بشكلٍ أو بآخر، يمكن لـ"حزب الله" أن يقبل بـ"إنسحاب عسكري" إن حصل على ضمانات دولية بأن إسرائيل لن تشنّ حرباً جديدة ضد لبنان، مع انتزاع اعترافٍ كامل بشرعية عمله العسكري في حال حصول أي عدوان. المسألة هذه مفصلية واستراتيجية بالنسبة لـ"حزب الله"، وتقول المصادر هنا إن "ورقة القوة هنا تكمنُ في أن الحرب ضد حزب الله ستكون كارثية، وستعني دخول قوى كبيرة بها، وبالتالي فإن إقرار الخطورة المرتبطة بشن معركة ضده، ستعني تثبيتاً لوجوده وإقراراً دولياً به".   وفي الأصل، فإن "حزب الله" خرج من إطار الحدود على الصعيد العسكري، فالصواريخ الموجودة بحوزته، وباعتراف إسرائيلي، يمكنها أن تطال الداخل الإسرائيلي من مدى بعيد. لهذا السبب، فإن مسألة مواجهة التهديدات بالإنسحاب قد لا تكون كافية، ففي حال حصول أي حرب، فإن الحزب ومن منطقة بعيدة، يمكن أن يشن هجمات وضربات بصواريخ بعيدة المدى.
في خلاصة القول، فإن المسألة لا تبدو معقدة كثيرة لكنها بحاجة إلى ترتيبات وتنسيق للشروط، لكن ما يبقى أساسياً هنا هو أن ورقة لبنان قوية، وبالتالي فإن تأثيره على المنطقة من البوابة العسكرية لا يُستهان به.. المسألة هذه واضحة جداً، ولكن يبقى السؤال: هل سينتزع حزب الله اعترافاً حقيقياً من لبنان كعنصر أساسي في الاستراتيجية الدفاعية المقبلة؟ المسألة هذه شائكة والبحث فيها عميقٌ جداً.  

مقالات مشابهة

  • حزب الله أعلن الرّد على اغتيال أبو نعمة.. هذا ما فعله!
  • حتى لا ننسى غزة
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • عائشة الماجدي: حفظ الله مصر واهلها وحفظ الله أهلنا السودانيون اللآجئين فيها
  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • ما لم يُعلن عن أنفاق حزب الله.. هل دخلت التفاوض؟
  • معاودة التواصل بين بكركي وحزب الله
  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • صلوات للسلام ضد الحرب.. والراعي: في الحرب الكلّ خاسرون وضعفاء.