أبرمت الدول الأعضاء اتفاقًا حاسمًا مساء أمس الأربعاء، لتمديد التجارة الحرة مع أوكرانيا حتى يونيو 2025، لكن نتيجة المفاوضات تمثل موقفا متشددا مقارنة بالتضامن الشامل الذي وعدت به الدولة التى مزقتها الحرب، والتي توفر صادراتها الزراعية مصدرا أساسيا للدخل.

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الاتفاق يشمل الضمانات على المنتجات الهامة، والتي من بينها الدواجن والبيض والذرة والعسل، والتي ستخضع للتعريفات الجمركية إذا تجاوزت تدفقاتها متوسط أحجام العام الماضى.

كما ستسهل الاتفاقية على الدول الأعضاء تطبيق إجراءات تصحيحية في حالة حدوث اضطرابات في السوق، وهو مصطلح غامض يفتح الباب أمام الحظر على مستوى البلاد، وفي المجمل، تشير التقديرات إلى أن التغييرات في هذه الاتفاقية ستؤدي إلى خسارة كييف حوالي 330 مليون يورو سنويًا.

وتأتي الأحكام المعززة وسط احتجاجات من قبل المزارعين في جميع أنحاء أوروبا، واتهم بعضهم نظراءهم الأوكرانيين بالمنافسة غير العادلة، وعلى الرغم من أن المعارضة في البداية للواردات الأوكرانية منخفضة التكلفة جاءت من دول أوروبا الشرقية المجاورة مثل بولندا والمجر وسلوفاكيا، إلا أنها امتدت تدريجياً إلى فرنسا، التي تحولت من الموقف التوسعى إلى الموقف التقييدي في المناقشة.

كما غيرت إيطاليا والنمسا موقفهما تجاه الجانب البولندي، مما زاد من تعقيد الحسابات. وعلى الجانب الآخر من الغرفة، قاومت ألمانيا وهولندا ودول البلطيق، من بين دول أخرى، تشديد السياسة النقدية.

وتقع مسؤولية حل الأزمة على عاتق بلجيكا، التي تتولى الرئاسة الحالية للمجلس. وقدمت بلجيكا نصا توفيقيا جديدا، وأعلنت الرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي أن السفراء اتفقوا على التزام جديد بتوسيع التدابير التجارية لأوكرانيا، مما يضمن اتباع نهج متوازن بين دعم أوكرانيا وحماية الأسواق الزراعية للاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن النص سيُعرض على البرلمان الأوروبي للتوصل إلى حل سريع، وكانت أوكرانيا تاريخيا واحدة من المصدرين الرئيسيين في العالم للمواد الخام مثل زيت عباد الشمس والشعير والذرة والقمح، وأدت الحرب الشاملة التي خاضتها روسيا والحصار اللاحق للبحر الأسود إلى إعاقة قدرة البلاد بشدة على شحن بضائعها، وممارسة الأعمال التجارية، والحصول على العملات الأجنبية.

وفي يونيو 2022، رفع الاتحاد الأوروبي جميع الرسوم الجمركية والحصص المفروضة على الواردات الأوكرانية لتسهيل العبور على الطرق البرية وضمان دخل ثابت. لكن النظام الخاص تسبب في ارتفاع أسعار الحبوب الأوكرانية في الدول المجاورة، مما أثار احتجاجات المزارعين المحليين الذين قالوا إن الحبوب منخفضة التكلفة أدت إلى انخفاض الأسعار وملء المستودعات.

وصل النزاع إلى نقطة الغليان في أبريل 2023، عندما حظرت بولندا والمجر وسلوفاكيا سلسلة من المنتجات الزراعية القادمة من أوكرانيا بين عشية وضحاها. وسارعت رومانيا وبلغاريا إلى التحذير من أنهما ستفعلان الشيء نفسه.

وتفاجأت المفوضية بالهجوم المضاد، ونددت بالحظر ووصفته بأنه غير مقبول وغير قانوني ويتعارض مع روح التضامن في الكتلة، وأعلنت مجموعة من 12 دولة، من بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والنمسا، في رسالة مشتركة أن سلامة السوق الموحدة معرضة للخطر.

واستمرت المواجهة لعدة أشهر وكانت هناك محاولات متعددة لحل الوضع من خلال الدبلوماسية والدعوى القضائية أمام منظمة التجارة العالمية، وحتى الآن تواصل بولندا والمجر وسلوفاكيا حظرها.

وإدراكا منها لخطورة القضية، قدمت المفوضية في يناير اقتراحا لتمديد نظام التجارة الحرة حتى يونيو 2025، ولكن مع تغييرات كبيرة لتطبيق تدابير تصحيحية ضد الاضطرابات في واحدة أو أكثر من الدول الأعضاء.

وأطلقت السلطة التنفيذية أيضًا ضمانة جديدة لإبقاء المنتجات الأكثر أهمية القادمة من أوكرانيا تحت السيطرة: الدواجن والبيض والسكر. وإذا تجاوز حجم هذه الواردات مستويات عامي 2022 و2023، فسيتم تفعيل مكابح الطوارئ تلقائيًا وسيتم تطبيق تعريفات ما قبل الانضمام.

اقرأ أيضاًبولندا تؤكد استمرار حظر واردات الحبوب الأوكرانية

الولايات المتحدة تشدد على الحاجة الملحة لاستئناف تدفق الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود

موسكو: لا فائدة من تجديد صفقة الحبوب الأوكرانية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أوكرانيا اتفاق الحبوب الأوكرانية الحبوب الأوكرانية كييف الحبوب الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد روسيا بهذا الأمر إن رفض بوتين التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا

ترامب وبوتين (وكالات)

هدد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بفرض عقوبات قاسية على روسيا في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض لإنهاء النزاع المستمر في أوكرانيا.

وأوضح ترامب خلال لقاء صحفي في البيت الأبيض أنه في حال استمر بوتين في رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن هناك احتمالية كبيرة لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية على موسكو، قائلاً: "يبدو الأمر كذلك"، في إشارة إلى عزمه على اتخاذ خطوات قاسية.

اقرأ أيضاً مختص يكشف عن عادة غذائية قاتلة تزيد من خطر السكري وأمراض القلب 22 يناير، 2025 تطور خطير.. حماس تدعو للنفير العام بعد يومين من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار 21 يناير، 2025

كما أشار ترامب إلى أن إدارته كانت تدرس خيارات متعددة في ما يتعلق بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن على الاتحاد الأوروبي أن يبذل جهودًا أكبر لدعم الحكومة الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي، منتقدًا التقاعس الأوروبي في تحمل مسؤولياته.

وقبل أن يتولى منصب الرئاسة، كان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، مما أثار تكهنات حول استراتيجياته المحتملة لإنهاء الصراع، ومن بينها الضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات لروسيا في مقابل السلام. وقال ترامب في حديثه إن الرئيس بوتين يجب أن يتخذ قرارًا حاسمًا ويعمل على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن رفضه لذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا، قائلاً: "إذا لم يتوصل إلى اتفاق، فإنه ببساطة يدمر روسيا".

وفي سياق متصل، أكد ترامب أنه تلقى إشارات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أعرب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس من الصراع، وتؤكد على موقف ترامب الحازم في مسألة إنهاء الحرب وإنهاء الصراع الدامي الذي يعصف بمنطقة أوروبا الشرقية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد روسيا بفرض عقوبات ورسوم جمركية إذا لم تتوقف حرب أوكرانيا
  • رئيس وزراء بولندا: زمن الراحة قد انتهى وعلى أوروبا أن تتسلح لضمان بقائها
  • الإقصاء الأوروبي يهدد السيتي وسان جيرمان بخسائر فادحة
  • ترامب يهدد روسيا بعقوبات حال لم تتوصّل "فورا" إلى حل مع أوكرانيا
  • ترامب يهدد بوتين: أنْهِ حرب أوكرانيا السخيفة وإلا تحضر للعقوبات
  • فوراً..ترامب يهدد روسيا بالعقوبات إذا لم توقف الحرب على أوكرانيا
  • ترامب يهدد روسيا بهذا الأمر إن رفض بوتين التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يقدم 60 مليون يورو مساعدات للقوات المسلحة اللبنانية
  • كالاس: الاتحاد الأوروبي أنفق 134 مليار يورو على أوكرانيا
  • 88 مليون يورو في انتظار برشلونة