برعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، وحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، جمع “مجلس الشارقة الرمضاني 2024” نخبة من قادة الأعمال، وكبار المسؤولين الحكوميين، ورواد الأعمال، وصنّاع التغيير، في “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”، للتعاون والإجابة عن أسئلة تستكشف كيفية الاستثمار في صناعات متنوعة لتحقيق أقصى قدر من الابتكار والتأثير.

وجاء المجلس، الذي أقيم تحت شعار “الابتكار من أجل التأثير”، بتنظيم “هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير” (شروق)، و”مركز الشارقة لريادة الأعمال” (شراع)، و”مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”، و”مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر” (استثمر في الشارقة).

وتماشياً مع التزام الشارقة بالتقدم الاجتماعي والاقتصادي المؤثر، أكد شعار دورة العام الجاري من المجلس التزام الإمارة بتعزيز التحول والتغيير الإيجابي في قطاعات متنوعة، تشمل البنية التحتية المستدامة والتعليم والابتكار وريادة الأعمال والاستثمار. ومن خلال النقاشات التفاعلية، سلط المجلس الضوء على جهود الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في بناء المستقبل، مع التركيز على التأثير.

وأكدت الشيخة بدور القاسمي في كلمتها أن التسارع الملحوظ الذي يشهده العالم يشجعنا على المنافسة، وقالت: “يتوجب علينا أن نتحلى بروح المسؤولية وأن نعمل على تحقيق الأهداف العليا، وينبغي لنا أن نركز على الجوهر الحقيقي لجهودنا وممارساتنا، وهو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمع بجميع قطاعاته وشرائحه، وإحداث نتائج ملموسة على الصعيدين المحلي والعالمي؛ فنهجنا في الشارقة يتميز بالالتزام بتعزيز التنمية البشرية وجودة حياة المجتمع، وطموحنا يتجاوز مجرد تحقيق الأرباح والسعي وراء نجاح عابر ومؤقت، لأننا نؤمن بأن الابتكار وسيلة لتعزيز مرونة مجتمعنا”.

الابتكار مفتاح المستقبل
وفي كلمته خلال المجلس، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن “الابتكار هو مفتاح المستقبل والمحرك الأساسي الذي تتبناه دولة الإمارات في مختلف القطاعات من أجل بناء اقتصاد وطني قوي ومرن وأكثر تنافسية.

وتابع معاليه: “انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، تستمر مساعي الدولة التي تسارعت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة من أجل تعزيز منظومتنا الاقتصادية عبر سن العديد من التشريعات القانونية العصرية التي تهدف إلى إيجاد بيئة محفزة ومواتية لمجتمعات الأعمال، وذلك انسجاماً مع رؤية (نحن الإمارات 2031) الرامية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للاقتصاد الجديد من خلال إرساء نموذج اقتصادي يحتذى به، قوامه المعرفة والتكنولوجيا والابتكار”.

وأضاف معاليه: “يندرج التعاون بين وزارة الاقتصاد ومركز الشارقة لخدمات المستثمرين ضمن جهودنا الوطنية المشتركة من أجل تبسيط الإجراءات ودعم بيئة الأعمال وتوفير كل ما يلزم للشركات الناشئة ورواد الأعمال لكي يسهموا في تعزيز النمو الاقتصادي بالاعتماد على التقنيات المبتكرة والمستدامة، ويتمكنوا من إحداث الأثر التنموي المطلوب، وذلك خدمةً لمستهدفاتنا الوطنية وطموحاتنا العالمية”.

مذكرة تفاهم بين “سعيد” و”وزارة الاقتصاد”
وشهد المجلس توقيع مذكرة تفاهم بين “مركز الشارقة لخدمات المستثمرين” (سعيد) و”وزارة الاقتصاد”، بهدف تبسيط خدمات تسجيل العلامات التجارية للشركات والمؤسسات، وتسهيل المعاملات مع الجهات الحكومية المعنية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات والبيانات خلال اللقاءات، مع التركيز على الخدمات الحكومية وإجراءات تأسيس الشركات الناشئة وإطلاق الأعمال.

وبموجب المذكرة، تقدم “وزارة الاقتصاد” الدعم لمركز “سعيد” من خلال توفير الإرشاد والتوجيه، والتدريب، والمساعدة التقنية والفنية، بهدف تعزيز كفاءة عمليات تسجيل العلامات التجارية وفاعليتها، إلى جانب تشجيع المستثمرين على الاستفادة من خدمات المركز من خلال تسليط الضوء على مزاياه.

تصاميم الشارقة للابتكار والتأثير
وتضمن المجلس جلستين نقاشيتين رئيستين تناولتا عدداً من القضايا البارزة، واستعرضتا قصص نجاح ملهمة، حيث تناولت الجلسة الأولى، التي أقيمت بعنوان “الشارقة: رسم الحدود المستقبلية في الابتكار”، المبادرات والاستراتيجيات الرائدة التي تنفذها الإمارة بهدف ترسيخ الابتكار والتغيير المؤثر، إذ استكشفت كيف استطاعت الجهات الرائدة الجمع بين الجانب الاجتماعي والبيئي والربحي في عملياتها لدفع عجلة التنمية المستدامة والتقدم المجتمعي.

وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من سعادة أحمد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وحسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، والدكتور تود لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، وأدارتها عبير الأميري، رئيسة قسم الشراكات في مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع).

من جانبه، قال سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “مع استمرار ريادة الشارقة في توجيه الاستثمارات والابتكارات نحو نتائج وإنجازات مؤثرة، يترسخ التزام (شروق) بتعزيز التنمية المستدامة بكافة أبعادها، حيث تقود الهيئة الجهود الرامية لبناء مستقبل أكثر استدامة من خلال الممارسات المبتكرة والمبادرات التي تتجاوز البعد البيئي لتشمل الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ فمن خلال استخدام الطاقة الشمسية وتنفيذ مشاريع سياحة بيئية، نسعى للحفاظ على مواردنا الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي. وفي الوقت نفسه، تعمل (شروق) على دعم تطوير المجتمعات المحلية وتمكينها لضمان الرفاهية، وبذلك تتماشى استراتيجية الاستدامة التي أطلقتها الهيئة مع الأهداف الوطنية، بما يضمن أن يعطي كل مشروع الأولوية للحفاظ على البيئة، ويساهم في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، حيث إننا نعمل معاً على تعزيز الازدهار الاقتصادي في الشارقة التي تعتز ببيئتها ومجتمعها واقتصادها المتنوع”.

شراع تطلق مراكز التميز
وفي إطار مجلس الشارقة الرمضاني، أعلنت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لشراع، عن بدء مرحلة جديدة تتماشى مع رؤية الشارقة، حيث قالت: “نفخر بإطلاق (مراكز التميز) المبادرة الاستراتيجية الجديدة التي تركز على أربعة قطاعات رئيسية: الاقتصاد الإبداعي، تكنولوجيا التعليم، والاستدامة والتصنيع. هذه القطاعات، التي تعكس نقاط القوة الأساسية للشارقة، توفر فرصاً لبناء مستقبل مبتكر بالاعتماد على البنية التحتية القائمة”.
وأضافت: “توفر (مراكز التميز) دعماً قيّماً للشركات الناشئة، وإرشاداً لا يقدر بثمن من خبراء متميزين، ورؤية عميقة من قادة الأعمال، إضافة إلى الموارد التكنولوجية من مزودي الخدمات العالميين، والدعم المالي من المستثمرين الاستراتيجيين ورؤوس الأموال الاستثمارية”.

مذكرة تفاهم بين “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” و”المؤتمر الدولي للصيدلة والطب”
وخلال فعاليات المجلس الرمضاني 2024، وقع “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” مذكرة تفاهم مع “المؤتمر الدولي للصيدلة والطب” لتنظيم سلسلة من المعارض والمؤتمرات والفعاليات المتعلقة بالرعاية الصحية، كما تستهدف المذكرة دعم تأسيس مركز للرعاية الصحية في “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”، وجذب الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في مجالات مثل التشخيص والأجهزة الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي وإعادة التأهيل والتدريب الطبي.

وتشمل الأهداف التي تسعى المذكرة إلى تحقيقها أيضاً دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي تنضم إلى برنامج “مسرّع الشارقة العالمي للصناعة المتقدمة – الرعاية الصحية 2024″، بالإضافة إلى إقامة علاقات ذات قيمة مضافة مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والجهات الفاعلة في صناعة الرعاية الطبية، وإطلاق سلسلة من الفعاليات التي تركز على قطاع الرعاية الصحية وجودة الحياة، إلى جانب إشراك الجهات الحكومية، وكبرى الشركات الإماراتية والدولية، وكبار أعضاء هيئة التدريس من الأوساط الأكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة المبتكرة.

من جانبه، قال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: “يسرنا أن نشارك في هذا المجلس الرمضاني، الذي يضفي مذاقاً خاصاً إلى فعاليات شهر رمضان من خلال الجمع بين الروح المجتمعية وتعزيز التعارف والتواصل في مجال الأعمال، وأود التأكيد على أن المجمع يواصل مسيرته في النمو الاستثنائي، من خلال جذب الشركات العالمية الرائدة في قطاعات تكنولوجية متنوعة، منها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المائية والطباعة الثلاثية الأبعاد والروبوتات وغيرها”.

وأضاف: “تشمل نجاحاتنا الملحوظة التعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة في مجال الخرسانة الكهربائية الموصلة، ومع شركة (أرادَ) للتطوير العقاري في مجال بناء محطة مستدامة لمعالجة المياه، إلى جانب التعاون مع (ماكس بايت) Maxbyte لإنشاء مركز التميز الصناعي Industry X.0 في المجمع، واليوم يسعدنا أن نبرم شراكة جديدة مع المؤتمر الدولي للصيدلة والطب لتعزيز مجال تركيزنا الجديد وهو الرعاية الصحية”.

التزام بدعم منظومة الابتكار
بدوره، أكد محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، الدور الذي يلعبه الابتكار والشراكات الاستراتيجية في تقدم الإمارة، وأهمية الفعاليات مثل المجلس الرمضاني، قائلاً: “سيبقى (استثمر في الشارقة) ملتزماً بدعم منظومة الابتكار التي حققت نتائج إيجابية ونمواً كبيراً على مر الأعوام، ففي عام 2023، استقطبت الشارقة 1.8 مليار درهم من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، باستثناء قطاع العقارات، الذي استقطب وحده 5.9 مليار درهم من المستثمرين الأجانب، كما وتواصل الأعمال في الإمارة النمو والازدهار وجذب المزيد من الشركات والمؤسسات، التي تجسدت بافتتاح حوالي 400 مصنع جديد في الشارقة في العام 2023”.
وأضاف: “يسرنا أن نكشف أن عام 2024 سيحقق نتائج أكبر، حيث نعمل في مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر على استقطاب الاستثمارات المبتكرة والمستدامة”.

استثمارات هادفة تعزز التأثير الإيجابي
واستعرضت الجلسة الثانية، التي جاءت بعنوان “مجلس خاص: الجمع بين الهدف والعمل لإحداث التأثير المستدام”، التوجهات الحالية، والابتكارات، وقصص نجاح في مجال الاستثمار المؤثر على صعيد المنطقة، وشارك فيها كل من ميرنا عطا الله، المديرة التنفيذية لمؤسسة الفنار الخيرية، وآمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات، وأدارتها سونيا ويمولر، مؤسسة “فينتشر سوق”، حيث قدمت الجلسة رؤى قيمة حول أهمية الاستثمار القائم على تحقيق هدف محدد، وقدرته على إحداث التحول المنشود.

وفي ختام مجلس الشارقة الرمضاني 2024، كرمت الشيخة بدور القاسمي مجموعة الشركاء الذين لعبوا دوراً محورياً في إنجاح مبادرة “مراكز التميز”، حيث تضمنت قائمة المكرمين كلاً من: مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، والجامعة الأميركية في الشارقة. إلى جانب وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومصرف الإمارات للتنمية، ووزارة الثقافة، هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ووزارة التغير المناخي والبيئة وجامعة الشارقة ومجموعة بيئة ومدينة الشارقة المستدامة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجمع الشارقة للبحوث والتکنولوجیا والابتکار الأمیرکیة فی الشارقة استثمر فی الشارقة المدیر التنفیذی الشرکات الناشئة الرعایة الصحیة وزارة الاقتصاد دولة الإمارات مراکز التمیز مرکز الشارقة الشیخة بدور مذکرة تفاهم الرمضانی 2024 إلى جانب فی مجال من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الاثنين، افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية» الذي يقام في المتحف الوطني العماني، ويستمر حتى شهر مايو من العام الجاري، ليشكل منصة ثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في مجال حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بكلمة لجمال الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني العماني، رحب فيها بسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والحضور في افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»، والذي يأتي بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوّره، وهو ثمرة التعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الموسوي أن الأقسام الثلاثة التي يشتمل عليها المعرض، وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، والقسم الثالث الموسوم بالتناغم والتنوع، تستعرض عدداً من القطع التي تؤكد الثراء والتنوّع والعمق الحضاري للفنون الإسلامية على مرّ العصور، وهو الأمر الذي يعمل المتحف الوطني على إبرازه وتعريف الزائرين به، كما أن تنظيم هذا المعرض يأتي في سياق الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني.
كما ألقت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، كلمة أعربت خلالها عن سعادتها بافتتاح المعرض في صرح ثقافي عريق، مما يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في ظل دعم ورعاية القيادة الحكيمة للبلدين.
وأشارت ديماس إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى سلطنة عمان شكلت حافزاً رئيساً لتنظيم هذا المعرض، ترجمةً لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا، والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتبلورة على مدار سنوات ممتدة في عمق التاريخ في كل المجالات.
وقالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: إن هذا المعرض لا يقتصر على كونه منصة لعرض مجموعة من القطع الفنية الإسلامية النادرة، بل هو نافذة تتيح لنا فرصة التأمل في الإرث التاريخي الغني الذي نتشاركه، ويعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ويسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة.
واختتمت ديماس كلمتها بتوجيه الشكر والعرفان إلى فريق عمل المتحف الوطني العماني، وكافة القائمين عليه، على تنظيم هذا الحدث الثقافي المتميز، الذي يتيح فرصة استكشاف وتذوق الجمال الخالد للحضارة الإسلامية.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها بين منصاته، مستمعاً لشرح مفصل حول المقتنيات وأبرز المشاهد والدلالات التاريخية والثقافية والفنية التي تقدمها للزائر، ويضم 82 قطعة فنية نادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل المعروضات المخطوطات الإسلامية، والمقتنيات المعدنية، والخزفيات، والمسكوكات التاريخية التي تعكس تطور وثراء الإرث الفني الذي تميزت به الحضارات الإسلامية المتعاقبة.
واطلع سموه على عدد من القطع المعروضة التي تعد ذات قيمة تاريخية وثقافية استثنائية، من بينها كأس فضي يحمل طغراء «التوقيع السلطاني» للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ونموذج كرسي عشاء سداسي الشكل صُنع للناصر محمد بن قلاوون، إلى جانب أول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي، وتُعرض مبخرة على شكل قطة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي، وإبريق خزفي مذهّب يعود إلى القرن الثالث عشر، حيث تعكس هذه المقتنيات التنوع الفني الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور.
ويأتي المعرض تتويجاً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تعزيز التعاون الثقافي وجعل الفنون جسراً للحوار والتواصل بين الشعوب، ويتيح الحدث للزوار فرصة استكشاف الجوانب الجمالية والفنية للحضارة الإسلامية العريقة، من خلال مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تروي قصصاً تمتد عبر قرون من التاريخ الإسلامي.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للحضارة الإسلامية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، والتعريف بتراث العالم الإسلامي الغني، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي.
حضر افتتاح المعرض بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من، معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني العماني، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الدولة لدى سلطنة عمان الشقيقة، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وجمال الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني العماني، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.

أخبار ذات صلة الشارقة تعزز جسور التواصل الثقافي العالمي في معرض لندن للكتاب كوزمين: نُواجه تحديات كبيرة أمام شباب الأهلي! المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «استشاري الشارقة» يعقد جلسته الـ11 الخميس المقبل
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
  • “الأمن السيبراني” يرصد 1200 حالة تسول إلكتروني خلال 2024
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»
  • وزير “البيئة” يرأس الاجتماع السابع عشر لمجلس إدارة “وقاء”
  • «استشاري الشارقة» يناقش سياسة «التنمية الاقتصادية» الخميس
  • مجلس رمضاني يناقش «الابتكار الرقميّ برؤية مجتمعية»
  • مؤسسة دبي للمرأة تنظم المعرض الرمضاني لرائدات الأعمال الإماراتيات
  • «دبي للمرأة» تنظم المعرض الرمضاني لرائدات الأعمال
  • “القيادة التحويلية: مفتاح الابتكار الاستراتيجي في البنوك الأردنية” للدكتورة آلاء محمود البطوش