عجائب ليلة القدر في القرآن والسنة.. فرصة للتغيير والبدء من جديد
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
ليلة القدر من أعظم الليالي وأكرمها عند الله تعالى، إذ ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية فضلها العظيم وثوابها الكبير، ويحرص الكثيرون من المسلمين على الاجتهاد والعبادة في هذه الليلة المباركة، إيمانًا منهم بأهميتها وفضلها.
وليلة القدر هي ليلة غامضة لا يُعرف تاريخها بالتحديد، وإنما تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان.
ذكرت دار الإفتاء بعضا من عجائب ليلة القدر في الفتوى رقم «8134» والتي تحدث من خلالها عن نزول القرآن الكريم في تلك الليلة المباركة، إذ أكدت أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم كاملاً في ليلة القدر من اللوح المحفوظ جملة واحدة، ثم نقل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ومن ثم نزل بتدريجه على النبي محمد على مدى النبوة مفرقا سورة تلو سورة وآية تلو أخرى، فضلا عن أن قول أن القرآن نزل كاملا على النبي الكريم في شهر رمضان، وفقا لقول الله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان﴾ فإن ذلك من الأمور التي تعددت فيها أقوال العلماء.
معجزات ليلة القدرواوضحت الإفتاء خلال استكمال الحديث عن عجائب ليلة القدر، بأن جمهور العلماء أكدوا أن الله أنزل القرآن الكريم على النبي متفرقا، وذلك على مدى عدة سنوات وفقًا للوحي والأوامر والنواهي والأسباب، وتباينت الآراء بشأن مدة نزول القرآن، حيث يُذكر أنه نزل على مدار عشرين سنة أو أكثر، وهذا يتوافق مع أفادد الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن.
آراء العلماء في نزول القرآن ليلة القدروأوضحت الإفتاء أن الرأي الراجح في اختلاف العلماء حول نزول القرآن كاملا في شهر رمضان هو قول جمهور العلماء، مستدلين بما ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، قال: ﴿ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا﴾ [الفرقان: 33]، وقرأ: ﴿وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا﴾ [سورة الإسراء: 106]» رواه النسائي، والحاكم في "المستدرك".
دليل نزول القرآن ليلة القدرواستشهدت الإفتاء بما ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عز وجل: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ [القدر: 1]، قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بموقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعضه في إثر بعض، فقال الله عز وجل: ﴿وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا﴾ [الفرقان: 32]» رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبرى.
2- نزول الملائكة في ليلة القدرواستكمالا للحديث عن معجزات ليلة القدر، ذكر الإمام القرطبي حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال إن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: «إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر، وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران».
3 ليلة خير من ألف شهرمن بين عجائب ليلة القدر التي ذكرها النبي الكريم أن الله جعلها خيرًا من ألف شهر، و ينزل فيها الملائكة والرحمات بأمر الله، وتُغفر الذنوب لمن يُصيبها، لما قاله الرسول الكريم «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
هل الأقدار تتغير في ليلة القدر؟وقال سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بدار الإفتاء، خلال رده على التسائل بشأن تغير الأقدار في ليلة القدر بأن بركة الدعاء في هذه الليلة يُمكن أن تؤثر على الأقدار المكتوبة للفرد، حيث إذا دعا المسلم بإخلاص وصدق، فإن الله قادر على تغيير مصائبه وابتلاءاته بالخيرات، إذ يأمر الملائكة بتغيير ما هو مكتوب من الأقدار بسبب صدق الدعاء وخشوعه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نزول القرآن الكريم ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر القرآن الکریم فی لیلة القدر أنزل القرآن نزول القرآن شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
أستاذ تفسير بجامعة الأزهر: فهم القرآن الكريم يتجدد حسب ظروف كل عصر
قال الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم كما نعلم جميعًا لا ينضب معينه، وقد تربينا على هذه المائدة العلمية لافتا إلى إننا نعيش في زمن يتسم بتغيرات هائلة، والقرآن ثابت لا يتغير، لكن علينا أن نتكيف مع هذه التغيرات بشكل يحافظ على جوهر الدين ويواكب العصر.
القرآن الكريم مناسب لكل عصروأوضح الدكتور عبد الشافي، خلال لقاء مع الشيخ خالد الجندي، ببرنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc، اليوم الثلاثاء، أن مشكلة العصر تتمثل في كيفية تطبيق النصوص الثابتة للقرآن والسنة في واقع متغير بسرعة، مشيرًا إلى أن هذا التفسير جاء نتيجة اجتهاد يهدف إلى وضع النصوص في سياق العصر الحديث.
لا يمكن الاعتماد على فتوى قديمة منذ 400 عاموتابع: «لا يمكن أن نقتصر على فتوى قديمة صدرت منذ 400 عام في زمن مختلف تمامًا، الظروف التي نعيش فيها الآن لا تشبه تلك التي كانت موجودة في العصور السابقة، ولذلك يجب أن نقرأ النصوص المقدسة بطريقة تتناسب مع الواقع المعاصر».
وأكد الدكتور عبد الشافي أن العلماء قد وضعوا لنا المنهج الذي يمكننا من التعامل مع النصوص بحكمة ووعي، وأنه يجب علينا أن نكمل هذا البناء العظيم بما يتناسب مع متغيرات العصر.
وأضاف: «القرآن الكريم كتاب شامل، لكن فهمه يجب أن يتجدد ليظل ملائمًا لكل الأزمنة، وهذا هو الهدف من تفسيرنا للقرآن الكريم».