تفاعل كبير مع عروض التنورة وفرقة النيل في ختام ليالي رمضان بروض الفرج
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
شهد عمرو البسيوني، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حفل ختام فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية، بقصر ثقافة روض الفرج، مساء أمس الأربعاء، والتي أقيمت في الفترة من 8 إلى 17 رمضان، ضمن برامج وزارة الثقافة.
رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يشهد حفل ختام ليالي رمضان بقصر ثقافة روض الفرج
أشاد "البسيوني" بالفعاليات الثقافية والفنية التي قدمت للجمهور على مدار عشرة أيام بالقصر احتفالًا بشهر رمضان، وبالتنوع والجودة الكبيرة التي تضمنتها برامج الأنشطة المقدمة للمستفيدين من جميع الأعمار للأطفال والشباب والمرأة وأنشطة ذوي القدرات الخاصة، مؤكدًا حرص هيئة قصور الثقافة على مشاركة أبناء الوطن فرحة استقبال الشهر الفضيل عبر برنامج أعدته الهيئة بعناية وشهد دعما كبيرا ورعاية من الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، ليحقق الهدف المرجو منه في تأدية رسالة الهيئة الثقافية في نشر الوعي والفن الراقي ودعم الموهوبين.
وقدم رئيس الهيئة الشكر لكل الإدارات المنفذة وقياداتها والعاملين بها ولجميع الفنانين والمشرفين والمدربين والمشاركين في إخراج برنامج الليالي الرمضانية بهذه الصورة المشرفة.
وتفقد رئيس الهيئة يرافقه د. حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ولاميس الشرنوبي رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وأحمد يسري مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي لليالي رمضان بالقصر، فعاليات المعرض الفني نتاج الورش الفنية التي أقيمت خلال فترة الليالي الرمضانية وشملت منتجات ورش "رسم، مطويات، كتب ثقافية، خرز، لوحات فنية، طباعة ستنسل، طباعة بالبصمة، أقنعة، كروت معايدة، ميداليات، مجلات حائط، رسم وتلوين"، بجانب الورش الحرفية والتراثية وشملت ورش "الخيامية، الإكسسوارات، المكرمية، الديكوباج، الجلود، الطرق على النحاس، تشكيل على الورق، الخزف، الحصير، الفنون التشكيلية، الكليم". إلى جانب تفقد المعرض المركزي نتاج الورش الفنية والحرفية للملتقيات الثقافية.
عرض فني لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي
وعلى مسرح القصر بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، أعقبه تقديم عرض فني لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي بقيادة منال إبراهيم وقدمت عددا من فقرات التراث الشعبي التي شهدت تفاعلا كبيرا من جمهور الحضور، منها "بسم الله، وحياتك يا مصر يا غالية، طيب طيب، داري جمال العين، عند السواقي، الهوا ميال، مصر الحقيقة" وغيرها.
عرض فني لفرقة التنورة التراثية ومسرح عرائس
كما استقبل القصر عرضا فنيا لفرقة التنورة التراثية، كما أقيم على المسرح الصغير عرض مسرح عرائس بعنوان "الوردة الزرقاء" لفريق مسرح قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي.
جاء الختام بحضور شاهيناز عطية مدير عام فرع ثقافة القاهرة، حنان حسن مدير عام إدارة قياس الرأي الثقافي، محمد الشحات مدير قصر ثقافة روض الفرج.
يذكر أن العروض الفنية للبرنامج قدمت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم وإداراتها التابعة المهرجانات والموسيقى، ونفذت فعاليات الورش والمعارض الفنية والحرفية والسيرة الهلالية وأنشطة الأطفال بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وإداراتها التابعة الطفل والمرأة والشباب والعمال والقرية والقصور المتخصصة وأطلس المأثورات الشعبية، بالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وفرع ثقافة القاهرة.
الليالي الرمضانية
ويشار إلى أن هيئة قصور الثقافة أطلقت الليالي الرمضانية هذا العام بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.
كما نظمت الهيئة فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى كل الفروع الثقافية، ولاقت الفعاليات إقبالًا جماهيريًا غفيرًا وتفاعلًا كبيرًا من أبناء المحافظات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نيفين الكيلانى الهيئة العامة لقصور الثقافة ليالي رمضان ثقافة الطفل الليالي الرمضانية التنورة روض الفرج مسرح السامر فرقة النيل اللیالی الرمضانیة الإدارة المرکزیة ثقافة روض الفرج لیالی رمضان رئیس الهیئة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يلتقي الفكر بالحوار، شهد الصالون الثقافي ندوة متميزة تناولت العلاقات الثقافية بين مصر وتونس والسعودية، وهي علاقات تمتد لعقود طويلة، قائمة على تبادل الفكر والفن والأدب. لم تكن هذه الروابط وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ حافل من التفاعل الثقافي الذي شكّل الهوية العربية ورسّخ الوعي المشترك بين شعوب المنطقة.
مصر، التي طالما كانت منارة للفكر والإبداع، لم تبخل يوماً بعطائها الثقافي، فامتدت تأثيراتها إلى تونس والمملكة العربية السعودية،في حين أثرى المبدعون التونسيون والسعوديون المشهد الثقافي العربي بإسهاماتهم المتنوعة.
وفي ظل هذا التداخل العميق، تأتي فعاليات مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لتعزز هذا التقارب، من خلال ندوات وحوارات تجمع المفكرين والمثقفين من مختلف البلدان.
بدأت الجلسة بمداخلة الدكتورة فاطمة الأخضر، الأستاذة الجامعية بكلية الآداب في تونس، التي استعرضت التأثير اللغوي والثقافي العربي في تونس.
وأوضحت أن القيروان، تلك المدينة العريقة، لم تكن مجرد عاصمة سياسية، بل كانت منارة علمية وثقافية، نافست بغداد والبصرة في ازدهارها خلال القرن العاشر الميلادي، وجذبت طلاب العلم من مختلف بقاع العالم لدراسة الطب، الفلك، والعلوم الإنسانية.
لم تقتصر مساهمات تونس على حدودها، بل امتدت إلى مصر والمغرب، حيث انتقلت كتب "بيت الحكمة" إلى القاهرة في العصر الفاطمي، كما ساهمت جامعة القرويين في فاس، التي أسستها القيروانية فاطمة الفهرية، في تعزيز النهضة العلمية في المغرب العربي.
وتطرقت الدكتورة فاطمة إلى أسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الذين خرجوا من القيروان، مؤكدة أن تونس لم تكن فقط مركزًا ثقافيًا، بل محطة رئيسية في نقل العلوم والمعارف إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.
من تونس إلى السعودية، حيث سلطت الدكتورة آمنة بوخمسين، مديرة المعهد العالي "يعقلون"، الضوء على التحولات الثقافية التي شهدتها المملكة.
وأوضحت أن الثقافة السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إذ كانت المملكة مهدًا لكبار العلماء والمفكرين منذ العصور الإسلامية المبكرة.
لكن المشهد الثقافي في السعودية شهد قفزة نوعية في العصر الحديث، مع إطلاق مشاريع ضخمة لدعم الفنون، الفلسفة، والموسيقى.
وأشارت الدكتورة آمنة إلى معهدها "يعقلون"، الذي يُعد أول مؤسسة سعودية متخصصة في تدريس الفلسفة والموسيقى والفنون، كدليل على التوجه الجديد الذي تتبناه المملكة نحو الثقافة والفكر الحر.
تطرقت أيضًا إلى المجالس الثقافية في الأحساء، التي ظلت لسنوات طويلة منابر للحوار والتبادل الثقافي، مؤكدة أن السعودية تشهد نهضة ثقافية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع مثل رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الفنون والآداب وحفظ التراث الوطني.
وخلال النقاش، طرح الناقد د. حسام نايل تساؤلًا حول دور التيار النسوي في الثقافة السعودية، لتوضح الدكتورة آمنة أن الحركات النسوية نشأت في بدايتها للمطالبة بحقوق لم تكن متاحة، لكن اليوم، بعد حصول المرأة السعودية على كافة حقوقها، أصبح مفهوم النسوية بحاجة إلى إعادة تعريف، مؤكدة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الأدب الذي يكتبه الرجال أو النساء، فالمهم هو قيمة النص وليس جنس كاتبه.
أما المؤرخ السعودي الدكتور منصور الدعجاني، عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فقد تناول الجذور الثقافية للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الخط العربي نشأ في المدينة المنورة تحت اسم "الخط المدني"، قبل أن يتطور لاحقًا إلى "الخط الكوفي" في العصر العباسي.
كما تحدث عن الرحلات العلمية من بلاد المغرب العربي، وتحديدًا تونس، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين المشرق والمغرب، مؤكدًا أن السعودية لم تكتفِ بالحفاظ على تراثها، بل تسعى اليوم لتوثيقه عالميًا. وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية، التي تأسست عام 2018، أطلقت خططًا طموحة لتسجيل 9000 موقع تراثي ضمن هيئة التراث الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أن التواصل الثقافي بين الدول العربية، ولا سيما بين تونس والسعودية، يمثل نموذجًا حقيقيًا لقدرة الثقافة على توحيد الشعوب. فالثقافة ليست مجرد كتب ومؤلفات، بل هي جسور تمتد عبر الزمن، تعبر الحدود الجغرافية، وتخلق فضاءً مشتركًا للحوار والإبداع.
وسط عالم سريع التغير، تبقى الثقافة العربية بمختلف تنوعاتها قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ومثل هذه الندوات ليست إلا خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للحوار الثقافي العربي.