أكاديمي أميركي: المجاعة بغزة قد تتسبب في إدانة إسرائيل بالإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
لفت مقال بمجلة تايم إلى أن محكمة العدل الدولية خلصت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي إلى أنه من "المعقول" أن الجرائم المرتبطة بالإبادة الجماعية، ربما تكون قد وقعت في حرب إسرائيل على غزة، وقامت فعليا بتحذير إسرائيل، وإن رأت أن الحملة الإسرائيلية لم تكن إبادة جماعية بطبيعتها.
وأشار كاتبه ديفيد ج. سايمون، وهو مدير برنامج دراسات الإبادة الجماعية في جامعة ييل، إلى أن المحكمة أصدرت 6 "تدابير مؤقتة"، منها اثنان يحثان إسرائيل وقواتها على ضمان عدم حدوث إبادة جماعية أثناء الرد على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في حين يجبرها أحد هذه التدابير على عدم التحريض على الإبادة الجماعية، ويتعلق اثنان آخران بالحفاظ على الأدلة وتقديم التقارير إلى المحكمة، كما يحث السادس على "معالجة الظروف المعيشية السلبية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة".
هل الأزمة الإنسانية دليل إبادة؟ونبه الكاتب إلى أن جوهر اتفاقية الإبادة الجماعية هو أنها ليست مجرد "قتل جماعي" ولو للمدنيين، بل هي مصطلح يشير إلى محاولة تدمير شعب ما، وهو بالتالي يشمل 4 وسائل غير القتل، مثل "التسبب في أذى جسدي أو نفسي خطير"، و"إلحاق الضرر بظروف الحياة لإحداث الدمار الجسدي للمجموعة"، و"فرض تدابير لمنع الولادات"، وأخيرا "نقل الأطفال قسرا من مجموعة إلى أخرى".
ومع أن أعداد الضحايا في المعارك انخفضت -حسب الكاتب- في الأسابيع التي تلت أمر محكمة العدل الدولية، فإن الأزمة الإنسانية، التي أعربت مجموعة الأزمات الدولية عن قلقها الصريح بسببها، قد تعمقت.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 75% من سكان غزة هجروا من منازلهم قبل أواخر مارس/آذار الجاري، ورجحت أن يؤدي الهجوم المحتمل على رفح إلى تفاقم الوضع بشكل كبير، كما توقع تحليل أجراه "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الذي يراقب الأزمات، أن يواجه نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.11 مليون نسمة ظروفا كارثية بحلول منتصف الصيف، تصل إلى المرحلة الخامسة، أي "المجاعة"، وهي أسوأ مراحل تصنيفها.
وتساءل سايمون هل الأزمة الإنسانية تشكل إبادة جماعية نظرا لمخاوف المحكمة، مؤكدا أن اعتبار الوضع عملا (أو سياسة) من أعمال الإبادة الجماعية، يعتمد من الناحية القانونية، على معرفة ما إذا كانت الظروف "متعمدة"، وما إذا كانت مخططة "لتدمير" السكان الفلسطينيين في غزة.
ومن الناحية العادية، فإن القضية أقل تعقيدا، لأن الحركة القسرية لكثير من سكان غزة من شمال القطاع إلى الملاجئ ومدن الخيام في الجنوب، التي ترافقت مع سياسة تقييد المساعدات المقدمة لقطاع غزة بأكمله، جعلت المجاعة أمرا لا مفر منه عمليا، خاصة أن شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة أصدرت هذه التوقعات في أواخر العام الماضي، وأثارت هذه المخاوف على وجه التحديد.
إدانة لا تبرئةعلاوة على ذلك -يقول الكاتب- فإن التدابير الخطيرة والبطيئة وغير الكافية -إلى حد مؤسف- لتخفيف حدة المجاعة، مثل عمليات الإنزال الجوي والأرصفة المؤقتة، تثبت الوعي بالحاجة إلى الإغاثة، بيد أن استشهاد إسرائيل بها كدليل على حسن نيتها، مع أن دولا أخرى هي التي اتخذتها، يشكل في الحقيقة إدانة لا تبرئة.
وخلص الكاتب إلى أن ما تحتاجه غزة الآن هو جهود إغاثة ضخمة ومنسقة بشكل جيد، ووقف الأعمال العدائية شرط أساسي لذلك، وبالتالي فإن تعصب إسرائيل أو حماس بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار لا يمكن فصله عن المسؤولية عن الأزمة الإنسانية.
وفي غياب الثقة بين الطرفين، يجب عليهما الالتزام بالسماح لطرف ثالث أيا كان، للإشراف على الإغاثة ومراقبة توزيعها، علما أن المناقشات السياسية حول وضع السيادة، والضمانات الأمنية، والمساءلة عن الجرائم الدولية، التي تشكل جزءا أساسيا من الحل المتوسط المدى بغزة، لا يمكن أن تبدأ إلا بعد معالجة الأزمة الإنسانية.
وختم الكاتب بأنه لا ينبغي أن يكون السبب وراء مثل هذا التحرك هو أن محكمة العدل الدولية تطالب به، أو أن عدم القيام به يزيد احتمال أن تحكم بالإبادة الجماعية، رغم أنها قد تفعل ذلك، بل يجب أن يكون السبب هو المسؤولية الأخلاقية لتجنب كارثة إنسانية يمكن منعها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات ترجمات الإبادة الجماعیة الأزمة الإنسانیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 ، إن هناك نقاشات مستمرة في الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة .
وزعمت القناة أن التقديرات لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشير الي أن الغذاء المتوفر في غزة يكفي لشهر آخر فقط.
وأوضحت أن مناقشات تجري في أعلى مستويات الجيش الإسرائيلي حول كيفية إدخال المساعدات الإنسانية دون أن تصل إلى حماس .
وأضافت :" تقول إسرائيل إن وقف دخول شاحنات الغذاء والماء والوقود إلى القطاع سيساعد في الضغط على حماس وإن الوضع في غزة سوف يتدهور دون إطلاق سراح الرهائن".
وبينت أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تعمل على التواصل مع منظمات مدنية ستقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة ضمن صفقة مستقبلية ، وبحسب الخطة التي يتم دراستها سيتم إنشاء مراكز مساعدة ثابتة تحت إدارة المنظمات الدولية وضمن الغلاف الأمني للجيش الإسرائيلي".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وفي 9 أبريل/نيسان الجاري، حذرت وكالة الأونروا من اقتراب قطاع غزة من مرحلة "الجوع الشديد للغاية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل ومشارفة ما يتبقى من الإمدادات الأساسية على النفاد.
وقالت مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا جولييت توما، إن الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.
هذه المرحلة الجديدة من المجاعة، تأتي في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف من الإبادة إلى تقنين المساعدات الواصلة للقطاع ما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية.
وبحسب بيانات البنك الدولي فإن حرب الإبادة الإسرائيلية حولت جميع فلسطينيي غزة إلى فقراء، ما يعني أنهم عاجزون عن توفير أدنى مقومات الحياة لعائلاتهم من أغذية ومياه.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية جيش الاحتلال يتخذ خطوات ضد أطباء احتياط دعوا لوقف حرب غزة الجيش الإسرائيلي يتحدث بشأن عملياته الحالية والمجاعة في قطاع غزة 200 ضابط شرطة إسرائيلي سابقين يطالبون بوقف الحرب وتبادل أسرى الأكثر قراءة بالصور: بنك فلسطين ينشر تعليمات مهمة لمواجهة الاحتيال الالكتروني الرئيس عباس ينعى الطالب التونسي فارس خالد مخيم بلاطة - 6 إصابات برصاص الجيش وحماس تعقب ماكرون : فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال الأشهر المقبلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025