ملاحقة أمنيّة.. إسرائيل تهدّد مناطق الجماعة الإسلامية!
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
ملاحقة إسرائيل لقيادات "الجماعة الإسلامية" في لبنان لم تكُن أمراً مستبعداً خلال المرحلة الراهنة باعتبار أن الأخيرة تُشارك فعلياً في عمليات ضد الجيش الإسرائيلي في الجنوب عبر "قوات الفجر" التابعة لها، كما أنها تُشارك إلى حد كبير في غرفة العمليات المشتركة التي أسسها "حزب الله" مع "حماس" وفصائل أخرى منذ بدء التوتر مع إسرائيل يوم 8 تشرين الأول الماضي.
إزاء ذلك، يمكن إعتبار أي محلّة تشهد تواجداً لـ"الجماعة" بمثابةِ منطقة إستهداف بالنسبة لإسرائيل. عملياً، فإن المناطق التي تعتبر ذات مركز لثقل الطائفة السنّية تضمّ تواجداً للجماعة أقله على الصعيد السياسي والإجتماعي، بينما التواجد العسكري ينحصر في أماكن محددة غير معروفة بدرجة كبيرة، من بينها الهبارية.
مناطق "تحت التهديد"
من أبرز المناطق التي تعتبرُ محورية ومركزيّة لـ"الجماعة" هي إقليم الخروب وصيدا فيما تأتي بيروت أيضاً ضمن الحسابات. إن تم النظر قليلاً في دور الجماعة على صعيد هذه المناطق، فإنه يتّسم بنشاط معين هدفه الإستمرارية السياسية رغم بعض الإنتكاسات التي حصلت، أقله على صعيد الخسائر الإنتخابية عام 2022.
على الصعيد الأمني، باتت هناك مخاوف من إستهداف مراكز للجماعة في المناطق التي تتواجد فيها، فالحذر شديد من حدوث أي قصف خصوصاً أن معظم المراكز موجودة في أماكن سكنية. اللافت أيضاً أن معظم مناطق وجود الجماعة الإسلامية باتت تشهدُ طلعات متكررة ومستمرة للطيران التجسسي الإسرائيلي في محيطها، وهو ما يعزز الخشية من حدوث أي قصفٍ مفاجئ قد يطال مراكز سياسية أو اجتماعية.
إشكالية السلاح
بروز سلاح الجماعة بشكل علني خلال أكثر من مناسبة لاسيما في صيدا خلال تشييع شهيدها محمد بشاشة مطلع كانون الثاني الماضي، جعل الأنظار باتجاه الجماعة مفتوحة جداً، علماً أن الأخيرة لم تمارس مثل هذه الإستعراضات حتى في ذروة أحداث أمنية مفصلية.
في الواقع، فإن المسألة المرتبطة بسلاح الجماعة الإسلامية باتت ترتبط بأمرين أساسيين: الأول وهو أنّ الأجهزة الأمنية لم تغضّ النظر عن الإستعراضات التي حصلت، لكنها في الوقت نفسه لن تفتح "الفتوح" على أي مسار للمساءلة الآن باعتبار أن الظروف الحالية لا تسمحُ بذلك الآن. في السياق، تقول مصادر معنية بالشؤون العسكرية إن أمر السلاح الظاهر هو أمرٌ قيد النقاش داخل أروقة الدولة ، مشيرة إلى أنّ مسألة الوقوف عنده ستأخذ بعض الوقت علماً أن الرسائل في هذا الإطار وصلت منذ مدة إلى المعنيين، سواء لدى "الجماعة" أو فصائل أخرى.
الأمر الثاني المرتبط بسلاح "الجماعة" يتصلُ برأيها بسلاح "حزب الله". ففي السابق، كانت الجماعة تعتبر سلاح الحزب "غير شرعي"، كما أنها كانت تصف أي ظهور للأخير بمثابة انتهاكٍ للسيادة. أما الآن، فما هو التفسير لأي ظهو مسلح؟ هل سيتم تبريره تحت إطار "المقاومة"؟
الأمور هنا كلها بحاجة إلى نقاش مستفيض ومراجعات خصوصاً إن كانت الجماعة الإسلامية تسعى لاحقاً لتكريس وجودها المسلح بموازاة "حزب الله" ، الأمر الذي سيخلق إشكالية كبيرة بشأن أي جماعات مسلحة داخل لبنان.
ماذا عن العلاقة مع "حماس"؟
علاقة الجماعة مع "حماس" علنية ومثبتة كما أنها متينة أكثر من علاقة الأخيرة مع الحزب. السبب الأساسي هو أن "التماهي" بين الجماعتين سببه أنهما يمثلان تياراً سُنياً واسعاً، كما أن المساندة التي تحصل من الجماعة لـ"حماس" قد تسبب لها إشكالية مع حلفاء آخرين لها في الداخل لا يؤيدون حصول هذا الأمر.
إذاً، أمام كل ذلك، وفي خلاصة القول، يتبين أن الجماعة الإسلامية ستكون حالياً أمام مرحلة جديدة من تاريخها السياسي، كما أن حساباتها الآن باتت تختلف عن الماضي. الآن، الجماعة بحاجة إلى تبرير علاقتها مع "حزب الله" أمام جمهورها، كما أنها تحتاجُ إلى تنظيم وجودها المسلح وكشف مصيره ومآلاته.. فما الذي ينتظر هذا التنظيم؟ وكيف ستكون ترتيباته الجديدة في حال انتهت حرب غزة وهدأت وتيرة التوتر عند جبهة جنوب لبنان؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجماعة الإسلامیة کما أنها حزب الله کما أن
إقرأ أيضاً:
حماس: الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق وهذا هو المطلوب الآن
أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، اليوم الاثنين 17 مارس 2025، أن "الأمر المطلوب هو الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ، التي تنصل منها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، "وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية".
وأضاف قاسم في تصريح صحفي له، "تطبيق الاتفاق بمراحله المختلفة يضمن الأهداف، أما لغة التهديد فلا تنتج شيئا إيجابيا، بل تعمل على تعقيد الأمور، ولا تخدم تحقيق أهداف الاتفاق".
وأشار إلى أن "المسار السليم لتحقيق أهداف الاتفاق بالهدوء المستدام وإطلاق الأسرى يكمن بالأساس في تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا والتوقيع عليه من كل الأطراف".
وأوضح قاسم أن "الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق (الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025) وتحرك الوسطاء، بمن فيهم ويتكوف، لإنجازه، حيث يضمن الاتفاق عملية متسلسلة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والقتلى وصولا إلى تحقيق الهدوء المستدام".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين نادي الأسير: ارتفاع عدد الأسيرات إلى 26 وأغلبيتهن اعتُقلن بحجة "التحريض" شهداء وإصابات في قصف إسرائيلي على جسر وادي غزة المواصلات في غزة تتحدث بشأن المركبات المتضررة نتيجة الحرب الإسرائيلية الأكثر قراءة غزة: بدء نفاد السلع التموينية والمواد الغذائية الأساسية إسرائيل تدّعي بدء التحقيق في استخدام غزيين كدروع بشرية سموتريتش: إسرائيل ستستأنف الحرب على غزة ومحادثات أمريكا وحماس "خطأ مطلق" أحداث سورية: مقتل 973 مدنيا في مناطق الساحل منذ اندلاع الاشتباكات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025