محمد عبدالقادر: (تقدم) … انقذوا السودان ام (الجنجويد)
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
(بدون حياء) وكعادتها أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، عن انطلاق حملة “انقذوا السودان”، إعتباراً من امس عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت ان الهاشتاق ينطلق بالتعاون والتكامل مع جهات سودانية وقطاعات واسعة من السودانيين والسودانيات.
والعنوان الحقيقي الذى ارادت تنسيقية تقدم كتابته بالطبع (انقذوا الجنجويد) وكان الأحرى بها ان تطلق الهاشتاق على هذا النسق، دون اقحام اسم السودان الذى يرفض اهله مثل هذه الدعوة الاثمة ذات الاجندة المكشوفة والمعلومة التى تنطوي على عمالة للمليشيا لا اكثر.
دعوة (تقدم) لانقاذ السودان جاءت فى توقيت يواجه فيه الجنجويد اوضاعا متازمة ويقترب فيه الجيش من حسم المعركة، وهنا يمكن ادراك المقصود من خطوة ( تقدم ) وبوضوح.
(الهاشتاق) على رداءته يؤكد ان الحاضنة السياسبة للمليشيا بدات تحركا جديدا لانقاذ الجنجويد ، وان المعركة فى خواتيمها باذن الله، مساعي (تقدم) لادراك تسوية سياسية تحافظ على كفيلها العسكري ضمن المشهد القادم لم تعد خافية على احد.
صمتت (تقدم) عن كل ما اقترفته يد الجنجويد بشان المواطنين وهم يعانون ويلات القتل والنهب والسلب والاغتصاب، واغفلت ما فعلته المليشيا بالشعب السوداني من تشريد وتنزيح وتشتيت وافقار، وجاءت بعد قرابة عام من الحرب لتدعو لانقاذ السودان دون توضيح الجهة التى وصلت باهله الى هذه المعاناة، وحق لنا ان نسأل تقدم ( ممن تسعى لانقاذ السودان؟!).
من الذى اشعل الحرب يا ( ناس تقدم) واطلق رصاصتها الاولى وانتم اول من هدد بها وتواطا مع المليشيا حيث كانت قياداتكم برفقة قادة التمرد حتى ( ساعة الصفر)، من الذى ذهب الى مروي قبل ايام واستوطن المدينة الرياضية وهاجم مقر القائد العام للجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان.. ومن ومن؟!.
لماذا لاتجرؤ (تقدم) على اطلاق وتبني ادانة واضحة للدعم السريع تستنكر جرائمه التى يندى لها الجبين خاصة وان بعضها وقع فى مناطق قيادات تقدم بالجزيرة ، والخرطوم ومواقع اخرى من السودان.
مازالت تقدم تواصل السقوط فى امتحان الوطنية وتمارس (اللف والدوران)، والاستهبال السياسي ظنا منها انها ستنجح فى خداع الشعب السوداني الذى فهم كل شئ وعرف ( عدوه من صليحه)، ودخل خندق الجيش بعد ان استهدفته المليشيا الاثمة فى كل مايملك..
(اطلعوا من دوركم) ايها العملاء ، فقد ادرك الجميع ان اختباءكم وراء الهاشتاقات والشعارات ما هو الا محاولة للهروب من استحقاقات مواجهة الحقائق والانحياز للشعب السوداني فى معركته العظيمة ضد الجنجويد القتلة.. متى سينحاز اهل (تقدم) للشعب السوداني، ويتركون العمالة للدعم السريع؟!..
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل
في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي ..
قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..
هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..
كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..
هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..
لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..
أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.