(بدون حياء) وكعادتها أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، عن انطلاق حملة “انقذوا السودان”، إعتباراً من امس عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت ان الهاشتاق ينطلق بالتعاون والتكامل مع جهات سودانية وقطاعات واسعة من السودانيين والسودانيات.

والعنوان الحقيقي الذى ارادت تنسيقية تقدم كتابته بالطبع (انقذوا الجنجويد) وكان الأحرى بها ان تطلق الهاشتاق على هذا النسق، دون اقحام اسم السودان الذى يرفض اهله مثل هذه الدعوة الاثمة ذات الاجندة المكشوفة والمعلومة التى تنطوي على عمالة للمليشيا لا اكثر.

.

دعوة (تقدم) لانقاذ السودان جاءت فى توقيت يواجه فيه الجنجويد اوضاعا متازمة ويقترب فيه الجيش من حسم المعركة، وهنا يمكن ادراك المقصود من خطوة ( تقدم ) وبوضوح.

(الهاشتاق) على رداءته يؤكد ان الحاضنة السياسبة للمليشيا بدات تحركا جديدا لانقاذ الجنجويد ، وان المعركة فى خواتيمها باذن الله، مساعي (تقدم) لادراك تسوية سياسية تحافظ على كفيلها العسكري ضمن المشهد القادم لم تعد خافية على احد.

صمتت (تقدم) عن كل ما اقترفته يد الجنجويد بشان المواطنين وهم يعانون ويلات القتل والنهب والسلب والاغتصاب، واغفلت ما فعلته المليشيا بالشعب السوداني من تشريد وتنزيح وتشتيت وافقار، وجاءت بعد قرابة عام من الحرب لتدعو لانقاذ السودان دون توضيح الجهة التى وصلت باهله الى هذه المعاناة، وحق لنا ان نسأل تقدم ( ممن تسعى لانقاذ السودان؟!).

من الذى اشعل الحرب يا ( ناس تقدم) واطلق رصاصتها الاولى وانتم اول من هدد بها وتواطا مع المليشيا حيث كانت قياداتكم برفقة قادة التمرد حتى ( ساعة الصفر)، من الذى ذهب الى مروي قبل ايام واستوطن المدينة الرياضية وهاجم مقر القائد العام للجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان.. ومن ومن؟!.

لماذا لاتجرؤ (تقدم) على اطلاق وتبني ادانة واضحة للدعم السريع تستنكر جرائمه التى يندى لها الجبين خاصة وان بعضها وقع فى مناطق قيادات تقدم بالجزيرة ، والخرطوم ومواقع اخرى من السودان.

مازالت تقدم تواصل السقوط فى امتحان الوطنية وتمارس (اللف والدوران)، والاستهبال السياسي ظنا منها انها ستنجح فى خداع الشعب السوداني الذى فهم كل شئ وعرف ( عدوه من صليحه)، ودخل خندق الجيش بعد ان استهدفته المليشيا الاثمة فى كل مايملك..

(اطلعوا من دوركم) ايها العملاء ، فقد ادرك الجميع ان اختباءكم وراء الهاشتاقات والشعارات ما هو الا محاولة للهروب من استحقاقات مواجهة الحقائق والانحياز للشعب السوداني فى معركته العظيمة ضد الجنجويد القتلة.. متى سينحاز اهل (تقدم) للشعب السوداني، ويتركون العمالة للدعم السريع؟!..

محمد عبدالقادر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق

 

أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية  للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم  مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب  الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون  آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد  متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين،  و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل. 
و بالنسبة لنا كعرب  أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر  لدول كثيرة حول العالم تضررت منها  و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا 
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا 
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما، 
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت  158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .

تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا 
التعهد الذى قطعته  نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق  الذى  هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .

مقالات مشابهة

  • قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
  • «ملكات» أشباه الرجال!؟ لو أحبتك «٢»
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • تحليل سياسي يكتبه محمد مصطفى أبوشامة: وانتصرت «أمريكا أولاً».. وسقطت العولمة
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية
  • "هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق