كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن فحوى رسالة بعثتها المستشارة القضائية لحكومة الاحتلال غالي بهراف ميارا إلى المحكمة العليا تؤكد على ضرورة البدء في تجنيد المتدينين الحريديم من بداية الشهر المقبل.

وذكرت ميارا في الرسالة ، "بأنه يتعين على سلطات التجنيد التصرف فيما يتعلق بإجراءات التجنيد لمن تم تأجيل الخدمة المقدمة لهم بموجب القانون أو من بلغ سن التجنيد من الحريديم مع ترك طريقة التنفيذ لاحقا".



وأكدت ميارا أن الحكومة لن تتمكن من تحويل أموال الموازنة لمراكز ومدارس المتدينين لمن لا ترسل طلب التجنيد ومن هم غير المتجندين.



وسبق أن مكتب النائب العام كان قد عارض محاولة حكومة نتنياهو تمديد الموعد النهائي لمشروع قانون تجنيد اليهود المتزمتين الحريديم.

وكان ديوان المظالم قد طالب بتمديد تقديم الطلب حتى ظهر اليوم الخميس، وهو ما اعتبرته الصحيفة صفعة من المستشارة القضائية لرئيس الحكومة.

وفي وقت سابق نقلت هيئة البث العبرية عن قادة الأحزاب الحريدية قولهم خلال لقاء مع نتنياهو إن المطالب بوضع حد لإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية تتعارض مع اتفاق تشكيل الائتلاف.

وأضاف قادة الحريديم أن هناك خشية من أن يطلب منهم الحاخامات الانسحاب من الحكومة في حال تم إقرار قانون جديد يلغي الإعفاء.

وسعت حكومة نتنياهو اليمينية الى سن قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية، ما سبب أزمة متفاقمة في أوساط الاحتلال بين مؤيد ومعارض.

ويعود إعفاء اليهود المتدينين "الحريديم" من الخدمة العسكرية إلى بداية تأسيس دولة الاحتلال عام 1948، ومنذ ذلك الحين نالوا إعفاءً من التجنيد الإجباري، ليتفرغوا للدراسة الدينية، وللحفاظ على نمط الحياة اليهودية التقليدية، ولممارسة طقوسهم وعباداتهم في مجتمعاتهم الخاصة وفقاً لتشريعات التوراة.



ويرفض "الحريديم" الذين يشكلون 13بالمئة من نسبة الإسرائيليين، التجنيد، لأنهم يعتبرون أن حياة المتدين تتعارض كلياً مع الأعراف العسكرية.

ويرى حاخامات الحريديم الكبار، أن جيش الاحتلال، مؤسسة علمانية، بعيدة عن التعاليم اليهودية التوراتية، ولذلك من المحرم عليهم الخدمة فيه.

وجرى تشريع قانون أعفي بموجبه الحريديم من الخدمة العسكرية، لكنه ألغي عام 2015، وبررت ذلك المحكمة العليا الإسرائيلية، بأنه يمس بمبدأ المساواة بين الإسرائيليين.

وفشل الساسة الإسرائيليون منذ ذلك الوقت في صياغة قانون في الكنيست، يلزمهم بالخدمة العسكرية، واستمر في تمديد القانون القديم لإعفائهم لحين الوصول إلى توافق.

وأمهلت المحكمة العليا، الحكومة الإسرائيلية لغاية نهاية آذار/ مارس المقبل، لتقديم مشروع قانون وإبلاغ المحكمة، وإلا فإن فرض التجنيد عليهم سيفرض بالقوة.

من هم الحريديم 
الحريدي، هو الشخص "الورع" وفقا للتعريف اليهودي، وتأتي من العزلة والاعتكاف عن الناس، خاصة وأن هذه الطائفة من اليهود، يلتزمون بدراسة التوراة في المعاهد الدينية الخاصة بهم بعيدا عن المدارس والنظام الاجتماعي لدى الاحتلال.

ويعد الحريديم من الطوائف المتشددة في مجتمع الاحتلال، وتهتم في أدق التفاصيل الدينية التوراتية، فضلا عن الأزياء الموحدة للرجال، وكذلك للنساء.

ويغلب على زيهم المعطف الأسود الطويل، والقبعة السوداء الأوروبية الكبيرة، والشال الأبيض ذو الخطوط الزرقاء "التاليت" لأداء الصلوات التوراتية، وعلى صعيد الجسد، يمتازون بتربية خصلات شعر من رأسهم بجانب آذانهم وتشكيلها بطريقة ملتوية.

ويرى الحريديم أن اللغة العبرية مقدسة، لدرجة أنهم يقللون التحدث بها، ويلجأون للغة تدعى الإيدش والتي كانت سائدة بين يهود أوروبا، وهي خليط من عدة كلمات لدول أوروبية فضلا عن العبرية.

ويعتكف اليهود الحريديم، وهم من أتباع الشريعة الأرثوذكسية، ويشكلون نحو 13 بالمئة، من مجمل الإسرائيليين، في مدارس دينية تدعى بالعبرية "اليشيفات"، وتخصص للعلوم الدينية والشريعة اليهودية فقط، والقليل من العلوم الدنيوية، بما يحتاجونه فقط سواء لتنمية نشاطهم الاقتصادي أو الطب، وهناك علوم محرمة عليهم مثل الأدب والفلسفة.

وتصل درجة التزامهم بالتعاليم اليهودية، إلى تضييق استخدام التكنولوجيا، ويشترطون أن تكون الهواتف المحمولة "كوشر" (حلال)، بحيث لا تحتوي على كاميرا أو محركات تصفح، وتستخدم فقط لمراجعة الكتب الدينية التوراتية، أو للاتصال المسموع بعيدا عن برامج المحادثة حتى لا تلهيهم عن التعليم الديني.



وتعد مدينة بني براك، القريبة من تل أبيب، بؤرة للحريديم، وأغلبية سكانها منهم، فضلا عن استيلائهم على مناطق واسعة في القدس المحتلة، ومنها حارة ميئه شعاريم.

والحريديم ليسوا جسما واحدا، فهم مكونون من أصول مختلفة، شرقيين وغربيين، ولديهم تيارات وأحزاب مختلفة، وأبرزها الأشكناز "اليهود الغربيون" ويمثلهم كتلة يهودات هتوراه والسفارديم "اليهود الشرقيون" ويمثلهم حزب شاس المتطرف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الحريديم التجنيد حكومة نتنياهو غزة الحرب الحريديم التجنيد حكومة نتنياهو المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الخدمة العسکریة الحریدیم من

إقرأ أيضاً:

حماس تطالب باستعادة "الجثمان الخطأ" وتحقق بشأن شيري بيباس

أكدت حركة حماس، الجمعة، أنها ستأخذ الادعاءات بشأن عدم تطابق جثمان شيري بيباس مع فحص دي إن إيه الذي أجرته إسرائيل بجدية، داعية إلى إعادة الجثمان للتحقيق بشأنه.

وذكرت الحركة في بيان أنها تستغرب "الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق مع فحص الـ DNA".

وأكملت الحركة: "لقد تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح".

البيان لفت إلى "احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين.

وتابعت بالقول: "سنعلم الإخوة الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق من جانبنا، وندعو في الوقت ذاته إلى إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني".

وأضافت أنها: "ترفض التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني، وفي سياق الخلافات الداخلية الإسرائيلية".

البيان أشار إلى ان الحركة تؤكد "على ضرورة المضي قدما في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات".

وتابع البيان: "نحن في حركة حماس نؤكد جديتنا والتزامنا الكامل بجميع التزاماتنا، وقد أثبتنا ذلك من خلال سلوكنا خلال الأيام الماضية. فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".

مقالات مشابهة

  • حماس تطالب الوسطاء بالضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى
  • جيش الاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في شمالي الضفة الغربية
  • حماس تطالب الوسطاء بالتدخل بعد تأخير إفراج الاحتلال عن الأسرى
  • نقل الموظف لوظيفة أخرى ملائمة فى ذات مستواه لمدة لا تجاوز سنة بهذه الحالة
  • جنين - الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية
  • العسكرية في سوريا: حكايات رعب وهروب.. وجنون النظام في الساعات الأخيرة
  • عائلة الطبيب الشهيد عدنان البرش تطلق حملة تطالب باستعادة جثمانه من الاحتلال
  • حماس تطالب باستعادة "الجثمان الخطأ" وتحقق بشأن شيري بيباس
  • نريد شيري.. عائلات المحتجزين توجه رسالة قوية لحكومة نتنياهو
  • البعض يذهب للمحكمة مرتين.. كيف تتصرف حال صدور حكم غيابي ضدك؟