أجمعت المشاركات في الجلسة الرابعة لمنتدى الفجيرة الرمضاني، الذي تنظمه جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع مؤسسة غبشة، على اهتمام قيادة الدولة بالطفولة والعناية منذ قيام الاتحاد ووردت بالدستور نصوص واضحة تؤكد أن المجتمع يشمل برعايته الأمومة والطفولة، وأن الأسرة هي قوام المجتمع، فالآباء مصنع الأجيال ودورهم جوهري في التنشئة السليمة لأبنائهم، ومخرجات هذه التربية القويمة هي أساس المجتمع السليم.


جاء ذلك في الجلسة التي استضافها مجلس البدية المجتمعي التابع لمؤسسة الفجيرة لتنمية المناطق بعنوان “الأبناء أمانة ومسؤولية”، وشارك فيها كل من، موزة الشومي، والدكتورة مايا الهواري، ومريم مخلوف، والدكتورة فاطمة الدربي، وأدارتها المستشارة القانونية موزة مسعود المنسق العام للمنتدى، بحضور الدكتورة بدرية الظنحاني المدير التنفيذي للشؤون المجتمعية والسعادة والإيجابية بالجمعية مديرة المنتدى.
وتطرقت الجلسة إلى عدد من المحاور المتعلقة بدور الآباء في تنشئة الأبناء، والذكاء العاطفي في تربية الأبناء، فضلاً عن انعكاس التكنولوجيا على فكر وسلوك وتربية الأبناء، والدور الأمثل لتعامل الوالدين والمربين مع الأبناء في العصر الحديث، واختتمت بتوصيات لحماية الأبناء من مخاطر الإنترنت والمخدرات.
وقد أوضحت المشاركات أن التربية السليمة والمتوازنة للأبناء، تقتضي من الوالدين التسلح بما يسمى بـ “الذكاء العاطفي”، حيث يجب أن ينشأ الطفل في بيئة ينعم فيها بالدفء العائلي وينهل فيها من عواطف أبويه، لكن مع تمكين هذا الطفل من فهم فحوى هذه العاطفة وعاطفة الآخرين وإدارتها بطريقة إيجابية، بحيث لا يجد نفسه مكبلاً بهذه العاطفة، التى في حال إغراق الطفل بها تتحول إلى مشكلات ترمي به في متاهات الخوف والعجز والتبعية وعدم القدرة على الإنجاز والاستقلالية المطلوبة لبناء شخصيته والاعتماد على نفسه، كما يجب عبر تقنية الذكاء العاطفي تمكين الأبناء من التواصل بصورة فعالة مع محيطهم والقدرة على التعاطف مع الآخرين والتغلب على التحديات.
كما أشارت المشاركات إلى أن الآباء يجب أن يكونوا في منتهى اليقظة في عملية إدارة علاقة أبنائهم بالتكنولوجيا الحديثة ومتطلبات التربية الحديثة، حيث يجب أن يدرب الأبناء على الاستعمال الهادف للتكنولوجيا وتوظيفها بما يوسع من آفاقهم المعرفية، وأن يكون الآباء شركاء فاعلين في هذه العملية عبر الرقابة الإيجابية والتوجيهية للأبناء، حتى يصبحوا قادرين على التمييز بين مكاسب العولمة ومآخذها، كما يجب أن يحسن الآباء استخدام تقنيات التربية الحديثة كالحوار الهادف والتشجيع على الاستقلالية وبناء الشخصية والاعتماد على الذات لدى الأبناء.
وأكدت المشاركات على أن الآباء يجب أن يضطلعوا بدورهم الكامل في حماية أبنائهم من مخاطر الإنترنت والمخدرات، عبر الرقابة الأسرية الهادفة والحوار البناء والتوجيهات السلوكية ومشاركة أبنائهم اهتماماتهم وميولاتهم والحفاظ على النصح لهم باستمرار ودخول عالمهم والتعرف إلى صداقاتهم ومخاوفهم وتطلعاتهم، وتقديم العون لهم والنصيحة الحقة ليستفيد منها الأبناء في مشوار حياتهم، وتنشئتهم على الصدق ونبذ الخوف والتقوقع والقرب من آبائهم واعتبارهم مصدر أمان واعتزاز لهم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

احرصوا على سجل الذكريات

الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • حاكم الفجيرة يستقبل المهنّئين بشهر رمضان المبارك
  • الرئيس السيسي يؤكد ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة
  • الإيمان في الدراسات الحديثة
  • «غرف دبي» تنظم منتدى دبي للأعمال في هامبورج مايو المقبل
  • احرصوا على سجل الذكريات
  • «خيرية الفجيرة» تقدم 7000 وجبة للصائمين يومياً
  • مسرح الفجيرة يستضيف عروض المسرحية “الكرة بملعبكم” خلال العيد
  • هيئة المسرح والفنون الأدائية تستقبل المشاركات في النسخة الثالثة من مسابقة التأليف المسرحي
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يفضل التضحية بحياة المختطفين من أجل مصالحه
  • صيام فلذات أكبادنا في رمضان..