ساحات القتال 2024: احتمال نشوب صراع بين الهند وباكستان.. ومشاكل في ميانمار وأفغانستان
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا تحدث فيه عن وجود العديد من النقاط الساخنة في جنوب آسيا ومنطقة آسيا الوسطى.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن حربًا داخلية واسعة النطاق تدور في ميانمار، حيث سجلت السلطات هزائم مخيبة للآمال على يد جيش إنقاذ روهينغا أراكان.
ويضيف الموقع أن أفغانستان تظل المولد الإقليمي الرئيسي للمشاكل الأكثر إلحاحًا التي يمكن أن تؤثر على العديد من الدول.
بسبب الحصار الذي أعلنه الغرب مع تجميد جميع الحسابات الأفغانية، بعد سيطرة حركة طالبان على الوضع في كابول، باتت الحركة عاجزة على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في البلاد.
إن الانهيار النهائي للدولة الأفغانية، والذي من المحتمل أن يكون نتيجة لتعنت الجانبين هذا العام، قد يؤدي إلى نزوح الملايين من اللاجئين من أفغانستان مع امتداد حالة عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة. سوف تؤثر هذه العمليات على جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى وإيران، والأهم من ذلك على باكستان، حيث يعيش ثلثا البشتون على مستوى العالم وهي المجموعة العرقية الرئيسية في أفغانستان.
في المقابل، قد تنزلق باكستان، التي تمر بأوقات عصيبة في تاريخها بعد إطاحة رئيس الوزراء عمران خان من السلطة، إلى هاوية أزمة أكثر خطورة؛ حيث أسفرت الانتخابات الأخيرة عن فوز المرشحين من حزب حركة الإنصاف المنحل الذي يتزعمه نجم الكريكيت والمحامي المسجون عمران خان بأغلبية كبيرة، وإن كانت نسبية، في البرلمان الوطني.
وفقط من خلال تسوية هشة بين عشيرتي شريف وبوتو المتحاربتين عادة، فضلاً عن الجنرالات المسيسين، تم تشكيل الحكومة بدعم ضعيف للغاية بين السكان.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الشباب الباكستاني يقفون بالإجماع إلى جانب عمران خان، ويستعدون للاحتجاجات الحاشدة دفاعًا عنه، مما يهدد بزعزعة استقرار الوضع في البلاد، العامل الذي قد تحاول العشائر الحاكمة التملص منه من خلال تضخيم الخطر الخارجي القادم من الهند.
وذكر الموقع أن إلغاء وضع الحكم الذاتي الخاص لولاية جامو وكشمير المتنازع عليها بمبادرة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ومساره العام نحو "هندوسة" البلاد وتقييد معين لحقوق المسلمين، قوبل باحتجاج حاد في باكستان. كما أثار افتتاح رئيس الوزراء مؤخراً لمعبد هندوسي ضخم جديد في أيوديا في موقع مسجد إسلامي مدمر، غضباً عارماً في إسلام أباد وتهديدات "باتخاذ إجراءات انتقامية".
في الحقيقة إن تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الهند وباكستان، والتي يمكن أن تصل إلى حد اشتباكات مباشرة على حدودهما أمر أكثر خطورة نظرا لإمتلاك هاتين الدولتين أسلحة نووية.
يبدو موقف باكستان في هذه المواجهة ضعيفًا رغم أن الصين باعتبارها حليفتها الرئيسية تواصل دعمها لأسباب جيوسياسية، لكن دون حماس، منذ أن أطاحت السلطات الباكستانية الحالية بالحكومة السابقة بتحريض من الولايات المتحدة.
وأورد الموقع أن باكستان حاولت الحفاظ على علاقات سلسة بنفس القدر مع الصين والهند، حيث عملت كجسر بينهما. ولكن كلما كان ضعُف موقف باكستان في أي مواجهة تقليدية مع الهند، كلما ارتفعت احتمالات لجوئها إلى "وسائل خاصة" لحل كافة المشاكل إذا ما أتيحت لها الفرصة. ولذلك، فإن احتمال نشوب صراع شديد الحدة ينطوي على استخدام الأسلحة النووية في مرحلة ما في شبه جزيرة هندوستان يظل مرتفعاً للغاية.
وذكر الموقع أنه من المرجح أن الهند تحاول حل مشكلة جزر المالديف لصالحها، بعد أن طالبت حكومتها، التي اختارت التوجه الإستراتيجي موالي الصين، بإزالة الحامية الهندية ومحطة المراقبة الرادارية الموجودة هناك منذ سنة 1988. وقد أعلنت نيودلهي عن نيتها إنشاء قاعدة بحرية وطنية على مقربة من جزر المالديف.
من جانبها، تحتاج الصين إلى وجود عسكري في بحر العرب لحماية قدرتها على الوصول إلى النفط من الخليج العربي. بينما تريد الهند، التي على خلاف مع الصين على طول حدودها في منطقة الهيمالايا، التأكد من أن جزر المالديف لا تقترب أكثر من بكين.
ومع ذلك، فإن قدرات الهند في المنطقة محدودة، ونشاطها في المنطقة محفوف بالتعقيدات بسبب علاقاتها مع الصين. في الحقيقة إن التطور الإجمالي للوضع في المنطقة من حيث الاستقرار والأمن سوف يعتمد بشكل كبير على قدرة مودي على مقاومة الضغوط المفرطة من جانب الصين.
وبين الموقع أنه من بين العواقب الأخرى غير المتوقعة لوصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان هي القضاء على إنتاج المواد الأفيونية في البلاد، بما في ذلك الهيروين. ونتيجة لذلك، بدأ إنتاج المخدرات الاصطناعية مثل الفنتانيل في الزيادة بسرعة في العالم. في الوقت نفسه، توقفت شبكة توزيع المخدرات الأفيونية السابقة التي تضم عشرات الآلاف من التجار عن العمل.
وتابع الموقع قائلًا إنه نظرًا لكون هؤلاء الأشخاص لا يعرفون فعل شيء آخر يصبحون فريسة سهلة للمجندين من الهياكل الإجرامية الأخرى، بما في ذلك ممثلو نظام كييف. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تكيفهم مع الحياة الطبيعية أصبح صعباً بسبب الغرب الذي تعمد قطع الأموال المتدفقة إلى المنطقة.
ويخلق الوضع الراهن انطباعًا بأن الولايات المتحدة والغرب يدفعان أفغانستان عمدًا نحو الانهيار الكامل، بما في ذلك إثارة مشاكل خطيرة في منطقة ضعف روسيا في آسيا الوسطى. ومن الواضح أن الأمريكيين، بشكل مباشر أو من خلال قوات بالوكالة مثل المخابرات الأوكرانية، يستخدمون هياكل المخدرات السابقة لتحقيق مصالحهم.
وفي ختام التقرير نوه الموقع إلى أن واشنطن، بسبب قصر نظرها لا تدرك أن الأزمة التي تطلق لها العنان في هذا الفضاء محفوفة بالتصعيد إلى صراع عالمي يشمل لاعبين نوويين مثل الهند وباكستان والصين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ميانمار باكستان الهند باكستان الهند افغانستان ميانمار سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن الرسوم الجمركية الجديدة.. تبدأ من 10% وترتفع لـ46% لبعض الدول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سلسلة من الرسوم الجمركية الجديدة تستهدف عدة دول حول العالم، وذلك في إطار ما وصفه بإجراءات لحماية الاقتصاد الأمريكي ومحاسبة الدول التي تعامل الولايات المتحدة بشكل غير منصف.
وأكد ترامب خلال مؤتمر صحفي أن الرسوم ستشمل فرض نسبة 34% على الصين، و24% على اليابان، و31% على سويسرا، و46% على فيتنام، و32% على تايوان، و26% على الهند، بينما سيفرض الاتحاد الأوروبي رسوماً بنسبة 20%. وشدد على أن أقل نسبة للرسوم الجمركية ستكون 10%، والتي ستكون من نصيب بريطانيا.
وأوضح ترامب أن الرسوم الجمركية المتبادلة ستبدأ اعتبارًا من الغد، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم لن تكون مضادة بالكامل، وإنما تهدف إلى تحقيق التوازن التجاري.
وانتقد الهند بشكل خاص قائلاً: "الهند لا تعاملنا بإنصاف"، مؤكداً أنه سيحاسب الدول التي تتبع سياسات تجارية غير عادلة تجاه الولايات المتحدة.