محمد إدريس ديبي.. عسكري خلف أباه في رئاسة تشاد
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
الرئيس الانتقالي لدولة تشاد، خلف والده إدريس ديبي، الذي قتل على أيدي متمردين بعد 30 سنة من حكم البلاد. من مواليد عام 1984 وينحدر من قبيلة الزغاوة. شارك في عدد من العمليات العسكرية ضد المتمردين. وتعهد عند توليه المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات ديمقراطية ونقل الحكم للمدنيين في غضون 18 أشهر، لكنه مددها عامين آخرين، مما أدى لاندلاع احتجاجات عنيفة رافضة للتمديد.
وأطلق حوارا وطنيا جمع الأطراف الممثلة للمجلس والمعارضة أسفر عن توقيع اتفاقية الدوحة، ثم حوارا في نجامينا وضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية بعد تمديدها عامين، وهو الحوار الذي قاطعته حركات سياسية وجماعات متمردة كونه يمهد الطريق لتوريث الحكم.
وفي 2 مارس/آذار 2024، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 6 مايو/أيار 2024 ممثلا لائتلاف أحزاب "من أجل تشاد موحدة".
الولادة والنشأةولد محمد إدريس ديبي إتنو يوم 4 أبريل/نيسان 1984 في العاصمة نجامينا، ويعرف بلقب "كاكا" أو الجدة باللغة التشادية، في إشارة إلى جدته لوالده التي ربته.
والده هو الرئيس السابق إدريس ديبي، الذي قتل على يد متمردين في أبريل/نيسان 2021 بعد أن حكم البلاد 3 عقود.
وينحدر والده من قبيلة الزغاوة التي تنتشر على الحدود مع السودان وتمثل 1% من السكان، أما أمه فمن قبائل الغوران ويطلق عليها أيضا التبو، وهي مجموعة عرقية تنتشر في عدة مناطق من تشاد وخصوصا جبال تبستي، وتمثل 6.3% من مجموع السكان.
له 3 زوجات، تزوج الأولى عام 2010 وهي ابنة الوزير السابق في أفريقيا الوسطى أباكار سابون وأنجب منها 5 أطفال، ثم تزوج بأخرى من قبيلة الزغاوة.
وأما زوجته الثالثة واسمها دهباية عمر سوني فهي من الغوران وابنة جنرال بالجيش، كانت تعمل صحفية قبل أن يعينها والده مديرة للعلاقات العامة بالرئاسة في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبتولي زوجها رئاسة المجلس العسكري أصبحت السيدة الأولى، وفي 16 مايو/أيار 2021، صدر مرسوم بتعيينها مستشارة إعلامية ضمن 23 مستشارا للمجلس العسكري.
ويوصف ديبي الابن بأنه كتوم وقليل الكلام، أما المقربون منه فيقولون إنه اجتماعي ويسهل الوصول إليه.
الدراسة والتكوين العلميتلقى تعليمه بالمدارس المحلية في نجامينا، ثم التحق بمجموعة المدارس العسكرية المشتركة، قبل أن يسافر إلى فرنسا لتلقي دورة تدريبية مدتها 3 أشهر بالمدرسة الثانوية العسكرية بمنطقة "إكس أون بروفانس".
التجربة المهنيةبعد تخرجه من الكلية العسكرية برتبة ملازم، عين نائبا لقائد فرقة المشاة بالمديرية العامة لجهاز أمن مؤسسات الدولة، وشارك في صد هجوم المتمردين على العاصمة في أبريل/نيسان 2006، كما شارك بالعمليات العسكرية ضد الجماعات المتمردة في بلدة أم دام شرق البلاد عام 2009.
وبعدها بعام تولى قيادة الفرقة المدرعة من فيلق النخبة بالحرس الرئاسي، وعام 2012 عين على رأس الحرس الرئاسي، والعام التالي عين قائدا مساعدا للقوات المسلحة التشادية في مالي، والتي كانت تحت قيادة الجنرال عمر بيكومو، وشارك بالمعارك إلى جانب الجيش الفرنسي لوقف تقدم الجماعات الإسلامية نحو العاصمة باماكو.
ورقيّ ديبي إلى رتبة قائد كتيبة ثم مقدم ثم عقيد ثم عميد قبل أن يعين فريقا عام 2015، وقبلها بعام عُين مديرا عاما لأجهزة أمن مؤسسات الدولة، وعام 2018 رقي لرتبة فريق أول. وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 2021، تمت إضافة نجمة إضافية على كتفه ليصبح جنرالا (لواء) بالجيش.
إلى رئاسة تشادتولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في 20 أبريل/نيسان 2021 يوم وفاة والده الذي لفظ أنفاسه متأثرا بجراح أصيب بها باشتباكات مع متمردين شماليين، بعد أيام من إعلان النتائج الأولية لانتخابات 11 أبريل/نيسان، وحصل فيها على 80% من الأصوات أهلته للحصول على ولاية رئاسية سادسة.
وضم المجلس العسكري 15 جنرالا، ووعد بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية وإعادة السلطة إلى المدنيين في ختام مرحلة انتقالية تستمر 18 شهرا قابلة للتمديد مرة واحدة، وذلك بعدما حل البرلمان والحكومة وألغي الدستور.
وفي الثالث من مايو/أيار 2021 أعلن ديبي تشكيل حكومة انتقالية من 40 عضوا بينهم عناصر من المعارضة، لكن معظم الوزارات السيادية كانت بأيدي حزب الرئيس الراحل.
إدريس ديبي بعد إعلانه رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي عام 2021 (الأناضول) الحوار والتفاوضرفض ديبي الابن في البداية التفاوض أو الحوار مع الجماعات المتمردة، لكنه تراجع عن موقفه معلنا عن مبادرة للحوار الوطني، وداعيا جميع الأطراف السياسية والجماعات المسلحة للمشاركة، وأنشأ وزارة للمصالحة الوطنية، كما عين مستشارا برئاسة الجمهورية مكلفا بالمصالحة والحوار.
وفي مارس/آذار 2022، انطلقت في قطر محادثات بين الأطراف التشادية بحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
وانتهت المحادثات بتوقيع الحكومة الانتقالية وممثلي هذه الحركات اتفاقية سلام في 8 أغسطس/آب 2022 باسم "اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية العسكرية بالحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد" وهو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه لحظة أساسية للشعب التشادي.
ووقعت على هذه الاتفاقية حوالي 40 حركة، ورفضتها 19 أخرى وفي مقدمتها جبهة التحرير والوفاق "فاكت" كبرى الحركات المتمردة التي تقف وراء قتل الرئيس السابق.
وتضمنت الاتفاقية عددا من البنود من بينها وقف الأعمال العدائية بصورة تامة ونهائية، ونزع الحركات السياسية العسكرية أسلحتها وتسريح مقاتليها، واعتماد وتطبيق قانون عفو لقادة وأعضاء الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق يشمل كل الإدانات القضائية والتهم المتعلقة بالمشاركة في التمرد أو الاعتداء على أمن وسلامة الدولة، وضمان سلامتهم الجسدية وممتلكاتهم وأقربائهم عند عودتهم إلى تشاد، كما تعهدت الأطراف بتنظيم حوار وطني تكون قراراته ملزمة للجميع.
وتنفيذا لبنود اتفاقية الدوحة، شهدت نجامينا في 20 أغسطس/آب 2022 تنظيم "الحوار الوطني الشامل والسيادي" الذي استمر 3 أسابيع وجمع ممثلين عن المعارضة المدنية والمسلحة والمجلس العسكري بهدف طي صفحة المرحلة الانتقالية ووضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية.
وقاطع جزء كبير من المعارضة السياسية والمجتمع المدني هذا الحوار رفضا لما اعتبروه "توريثا للحكم" إضافة إلى عدد من الجماعات المسلحة المتمردة.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلن منتدى "الحوار الوطني الشامل والسيادي" عن تمديد المرحلة الانتقالية عامين، وتعيين إدريس ديبي رئيسا للمرحلة تمهيدا لإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة.
وصادق المنتدى أيضا على منح ديبي وأعضاء المجلس العسكري حق الترشح بالانتخابات الرئاسية مع انتهاء المرحلة الانتقالية.
في مارس/آذار 2023، عفا الرئيس الانتقالي -بموجب مرسوم أصدره- عن مئات المتمردين من جبهة التغيير والوفاق بعد أن صدر بحقهم حكم بالسجن مدى الحياة لضلوعهم في مقتل ديبي الأب وارتكاب أعمال "إرهابية".
وفي خطوة نحو "الانتقال الديمقراطي" صوّت التشاديون، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، على مشروع دستور جديد يمهد لإعادة الحكم المدني، وافق عليه 86% من الناخبين.
ودعت المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء ورفضت نتائجه، لتضمنه مواد تسمح للرئيس الانتقالي بالترشح للرئاسة رغم أنه وعد من قبل بعدم الترشح، وخفضت إحدى مواده سن الترشح من 40 إلى 35، وهو ما اعتبرته المعارضة تمهيدا للطريق أمام ديبي للترشح والاستمرار بالسلطة، كما منح للقادة العسكريين الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية.
احتجاجات دمويةشهدت البلاد منذ ترؤس ديبي الابن المجلس الانتقالي أعمال شغب واحتجاجات رافضة للحكم العسكري و"توريث السلطة" داعية إلى نقل الحكم للمدنيين في أقرب وقت.
وكانت أعنف هذه الاحتجاجات ما جرى في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في نجامينا ومناطق أخرى إثر تمديد فترة حكم إدريس ديبي عامين آخرين.
وتحولت هذه الاحتجاجات لاشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل حوالي 60 شخصا وإصابة المئات واعتقال عدد كبير من المحتجين، وتم تعليق عمل 7 أحزاب سياسية معارضة 3 أشهر وتفتيش مكاتبها.
وفرضت الحكومة حالة طوارئ بالعاصمة و3 مدن (جنوب). وقالت المنظمات الحقوقية إن قوات الأمن استعملت القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات، وأكدت أنها رصدت حالات إطلاق نار وتعذيب واعتقالات تعسفية، بينما وصفت الحكومة الاحتجاجات بأنها تمرد مسلح "للاستيلاء على السلطة".
دعم فرنسيرغم أن توليه السلطة كان بمثابة "انقلاب" كما تصفه المعارضة، إذ ينص الدستور على أن السلطات التنفيذية المؤقتة تنتقل إلى رئيس الجمعية الوطنية في حالة وفاة الرئيس، فإن ديبي الابن يحظى بدعم غربي كبير خاصة من فرنسا.
وحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جنازة والده، وقال في كلمته إن باريس لن تسمح لأحد بتهديد استقرار تشاد ووحدة أراضيها.
وزار ديبي فرنسا في أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث التقى ماكرون، وناقشا سير فترة الانتقال السياسي إضافة إلى قضايا إقليمية أخرى.
وتراهن باريس عليه كما كانت تراهن على والده لضمان استمرار مصالحها في تشاد، التي تعتبر حليفها الإستراتيجي وآخر مراكز نفوذها بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى بعد طرد قواتها العسكرية من النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وتوجد في تشاد 3 قواعد عسكرية فرنسية أكبرها القاعدة الجوية "حجي قصي" بالعاصمة، والتي يتمركز بها نحو ألف عسكري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المرحلة الانتقالیة المجلس العسکری أبریل نیسان إدریس دیبی
إقرأ أيضاً:
“الدبيبة” يفتتح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا
الوطن| رصد
افتتح رئيس الحكومة المنتهية عبدالحميد الدبيبة، اليوم السبت، في طرابلس، أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، بحضور وفود رسمية من تونس، الجزائر، السودان، تشاد، والنيجر.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الليبية محمود حمزة، على أن انعقاد المؤتمر يعكس التزاماً مشتركاً بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن ليبيا تواجه تحديات تتطلب تعاوناً إقليمياً فعالاً، خاصة في ظل التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة.
وأعرب رؤساء الوفود المشاركة عن تقديرهم لمبادرة ليبيا باستضافة المؤتمر، مشددين على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، والتصدي لشبكات التهريب التي تؤثر على أمن واستقرار دول الجوار.
ووصف الدبيبة المؤتمر بأنه خطوة أساسية نحو تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار، مشيرا إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت يشهد فيه تصاعدا في التحديات الأمنية، لا سيما الإرهاب، والتهريب، والأنشطة غير القانونية العابرة للحدود.
وأكد على التزام ليبيا بتعزيز استقرارها الداخلي والمساهمة في أمن المنطقة، مشدداً على أن الأراضي الليبية لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية أو الدولية، ولن تتحول إلى ملاذ للعناصر الخارجة عن القانون.
والجدير بالذكر أن المؤتمر مناقشات مكثفة حول آليات تعزيز الشراكة الإقليمية، وتطوير خطط عملية للتنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار، بهدف إرساء أسس التعاون المستقبلي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
الوسوم#الاستخبارات العسكرية التعاون الإقليمي تعزيز الأمن ليبيا