روح القرن التاسع عشر هي روح الهزيمة النفسية والمادية أمام الغرب وقوته وحضارته، هذه الروح عادت لتفرض سلطانها علينا مرتكزة على ما تمثله إسرائيل في الإقليم من تفوق وعدوان. القرن التاسع عشر كان طليعتَه الغزو الفرنسي لمصر، ثم تتابع الغزو الأوروبي للعالم الإسلامي، ثم كان خاتمتَه تأسيسُ الحركة الصهيونية.
بين الغزوة الفرنسية 1798م والمؤتمر الصهيوني الأول 1897م مائةُ عام بالتمام، هذه الأعوام المائة هي حجر الأساس في تكوين وتشكيل الشرق الأوسط المعاصر، ثم بين المؤتمر الصهيوني الأول 1897م، وصدور وعد بلفور بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين 1917م، عشرون عامًا بالتمام، ثم بين وعد بلفور، وقرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود 1947م عشرون عامًا بالتمام، ثم بين هزيمة العرب أمام العصابات الصهيونية 1948م، ثم هزيمتهم القاصمة مرة ثانية 1967م، عشرون عامًا بالتمام.
وبين وعد بلفور نوفمبر/تشرين الثاني 1917م، وزيارة الرئيس السادات للقدس في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1977م سبعون عامًا بالتمام، وبين آخر حروب العرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م، وآخر أيام المقاومة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، خمسون عامًا، ذهبت بالعرب في طريق مغاير تمامًا للطريق الذي سلكوه في الثلاثين عامًا بين حرب 1948 م، واتفاق كامب ديفيد 1978م. وهنا يلزم الوقوف على عدة ملاحظات:
1- أن حروب العرب مع إسرائيل دامت ثلاثين عامًا، دخلوا أولاها – 1948م – وهم تحت الاستعمار، وبتحريض من الاستعمار، فقد أراد الإنجليز اختلاق قدر من التوازن بين قوتَي العرب واليهود، ثم أرادوا الحد من عنف اليهود، ثم أرادوا الحفاظ على مصالحهم وصورتهم في الشرق الأوسط.
دخلت الجيوش العربية الحرب دون خطة، ودون إعداد، وكانت الجيوش تحت قيادة الجيش الأردني، وكان الجيش الأردني تحت قيادة جنرال بريطاني، العرب لم يكونوا فقط تحت الاستعمار، لكن كذلك دخلوا الحرب تحت قيادة بريطانية تمامًا، مثلما كانت قيادة الجيش المصري تحت قيادة ضباط بريطانيين، حتى توقيع اتفاقية 1936م.
ثم لم يقاتل العرب في حرب 1956م، انسحبت القوات غرب القناة، وكفلت التوازنات الدولية ردع العدوان وانسحاب المعتدين مع كسب إسرائيل حق الملاحة الدولية في خليج العقبة ومضايق تيران. ثم حرب 1967م دخلها العرب – كما اعترف الرئيس عبدالناصر – بقرارات مبنية على حسابات خاطئة. ثم حرب 1973م وكانت خاتمة الحروب، لم يقصر فيها المقاتل العربي، لكن السياسة كانت تخطط لمسار السلام.
حروب العرب ضد إسرائيل تبدو كما لو كانت زلات أو سقطات أو اندفاعات جبرية أو اضطرارية غير مقصودة لذاتها، حروب – فيما عدا حرب 1973م – تنقصها روح الحروب وهمتها وعزيمتها، روح فرضتها الظروف العابرة ولم يفرضها تصور قومي أو رؤية وطنية أو دوافع عقائدية، حروب لم يكلف العرب أنفسهم إثبات أو تأكيد أنهم أمة حرب وبأس.
مفارقات تاريخية2 – مسار السلام استغرق خمسين عامًا، بدأ غريبًا يرفضه أغلب العرب، ثم صار هو الأصل الذي لا يفكر في غيره العرب، هذه هي أخطر خمسين عامًا في تاريخ الشرق الأوسط من 1973- 2023 م، وهي لا تقل في خطورتها عن الخمسين الأولى من تأسيس الصهيونية 1897م إلى تأسيس الدولة اليهودية 1947م.
الخمسون الأولى هي الخمسون الخاصة بالتأسيس الفعلي بالقوة، والخمسون الأخيرة هي الخمسون الخاصة بالاعتراف الطوعي بها. هذا يفسر لك المفارقة التاريخية التي جرت بين التاريخَين الفريدين، بين 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973م، و7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م. في الأول كانت إسرائيل هي الغريبة في الإقليم، في الثاني كانت المقاومة الفلسطينية هي الغريبة في الإقليم من وجهة نظر الحكومات العربية والإسلامية على الأقل.
لقد تمكنت إسرائيل في الخمسين عامًا الأخيرة بما يكفي لتحييد كافة الدول العربية والإسلامية حيادًا مذهلًا ومدهشًا، حيادًا جعل من ضمائر السلطات العربية والإسلامية قطعًا من خشب اصطناعي، أو من بلاستيك ميت لا يهتز ولا يتأثر ولا يتعاطف، وشعبُ فلسطين من أهل غزة يتعرض لمحرقة فظيعة تهلك البشر والشجر والحجر، والعرب والمسلمون بلا أي رد فعل تحسِب له إسرائيل أدنى حساب.
محرقة يخجل منها التاريخ، محرقة تشين كل من شهدها ولم ينكرها، محرقة لن ينجو القرن الحادي والعشرون من لعنتها، هذه الخمسون عامًا 1973- 2023م من خاتمة الحروب حتى الإبادة، أعادت العرب والمسلمين في الشرق الأوسط إلى روح القرن التاسع عشر، روح الخنوع الأصلي الطبيعي في مواجهة الغرب وحضارته وعنفه وغطرسته وقوّته .
صعود وأفول3 – أن روح القرن التاسع عشر تعود بعيوبها دون مزاياها، فعند نهاية القرن السابع عشر، انكسرت قوة المسلمين العليا على أبواب فيينا 1683م، ثم انكسرت في حروب متلاحقة أمام روسيا، والنمسا، وبولندا، وما عرف باسم العصبة المسيحية المقدسة التي استنزفت قوى العثمانيين فيما يقرب من عشرين عامًا من 1683 م حتى 1699م.
فعند العام 1700م كانت روسيا تبدأ رحلة الصعود الطويل كإمبراطورية أوروبية عظمى، هدفها الرئيسي محو السلطنة العثمانية وطردها من أوروبا المسيحية، وفي العام ذاته كان العثمانيون على إدراك كافٍ أنهم بين خيارين: فإما التحديث وإما الفناء، فإن لم يأتِ الفناء على يد الأعداء، فهو آتٍ بفعل الزمن، فمع مطلع القرن الثامن عشر كانت القوى الأوروبية تتحول إلى إمبراطوريات تطوّق العالم، وكانت الإمبراطورية العثمانية يتقلص ظلها وينسحب من هنا ومن هناك.
بدأ السلطان أحمد الثالث 1673 – 1736م، في مطلع القرن الثامن عشر، مسيرة التحديث، وهي: كيف نأخذ بمصادر القوة التي أخذت بها أوروبا فانتصرت علينا وانهزمنا أمامها، وتكررت المحاولات عند مطلع القرن التاسع عشر مع السلطان سليم الثالث 1761 – 1808م، ثم السلطان محمود الثاني 1785 – 1839. لكنه تحديث متعثر على مدار قرنين كاملين انتهى بالزوال مع مطلع القرن العشرين.
سقوط المراكز السياسية4 – لم يقتصر التحديث على مركز الإسلام في إسطنبول، فقد جرت محاولات جادة في مصر محمد علي باشا وذريته من بعده 1805 – 1882م، انتهت بالاحتلال البريطاني، ثم محاولات جادة في تونس الباي محمد صادق 1813م – 1882، والوزير المصلح خير الدين 1820 – 1890م، وقد انتهت بالاحتلال الفرنسي 1881م.
في المراكز الثلاثة: إسطنبول والقاهرة وتونس، جرت محاولات التحديث على النمط الأوروبي في بناء الجيوش والتعليم العسكري والتعليم المدني واستعارة الدساتير والبرلمانات، واستقدام الخبراء الأجانب، وفتح البلاد لتدفق المغامرين الأوروبيين، والاقتراض والاستلاف من بيوت المال والمرابين والتجار الأجانب، حتى تزامن إفلاس إسطنبول والقاهرة وتونس في وقت متزامن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وقد أعقب الإفلاسَ احتلالُ مصر وتونس في عامين متتاليين، وتأخر احتلال ثم زوال المركز الأخير للإسلام في إسطنبول حتى الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م، احتلها الأوروبيون، ثم أزالوها من الوجود بعد ما عمرت الحضارة الإنسانية ما يقرب من سبعة قرون .
5 – قبل مائة عام أو يزيد قليلًا، سقط المركز السياسي الأخير للإسلام السني، وسقطت معه الحضارة الإسلامية ذاتها، وصدر وعد بلفور 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، ووضعت بلاد العرب تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني بموافقة أميركا والعالم الأوروبي، ثم تدفقت قوافل الهجرة اليهودية من أركان العالم إلى فلسطين، ثم نحن اليوم نشهد الإبادة لآخر حصون المقاومة الفلسطينية، مع تهجير جديد لمن يمكن تهجيره، تحت قصف النيران لمن بقي من أهل فلسطين.
هذا هو السياق التاريخي الذي تجري فيه فصول المحارق والمذابح والإبادة الصهيونية – الصليبية في شتاء 2023 – 2024 م. حيث فلسطين لا صديق لها ولا صاحب ولا شقيق ولا حليف، متروكة لإسرائيل تفعل بها ما تشاء، وأهلها متروكون لعدوهم ينكل بهم كيف يشاء، يحدث كل ذلك بينما عواصم العروبة والإسلام ترى فصول الإبادة كأنها لا وجود لها، وكأنها لا تعنيها من قريب أو بعيد .
انهيار فكري وروحي6 – عادت إلينا، أو نحن عدنا، إلى روح القرن التاسع عشر، أي سقوط المناعة الذهنية والروحية والفكرية، أي الاستسلام الطوعي للقوة الصهيونية – الصليبية، مع فارق أنه في القرن التاسع عشر، كنا ندرك أن الغرب خطر علينا، وكانت أهداف التحديث آنذاك المقصد منها هو اجتناء مصادر القوة التي نقف بها أمام خطر الغرب.
العثمانيون كانوا على إدراك كافٍ بذلك، محمد علي باشا وذريته كانوا على إدراك كافٍ بذلك، بايات تونس كانوا على وعي كافٍ بذلك، الكل كان لديه إدراك أن الخطر زاحف عليه وواصل إليه، فلا مفر من الاستعداد لمواجهته، لكن روح القرن التاسع عشر التي نعيشها الآن هي التي تذهب بنا طوعًا إلى الانضواء تحت أميركا في سقف العالم، ثم تحت إسرائيل في سقف الإقليم، لحظة متفردة من الهزيمتين: السياسية والحضارية، لحظة عدمية نختار فيها الحياة تحت ظلال العدو، فنفقد الذات والهوية والملامح والوجود، نعيش حالة مشوهة من الخنوثة والتخنث السياسي والحضاري .
7 – في مثل هذا السياق، سياق السقوط في قاع البئر، نفقد التمييز، ونسيء الاختيار، فنضل الطريق، ونتساءل من المسؤول عن حرب الإبادة ضد غزة وأهلها ؟ ثم نجيب بأن المقاومة هي المسؤولة.
هذه – بالضبط – هي روح القرن التاسع عشر، هي روح الهزيمة التي زعمت أن استفزازات المماليك للتجار الفرنسيين في القاهرة، هي السبب في غزو نابليون مصر 1798م وليس أن الفرنسيين منذ فشل حملة لويس التاسع 1250 م لم يتوقفوا عن التفكير في العودة إلى احتلال مصر، وقد ازدهرت الفكرة في عهد لويس الرابع عشر 1638 – 1715م.
كذلك الزعم بأن الثورة العرابية 1881م هي السبب في احتلال بريطانيا، مصرَ، وليس أن بريطانيا حاولت على مدى القرن التاسع عشر كله احتلال مصر. كذلك الزعم بأن إهانة داي الجزائر قنصلَ فرنسا 1827 هي السبب في احتلال فرنسا، الجزائرَ 1830 م وليس أن الجزائر هدفٌ لكافة القوى الأوروبية من مطلع القرن السادس عشر، ولأجل هذا دخلت تحت الحماية العثمانية 1520م.
كذلك القول إن عدم قدرة باي تونس على حماية الحدود مع الجزائر – التي صارت مستعمرة فرنسية – هي السبب في احتلال تونس 1881م، وليس أن فرنسا كانت تخطط لاحتلال تونس مع احتلالها الجزائر قبل ذلك بأكثر من خمسين عامًا .
تزييف الوعي8 – في القرن التاسع عشر، وُجد منا وبيننا من استقبل المستعمرين الغازين استقبال الفاتحين، كما وجد من تعاون معهم وعمل تحت قيادتهم وباع نفسه لهم، لكن ذلك كان الاستثناء النادر حتى ولو شغلوا مواقع نفوذ وسلطة مهمة، وكانت الأغلبية تحتفظ بوعي سليم؛ بأن المستعمرين أعداء غاصبون لا حق لهم في بلادنا، ومحال أن يكونوا قد جاؤوا – كما يزعمون – لخيرنا وتقدمنا، هذه الأغلبية سليمة الفطرة مستقيمة الطباع، رغم شيوع الأمية آنذاك، كانت هي وقود حركات المقاومة التي واجهت الاستعمار حين دخل، ثم ناصبته العداء عبر الثورات حين استقر به المقام، ثم جاهدته حتى طردته وظفرت بالحرية والاستقلال.
9 – لكن بعد تدجين الوعي وتزييف الفهم في العقود الخمسة الأخيرة، باتت فكرة المقاومة محل إدانة وتنفير وتحقير، بينما فكرة التطبع والتكيف والتطبيع والتقرب والتحالف مع العدو هي أصل السياسة في العواصم العربية والإسلامية.
هذا الوعي المزيف أخطر على المقاومة الفلسطينية من الإبادة الصهيونية، فلولا استقرار هذا الوعي المدجن وتسلله إلى النفوس وتسربه إلى الضمائر، لولاه، لكان يستحيل على الصهيونية ومعها أميركا وأوروبا، أن تجرؤ على هذه الإبادة على مهل وعلى مرأى من الإنسانية ومسمع، هذا الوعي الزائف – التطبيع خير والمقاومة شر – هو وقود الإبادة الصهيونية، كما هو الحصار الأشد على المقاومة الفلسطينية وعزلها وتجريدها من السند الأخلاقي والمدد المعنوي والعطف الأخوي عربيًا كان أم إسلاميًا .
10 – بكل يقين إسرائيل انهزمت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، مثلما انهزمت في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م، وبكل يقين بعد 6 أكتوبر/ تشرين الأول، مصر كانت في حرب مع أميركا وليس إسرائيل فقط، كذلك بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كانت المقاومة ومازالت – حتى تاريخ كتابة هذه السطور – في حرب مع أميركا والغرب وليس إسرائيل.
وكما لم تكن مصر مسؤولة عن حرب أكتوبر/ تشرين الأول الأولى، فإن المقاومة ليست مسؤولة عن حرب أكتوبر/ تشرين الأول الأخيرة.
أما الإبادة بمعنى إخلاء أرض فلسطين التاريخية من كل ما يمكن إخلاؤه من أهلها على مراحل، وحسبما تسمح الظروف، فهذه خُطة قديمة ليست وليدة نصر المقاومة وهزيمة العدو في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المقاومة الفلسطینیة العربیة والإسلامیة تشرین الأول 2023م الشرق الأوسط هی السبب فی تحت قیادة وعد بلفور ولیس أن
إقرأ أيضاً:
القطاع الخاص ينكمش في منطقة اليورو خلال شهر تشرين الثاني الماضي
الاقتصاد نيوز - متابعة
تسبب انكماش أنشطة الصناعات التحويلية والخدمات في تباطؤ نمو القطاع الخاص في منطقة اليورو خلال شهر تشرين الثاني.
وهذه هي المرة الأولى منذ كانون الثاني التي يسجل فيها كلا القطاعين انخفاضا في الإنتاج في وقت واحد.
وانخفض مؤشر الإنتاج المركب لـ "ستاندرد آند بورز غلوبال" إلى 48.1 في نوفمبر، وهو أدنى مستوى له منذ كانون الثاني.
وكان المؤشر قد سجل مستوى 50 في تشرين الاول الماضي.
ولوحظ انخفاض كبير في الأعمال الجديدة في كل من التصنيع والخدمات الأوروبية، حيث شهدت الطلبات الدولية أيضا أكبر انخفاض منذ نهاية عام 2023.
وانخفضت ثقة الأعمال إلى أدنى مستوى لها منذ أيلول 2023، ويرجع ذلك أساسا إلى التشاؤم في قطاع الخدمات في أوروبا، فيما واصلت الشركات الأوروبية خفض التوظيف للشهر الرابع على التوالي في تشرين الثاني.
كما ظل الركود في القدرات واضحا في القطاع الخاص، حيث انخفض عدد الأعمال المتراكمة بشكل أكبر.
وارتفع تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر وتسارع نمو أسعار المنتجين مقارنة بشهر تشرين الاول.
وأعرب الاقتصاديون الأوروبيون عن قلقهم إزاء هذه التطورات، مشيرين إلى ضعف المشهد الاقتصادي في اقتصادات منطقة اليورو الرئيسية مثل فرنسا وألمانيا، حيث يضيف عدم الاستقرار السياسي إلى حالة عدم اليقين.
وفي ألمانيا، انكمش القطاع الخاص للشهر الثاني على التوالي مع استمرار ضعف الإنتاج الصناعي وتراجع نشاط الخدمات للمرة الأولى منذ تسعة أشهر.
وشهدت فرنسا انخفاضا كبيرا في إنتاج القطاع الخاص، حيث أسهم قطاعا التصنيع والخدمات في الانكماش.