دون علمهم .. إسرائيل تمسح وجوه أهل غزة بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
سرايا - إلى جانب الحرب والدمار والحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل منذ أشهر على سكان قطاع غزة، يجري خلف الكواليس ما هو أخطر.
فقد كشفت العديد من عمليات الاعتقال التي أجرتها القوات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، أنها تحتفظ بـ "مسح" لوجوه الغزيين الذين يمرون عبر الحواجز.
فالقوات الإسرائيلية تستعمل برنامج ذكاء اصطناعي "يتعرف على الوجوه ويجمع صورها ويحتفظ بها ضمن أرشيف أو فهرس".
في ثوان قليلة كما تستطيع هذه البرامج المتطورة تحديد أسماء الأشخاص في ثوان قليلة.
هذا ما كشفه ضباط مخابرات إسرائيليون ومسؤولون عسكريون، لافتين إلى أن إسرائيل بدأت في استعمال هذا البرنامج منذ أواخر العام الماضي.
إلى ذلك، أوضحوا أنه تم استخدام تلك التقنية في البداية للبحث عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع منذ السابع من أكتوبر، لكن لاحقا استعملت للاستقصاء والبحث عن أي شخص له علاقات مع الجماعات الفلسطينية المسلحة.
إلا أن الأخطر في الموضوع أن جمع صور الغزيين وأرشفتها يتم دون علمهم أو موافقتهم أقلها.
قد تخطئ كما أن هذه التقنية قد تصنف أحياناً بعض المدنيين على أنهم من عناصر حماس بشكل خاطئ، حسب ما أكد أحد الضباط المطلعين عليها.
أما الجهة المسؤولة عن إدارة هذا البرنامج فهي "وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200".
فيما الشركة التي طورت تلك التقنية أو برنامج التعرف على الوجوه فهي "كورسايت" الإسرائيلية، التي تعتمد على أرشيف واسع جداً من الصور التي تلتقطها الطائرات المسيرة فوق قطاع غزة أو حتى الصور المنتشرة على غوغل.
يشار إلى أن المرة الأولى التي ألمحت فيها إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على غزة، كانت في يناير الماضي، حين أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري الى أن القوات الإسرائيلية تعمل فوق الأرض وتحتها.
بينما أوضح مسؤول عسكري أن هذه التقنية تستخدم لاسقاط المسيرات الفلسطينية، كما تستعمل لرسم تصور أو خريطة للأنفاق التي حفرتها حماس تحت الأرض.
علماً أنه سبق أن نبه عدد من المراقبين والمحللين إلى أن الحرب في غزة أتاحت لاسرائيل استعمال العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي غير التعرف على الوجوه ومسح الأراضي، بعضها يتعلق بالأسلحة أيضاً والتقنيات العسكرية الجديدة.
إقرأ أيضاً : ستعودون بالنعوش .. ميليشيا تهدد القوات الأميركية بالعراقإقرأ أيضاً : الاحتلال يعلن مقتل أحد جنوده المجرمين وإصابة آخر في اشتباك مسلح جنوب قطاع غزةإقرأ أيضاً : مسؤولون أوكرانيون: روسيا ربما استخدمت قنبلة موجهة جديدة في قصف خاركيف
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي وصل لبريطانيا ويُقلق المبدعين.. ماذا نعرف عنه
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرر التكنولوجيا، دان ميلمو، قال فيه: "من الواضح أن التكنولوجيا، التي تم إطلاقها للتو في أوروبا والمملكة المتحدة، لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه "إذا كنت تريد أن تعرف لماذا أوقَف تايلر بيري توسعة مجمع الاستوديو الخاص به بقيمة 800 مليون دولار فاكتب: شخصان في غرفة معيشة في الجبال، في أداة توليد الفيديو في OpenAI".
وقال: "تشير النتيجة من أداة Sora التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تم إطلاقها في المملكة المتحدة وأوروبا، الجمعة، إلى سبب توقف قطب التلفزيون والسينما الأمريكي عن خططه".
وتابع بيري بأنه في العام الماضي بعد رؤية معاينات Sora، فإنه إذا أراد إنتاج تلك اللقطة الجبلية، فقد لا يحتاج إلى بناء طقم تصوير في الموقع أو على أرضه. وقال: "يمكنني الجلوس في مكتب والقيام بذلك باستخدام جهاز كمبيوتر، وهو أمر صادم بالنسبة لي".
وأضاف: "إن النتيجة من طلب نصي بسيط لا يتجاوز مدته الخمس ثوانٍ، يمكنك الانتقال إلى ما يصل إلى 20 ثانية وأيضا تجميع مقاطع فيديو أطول بكثير من الأداة، ويظهر "الممثلون" مشاكل واضحة بأيديهم (مشكلة شائعة مع أدوات الذكاء الاصطناعي)".
"لكن خلفية الجبل والديكورات الداخلية المريحة مقنعة، ولم يستغرق الأمر سوى 45 ثانية بعد إدخال المطالبة النصية. سوف تتحسن التكنولوجيا أيضا" بحسب تايلر بيري.
وأبرز أنه "للوصول إلى Sora، يحتاج المستخدمون إلى الحصول على حزمة مدفوعة مع ChatGPT، لكنها إشارة إلى المكان الذي تتجه إليه تكنولوجيا إنشاء الفيديو في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التطور. كما أنها تؤكد على سبب وصول الخلاف حول حقوق النشر إلى مستويات ساخنة على جانبي الأطلسي".
وقال: "من الواضح أن أدوات إنشاء الفيديو مثل Sora وKling وRunway لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان". فيما قالت إحدى فنانات المملكة المتحدة الرقميات التي جربت الأداة، جوزفين ميلر، إنها وسّعت الفرص أمام "المبدعين الأصغر سنا" وهي تستخدمها بالفعل لعرض أفكار الإعلان على العلامات التجارية.
إلى ذلك، تقول شركة OpenAI، بحسب الصحيفة البريطانية، إنّ "المبدعين والاستوديوهات في المواقع التي يتوفر فيها Sora بالفعل، مثل الولايات المتحدة، يستخدمونه لإنتاج أفكار وعروض أفلام وإعلانات".
ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة Brandtech Group، ديفيد جونز، وهي شركة ناشئة في مجال الإعلان تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء حملات تسويقية، إنه "سيكون هناك اضطراب هائل في صناعات الإعلان والتسويق بسبب أدوات مثل Sora".
ويقول جونز إن "هذه لحظة كوداك لصناعته، في إشارة إلى شركة أفلام الكاميرا التناظرية التي استسلمت للثورة الرقمية"، فيما يتبنى المعلنون الكبار بالفعل مقاطع الفيديو المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي. حيث أنتجت شركة كوكاكولا إعلانا لعيد الميلاد تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في العام الماضي وتم توضيح آثار التكنولوجيا في تغريدة محددة من أليكس هيرش، مبتكر سلسلة الرسوم المتحركة من إنتاج ديزني.
وكتب: "حقيقة ممتعة: كوكا كولا حمراء، لأنها مصنوعة من دماء فنانين عاطلين عن العمل!"؛ بينما أصبحت مشكلة خسارة الفنانين أمام الذكاء الاصطناعي ساحة معركة رئيسية في تطوير التكنولوجيا على مستويات متعددة، ولا سيما في ما يتعلق بحقوق الطبع والنشر.
وتعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل Sora وChatGPT بواسطة نماذج مدربة على كميات هائلة من البيانات المستقاة من الإنترنت. إذ يعدّ ChatGPT، الذي طورته أيضا OpenAI، موضوع دعاوى قضائية تزعم أن استخدام أعمال الفنانين دون إذن يعد انتهاكا لحقوق الطبع والنشر.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنه "تعمق الخلاف في المملكة المتحدة هذا الأسبوع بشأن خطط الحكومة للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن".
وأضاف: "ردّ القطاع الإبداعي بإصدار ألبوم احتجاج صامت من قبل 1000 موسيقي ورسالة مفتوحة من شخصيات إبداعية بارزة بما في ذلك دوا ليبا والسير توم ستوبارد والسير بول مكارتني تحذر من أن الحكومة على وشك الموافقة على التنازل بالجملة عن الحقوق والدخل من القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة لشركات التكنولوجيا الكبرى".
إلى ذلك، لا تتصدر أداة Sora وأقرانها هذا النزاع، لكنهم يمثلون بوضوح تهديدا تنافسيا للفنانين الذين يريدون التعويض إذا تم استخدام أعمالهم لإنشاء هذه الأدوات - ومحتواها. وحذّر الرئيس التنفيذي ليوتيوب، العام الماضي، من أن استخدام OpenAI لمحتوى يوتيوب لتدريب نموذج Sora سيكون انتهاكا لشروط خدمة المنصة. وأشارت التقارير بالفعل إلى إلمام Sora الواضح بمحتوى الألعاب.
وقال صانع الأفلام الحائز على جوائز وعضو مجلس اللوردات الذي تحدث ضد خطط الحكومة البريطانية، بيبان كيدرون، لصحيفة "الغارديان" بأنّ "وصول Sora يضيف طبقة أخرى من الإلحاح إلى المناقشة".