كتب محمد علوش في" الديار": قليلة هي الأهداف التي ضربها "الاسرائيلي" خارج نطاق قرى جنوب نهر الليطاني، ولهذا حسابات تتعلق بحجم الحرب ومساحتها وتقدير الرد وعمقه، وبحسب المصادر أغلب الأهداف بعيدة عن قرى جنوب نهر الليطاني، التي كانت قد تم اخلاؤها، ولم تقع فيها خسائر كبيرة للمقاومة، مشيرة الى أن سرد كل هذه المعطيات هو أمر ضروري للحديث عن حجم رد المقاومة، وما هو المتوقع في الأيام المقبلة.

كلما زاد تصعيد "الإسرائيلي" يزيد تصعيد الحزب في لبنان، وربما هذه المعادلة غير واضحة بالنسبة لكثيرين، لأن حجم تصعيد الحزب لا يكون واضحاً من حيث عمق الضربات، ولكنه شديد الوضوح من حيث نوعية الضربات بالنسبة لـ "الإسرائيليين"، والعملية الأخيرة على قاعدة ميرون الجوية كانت مثالاً.

الجديد بحسب المصادر هو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع "المحور" الاخير الذي عُقد في بيروت، حيث كان تأكيد على التوجه نحو التصعيد بحال تعثرت عملية التفاوض والوصول الى هدنة تُنهي الحرب، وهكذا كان، مشيرة الى أن قرار التصعيد يطال كل جبهات المساندة من لبنان الى اليمن والعراق، وفي الساعات الماضية كان واضحاً ارتفاع عدد عمليات المقاومة الاسلامية في العراق، وكبر العمليات التي يقوم بها الحوثيون في البحر، فماذا عن لبنان؟

بالنسبة الى لبنان، فلن تكون المقاومة خارج قرار التصعيد المتخذ، ولكن ضمن الحسابات التي يعمل عليها حزب الله منذ دخوله الى الحرب، وتكشف المصادر أن من بين قرارات المقاومة بالتصعيد "تكثيف حجم الضربات للمواقع وتدميرها بشكل أكبر"، وهو ما قامت به المقاومة في الساعات الماضية في أكثر من موقع "اسرائيلي"، بالإضافة الى تكثيف عمليات اطلاق الصليات الصاروخية من "الكاتيوشا" الى المستعمرات القريبة من الحدود. وفي مرحلة متقدمة قد تتغير نوعية الصواريخ المستخدمة في العمليات، وهذه المرحلة قد لا تكون بعيدة بحسب المصادر، التي تشدد على أن المقاومة مستمرة بتصعيد نوعية عملياتها، وآخرها استهداف "منصات للقبة الحديدية" التي تتعرض للاستنزاف بشكل كبير، إذ في كثير من الأحيان تطلق المقاومة الصواريخ البسيطة التي لا تدخل في حسابات ترسانتها الصاروخية، فقط لأجل استنزاف القبة الحديدية وصواريخها.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

آخرها دعم خامنئي ومقتل نصرالله.. آخر تطورات الأوضاع في لبنان

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، في بيان رسمي صدر اليوم، وفاة أمينها العام حسن نصر الله جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر القيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الجمعة.

وأكد البيان أن الغارة أدت أيضًا إلى مقتل عدد من كبار قادة الحزب، بما في ذلك علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية.

وقال حزب الله في البيان: "ننعي إلى الأمة الإسلامية والشعب اللبناني أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الذي استشهد في غارة جوية غادرة نفذتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية". وأوضح البيان أن نصر الله قاد المقاومة اللبنانية على مدى 32 عامًا، وكان له دور محوري في الصمود ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن "رحيل نصر الله لن يضعف مسيرة المقاومة".

الجيش الإسرائيلي يؤكد مسؤوليته

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي مسؤوليته عن الغارة، معتبرًا العملية جزءًا من استراتيجية جديدة تستهدف القضاء على قادة حزب الله وإضعاف نفوذه في المنطقة. وجاء في البيان الإسرائيلي: "حسن نصر الله كان العقل المدبر لعدد كبير من الهجمات ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين، وكان له دور مركزي في العمليات الإرهابية العالمية. إن مقتله يمثل خطوة هامة في التصدي لنشاطات حزب الله الإرهابية".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الغارة التي أطلق عليها اسم "نظام جديد" نُفذت أثناء اجتماع قيادي في مقر الحزب بالضاحية الجنوبية. ووفقًا للبيان، فإن الهجوم استهدف عناصر بارزة في قيادة الحزب، مما أدى إلى مقتل العديد منهم بجانب نصر الله.

خامنئي يدعو لدعم حزب الله

في أول تعليق إيراني عقب الإعلان عن مقتل نصر الله، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى دعم حزب الله في مواجهة إسرائيل. وقال خامنئي في بيان مقتضب: "على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم أضعف من أن يلحقوا ضررًا كبيرًا بالبنية القوية لحزب الله في لبنان". 

وأكد أن "قوى المقاومة في المنطقة تقف جميعها إلى جانب حزب الله، وأن مصير المنطقة سيتحدد من خلال هذه القوى".

ورغم أن خامنئي لم يعلق بشكل مباشر على مقتل نصر الله، إلا أن دعوته لدعم المقاومة تشير إلى استمرار إيران في دعمها لحزب الله في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.

تداعيات التصعيد

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية من قطاع غزة إلى لبنان. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة اشتباكات متكررة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على الحدود، في ظل دعم الحزب لحركات المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الحالية في غزة عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر.

ويرى مراقبون أن وفاة نصر الله قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث يُعتبر نصر الله رمزًا للمقاومة في العالم العربي والإسلامي، وشخصية محورية في المحور الممتد من طهران إلى بيروت. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في العمليات العسكرية وردود الفعل من كلا الجانبين، مع احتمال أن يؤدي الحادث إلى اندلاع مواجهة أوسع في لبنان.

غموض حول مصير حزب الله

في الوقت نفسه، لم يصدر بعد أي تأكيد رسمي من حزب الله حول خليفة نصر الله في قيادة الحزب، وسط تكهنات حول هوية الزعيم الجديد الذي سيتولى المسؤولية في هذا التوقيت الحرج. ومع ذلك، أكدت مصادر قريبة من الحزب أن "المقاومة ستستمر، وأن استشهاد القادة لن يثني الحزب عن مسيرته في الدفاع عن لبنان ومواجهة إسرائيل".

في النهاية تشير التطورات الأخيرة إلى مرحلة جديدة من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مع تداعيات قد تتجاوز حدود لبنان. ومع تأكيد مقتل حسن نصر الله، يدخل حزب الله مرحلة حرجة من تاريخه، حيث يتعين عليه إعادة ترتيب صفوفه في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • ترسانة حزب الله.. قبل وبعد الضربات الإسرائيلية
  • آخرها دعم خامنئي ومقتل نصرالله.. آخر تطورات الأوضاع في لبنان
  • باحث سياسي يوضح الضربات التي لحقت بحزب الله على يد جيش الاحتلال
  • هآرتس: نتنياهو طلب تأجيل قرار اغتيال نصر الله حتى عودته من نيويورك لكنه وافق لاحقا بسبب “الفرصة العملياتية التي ظهرت”
  • البنتاغون: لم نتلق إشعارا مسبقا بضربة إسرائيل في بيروت
  • يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها
  • التصعيد من المحور لا من الحزب
  • جبهات الإسناد تحافظ على إشغال العدو الصهيوني وربط المصير بإنهاء حرب الإبادة بغزة
  • الحرب على لبنان.. بين احتمالات التصعيد ووقف اطلاق النار!
  • الحزب على موقفه... هل تشمل مفاوضات وقف إطلاق النار غزة؟