تصعيد دموي ومجازر متنقّلة من الهبّارية إلى الناقورة.. وإسرائيل تهدد: جاهزون للبنان!
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
بعد مجزرة الهبارية فجر أمس، كانت طيرحرفا مساءً على موعد مع مجزرة مماثلة. وما يصل بين المجزرتَين هو سقوط عناصر عاملة في الميدان الصحي. واكتمل المشهد بمجزرة ثالثة طاولت مقهى في الناقورة من دون أن يعني ذلك أنّ مسلسل المجازر الإسرائيلية بلغ غاياته.
وكتبت" النهار": تصدّر الجنوب المشهد المحلي مع استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الأربعاء مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في بلدة الهبارية بغارة بالصواريخ، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
هذا التصعيد بلغ حدود ارتكاب إسرائيل مجزرة جديدة في الهبارية ومن بعدها غارات دموية عنيفة أخرى برز فيها استهداف إسرائيل لمسعفين وهيئات صحية وحصيلة كبيرة من الشهداء ناهزت الـ 15 وهي اعلى حصيلة في اقل من 24 ساعة منذ 8 تشرين الأول الماضي. واستتبع ذلك رد صاروخي عنيف من "حزب الله" الامر الذي رسم حدودا إضافية لمعالم الانزلاق نحو مواجهات واسعة يصعب معها الركون طويلا الى أي معطيات لا تزال تستبعد تفجر حرب كبيرة في لبنان. ولا تخفي أوساط ديبلوماسية تصاعد القلق الشديد حيال الوضع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بعدما أسقطت إسرائيل تقريبا قرار وقف النار الفوري في غزة الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي وتزامن ذلك مع التصعيد العنيف على الجبهة اللبنانية. وهو امر في رأي هذه الأوساط لم يكن بالصدفة وإنما متعمدا ويهدف الى توسيع جغرافية التصعيد في اتجاه لبنان أيضا بما يقطع الطريق على الرهانات التي قامت حول هدنة لأسبوعين متبقيين من شهر رمضان كان يمكن خلالهما تبريد الجبهة الجنوبية. وكتبت" نداء الوطن": بهذا العنوان الدموي، أخذت التطورات على الحدود الجنوبية مساراً جديداً، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ مهاجمة أهداف لـ»حزب الله» رداً على استهداف كريات شمونة صباحاً، حيث أوقعت قذائف «الحزب» قتيلاً مدنياً وعدداً من الجرحى وخسائر في الممتلكات. وفي الوقائع الميدانية المتلاحقة، سقطت ثلاث ضحايا إثر قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مقهى في الناقورة، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وتردّد لاحقاً أنّ عدد الضحايا ارتفع الى أربع. وقبل ذلك، سقطت خمس ضحايا، بينها عناصر من «الهيئة الصحية الإسلامية»، إثر قصف منزل في طيرحرفا. وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ الوضع الميداني «خطير جداً»، وقال: «إنّ كل ما تجمّع من معلومات ومعطيات تفيد أنّ حكومة بنيامين نتنياهو ذاهبة الى توسيع الحرب على لبنان، ومن دون خطوط حمر ولا قواعد اشتباك، بدليل أنّ مسرح العمليات العسكرية ممتد من رأس الناقورة جنوباً الى العبدة والعريضة شمالاً ومن البحر الى السلسلة الشرقية». وأوضح المصدر أنّ «الرسائل الديبلوماسية التي تقاطعت على أنّ ما ينتظر لبنان هو توسيع الحرب الإسرائيلية، وليس دخولاً في هدنة». وفي المقابل، نقلت «القناة 13» العبرية عن قائد القيادة الشمالية أوري غوردين قوله: «نحن في حالة حرب. نحن مستعدون لمواصلة مهاجمة «حزب الله» بشكل كبير وتغيير الوضع الأمني». وأضاف: «نحن نشنّ هجمات كبيرة جداً جداً ضد «حزب الله» وسنستمر. وسنكون عدوانيين من أجل إيذاء «حزب الله» ودفعه وإلحاق الضرر به بشكل كبير». وكرّر الجنرال الإسرائيلي القول إنّ الجيش العبري مصمم على «تغيير الوضع الأمني في الشمال حتى يتمكن السكان من العودة بأمن وشعور بالأمان. ونحن، من ناحية أخرى، نهاجم «حزب الله» بقوة، وإذا أدركنا أنه سيتعين علينا التحرك - سنتحرك الليلة (أمس) أيضاً، والاستعداد موجود».
وكتبت" الاخبار": حملت التطورات الميدانية على الجبهة الشمالية في الساعات الماضية تحولاً في التقدير الإسرائيلي الخاص بوضعية حزب الله. فبعد أن روّج المستوى العسكري الإسرائيلي لنظرية أن الحزب تلقّى ضربات استراتيجية كبيرة أثّرت على حركته على طول الجبهة، أتت عمليات الردّ الأخيرة التي نفّذتها المقاومة في الجولان وميرون خصوصاً لتبدّل هذا التقدير، مع إعلان المتحدث باسم جيش العدو أن «عمق لبنان يتحول إلى منطقة حرب، وحزب الله بدأ يخاطر»، كاشفاً عن رصد إطلاق 110صواريخ من لبنان على إسرائيل في اليومين الماضيين.
يقرأ حزب الله عودة الحديث عن التصعيد على أنه فشل للمساعي الإسرائيلية للسيطرة على التصعيد من أجل فرض قواعد اشتباك جديدة يمتلك فيها الكلمة الفصل في الميدان. وعلى غرار ضربات كريات شمونة رداً على مجزرة الهبارية، وميرون والجولان رداً على اعتداءات العدو في البقاع، وخصوصاً قصف القاعدة ميرون التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود بهذا النوع من الصواريخ وما يحمله من دلالات في حسابات العدو، يستعد حزب الله لمواجهة أي توسيع إسرائيلي للتصعيد من خلال نوعية الأهداف والذخائر التي سيستخدمها في إطار متصاعد مرتبط بمستوى التوسيع الإسرائيلي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاتصالات الجارية من أجل حل ديبلوماسي لتطورات جبهة الجنوب غير متقدمة وهي تنتظر ما قد تسفر عنه هدنة غزة، ورأت أن العدوان الإسرائيلي الأخير على بعض المناطق ولاسيما الهبارية قد لا يمر من دون رد من حزب الله، مشيرة إلى أن تهديدات العدو بشأن جبهة الجنوب تتزايد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟
أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن.
تقرير للصحفيين كلوي كورنيش وريتشارد سلامة في صحيفة "فايننشال تايمز" يسلط الضوء على اشتداد المعارك في جنوب لبنان بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.وفق التقرير، يخوض الجيش الإسرائيلي وحزب الله قتالا عنيفا حول قلعة مسيحية ذات موقع استراتيجي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، في واحدة من أقصى تقدمات إسرائيل إلى الشمال في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري في سبتمبر (أيلول) الماضي.
اندلعت اشتباكات متكررة بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة في قرية شمع، وهي قرية جبلية تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
وتشتهر القرية بأطلال قلعة مسيحية تاريخية تمثل مزاراً دينياً مهماً، وتحمل قيمة دينية وتاريخية كبرى. استهداف قوات اليونيفيل
قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن أربعة من جنودها الإيطاليين نقلوا إلى المستشفى يوم الجمعة بعد سقوط صاروخين على قاعدتها في بلدة شمع للمرة الثالثة هذا الأسبوع، وقالت القوة إن الهجوم جاء "وسط قصف عنيف ومناوشات برية" في المنطقة.
Israeli army chief of staff from Kafr Kila, southern Lebanon:
"We will continue to fight, go forward, attack in depth and hit Hezbollah very hard" pic.twitter.com/AqqgI9iZEF
وتمثل هذه المعارك بعضاً من أعمق التقدمات المعروفة التي حققتها القوات الإسرائيلية في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري، فيما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ"الغارات المحدودة والمحلية والمستهدفة".
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام البرلمان هذا الأسبوع بأن هناك "توسعاً معيناً" في الحملة البرية، مشيراً إلى أن القوات تتجول الآن خارج ما يسمى "الحزام الأول" من القرى اللبنانية الأقرب إلى الحدود.
كان الهدف المعلن للهجوم هو "تطهير" المنطقة من مخابئ حزب الله ومخازن الأسلحة والمقاتلين الذين تقول إسرائيل إنهم يشكلون خطراً على مجتمعاتها الشمالية.
بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من غزة، والذي أودى بحياة المئات من الإسرائيليين، فضلاً عن أسر العشرات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على المعارك الدائرة في شمع، ورفض الكشف عن المواقع الدقيقة التي تتقدم فيها قوات الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ومن جانبه، قال حزب الله إنه استهدف دبابات ميركافا وجنود إسرائيليين في المنطقة عدة مرات.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء أن مدنياً إسرائيلياً وجندياً إسرائيلياً قتلا في قلعة شمع بعد أن نصب لهم مسلحون من حزب الله كمينا، كما أصيب ضابطان إسرائيليان آخران في الحادث.
كان المدني زئيف هانوخ إيرليتش، وهو عالم آثار هاوٍ يبلغ من العمر 71 عاماً ويعيش في الضفة الغربية، قد حاز على اهتمام إعلامي واسع النطاق في إسرائيل ودفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى بدء تحقيق في كيفية وسبب تمكنه من الوصول إلى خط المواجهة في منطقة حرب نشطة.
كانت التفسيرات الأولية التي قدمتها قوات الدفاع الإسرائيلية أن وحدة المشاة كانت بحاجة إلى خبرته الأثرية في الموقع القديم.
وتكهنت تقارير إعلامية أخرى بأن إيرليش كان يبحث عن آثار أو رفات يهودية توراتية.
وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قلعة شمع تحت "الحماية المعززة" هذا الأسبوع، إلى جانب 33 موقعاً آخر في لبنان.
Israel’s attacks have devastated Hezbollah. How is it still fighting back?
➡️ https://t.co/NH8t51jJ9n pic.twitter.com/K80NTzJSZy
وكان الجنود الإسرائيليون قد استخدموا القلعة خلال احتلالهم لجنوب لبنان الذي استمر عقدين من الزمن وانتهى عام 2000.
وتبدو صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة "فاينانشال تايمز" وكأنها تظهر أضراراً لحقت مؤخراً بالمباني في بلدة شمع، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على أراض في المنطقة.
لكن وسائل الإعلام اللبنانية أفادت بتقدم إسرائيلي نحو بلدة البياضة، التي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.
تتمتع بلدة شمع بأهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين الشيعة بفضل ضريح القديس بطرس المعروف أيضاً باسم شمعون الصفا.
وهناك مخاوف من تعرض الضريح لأضرار، حيث أفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية بتدميره.
وأفاد حزب الله عن وقوع اشتباكات في قرى وبلدات أخرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن الحدود، بما في ذلك طلوسة والخيام في الشرق.
Lebanon: Israeli media published a US-drafted ceasefire proposal to end the fighting in Lebanon. The success of the proposal depends fully on Hezbollah’s agreement and cooperation. The proposal does not explicitly require Hezbollah to withdraw from south of the Litani River.… https://t.co/XOrHbG8BGA pic.twitter.com/wGjGYS0wYV
— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) November 1, 2024وواصلت الجماعة المسلحة القوية المدعومة من إيران القتال في الجنوب على الرغم من استهداف قياداتها العليا من خلال الاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة، كما أنها لا تزال تطلق الصواريخ على شمال إسرائيل - وإن كان بحجم أقل بكثير، من السابق.
وفي خطاب متلفز هذا الأسبوع، قلل الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أهمية التقدم الإسرائيلي، مؤكداً أن المسلحين يستخدمون تكتيكات المتمردين.
وأضاف نعيم قاسم أن "المقاومة لا تعمل على منع جيش العدو من التقدم، بل تعمل على قتل العدو ومنع استقرار احتلاله".