تداول عملات سودانية غير مكتملة الطباعة بوسط دارفور
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
يتم تداول أوراق نقدية سودانية غير مكتملة الطباعة في زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، غربي السودان وبحسب سكان وخبراء محليين العملات المشبوهة ليس لها أرقام تسلسلية.
الخرطوم ــ التغيير
وقالت سلوى إبراهيم، من سكان زالنجي، لراديو تمازج، إن هناك كميات متداولة من العملة السودانية بالمدينة خالية من الأرقام التسلسلية وتم تداولها لفترة قبل أن يكتشف المواطنون أضرارها.
وذكرت سلوى، أنها سبق أن تحصلت على أموال تحتوي على فئة 200 جنيه مزورة.
وقال الخبير المصرفي مصعب نصر الدين، بحسب “راديو تمازج”، إن العملات وجدت طريقها للتداول أثناء الأوضاع التي أفرزتها الحرب. وأشار إلى أنه كان من الممكن سحبها خلال المراحل النهائية من الطباعة قبل تزويدها بالأرقام التسلسلية.
وقال: “إن تداول هذه الفئات أخطر من الأوراق النقدية المزيفة لأنها صالحة قانونيا بنسبة 80 % ولا ينقصها إلا إلى الرقم التسلسلي، مما يجعل من الصعب اكتشافها”.
وأضاف أن الأوراق النقدية، التي لا تحمل أرقاما تسلسلية لا قيمة لها، لأنها لم تكتمل دورة طباعتها الكاملة، وبالتالي تعتبر خارج النظام المصرفي. وحث المواطنون على تدميرها لتجنب عواقبها القانونية أو الاقتصادية.
وأوضح الخبير المصرفي عبد الله أحمد، أن الأشكال المختلفة لتزييف العملة قد يكون من الصعب في بعض الأحيان على المواطنين العاديين اكتشافها.
وبحسب عبد الله، فإن العملة عبارة عن خليط من المواد والمعادن المعروفة برقم تسلسلي.
وقال عبد الله، إن “التزييف الحالي يأتي في سياق تداعيات الحرب الحالية، حيث سبق أن نشر بنك السودان المركزي معلومات تفصيلية عن كل فئة يصدرها، موضحا تفاصيلها وميزاتها المميزة، مما يتيح للتجار اكتشاف التزوير بسهولة”.
وأضاف “لكن الحرب الحالية أثرت على مظهر وسلامة تداول العملة، مما أدى إلى تفاقم جرائم التزييف، والتي ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد السوداني من خلال التضخم”.
وأشار الأكاديمي أحمد صالح، إلى أن هذه الظاهرة منتشرة في مناطق أخرى، حيث أصبحت بعض فئات الجنيه السوداني التي لا تحمل أرقاما تسلسلية شائعة.
وأكد صالح أن هذه العملات ستؤثر على العملة السودانية، على الرغم من محدودية عددها، مؤكدا على ضرورة التوعية بها لاحتواء تداولها وتقليل تداولها بين الجمهور.
وأشارت إلى أن عددا من التجار وقع ضحايا لهذه العملة المزيفة قبل أن يدركوا ذلك مؤخرا.
من جانبه قلل أحمد مناوي، عضو اللجنة الأمنية بولاية وسط دارفور في تصريح لراديو تمازج، من حجم خطورة العملات المتداولة، مرجحا أن تكون هذه العملة تسربت خلال المواجهات التي شهدتها منطقة سك العملة بالخرطوم.
وأضاف: “بعض الأفراد أخذوا بعض الطوائف المعيبة خلال تلك الفترة وقاموا بتداولها ضمن إطار محدود، لكن سرعان ما تبين أنها غير مكتملة ولم تعد تشكل أي تهديد أمني كبير”.
الوسومأزراق نقدية الجنيه العملة تزوير وسط دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنيه العملة تزوير وسط دارفور
إقرأ أيضاً:
إضاءات مهمة في هذه العتمة الحالكة
كلام الناس
نورالدين مدني
هذا الكتاب يتناول جانباً من تاريخ دارفور في ظل حكم الكيرا"الكبارا" خاصة في القرن التاسع عشر قبل عام 1874م وهي الفترة التي بلغت فيها دارفور أوج قوتها وازدهارها.
كانت دارفور في تلك الحقبة تنعم بالسلام وسيادة حكم القانون والشعور بالعدل وكان الانسجام سائداً بين مكونات النسيج المجتمعي الدارفوري، وقد شهدت شخصياً إبان فترة الديمقراطية الثانية عندما كنت باحثاً إجتماعياً بسجون دارفور ذات أجواء السلام المجتمعي والانسجام بين مكونات النسيج الدارفوري.
لن أستعرض هنا ما أورده مؤلف كتاب الدولة والمجتمع في دارفور ر.س. أوفاهي و ترجمه للعربية عبدالحفيظ سليمان الذي ركز فيه المؤلف على بعض عوامل قيام سلطنة دارفور .. نشاتها وتطورها.
يعتبر السلطان سليمان الأب المؤسس لسطنة دارفور وقد قاد حملات عديدة في الأراضي حول الجبال وهو الذي أدخل الإسلام كدين دون أن يفرضه كدين للدولة.
كان علي دينار في أمدرمان عندما دمرت الحرب الدولة المهدية فاسرع هو ومجموعة من قادة دارفور للعودة لدارفور واستعادة السلطنة في أكتوبر 1898م واسترداد هيبتها.
إستعرض المؤلف تطور النظام الاداري في دارفور وأدوار المقاديم والوزراء والمناديب والضرائب والدخل وأوضح كيف أن الغرامات كانت عصب قانون الفور العرفي ومصدرهم الثابت لدخل الزعماء، وتم تخصيص فصل من الكتاب لتناول قضية الاسلام والدولة والمجتمع.
في الفصل التاسع تناول المؤلف دارفور ضمن العالم السودانوي وذكر أنه كان مابين سبعة وثمانية أجيال من الحكام بين سليمان سولو نقدنقو في منتصف القرن السابع عشر ودالي جد الفور، وفي الأسفل استمرت دولة الكيرا ككيان فوراوي بالرغم من طبيعتها المتعددة الأعراق.
في ختام الكتاب يذكر المؤلف إن الحضارة السودانية إنتقالية وفي دارفور كانت عملية التمركز وتطور نظام الأراضي وتم خلق أشكال إدارية جديدة وتوسع شبكات التجارة وتثبيت موقف الحاكم في مصطلحات شبه إسلامية تمثل حلاً وسطاً بين حيوية ثقافة الفور وشمولية الاسلام.
هذه بعض الإضاءات المهمة في هذا الكتاب مثل التعايش الإيجابي بين ثقافة دارفور وشمولية الاسلام علها تعيننا على تجاوز هذه العتمة الحالكة التي فاقمتها الحرب الشريرة التي استهدفت عرقلة مسار الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وتساعدنا في دفع الجهود المحلية والإقليمية والدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل واسترداد الحكم الديمقراطي المعافى.