وساطة خارجية تنهي أزمة هددت القطاع المصرفي في اليمن
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
ألغى البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، قرار سابقا له بوقف التعامل مع أكبر خمسة بنوك تجارية في البلاد.
جاء ذلك، بعد أيام من أزمة اندلعت بين البنك المركزي في عدن الذي تديره الحكومة المعترف بها، والبنك المركزي في صنعاء الخاضع لجماعة الحوثيين على خلفية إطلاق الأول "شبكة موحدة للتحويلات المالية" في عموم البلاد.
"وساطة خارجية"
وأفاد مصدر يمني مطلع أن وساطات خارجية تدخلت لإنهاء الأزمة بعد توقف التحويلات المالية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمال وغرب البلاد".
وأضاف المصدر في تصريح لـ"عربي21" أنه "تم تقريب وجهات النظر والاتفاق على إلغاء الخطوات التي اتخذها البنكان والعودة إلى التنسيق فيما يخص القضايا المشتركة".
وكانت جماعة الحوثي قد أصدرت منتصف آذار/ مارس الجاري، قرارا بعدم التعامل مع شركات الصرافة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها جنوب وشرق البلاد.
فيما أصدر المصرف المركزي في عدن، قرار بـ"إيقاف التعامل مع خمسة بنوك " بنك التضامن وبنك اليمن والكويت وبنك الأمل للتمويل الأصغر ومصرف اليمن البحرين الشامل وبنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي" في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها بسبب مخالفتها لتعليمات صادرة منه في وقت سابق.
"مخاوف القطاع البنكي والخاص"
من جانبه، قال الصحفي اليمني المتخصص في الشأن الاقتصادي، وفيق صالح إن تراجع البنك المركزي في صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين عن إجراءاته الأخيرة، والتي كانت تتضمن وقف التعامل مع شبكة التحويلات المالية الموحدة التي أطلقها البنك المركزي في عدن للعمل في المناطق التي تديرها الحكومة فقط، يعود إلى ردة الفعل التي اتخذها مركزي عدن ضد بنوك كبيرة، رضخت لسياسة الحوثيين ورفضت التعامل مع تلك الشبكة الموحدة.
وأضاف صالح في حديث خاص لـ"عربي21" أنه عندما اتخذ مركزي عدن هذه الإجراءات ضد خمسة بنوك تعد كبرى البنوك التجارية والإسلامية في البلاد، ووجه منشآت الصرافة بوقف التعامل معها ومع شبكاتها المالية، وهو ما أثار مخاوف قيادة القطاع البنكي والقطاع الخاص من تأثير تلك الإجراءات على تعاملاتها المالية الدولية، خصوصاً أن مركزي عدن هو المعترف به دوليا.
وتابع أن "تلك البنوك لديها أنشطة دولية واسعة، وأي خطوات يتخذها البنك المركزي في عدن، سوف تؤثر على هذه البنوك بلا شك".
وتابع الصحفي الاقتصادي: "ولذلك تدخلت وساطات دولية وقيادة القطاع الخاص في اليمن للضغط عن مركزي صنعاء بوقف تعميمه الذي يقضي بعدم التعامل مع شبكة التحويلات المالية الموحدة، مقابل أن يرفع مركزي عدن إجراءاته الأخيرة ضد الخمسة البنوك وبعض منشآت الصرافة".
وقال إن "قيادة هذه البنوك تدرك أن مركزي عدن لديه العديد من الأوراق لتنفيذ سياسته النقدية، وأي تمرد على قراراته قد يؤثر عليها بشكل كبير".
كما لفت الصحفي صالح إلى أن "هذا التصعيد بدأته جماعة الحوثي عبر ذراعها المالي مركزي صنعاء، وبالتالي كان عليها أن تتراجع عن خطواتها ضد الشبكة الموحدة، حتى لا تتسبب بتفاقم أزمة القطاع المصرفي في مناطق سيطرتها"، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن البنك المركزي في عدن "تدشين العمل بنظام المقسم الوطني والخاص بتبادل التحويلات المالية، حيث تم ربطه بسبعة بنوك".
ومنذ سنوات، يعيش اليمن أوضاعا اقتصادية صعبة جراء الحرب المستمرة وانقسام البنك المركزي في صنعاء وعدن، وانشطار العملة الوطنية وانخفاض قيمتها، وتراجع إيرادات الحكومة اليمنية من العملة الصعبة الأمر الذي سبب انهيارا متواصلا في اقتصاد البلاد.
وتسببت الهجمات التي شنها الحوثيون على موانئ النفط في محافظتي حضرموت وشبوة ( شرق) أواخر العام 2022، في خسائر فادحة للحكومة اليمنية تبلغ 1.2 مليار دولار، كما أن تحويل الواردات من ميناء عدن إلى الحديدة (غربا) أدى إلى خسائر في إيرادات الحكومة قدرها 637.36 مليار ريال يمني خلال الفترة من نيسان/ أبريل إلى حزيران/ يونيو 2023، وفق تقارير اقتصادية محلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمني عدن صنعاء الحوثيين اليمن صنعاء عدن الحوثي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک المرکزی فی عدن التحویلات المالیة التعامل مع مرکزی عدن
إقرأ أيضاً:
عاجل - البنك المركزي يثبت سعر الفائدة في آخر اجتماعات 2024
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري في اجتماعهـا يـوم الخميس الموافـق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب. كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
على الصعيد العالمي، واصلت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة خفض أسعار العائد تدريجيا في ضوء استمرار تراجع معدلات التضخم، مع الإبقاء على سياسات التشديد النقدي، إذ إن معدلات التضخم المحققة لا تزال تتجاوز المستويات المستهدفة. ويتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير وتشير التوقعات إلى أنه سوف يستمر عند مستوياته الحالية، وإن كان لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، تظل توقعات النمو عُرضة لبعض المخاطر ومنها التأثير السلبي للتشديد النقدي على النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الأساسية، فقد شهدت تقلبات طفيفة في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات بانخفاض محتمل في أسعارها، وخاصة منتجات الطاقة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك اضطرابات التجارة العالمية والتأثير السلبي لأحوال الطقس على الإنتاج الزراعي.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل نحو 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها: (1) تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، (2) وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا (3) إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.