تزايد العنف ضد العمال من آسيا الوسطى بعد هجوم موسكو
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
سرايا - أفادت تقارير بزيادة في أعمال الضرب والتخريب والعنصرية ضد مهاجرين من آسيا الوسطى يقيمون في روسيا، وذلك منذ الهجموم على قاعة في مدينة كروكوس في موسكو الجمعة الماضية.
واتُهم أربعة مواطنين من طاجيكستان بقتل 140 شخصاً في الهجوم الذي تبناه تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، كما أُلقِيَ القبض على عدد آخر من المشتبه بهم، تعود أصولهم إلى آسيا الوسطى.
وتوقعت سفارة طاجيكستان في روسيا تصاعد التوترات في أعقاب الهجوم الدامي في موسكو، وحذرت مواطنيها نهاية الأسبوع، من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.
ويشكل المهاجرون من آسيا الوسطى نسبة كبيرة من العمالة المهاجرة إلى روسيا، خاصة في قطاعات البيع بالتجزئة والنقل والبناء، ويعاني العديد منهم بالفعل من التمييز بشكل كبير.
وقال البروفيسور إدوارد ليمون من جامعة تكساس إيه آند إم لبي بي سي: "إنهم غالباً ما يواجهون الزينوفوبيا - كراهية الأجانب - على نطاق واسع، حيث يُنظَر إليهم على أنهم من الطبقة الدنيا".
وأدانت المغنية الطاجيكية المولد مانيزها سانغين، التي مثلت روسيا في مسابقة يوروفيجن عام 2021، "الفظائع الصارخة" لهجوم موسكو، لكن سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حذرت أيضاً من "العواقب التي ستحل على ذوي الأصول الطاجيكية وجميع السكان من آسيا الوسطى".
يُشكل المهاجرون من قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان قطاعاً واسعاً من القوى العاملة المهاجرة في روسيا
وبحسب وزارة الداخلية الروسية، يعمل في البلاد نحو 10.5 مليون مهاجر من أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، وقد يكون العدد أكبر من ذلك بالنظر إلى غير المُسجلين رسمياً.
وأوضح البروفيسور ليمون أن هذه الأعداد المرتفعة ترجع إلى نظام الإعفاء من تأشيرة روسيا، ما يجعلها إحدى الخيارات المحدودة للمهاجرين من آسيا الوسطى، ممن يبحثون عن الفرص الاقتصادية غير المتوافرة في أوطانهم.
ومع تحذير السفارة الطاجيكية، سرعان ما انتشرت الأخبار في روسيا حول أن مهاجمي قاعة مدينة كروكوس كانوا مواطنين طاجيكيين.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تعرضت شركة مملوكة لمهاجرين للحرق، في مدينة بلاغوفيشتشينسك في أقصى شرق روسيا، بينما تعرض العديد من المهاجرين للضرب في كالوغا، وهي مدينة جنوب غرب موسكو.
كما احتجز مهاجرون من قيرغيزستان في مطار شيريميتيفو بموسكو لمدة يومين، في غرفة بلا طعام أو ماء، قبل ترحيلهم في وقت لاحق إلى المكان الذي انطلقوا منه، في حين أفاد سائقو سيارات الأجرة في موسكو أن العملاء طلبوا منهم تأكيد أنهم ليسوا من الطاجيك.
وفي غضون ساعات من الهجوم على قاعة مدينة كروكوس، كشفت الرسائل عبر تطبيق تليغرام خلال الساعات الأولى من يوم السبت، عن تصاعد حدة التوتر ضد مجتمعات المهاجرين في روسيا.
وكتب أحدهم على مجموعة بعنوان "الطاجيك في موسكو" أن "كثيراً من الناس لا يحبون غير الروس، والآن لدينا هذا الوضع".
وقال آخر، معرباً عن قلقه من حدوث رد فعل عنيف على المجتمع الطاجيكي: "أرجوك يا إلهي، اجعل [المهاجمين] أوكرانيين بدلاً من ذلك".
وقالت فالنتينا تشوبيك، المحامية التي تدافع عن المهاجرين، لوسائل الإعلام الروسية إنها تلقت 2500 تقرير، عن "أعمال عدوانية" ضد المهاجرين في اليومين التاليين لهجوم موسكو.
واقتحمت الشرطة مهاجع المهاجرين وبيوتهم في جميع أنحاء البلاد واعتقلت العديد منهم، وقالت تشوبيك إنه جرى الإبلاغ عن أكثر من 30 حالة تعذيب بعد الاعتقالات.
وبعد أربعة أيام، قالت المحامية لبي بي سي إن الأعداد ارتفعت كثيراً، وإن العديد من الطاجيك أخبروها أنهم يفكرون في مغادرة روسيا.
وقالت تشوبيك: "طلبت مني مجموعة من المواطنين الطاجيكيين توفير ملاذ آمن لهم، لأنهم خائفون من العيش في منازلهم".
تظهر بيانات البنك الدولي أن نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي لطاجيكستان يأتي من تحويلات المواطنين من الخارج (صورة أرشيفية، موسكو 2011)
وتقول تشوبيك إن التمييز في روسيا يؤثر عادة على المهاجرين "الذين لا يحملون ملامح وجه سلافية"، مضيفة أن "غالبية سوء المعاملة والعنف، يأتي من سلطات إنفاذ القانون الروسية وليس من المواطنين".
وفي حين أدى الهجوم الذي وقع يوم الجمعة في موسكو إلى تفاقم الوضع، فإن مجتمعات المهاجرين كانت منذ فترة طويلة هدفاً لحملات القمع البوليسية.
وفي كل عام، تنفذ السلطات الروسية حملات كبيرة ضد المهاجرين، حيث تشن عشرات المداهمات على الشركات والمساجد وأماكن التجمع في آسيا الوسطى. وبحسب الأنباء المتداولة، أدت حملة نفذتها السلطات الروسية العام الماضي إلى ترحيل أكثر من 15000 مهاجر.
وفي يناير/كانون الثاني، طالبت حكومتا قيرغيزستان وأوزبكستان روسيا بالتحقيق في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر إهانة العمال المهاجرين وإذلالهم خلال مداهمة في يكاترينبرغ.
ومع ذلك، ما مِن خيار أمام العديد من المهاجرين من آسيا الوسطى في كثير من الأحيان، سوى مواصلة العمل في روسيا.
وتعد طاجيكستان أفقر دولة في آسيا الوسطى، ويأتي نصف ناتجها المحلي الإجمالي من التحويلات المالية التي يرسلها العاملون في الخارج.
وقال البروفيسور ليمون إن هذا هو السبب وراء استمرارهم في التوجه إلى روسيا "على الرغم من المشكلات العديدة".
وحتى العمال الذين يدخلون البلاد بشكل قانوني، غالباً ما ينتهي بهم الأمر بالبقاء دون استكمال كافة الأوراق المطلوبة، بسبب قوانين الهجرة المعقدة في روسيا.
وتعني الحياة كمهاجر غير شرعي في روسيا، أن تصبح أكثر عرضة للإساءة من أصحاب العمل، والمعاناة من ظروف معيشية دون المستوى المطلوب، فضلاً عن عدم الحصول على الرعاية الصحية.
هذا يعني كذلك زيادة خطر التعرض للاعتقال، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الاضطرار إلى دفع رشاوى كبيرة للسلطات.
وبعد وقت قصير من هجوم موسكو، دعا العديد من النواب الروس إلى تشديد قوانين الهجرة، حيث اقترح أحدهم طرد المهاجرين من روسيا إذا ارتكب أحدهم "أدنى جريمة".
ومع ذلك، يُستبعد حدوث ذلك بالنظر إلى أن روسيا تستفيد من المهاجرين من آسيا الوسطى، لاسيما بعد نقص العمالة في ضوء الحرب في أوكرانيا، وبالتالي، لن تجازف موسكو بخسارة ملايين العمال.
ولا ينفي ذلك أن سنوات من التوترات وكراهية الأجانب تجعل المهاجرين في روسيا يشعرون بالقلق.
وقال أحد أعضاء مجموعة طاجيكية على تليغرام: "كونوا على حذر أيها الطيبون، فبعد ما حدث، لا شك في أننا بصدد أن نواجه وقتاً عصيباً علينا أيها الإخوة والأخوات".
إقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تقتحم مناطق متفرقة بالخليلإقرأ أيضاً : مسؤول أممي: يجب أن تكون إفريقيا ممثلة بشكل دائم في مجلس الأمنإقرأ أيضاً : الجيش الأميركي: دمرنا 4 مسيّرات حوثية استهدفت سفينة حربية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: من آسیا الوسطى العدید من فی روسیا فی موسکو
إقرأ أيضاً:
وفد أمريكي إلى روسيا.. اتصالات ولقاءات لإقناع موسكو بمقترح وقف إطلاق النار
أعلن الكرملين الخميس أن مفاوضين أمريكيين في طريقهم إلى روسيا، حيث تعتزم واشنطن تقديم خطتها لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "المفاوضين سيأتون جوا، ومن المقرر إجراء اتصالات".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا مستعدة لعقد محادثات مع الولايات المتحدة بشأن مبادرة للسلام ناقشتها واشنطن وكييف، وإن اتصالات قد تجري الخميس.
في وقت سابق، أجرى مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (أس في آر) سيرغي ناريشكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) جون راتكليف اتصالا هاتفيا الثلاثاء، بحسب ما أفادت وكالات روسية الأربعاء، هو الأول منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وجاء في بيان لجهاز "أس في آر" أوردته وكالة تاس الرسمية "في 11 آذار/مارس 2025، جرى اتصال هاتفي بين مدير أس في آر سيرغي ناريشكين ومدير السي آي ايه جون راتكليف".
والاتصال هو الأول منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير لولاية ثانية في الرئاسة الأمربكية. كما أنه تواصل استخباري نادر على هذا المستوى بين البلدين، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع العام 2022.
وأكد البيان أن المسؤولَين اتفقا على أن "يتواصل (الجهازان) بشكل منتظم... للمساهمة في ضمان الاستقرار والأمن الدوليين، وخفض (حدة) المواجهة في العلاقات بين موسكو وواشنطن".
وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن تقاربا منذ عودة ترامب الى الرئاسة، خصوصا في ظل التبدل الجذري في موقف الولايات المتحدة من الحرب في أوكرانيا. وأجرى الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصالا في شباط/فبراير.
وأتى الاتصال بين المسؤولين الاستخباريين الأمريكي والروسي، في يوم أجرى وفدان من واشنطن وكييف مباحثات في السعودية، أعلنت أوكرانيا في ختامها موافقتها على هدنة في الحرب لمدة 30 يوما بشرط قبول روسيا بها.
وفي حين أكدت واشنطن أن "الكرة باتت في ملعب روسيا" لاتخاذ قرار بشأن الهدنة، أعلنت أنها سترفع "فورا" تعليق مساعداتها العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.