أي معادلات فرضتها صواريخ اليمن المطوّرة إلى أم الرشراش؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
في سياق العمليات التي تنفذها القوّات المسلّحة اليمنية لضرب عمق كيان العدوّ الصهيوني تحديدًا منطقة أم الرشراش المحتلة (إيلات)، فقد لوحظ تطوّر مهم في مستوى فاعلية ودقة هذه العمليات؛ حيث نجحت بعض الصواريخ في إصابة أهداف حيوية في هذه المنطقة، وقد وصل أحد الصواريخ الجوالة طراز Cruise missile إلى هدفه بدقة في الجزء الشمالي للمنطقة متجاوزًا مختلف الأنظمة الدفاعية لكيان العدوّ ومجموعاته الرادارية الدقيقة ومن دون أن تُطلق صفارات الإنذار.
فرض الصاروخ حالة من الذعر والصدمة الاستراتيجية لقطعان المستوطنين في هذه المنطقة وكذلك زمرة قيادات العدوّ الصهيوني الذين لم يتوقعوا مستوى هذا الفشل العملياتي الخطير الذي ضرب فاعلية أنظمتهم الدفاعية، فهم يحاولون إجراء تحقيقات مكثفة حول كيفية وصول هذا الصاروخ إلى هذا العمق الحيوي من دون أن تستشعره شبكات أنظمة الإنذار المبكر الأرضية والجوفضائية والمجموعات الرادارية البعيدة المدى التي تنتشر على نطاق واسع.
وبالتالي، العدوّ الصهيوني يعاني إرباكاً عملياتيًا كبيرًا ولم يصل إلى معالجات حول هذا الخرق الذي أطاح بحساباته وتجهيزاته الدفاعية التي عمل على تطويرها والارتقاء بها لسنوات، ليحقق له حماية متكاملة لمستوطناته وأعماقه الحيوية من التهديدات.
وللتوضيح، فإنّ كيان العدوّ في المراحل الماضية عمل على وضع خطة لتعزيز مستوى قدراته الدفاعية الجوية في أم الرشراش (إيلات) وتطوير العمل الدفاعي فيها، ما يحقق مواجهة مختلف التهديدات تحديدًا القادمة من اليمن، حيث نفذ عدة إجراءات نستطيع تحديدها فيما يلي:
1 – نقل نسبة كبيرة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي إلى أم الرشراش، منها بطاريات القبة الحديدية ومنظومات مقلاع داود وأنظمة آرو – 2,3 (حيتس) بعيدة المدى، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد مع مجموعة رادارية متطورة، منها رادار “آرو – 3” للانذار المبكر والتحكم Super Green Pine الذي يبلغ مداه نحو 1000كم، وهو أحدث رادار عملياتي بعيد المدى، وقد دمج كيان العدوّ هذه المنظومات لتشكيل حزام ناري متعدد الطبقات.
2 – عمل كيان العدوّ مع بعض دول الخليج، ومنها السعودية والإمارات وغيرها من الدول خصوصًا المحاذية للبحر الأحمر، على إنشاء غرفة تحكم رادارية مشتركة (دمج راداري) يجري فيها تنسيق المعلومات ورفع مستوى الكشف المبكر للتهديدات الصاروخية القادمة من اليمن.
وبالتالي عندما نتحدث عن وصول صاروخ كروز إلى منطقة أم الرشراش (إيلات) وضربه لهدف في أقصى شمالها مع ما حضّر له كيان العدوّ من تجهيزات وترتيبات دفاعية بهذا النطاق، يعني أن هذا الصاروخ تمكّن من اختراق شبكة الرادارات المشتركة والمدمجة (الخليجية الصهيونية) وتمكّن أيضًا من اختراق الجدار الناري متعدد الطبقات الذي شكله كيان العدوّ الصهيوني بأحدث وسائطه الدفاعية فقد حلق الصاروخ بطريقة شبحية متجاوزا كلّ هذه العوائق التقنية المعقّدة.
وبالتالي نستنتج من هذه المعطيات مايلي:
– الاخفاق الفضائحي لتقنيات كيان العدوّ الصهيوني وانهيار أحدث ترسانته الدفاعية الذي يعدّها الأكثر تطوّرا وتحصينًا لأمنه القوميّ الاستراتيجي.
– واقع التطور الكبير الذي أصبحت عليه تقنيات اليمن الصاروخية التي بدأت تمتلك قدرات وخصائص متطورة تمكّنها- بعون الله تعالى- من قطع مسافات بعيدة مدى وفق آليه تحليق شبحيه معقّدة لا تستطيع أفضل رادارات وأنظمة الجيل الرابع أو الخامس من كشفها أو تحليلها، فقد جرى تطوير هذه الصواريخ بتقنيات تنافس أفضل النظائر الصاروخية الشبحية من طراز كروز التي تملكها دول، مثل روسيا والصين وغيرها؛ حيث أكد قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذا الصاروخ جيل جديد من الصواريخ المطورة.
لذلك، في المرحلة المقبلة، سيصل اليمن إلى طفرة في مستوى القوّة والتطور التكنولوجي لترسانته الصاروخية بعيدة المدى التي بدأت تثبت فاعليتها وتأثيرها بشكل دراماتيكي، أما كيان العدوّ الصهيوني فهو اليوم أمام مصيبة ومعضلة استراتيجية لا يستطيع دفعها بالتقادم، فعمقه الحيوي الذي حاول تحصينه بآخر ما توصلت إليه صناعاته الحربية والصناعات الأمريكية، أصبح مكشوفًا وفي متناول الاستهداف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
عدنان ناصر الشامي
على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.
كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.
الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..
واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.
قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..
الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”
اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.
وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.
إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.
هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.
من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.
نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.
اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.