في سياق العمليات التي تنفذها القوّات المسلّحة اليمنية لضرب عمق كيان العدوّ الصهيوني تحديدًا منطقة أم الرشراش المحتلة (إيلات)، فقد لوحظ تطوّر مهم في مستوى فاعلية ودقة هذه العمليات؛ حيث نجحت بعض الصواريخ في إصابة أهداف حيوية في هذه المنطقة، وقد وصل أحد الصواريخ الجوالة طراز Cruise missile إلى هدفه بدقة في الجزء الشمالي للمنطقة متجاوزًا مختلف الأنظمة الدفاعية لكيان العدوّ ومجموعاته الرادارية الدقيقة ومن دون أن تُطلق صفارات الإنذار.


فرض الصاروخ حالة من الذعر والصدمة الاستراتيجية لقطعان المستوطنين في هذه المنطقة وكذلك زمرة قيادات العدوّ الصهيوني الذين لم يتوقعوا مستوى هذا الفشل العملياتي الخطير الذي ضرب فاعلية أنظمتهم الدفاعية، فهم يحاولون إجراء تحقيقات مكثفة حول كيفية وصول هذا الصاروخ إلى هذا العمق الحيوي من دون أن تستشعره شبكات أنظمة الإنذار المبكر الأرضية والجوفضائية والمجموعات الرادارية البعيدة المدى التي تنتشر على نطاق واسع.
وبالتالي، العدوّ الصهيوني يعاني إرباكاً عملياتيًا كبيرًا ولم يصل إلى معالجات حول هذا الخرق الذي أطاح بحساباته وتجهيزاته الدفاعية التي عمل على تطويرها والارتقاء بها لسنوات، ليحقق له حماية متكاملة لمستوطناته وأعماقه الحيوية من التهديدات.
وللتوضيح، فإنّ كيان العدوّ في المراحل الماضية عمل على وضع خطة لتعزيز مستوى قدراته الدفاعية الجوية في أم الرشراش (إيلات) وتطوير العمل الدفاعي فيها، ما يحقق مواجهة مختلف التهديدات تحديدًا القادمة من اليمن، حيث نفذ عدة إجراءات نستطيع تحديدها فيما يلي:
1 – نقل نسبة كبيرة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي إلى أم الرشراش، منها بطاريات القبة الحديدية ومنظومات مقلاع داود وأنظمة آرو – 2,3 (حيتس) بعيدة المدى، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد مع مجموعة رادارية متطورة، منها رادار “آرو – 3” للانذار المبكر والتحكم Super Green Pine الذي يبلغ مداه نحو 1000كم، وهو أحدث رادار عملياتي بعيد المدى، وقد دمج كيان العدوّ هذه المنظومات لتشكيل حزام ناري متعدد الطبقات.
2 – عمل كيان العدوّ مع بعض دول الخليج، ومنها السعودية والإمارات وغيرها من الدول خصوصًا المحاذية للبحر الأحمر، على إنشاء غرفة تحكم رادارية مشتركة (دمج راداري) يجري فيها تنسيق المعلومات ورفع مستوى الكشف المبكر للتهديدات الصاروخية القادمة من اليمن.
وبالتالي عندما نتحدث عن وصول صاروخ كروز إلى منطقة أم الرشراش (إيلات) وضربه لهدف في أقصى شمالها مع ما حضّر له كيان العدوّ من تجهيزات وترتيبات دفاعية بهذا النطاق، يعني أن هذا الصاروخ تمكّن من اختراق شبكة الرادارات المشتركة والمدمجة (الخليجية الصهيونية) وتمكّن أيضًا من اختراق الجدار الناري متعدد الطبقات الذي شكله كيان العدوّ الصهيوني بأحدث وسائطه الدفاعية فقد حلق الصاروخ بطريقة شبحية متجاوزا كلّ هذه العوائق التقنية المعقّدة.

وبالتالي نستنتج من هذه المعطيات مايلي:
– الاخفاق الفضائحي لتقنيات كيان العدوّ الصهيوني وانهيار أحدث ترسانته الدفاعية الذي يعدّها الأكثر تطوّرا وتحصينًا لأمنه القوميّ الاستراتيجي.
– واقع التطور الكبير الذي أصبحت عليه تقنيات اليمن الصاروخية التي بدأت تمتلك قدرات وخصائص متطورة تمكّنها- بعون الله تعالى- من قطع مسافات بعيدة مدى وفق آليه تحليق شبحيه معقّدة لا تستطيع أفضل رادارات وأنظمة الجيل الرابع أو الخامس من كشفها أو تحليلها، فقد جرى تطوير هذه الصواريخ بتقنيات تنافس أفضل النظائر الصاروخية الشبحية من طراز كروز التي تملكها دول، مثل روسيا والصين وغيرها؛ حيث أكد قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذا الصاروخ جيل جديد من الصواريخ المطورة.
لذلك، في المرحلة المقبلة، سيصل اليمن إلى طفرة في مستوى القوّة والتطور التكنولوجي لترسانته الصاروخية بعيدة المدى التي بدأت تثبت فاعليتها وتأثيرها بشكل دراماتيكي، أما كيان العدوّ الصهيوني فهو اليوم أمام مصيبة ومعضلة استراتيجية لا يستطيع دفعها بالتقادم، فعمقه الحيوي الذي حاول تحصينه بآخر ما توصلت إليه صناعاته الحربية والصناعات الأمريكية، أصبح مكشوفًا وفي متناول الاستهداف.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحذيرات قائد الثورة تضع اقتصاد العدو الصهيوني أمام تحد غير مسبوق

يمانيون/ تقارير وجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحذيرا قويا للكيان الإسرائيلي، باستئناف العمليات العسكرية البحرية إذا لم يتم فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة خلال أربعة أيام.

هذا التهديد لا يعد ورقة ضغط سياسية، بل دلالة على أن صنعاء التي ساندت القضية الفلسطينية على مدى 15 شهرا، ستواصل الفعل المباشر مستخدمة قدراتها العسكرية لتغيير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني.

الإنذار جاء في وقت حساس، حيث تعاني إسرائيل من أزمة اقتصادية خانقة بسبب الحرب المستمرة على غزة، والضربات البحرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في الأشهر الماضية.

هذه الضربات أجبرت السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة على تغيير مساراتها وتجنب المرور عبر البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين على السفن وعزوف الشركات عن التعامل مع موانئ الاحتلال.

انعكاسات هذا التصعيد لم تقتصر على النقل والتأمين، بل وصلت إلى إضعاف حركة الاستيراد والتصدير، مما عمق أزمة التضخم داخل إسرائيل، حيث تجاوزت خسائر قطاع الشحن البحري الإسرائيلي مئات الملايين من الدولارات، مع توقعات باستمرار هذا التراجع إذا عاود اليمن العمليات البحرية، خصوصا بعد الإنذار الأخير.

تل أبيب اليوم في مأزق غير مسبوق، حيث فشلت محاولاتها، بدعم أمريكي وغربي في كسر الحصار البحري الذي فرضته صنعاء، فالتحالف الغربي الذي سعت واشنطن إلى تشكيله لحماية السفن الإسرائيلية لم يحقق أي نتائج ملموسة، ما جعل إسرائيل تواجه هذا التهديد بمفردها.

حكومة الاحتلال تتعرض لضغوط متزايدة داخليا، حيث بدأت قطاعات اقتصادية كبرى في التعبير عن قلقها من استمرار العزلة البحرية وتأثيرها على الأسواق المحلية، وبدأت بعض الشركات في البحث عن بدائل تجارية، فيما حذرت أوساط اقتصادية من أن استمرار الحصار قد يؤدي إلى أزمة طويلة الأمد في قطاعات حيوية مثل الطاقة والصناعات الثقيلة.

الإنذار اليمني يمثل تحولا استراتيجيا، حيث بات الاحتلال الإسرائيلي مضطرا للتعامل مع صنعاء كقوة مؤثرة في معادلات الصراع، وأصبحت العمليات البحرية اليمنية على رأس أجندة الأمن القومي الإسرائيلي، وهو ما أكده مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن التهديد القادم من اليمن يشكل صعوبة بالغة في التعامل معه.

هذه التطورات توضح أن اليمن نجح في فرض معادلة ردع جديدة، حيث استهدف مفاصل الاقتصاد الإسرائيلي بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات العسكرية المباشرة، والذي جعل تل أبيب أمام تحديات غير مسبوقة تهدد تجارتها وأمنها الاقتصادي بشكل مباشر.

يمثل التصعيد اليمني جزءا من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، فصنعاء لم تكتفِ بدعم المقاومة الفلسطينية، بل انتقلت إلى مرحلة التأثير الفعلي على مجريات الصراع، مما جعلها لاعبا رئيسيا في معادلة الردع الإقليمي.

كيان العدو الإسرائيلي، اليوم أمام اختبار صعب فإما أن يفتح المعابر، أو يتحمل عواقب تصعيد قد يصل إلى مستويات غير مسبوقة، والأيام القادمة ستكون حاسمة، وكما فرضت صنعاء إرادتها سابقا، ستثبت خلال الأيام المقبلة أن موازين القوى في المنطقة تغيرت بالفعل.

ومهما كان رد الفعل الإسرائيلي، فإن الحقيقة الواضحة هي أن اليمن أصبح اليوم قوة إقليمية مؤثرة، قادرة على توجيه ضربات استراتيجية تعيد رسم خارطة الصراع، وما بعد هذا الإنذار، لن يكون كما قبله.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعترف بارتفاع عدد جرحى ومعوّقي جيشه إلى 78 ألفاً جراء الحرب
  • استشهاد جندي لبناني برصاص العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يقر بارتفاع عدد الجرحى والمعوقين في “الجيش” إلى 78 ألفاً من جراء الحرب
  • العدو الصهيوني يقطع الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة
  • العدو الصهيوني يصيب شابا فلسطينيا بقنبلة غاز في رأسه شمال القدس
  • العدو الصهيوني يغيّر ملامح مخيمي نور شمس وطولكرم
  • حماس تدعو الدول والشعوب لرتفع مستوى إسنادها للمستوى الذي يمثله اليمن
  • وقفات في إب تنديداً بإيقاف العدو الصهيوني دخول المساعدات إلى غزة
  • تحذيرات قائد الثورة تضع اقتصاد العدو الصهيوني أمام تحد غير مسبوق
  • تحرك مفاجئ لأربع دول بشأن اليمن.. ما الذي يجري في الكواليس؟