رغم العدوان والحصار وآثارهما:اليمنيون ..استعدادات مبكرة للاحتفاء بعيد الفطر المبارك
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
مشيرة ناصر
مع قرب حلول العشر الآواخر من شهر رمضان الكريم، تبدأ الأجواء في العاصمة صنعاء ومختلف المدن اليمنية تأخذ طابعا احتفائيا استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك والتي تتنوع باختلاف المناطق.
وعلى الرغم من الوضع المعيشي الصعب الذي يعانيه الناس بسبب العدوان والحصار تشهد الأسواق بصنعاء والمحافظات ازدحاما كبيرا قبيل حلول العيد.
حيث يحرص الأهالي على شراء الملابس الجديدة والحلويات والألعاب لأطفالهم، وتحرص ربات البيوت على تزيين البيوت وتهيئة الدواوين والمجالس كأحسن ما يكون وإعداد “جعالة العيد” بما يضفي السعادة ويدخل إلى قلوب الأطفال والكبار إلى حد سواء.
وتقول أم صفية -ربة بيت- من أهالي منطقة سعوان بصنعاء: إن تداعيات العدوان رغم حدتها وأثرها السلبي على الوضع الإنساني والمعيشي للمجتمع إلا أنها لم تستطع القضاء على الفرحة في نفوس اليمنيين بهذه المناسبات الدينية العظيمة وفي مقدمتها شهر رمضان المبارك، وعيدي الفطر والأضحى.
قوافل عيدية
مظاهر الفرحة بقدوم عيد الفطر لا تتوقف على مستوى المجتمع المحلي بل تمتد لتشمل جبهات العزة والبطولة حيث يتم ومنذ وقت مبكر تسيير قوافل عيدية إلى المرابطين من مجاهدي الجيش في مختلف محاور القتال ضد جحافل العدوان.
وخلال اليومين سيرت الهيئة النسائية لأنصار الله -مكتب الأمانة، قافلتها العيدية السنوية، دعمًا وإسنادًا لأبطال القوات المسلحة بكافة التشكيلات العسكرية المرابطين في جبهات العزة والشرف بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
واحتوت القافلة التي تم تسيّيرها يوم الاثنين على الكعك والحلويات والمكسرات وجعالة العيد بمبلغ تسعة عشر مليون ريال. حرائر الأمانة أكدن في أحاديث لـ ” الثورة” أن القافلة تأتي عرفانًا بتضحيات المجاهدين الأبطال في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذين رفعوا رؤوسنا عاليًا وبيضوا وجوهنا وضربوا أروع الانتصارات في البر والبحر والجو دفاعًا عن شرف الأمة الإسلامية والمستضعفين في غزة.
وأشرنّ إلى أن هذه القافلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بل سيتبعها المزيد من القوافل كأقل واجب نقدمه تجاه المرابطين، وتجسيدًا لوقوفنا إلى جانبهم واعتزازًا بتضحياتهم وبطولاتهم، ومشاركة لأفراحهم في عيد الفطر المبارك.
أجواء استثنائية
فعاليات العيد الاحتفالية تنطلق فعليا قبل صلاه العيد حيث يتوافد المصلون من مختلف أنحاء صنعاء إلى المساجد والساحات لأداء صلاه العيد وتقام الخطب والدعوة إلى التسامح والوحدة
_ومن ثم تبدأ الزيارات العائلية بعد صلاه العيد. وتبادل الأهالي التهاني والتبريكات. وتبادل الزيارات العائلية، والتهاني والتبريكات بالمناسبة في صورة تعكس مدى الألفة والمحبة السائدة بين مختلف أبناء المجتمع اليمني التي تتواصل رغم الهجمات العدوانية الشرسة من قبل أعداء اليمن المتواصلة منذ أكثر من عقد من الزمن.
فرحة اليمنيين بالعيد لهذا العام ممزوجة بكثير من الألم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن موقفهم المشرف على المستويين الرسمي والشعبي جسد مدى عشق أبناء اليمن للحرية والشجاعة في مواجهة الظلم والطغيان والتطلع لعالم يسود فيه العدل والخير والسلام.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
زراعة الفطر.. إبداعات مستدامة وسط صحراء الإمارات
أبوظبي: «الخليج»
ضمن أربع غرف كبيرة معزولة وسط صحراء حارة جافة، تتبدى إحدى التجارب الزراعية المبتكرة الناجحة في دولة الإمارات والتي تحدّت الظروف الطبيعية لإنبات الفطر «المشروم»، واستطاعت إنتاج أنواع عديدة منه بكميات تجارية وافرة تصل إلى نحو طنٍ شهرياً، تنافس في السوق المحلي الكثير من أنواع الفطر المستورد، لما تتميز به من جودة غذائية عالية، وأسعار معقولة وقدرة استثنائية على التكيف مع البيئة المحلية تحميه من سرعة التلف وإمكانية التخزين لفترات طويلة.
أحدث الابتكارات
لم يكتب لهذه التجربة الزراعية الرائدة النجاح لولا إرادة مبدعيها والقائمين عليها في شركة «بيلو فارم» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والتي استعانت بأحدث الابتكارات التكنولوجية لزراعة الفطر المعتمدة على ممارسات الزراعة الدائرية، لتكون أول شركة تقنية زراعية في العالم متخصصة في حلول زراعة الفطر الشاملة في المناخات الجافة.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح ضمن حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
أنواع عديدة
عززت شركة بيلوفارم حضورها في السوق المحلي بإنتاج أنواع عديدة من الفطر، أبرزها المحار ومحار الملك وشيتاكيه وعرف الأسد، والذي يتم ضمن 4 غرف تم تصميمها بشكل خاص تخضع بشكل متواصل لضوابط التحكم المناخي كما أنها مغطاة بطبقة عازلة للحفاظ على برودة الأجزاء الداخلية، في مسعى من الشركة لتطوير نظام غذائي يتكيف بذكاء مع المناخ، ومصمم خصيصاً لملاءمة المناخ الجاف.
ونظراً لكون ظروف زراعة وإنتاج مثل هذه الأنواع المنافسة اقتصادياً من الفطر في وسط الصحراء غير ملائمة، لجأت الشركة لتطويع واستخدام أفضل تقنيات التكنولوجيا للتغلب على الظروف المناخية غير المواتية لنمو الفطر بالدولة، حيث درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار، في الوقت الذي يحتاج فيه الفطر إلى ظروف البرودة والرطوبة والإضاءة المنخفضة، ونجحت بكفاءة عالية في مسعاها المستدام بزراعة أنواع مميزة من الفطر في بيئات يتم التحكم بدرجة حرارتها عن طريق استخدام تقنيات الزراعة العمودية وبطرق مستدامة في المناخات الصحراوية الصعبة طوال العام، حيث تستخدم في عملياتها المواد المحلية للحدّ من اعتمادها على الاستيراد، كما تقوم الشركة، فضلاً عن ذلك، بإعادة تدوير سعف النخيل من المزارع في الإمارات، وتحويلها إلى طعام غني بالعناصر الغذائية.
بيئة ابتكارية
لا شك أن دولة الإمارات بما توفره من بيئة ابتكارية خصبة تشجع على الإبداع وتحتضن الأفكار الرائدة النوعية، تعد خياراً جاذباً للكثير من الشركات العاملة في مجال الابتكار الزراعي، نظراً لتركيزها الكبير على دعم ملف الأمن الغذائي والبنية التحتية المتطورة، الأمر الذي شجع القائمين على شركة بيلوفارم لتأسيس مقر لهم في الدولة بهدف توفير غذاء صحي وموثوق لسكان الإمارات بجودة عالية وأسعار معقولة ومن مصادر محلية، حيث تؤمن الشركة بأهمية الابتكار في مجال الأغذية المستدامة، وتطوير تقنيات جديدة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.