البوابة نيوز:
2025-02-23@12:41:02 GMT

قُوَّةُ الاخْتِيَارِ

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الحاضِرُ الذي تَعِيشُهُ والمستقبلُ الذي تَتَرَقَّبُهُ، جميعُهُ مَرْهونٌ بما اختَرْتَهُ سَلَفًا. الذي نامَ مُبَكِّرًا هُوَ اختارَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مُبَكِّرًا، في حينَ الذي ظَلَّ سَاهِرًا طَوِالَ اللَّيْلِ، بِقَصْدٍ أَوْ بِدَوْنِ، كَانَ لَهُ خِيَارٌ آخَر. إِنَّ الأُمُورَ الحياتِيَّةَ اليومِيَّةَ والَّتِي هِيَ مَنَاطِ التَّكْلِيفِ، أَعْطَانَا اللَّهُ فِيهَا قُوَّةَ الاخْتِيارِ.

بِدَءً مِنَ الِاعتِرَافِ بِهِ جَلَّ وَعَلا إله خَالِقٍ لِهَذَا الكَوْنِ، ومُرُورًا بِحُرِّيَّةِ عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. هذا الأَمْرُ الَّذِي يَجْعَلُ مِنَ الاخْتِيَارِ قُوَّةً يَمْتَلِكُهَا الْبَشَرِيُّ قَدْ يُسْتَغْلُهَا فِي الْبِنَاءِ وَالتَّطْوِيرِ كَمَا يُمْكِنُ لَهُ أَيْضًا أَنْ يَسْتَخْدِمَهَا فِي الْهَدْمِ وَالتَّخْرِيبِ. الاخْتِيَارُ هُوَ الْفِعْلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَنْتَجَهُ عَقْلُ سَيِّدِنَا آدَمَ، وتَمَتِ الْمُحَاسَبَةُ عَلَيْهِ. وكان إختيارا خاطئًا، نَتِجَ عَنْهُ الهُبُوطُ عَلَى الأَرْضِ وَبَدَايَةُ رَحِلَةِ الحَيَاةِ التِّي القَتْ بِنَا فِي سُلاَسِلِ لَا تَنْتَهِي مِنَ الاخْتِيَارات. يَظْهَرُ الاخْتِيَارُ جَلِيًّا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ يَتَوَقَّدُ فِيهَا الذَّهْنُ الْبَشَرِيُّ عَنْ مَوْضِعٍ سَتَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمُحَاسَبَةُ عليه. ومَعَ تَسَارُعِ وَتِيرَةِ الحَيَاةِ الَّتِي نَعِيشُهَا، نَجِدُ أَنْفُسَنَا بصورة متكررة أَمَامَ لَحْظَةِ اخْتِيَارٍ، مُحَمَّلِينَ بِالْقَرَارَاتِ الَّتِي سَتَحْدُدُ مَسَارَنَا الْمُسْتَقْبَلِيَّ.

 هُنَا أَمْ هُنَاكَ، مَعَ أَوْ ضِدَ، أَقْبَلُ أَوْ أَرْفَضُ، هَكَذَا تَسِيرُ الأُمُورُ عَلَى هَذَا الكَوْكَبِ الْمَلِيءِ بِالْمُتَنَاقِضَاتِ، والَّتِي تَدْفَعُنَا دَفْعًا نَحْوَ حِرَاكِ الحَيَاةِ الَّذِي مَعْنَى بِتَطْوِيرِهَا وَالسِّيرِ بِهَا إِلَى الْأَمَامِ قَدَمًا. إنَّ التَّارِيخَ الرَّاصِدَ لأَحْدَاثِ سُكَّانِ هَذَا الكَوْكَبِ يَجْعَلُنَا وَبِالْجَمْلَةِ نَقْرُرُ أَنَّ الاخْتِيَارَ قُوَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ  مِثْلَ بَاقِي الْقُوَى الْغَيْرِ مُنْظَورَة، وَالَّتِي تُؤَثِّرُ فِينَا بِالإِيجَابِ وَالسُّلْبِ. إنَّ قُوَّةَ الاخْتِيَارِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَفْهُومٍ فِلْسَفِيٍّ مُنْفَصِلٍ عَنِ الْوَاقِعِ الَّذِي نَعَافِسُهُ، بَلْ هِيَ نتائج حَقِيقَةٌ ملموسة نَعِيشُهَا فِي كُلِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِنَا، مترتبة على ما وقعت عليه إختياراتنا.

 قُوَّةُ الاخْتِيَارِ تَتَجَلَّى عِنْدَ إتِّخَاذِ قَرَارٍ بَيْنَ خِيَارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مُعْتَمَدَةً عَلَى الْوَعِيِ وَالتَّفْكِيرِ الْعَمِيقِ. وهِيَ  تَعْكِسُ الْقُدْرَةَ عَلَى تَوْجِيهِ حَيَاتِنَا وَتَحْدِيدِ مَسَارِنَا الشَّخْصِيِّ وَالْمِهْنِيِّ، وَتَظْهَرُ فِي جَوَانِبَ مُتَعَدِّدَةَ مِنَ الْحَيَاةِ، لِتُدَلِّ عَلَى مقدرتنا عَلَى تَحْدِيدِ الْأُولُويَّاتِ وَتَحْدِيدِ الْأَهْدَافِ وَتَحْدِيدِ الْقِيِمِ وَالْمَبَادِئِ. تُسَاهِمُ قُوَّةُ الاخْتِيَارِ فِي تَشْكِيلِ الْبِيئَةِ مِنْ حَوْلِنَا وَتُمَكِّنُنَا مِنْ التَّأَثِيرِ فِي ذَوَاتِنَا وَمَا حَوْلَنَا. تَتَطَلَّبُ قُوَّةُ الاخْتِيَارِ تَفْكِيرًا وَاعِيًا وَمَسْؤُولِيَّةً شَخْصِيَّةً، وَلَهَذَا تُعْتَبَرُ مِنْ أَهْمِ أَدَوَاتِنَا فِي تَحْدِيدِ مَسَارِ حَيَاتِنَا وَتَحْقِيقِ النَّجَاحِ وَالتَّحَوُّلِ الشَّخْصِيِّ.

تُعَدُ قُوَّةُ الأخْتِيَارِ  لَحْظَةً رُبَّمَا صَغِيرَةً فِي الظَّاهِرِ وَفِقًا لِمَقِياسِ الزَّمَنِ الْمُجْرَدِ، وَلَكِنَّهَا تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا قُوَّةً هَائِلَةً، تكفي لتعزيز المسار الذي نسلكه، وربما لِتَحْوِيلِه الى مسار آخر. فِي هَذَا السِّياقِ، يَتَجَلَّى الاخْتِيَارُ كَرِكِيزَةٍ أَسَاسِيَّةٍ، لِكُونِهِ تَدْرِيبًا عَمَلِيًّا عَلَى تَحْمِلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَهَذَا بِدَورِهِ يَجْعَلُنَا عَلَى استِعْدَادٍ لِتَحْمِلِ عِبَءِ الْقَرَارَاتِ، سَوَاءً كَانَتْ صَغِيرَةً أَمْ كَبِيرَةً، وَأَنْ نَعِي أَنَّ كُلَّ اخْتِيَارٍ يُصَاغُ بِهَمْسِ الْقَلْبِ وَتَأَمُّلِ الْعَقْلِ.

فِي اللَّحْظَاتِ الْحَاسِمَةِ، نَجِدُ أَنْفُسَنَا وَاقِفِينَ أَمَامَ صِرَاعٍ دَاخِلِيٍّ بَيْنَ خِيَارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَكُلُّ خِيَارٍ يُمَثِّلُ مَسَارًا مُخْتَلِفًا. هُنَا يَظْهَرُ وَجْهٌ آخَرُ لِقُوَّةِ الاخْتِيَارِ، إذ يَمْكِنُ أَنْ يَكُونَ  بِمَثَابَةِ شُجَاعَةٍ لِاِسْتِكْشَافِ الْمَجْهُولِ أَوِ اخْتِيَارٍ حَكِيمٍ لِلْابْتِعَادِ عَنْ طَرِيقٍ مَحْفُوفٍ بِالْمَخَاطِرِ. إنَّ مَدَىَ تَأْثِيرِ الْقَرَارِ يَعْكِسُ الْقُوَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ لِاخْتِيَارِنَا.

فِي رِحْلَةِ الْحَيَاةِ، إخْتِيَارَاتُنَا  لَيْسَتْ بِالْمَحْدُودَةِ، وَهِيَ أَيْضًا جِسْرُنَا إلَى عَوَالِمِ لَا نَعْلَمُ عَنْهَا شَيْئًا. وَ فُرْصَةٌ لِفَتْحِ أَفَاقٍ جَدِيدَةٍ، وَاِسْتِكْشَافِ إمْكَانِيَّاتِنَا الْكَامِنَةِ.  فِي هَذَا السِّياقِ، يَظْهَرُ الْجَمَالُ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَشْكِيلِ حَيَاتِنَا وَتَحْدِيدِ الطَّرِيقِ الَّذِي نَسْلُكُهُ.

إنَّ قُوَّةَ الاخْتِيَارِ تَتَجَلَّى أَيْضًا فِي كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَ الصُّعُوبَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ. فِي لَحظَاتِ الْأَزْمَاتِ وَالضُّغُوطِ، تَظْهَرُ  كَمِفْتَاحٍ لِلْخُرُوجِ مِنَ التَّيَّارِ السَّلْبِيِّ وَالْبَحْثِ عَنْ حَلٍّ إِيجَابِيٍّ. يُمْكِنُ لِلْاخْتِيَارِ أَنْ يَكُونَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ حَاسِمَةٍ تَجْعَلُنَا نَنْظُرُ إِلَى الْحَيَاةِ بِمَنَظَوْرٍ مُخْتَلِفٍ، وَنَسْتَفِيدُ مِنْ كُلِّ تَحَدِّ كَفَرَصَةٍ لِلتَّعَلُّمِ وَالنَّضُوجِ.

لَا يُمْكِنُ إِغْفَالُ دَوْرِ الاخْتِيَارِ فِي تَكْوِينِ هَوِيَّتِنَا وَبَنَاءِ طَابِعِ شَخْصِيَّتِنَا. إنَّ مَجْمُوعَةَ قَرَارَاتِنَا تُشْكِّلُ خَرِيطَةَ تَارِيخِنَا الشَّخْصِيِّ، وَتَحْمِلُ فِيهَا تَفَاصِيلَ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَنْ رِحْلَتِنَا. فِي هَذَا السِّياقِ، يَصْبَحُ الاخْتِيَارُ  أَدَاةً لِنَقْشِ قِصَّةٍ تَعْبِرُ عَنْ نَضْجِنَا وَتَطْوِيرِنَا الشَّخْصِيِّ.

الْقُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لِلْأَخْتِيَارِ تَتَجَلَّى فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَحْمِلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَفَهْمِ أَنَّ كُلَّ اخْتِيَارٍ يَحْمِلُ وَزْنًا يَسْتَلْزِمُ مِنَّا تَقْدِيرَ النَّتَائِجِ. يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِفْتَاحًا لِبِنَاءِ حَيَاةٍ مُسْتَقِرَّةٍ وَمَمْلُوءَةٍ بِالْمَعَانِي، تَحْقِقُ التَّوَازُنَ بَيْنَ الطُّمُوحِ وَالرِّضَا وَيَتَجَسَّدُ فِيهَا النَّجَاحُ الْحَقِيقِيُّ. وَفِي الْنِّهَايَةِ، يَبْنِي الاخْتِيَارُ لَحَظَاتِ حَيَاتِنَا وَيَشْكُلُهَا بِشَكْلٍ عَامِ وَيُحَدِّدُ الْمَسَارَ الَّذِي نَسْلُكُهُ، وَبِهَذَا نَكُونُ قَدْ كَتَبْنَا بِأَيْدِينَا الْحَيَاةَ التِّي نُحِبُّ أَنْ نَعِيشَهَا.

قُوَّةُ الْاخْتِيَارِ لَا تَكُونُ فِي الْقِرَارَاتِ الْكَبِيرَةِ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ نَمُرُّ بِهَا. إِنَّهَا تُمَثِّلُ اللَّحْظَةَ التِّي نَقْرَرُ فِيهَا كَيْفَ نَسْتَمِرُ فِي الْحَيَاةِ وَكَيْفَ نَبْنِي مُسْتَقْبَلَنَا. بِقُوَّةٍ، بِهَا نَصِيرُ قُوَّةً فَاعِلَةً فِي حَيَاتِنَا، نَرْسُمُ مَسَارَنَا بِأَلْوَانِ الْأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، مَحْمِلِينَ بِثِقَةٍ لَا مَحْدُودَةٍ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَحْقِيقِ الْأَمَانِي وَتَحْوِيلِ الْأَحْلَامِ إِلَى وَاقِعٍ. الْمَوْرِوثُ الدِّينِيُّ وَالْعَقَائِدِيُّ، وَكَذَلِكَ الْمَوْرِوثُ التَّارِيخِيُّ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ نُمُوذَجَاتٍ وَاضِحَةً تُدَلِّلُ عَلَى قُوَّةِ الاخْتِيَارِ وَتَأْثِيرِهَا عَلَى مَجَرَّى الْأَحْدَاثِ عَلَى الصَّعِيدِ الشَّخْصِيِّ بَلْ وَعَلَى الصَّعِيدِ الْكَوْنِيِّ. آدَمَ (عليه السلام) اخْتَارَ النَّصِيحَةَ الْخَاطِئَةَ مِنْ إِبْلِيسَ وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ طَمَعًا فِي الْخُلُودِ. وَلَكِنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَابَ وَاخْتَارَ الطَّاعَةَ، وَبِهَذَا أَظْهَرَتْ قِصَّتُهُ أَهَمِيَّةَ اتِّخَاذِ الْقَرَارَاتِ الصَّحِيحَةِ وَالتَّوْبَةِ.

كذلكَ قِصَةُ إبْرَهِيم (عَلَيْهِ السلام) اختارَ أَنْ يَقُومَ بِدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى اللَّـهِ وَرَفْضَ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ، حَتَّى عَلَى وَجْهِ الضَّغْطِ وَالتَّهْدِيدِ. اختيارُهُ لِلْحَقِيقَةِ وَالِاِسْتِقَامَةِ كَانَ يَعْكِسُ الْقُوَّةَ وَالثَّبَاتَ. إِخْتَارَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَام) أَنْ يَرْفَعَ شَعَارَ الْعَدَالَةِ وَالْحُرِّيَّةِ لِشَعْبِهِ. وَاِخْتَارَ مُواجَهَةَ فِرْعَوْنَ وَقِيَادَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْحُرِّيَّةِ، وَهَذَا الِاخْتِيَارُ يَظْهَرُ قُدْرَتَهُ عَلَى الْقِيَادَةِ. إِخْتَارَ الصَّدِيقُ يُوسُف (عَلَيْهِ السَّلَام) أَنْ يَظَلَّ طَاهِرًا نَقِيًّا، صَادِقًا طَيِّبًا حَتَّى عِندَمَا ظَلَمَهُ إِخْوَتُهُ، وَكَذَلِكَ فِي مِحْنَةِ السِّجْنِ. كَانَ اِخْتِيَارُهُ لِلصِّدْقِ وَالرَّفْقِ فِي مُواجَهَةِ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ يُبْرِزُ الْبُعْدَ الْأَخْلَاقِيَّ الَّذِي عَلَى أَسَاسِهِ اتَّخَذَ قَرَارَ الاِخْتِيَارِ. هَذِهِ الْقِصَّصُ تَعْكِسُ قِيمَةَ الاِخْتِيَارِ وَأَثَرَهُ فِي حَيَاةِ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْقَرَارَاتِ الْفَرْدِيَّةِ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ.

أيضًا، قَدَمَ التاريخ الإنساني نماذج لأُناس لَعِبَ الاختيار في حياتِهِم دورًا فارقًا. فهذا نيل أرمسترونج - الإنسان الأول على سَطْحِ القَمَرِ في عام 1969، اختارَ أن يكونَ الإنسانَ الأولَ الذي سَيَمْشي على سَطْحِ القَمَرِ. كانَ هذا قَرارًا تاريخيًا وجريئًا غيَّرَ مَسَارِ التارِيخِ البَشَرِيّ. المُلاكِمُ العالميُّ الأسطورة مُحَمَّدُ علي كلاي - رَفَضَ الالتحاقَ بالجيشِ الأمريكي بسببِ اعتراضِهِ على الحربِ الفيتنامية واعتبارِها غيرَ عادلةٍ. استخدمَ حَقَّهُ في اتخاذِ اختيارِهِ الشخصيِّ رغمَ التحدياتِ والانتقاداتِ. أَيْقونَةُ السلامِ نيلسون مانديلا - اختيارُ الحَوارِ على الانتقامِ، فَبَعْدَ قَضَاءِ نيلسون مانديلا 27 عامًا في السجنِ بسببِ نضالِهِ ضدِّ نظامِ الفصلِ العنصريِّ في جنوب أفريقيا، اختارَ أَنْ يَتَبَنَّى الحوارَ وَالمصالحةَ بدلًا من الانتقامِ عندما أصبحَ رئيسًا للبلادِ في عامِ 1994.  هَذِهِ الْقِصَّصُ تُبَرِّزُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِقُرَارَاتٍ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ أَنْ تُؤَثِّرَ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى مَسَارِ الْحَيَاةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَفْرَادِ تَحْدِيدَ مَصِيرِهِمْ مِنْ خَلَالِ قُوَّةِ الِاخْتِيَارِ. كُلُّ مَا سُبِّقَ يُدْعُونَا لِلتَّأَمُّلِ بِجِدِّيَّةٍ فِي هَذِهِ الْقُوَّةِ وَمَا يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ بِهِ فِي حَيَاتِنَا، الْأَمْرُ الَّذِي يُحَثِّنَا عَلَى زِيَادَةِ وَعْيِ أَوْلَادِنَا لِأَهْمِيَّةِ قُوَّةِ الِاخْتِيَارِ وَالْأَثَرِ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَعُودَ بِهِ عَلَى حَيَاتِهِمُ الشَّخْصِيَّةِ وَالْمَجْتَمَعِيَّةِ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اختار ح ی ات ن ا ت ح د ید خ ت ی ار ه ذ ا ال ل ح ق یق ع ل ى ال ح ق یق ی إ ل ى ال

إقرأ أيضاً:

لأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟

بعد أكثر من عشر سنوات من الأسر في غزة، تم تسليم الجندي الإسرائيلي أبراهام مانغيستو (38 عامًا) من أصول إثيوبية إلى الصليب الأحمر الدولي، وذلك ضمن الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار. فما قصته؟

اعلان

تنتهي مع تنفيذ المرحلة الأخيرة من هذه الصفقة معاناة طويلة لعائلة أبراهام مانغيستو، التي اتهمت إسرائيل بالتعامل العنصري مع قضية ابنها، مشيرة إلى أن لون بشرته كان سببًا في قلة الاهتمام الإعلامي بقضيته.

من "الهجرة السرية" إلى الأسر

وُلد مانغيستو في إثيوبيا عام 1986، وهاجر مع عائلته إلى إسرائيل في سن الخامسة، ضمن عملية" سليمان" السرية التي نقلت آلافًا من يهود الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل عام 1991. عاش الرجل في مدينة أسدود قبل أن ينتقل إلى كيبوتس "بن ياغير"، حيث خدم لاحقًا في الجيش الإسرائيلي.

لكن حياته تحولت بشكل جذري بعد وفاة شقيقه الأكبر ميخائيل عام 2011، ما دفعه للانغلاق على نفسه، ليصبح "شبحًا" بعيدًا عن الاهتمام داخل مجتمعه.

في سبتمبر/أيلول 2014، وبعد أشهر من الحرب الإسرائيلية مع غزة، دخل القطاع، ليبدأ رحلته في الأسر.

مقاتلو حماس يرافقون الأسير أبراهام مانغيستو قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر في رفح، جنوب قطاع غزة، يوم السبت، 22 فبراير/شباط 2025APRelatedإسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماسترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّإسرائيل تتسلم الرهائن من الصليب الأحمر وترقب للإفراج عن 602 أسير فلسطيني اليومنتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباسعائلة مانغيستو: "لو كان أبيض البشرة لاستعاده الجيش سريعًا"

لم تُعلن إسرائيل عن اختفاء مانغيستو إلا بعد مرور 9 أشهر من أسره، وذلك بعد أن أجبر قاضٍ إسرائيلي على الكشف عن القضية مطلع 2015.

هذا التكتم أثار غضبًا شعبيًا في إسرائيل، حيث قالت عائلة الأسير في وقت سابق: إن "الجيش كان سيبذل قصارى جهده لاستعادة ابنها لو كان أبيض البشرة".

من جهتها، أكدت حركة حماس أن الحكومة الإسرائيلية لم تُبدِ أي جهد جاد للإفراج عن مانغيستو، بل تجاهلته تمامًا في المفاوضات السابقة.

وفي عام 2023، بثت حركة حماس مقطعًا مصورًا يظهر الجندي أبراهام مانغيستو وهو يصرخ قائلاً: "إلى متى سأظل هنا؟ أين دولة إسرائيل منّا؟!"، ليظل في الأسر حتى تم إدراج اسمه في صفقة تبادل الرهائن التي جرت اليوم السبت.

كما تضمنت الصفقة الإفراج عن 5 رهائن آخرين مقابل أن تطلق إسرائيل سراح 602 من الأسرى الفلسطينيين.

رغم الإفراج عنه، تظل قضية مانغيستو جدلاً في المجتمع الإسرائيلي، خاصة في صفوف اليهود الإثيوبيين الذين يشكلون نحو 2% من السكان ويعانون التهميش منذ عقود.

مقاتلو حماس يرافقون الأسير أبراهام مانغيستو قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر في رفح، جنوب قطاع غزة، يوم السبت، 22 فبراير/شباط 2025AP

عائلة الرجل كانت قد نظَّمت وقفات احتجاجية خلال السنوات الماضية، أمام مقر رئيس الوزراء، رافعة شعارات مثل: "دماء الإثيوبيين ليست رخيصة!"، في تحدٍّ صريح لما تقول إنها سياسة التفريق العنصري داخل الجيش.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل غزة تزامنًا مع تسليم حماس جثث 4 أسرى إسرائيليين إسرائيل تطرح مناقصة لبناء نحو 1000 وحدة استيطانية جديدة جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش قطاع غزةحركة حماسإسرائيلإثيوبياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق سراحاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext دراسة: أوروبا قادرة على تحقيق أمنها العسكري بعيداً من واشنطن. بأي كلفة؟ يعرض الآنNextعاجل. إسرائيل تتسلم الرهائن من الصليب الأحمر وترقب للإفراج عن 602 أسير فلسطيني اليوم يعرض الآنNext تحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعده يعرض الآنNext مقابلة برليناله: فيلم "حفنة عسل" - تفكيك الحب في الظلام يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيأوكرانياألمانياإسرائيلالحرب في أوكرانيا أنظمة الدفاع الجويفولوديمير زيلينسكيمستشفياتشرطةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ما الذي يؤخر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • عمسيب: ما الذي يضيرك إن كنت أنتمي إلى تحور جيني معين؟
  • البدوي الذي يشتم رائحة الثلج ..!
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • لأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟
  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال