البوابة نيوز:
2024-07-06@11:00:20 GMT

قُوَّةُ الاخْتِيَارِ

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الحاضِرُ الذي تَعِيشُهُ والمستقبلُ الذي تَتَرَقَّبُهُ، جميعُهُ مَرْهونٌ بما اختَرْتَهُ سَلَفًا. الذي نامَ مُبَكِّرًا هُوَ اختارَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مُبَكِّرًا، في حينَ الذي ظَلَّ سَاهِرًا طَوِالَ اللَّيْلِ، بِقَصْدٍ أَوْ بِدَوْنِ، كَانَ لَهُ خِيَارٌ آخَر. إِنَّ الأُمُورَ الحياتِيَّةَ اليومِيَّةَ والَّتِي هِيَ مَنَاطِ التَّكْلِيفِ، أَعْطَانَا اللَّهُ فِيهَا قُوَّةَ الاخْتِيارِ.

بِدَءً مِنَ الِاعتِرَافِ بِهِ جَلَّ وَعَلا إله خَالِقٍ لِهَذَا الكَوْنِ، ومُرُورًا بِحُرِّيَّةِ عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. هذا الأَمْرُ الَّذِي يَجْعَلُ مِنَ الاخْتِيَارِ قُوَّةً يَمْتَلِكُهَا الْبَشَرِيُّ قَدْ يُسْتَغْلُهَا فِي الْبِنَاءِ وَالتَّطْوِيرِ كَمَا يُمْكِنُ لَهُ أَيْضًا أَنْ يَسْتَخْدِمَهَا فِي الْهَدْمِ وَالتَّخْرِيبِ. الاخْتِيَارُ هُوَ الْفِعْلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَنْتَجَهُ عَقْلُ سَيِّدِنَا آدَمَ، وتَمَتِ الْمُحَاسَبَةُ عَلَيْهِ. وكان إختيارا خاطئًا، نَتِجَ عَنْهُ الهُبُوطُ عَلَى الأَرْضِ وَبَدَايَةُ رَحِلَةِ الحَيَاةِ التِّي القَتْ بِنَا فِي سُلاَسِلِ لَا تَنْتَهِي مِنَ الاخْتِيَارات. يَظْهَرُ الاخْتِيَارُ جَلِيًّا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ يَتَوَقَّدُ فِيهَا الذَّهْنُ الْبَشَرِيُّ عَنْ مَوْضِعٍ سَتَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمُحَاسَبَةُ عليه. ومَعَ تَسَارُعِ وَتِيرَةِ الحَيَاةِ الَّتِي نَعِيشُهَا، نَجِدُ أَنْفُسَنَا بصورة متكررة أَمَامَ لَحْظَةِ اخْتِيَارٍ، مُحَمَّلِينَ بِالْقَرَارَاتِ الَّتِي سَتَحْدُدُ مَسَارَنَا الْمُسْتَقْبَلِيَّ.

 هُنَا أَمْ هُنَاكَ، مَعَ أَوْ ضِدَ، أَقْبَلُ أَوْ أَرْفَضُ، هَكَذَا تَسِيرُ الأُمُورُ عَلَى هَذَا الكَوْكَبِ الْمَلِيءِ بِالْمُتَنَاقِضَاتِ، والَّتِي تَدْفَعُنَا دَفْعًا نَحْوَ حِرَاكِ الحَيَاةِ الَّذِي مَعْنَى بِتَطْوِيرِهَا وَالسِّيرِ بِهَا إِلَى الْأَمَامِ قَدَمًا. إنَّ التَّارِيخَ الرَّاصِدَ لأَحْدَاثِ سُكَّانِ هَذَا الكَوْكَبِ يَجْعَلُنَا وَبِالْجَمْلَةِ نَقْرُرُ أَنَّ الاخْتِيَارَ قُوَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ  مِثْلَ بَاقِي الْقُوَى الْغَيْرِ مُنْظَورَة، وَالَّتِي تُؤَثِّرُ فِينَا بِالإِيجَابِ وَالسُّلْبِ. إنَّ قُوَّةَ الاخْتِيَارِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَفْهُومٍ فِلْسَفِيٍّ مُنْفَصِلٍ عَنِ الْوَاقِعِ الَّذِي نَعَافِسُهُ، بَلْ هِيَ نتائج حَقِيقَةٌ ملموسة نَعِيشُهَا فِي كُلِّ تَفَاصِيلِ حَيَاتِنَا، مترتبة على ما وقعت عليه إختياراتنا.

 قُوَّةُ الاخْتِيَارِ تَتَجَلَّى عِنْدَ إتِّخَاذِ قَرَارٍ بَيْنَ خِيَارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مُعْتَمَدَةً عَلَى الْوَعِيِ وَالتَّفْكِيرِ الْعَمِيقِ. وهِيَ  تَعْكِسُ الْقُدْرَةَ عَلَى تَوْجِيهِ حَيَاتِنَا وَتَحْدِيدِ مَسَارِنَا الشَّخْصِيِّ وَالْمِهْنِيِّ، وَتَظْهَرُ فِي جَوَانِبَ مُتَعَدِّدَةَ مِنَ الْحَيَاةِ، لِتُدَلِّ عَلَى مقدرتنا عَلَى تَحْدِيدِ الْأُولُويَّاتِ وَتَحْدِيدِ الْأَهْدَافِ وَتَحْدِيدِ الْقِيِمِ وَالْمَبَادِئِ. تُسَاهِمُ قُوَّةُ الاخْتِيَارِ فِي تَشْكِيلِ الْبِيئَةِ مِنْ حَوْلِنَا وَتُمَكِّنُنَا مِنْ التَّأَثِيرِ فِي ذَوَاتِنَا وَمَا حَوْلَنَا. تَتَطَلَّبُ قُوَّةُ الاخْتِيَارِ تَفْكِيرًا وَاعِيًا وَمَسْؤُولِيَّةً شَخْصِيَّةً، وَلَهَذَا تُعْتَبَرُ مِنْ أَهْمِ أَدَوَاتِنَا فِي تَحْدِيدِ مَسَارِ حَيَاتِنَا وَتَحْقِيقِ النَّجَاحِ وَالتَّحَوُّلِ الشَّخْصِيِّ.

تُعَدُ قُوَّةُ الأخْتِيَارِ  لَحْظَةً رُبَّمَا صَغِيرَةً فِي الظَّاهِرِ وَفِقًا لِمَقِياسِ الزَّمَنِ الْمُجْرَدِ، وَلَكِنَّهَا تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا قُوَّةً هَائِلَةً، تكفي لتعزيز المسار الذي نسلكه، وربما لِتَحْوِيلِه الى مسار آخر. فِي هَذَا السِّياقِ، يَتَجَلَّى الاخْتِيَارُ كَرِكِيزَةٍ أَسَاسِيَّةٍ، لِكُونِهِ تَدْرِيبًا عَمَلِيًّا عَلَى تَحْمِلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَهَذَا بِدَورِهِ يَجْعَلُنَا عَلَى استِعْدَادٍ لِتَحْمِلِ عِبَءِ الْقَرَارَاتِ، سَوَاءً كَانَتْ صَغِيرَةً أَمْ كَبِيرَةً، وَأَنْ نَعِي أَنَّ كُلَّ اخْتِيَارٍ يُصَاغُ بِهَمْسِ الْقَلْبِ وَتَأَمُّلِ الْعَقْلِ.

فِي اللَّحْظَاتِ الْحَاسِمَةِ، نَجِدُ أَنْفُسَنَا وَاقِفِينَ أَمَامَ صِرَاعٍ دَاخِلِيٍّ بَيْنَ خِيَارَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَكُلُّ خِيَارٍ يُمَثِّلُ مَسَارًا مُخْتَلِفًا. هُنَا يَظْهَرُ وَجْهٌ آخَرُ لِقُوَّةِ الاخْتِيَارِ، إذ يَمْكِنُ أَنْ يَكُونَ  بِمَثَابَةِ شُجَاعَةٍ لِاِسْتِكْشَافِ الْمَجْهُولِ أَوِ اخْتِيَارٍ حَكِيمٍ لِلْابْتِعَادِ عَنْ طَرِيقٍ مَحْفُوفٍ بِالْمَخَاطِرِ. إنَّ مَدَىَ تَأْثِيرِ الْقَرَارِ يَعْكِسُ الْقُوَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ لِاخْتِيَارِنَا.

فِي رِحْلَةِ الْحَيَاةِ، إخْتِيَارَاتُنَا  لَيْسَتْ بِالْمَحْدُودَةِ، وَهِيَ أَيْضًا جِسْرُنَا إلَى عَوَالِمِ لَا نَعْلَمُ عَنْهَا شَيْئًا. وَ فُرْصَةٌ لِفَتْحِ أَفَاقٍ جَدِيدَةٍ، وَاِسْتِكْشَافِ إمْكَانِيَّاتِنَا الْكَامِنَةِ.  فِي هَذَا السِّياقِ، يَظْهَرُ الْجَمَالُ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَشْكِيلِ حَيَاتِنَا وَتَحْدِيدِ الطَّرِيقِ الَّذِي نَسْلُكُهُ.

إنَّ قُوَّةَ الاخْتِيَارِ تَتَجَلَّى أَيْضًا فِي كَيْفِيَّةِ التَّعَامُلِ مَعَ الصُّعُوبَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ. فِي لَحظَاتِ الْأَزْمَاتِ وَالضُّغُوطِ، تَظْهَرُ  كَمِفْتَاحٍ لِلْخُرُوجِ مِنَ التَّيَّارِ السَّلْبِيِّ وَالْبَحْثِ عَنْ حَلٍّ إِيجَابِيٍّ. يُمْكِنُ لِلْاخْتِيَارِ أَنْ يَكُونَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ حَاسِمَةٍ تَجْعَلُنَا نَنْظُرُ إِلَى الْحَيَاةِ بِمَنَظَوْرٍ مُخْتَلِفٍ، وَنَسْتَفِيدُ مِنْ كُلِّ تَحَدِّ كَفَرَصَةٍ لِلتَّعَلُّمِ وَالنَّضُوجِ.

لَا يُمْكِنُ إِغْفَالُ دَوْرِ الاخْتِيَارِ فِي تَكْوِينِ هَوِيَّتِنَا وَبَنَاءِ طَابِعِ شَخْصِيَّتِنَا. إنَّ مَجْمُوعَةَ قَرَارَاتِنَا تُشْكِّلُ خَرِيطَةَ تَارِيخِنَا الشَّخْصِيِّ، وَتَحْمِلُ فِيهَا تَفَاصِيلَ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَنْ رِحْلَتِنَا. فِي هَذَا السِّياقِ، يَصْبَحُ الاخْتِيَارُ  أَدَاةً لِنَقْشِ قِصَّةٍ تَعْبِرُ عَنْ نَضْجِنَا وَتَطْوِيرِنَا الشَّخْصِيِّ.

الْقُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لِلْأَخْتِيَارِ تَتَجَلَّى فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَحْمِلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَفَهْمِ أَنَّ كُلَّ اخْتِيَارٍ يَحْمِلُ وَزْنًا يَسْتَلْزِمُ مِنَّا تَقْدِيرَ النَّتَائِجِ. يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِفْتَاحًا لِبِنَاءِ حَيَاةٍ مُسْتَقِرَّةٍ وَمَمْلُوءَةٍ بِالْمَعَانِي، تَحْقِقُ التَّوَازُنَ بَيْنَ الطُّمُوحِ وَالرِّضَا وَيَتَجَسَّدُ فِيهَا النَّجَاحُ الْحَقِيقِيُّ. وَفِي الْنِّهَايَةِ، يَبْنِي الاخْتِيَارُ لَحَظَاتِ حَيَاتِنَا وَيَشْكُلُهَا بِشَكْلٍ عَامِ وَيُحَدِّدُ الْمَسَارَ الَّذِي نَسْلُكُهُ، وَبِهَذَا نَكُونُ قَدْ كَتَبْنَا بِأَيْدِينَا الْحَيَاةَ التِّي نُحِبُّ أَنْ نَعِيشَهَا.

قُوَّةُ الْاخْتِيَارِ لَا تَكُونُ فِي الْقِرَارَاتِ الْكَبِيرَةِ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ نَمُرُّ بِهَا. إِنَّهَا تُمَثِّلُ اللَّحْظَةَ التِّي نَقْرَرُ فِيهَا كَيْفَ نَسْتَمِرُ فِي الْحَيَاةِ وَكَيْفَ نَبْنِي مُسْتَقْبَلَنَا. بِقُوَّةٍ، بِهَا نَصِيرُ قُوَّةً فَاعِلَةً فِي حَيَاتِنَا، نَرْسُمُ مَسَارَنَا بِأَلْوَانِ الْأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، مَحْمِلِينَ بِثِقَةٍ لَا مَحْدُودَةٍ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَحْقِيقِ الْأَمَانِي وَتَحْوِيلِ الْأَحْلَامِ إِلَى وَاقِعٍ. الْمَوْرِوثُ الدِّينِيُّ وَالْعَقَائِدِيُّ، وَكَذَلِكَ الْمَوْرِوثُ التَّارِيخِيُّ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ نُمُوذَجَاتٍ وَاضِحَةً تُدَلِّلُ عَلَى قُوَّةِ الاخْتِيَارِ وَتَأْثِيرِهَا عَلَى مَجَرَّى الْأَحْدَاثِ عَلَى الصَّعِيدِ الشَّخْصِيِّ بَلْ وَعَلَى الصَّعِيدِ الْكَوْنِيِّ. آدَمَ (عليه السلام) اخْتَارَ النَّصِيحَةَ الْخَاطِئَةَ مِنْ إِبْلِيسَ وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ طَمَعًا فِي الْخُلُودِ. وَلَكِنَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَابَ وَاخْتَارَ الطَّاعَةَ، وَبِهَذَا أَظْهَرَتْ قِصَّتُهُ أَهَمِيَّةَ اتِّخَاذِ الْقَرَارَاتِ الصَّحِيحَةِ وَالتَّوْبَةِ.

كذلكَ قِصَةُ إبْرَهِيم (عَلَيْهِ السلام) اختارَ أَنْ يَقُومَ بِدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى اللَّـهِ وَرَفْضَ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ، حَتَّى عَلَى وَجْهِ الضَّغْطِ وَالتَّهْدِيدِ. اختيارُهُ لِلْحَقِيقَةِ وَالِاِسْتِقَامَةِ كَانَ يَعْكِسُ الْقُوَّةَ وَالثَّبَاتَ. إِخْتَارَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَام) أَنْ يَرْفَعَ شَعَارَ الْعَدَالَةِ وَالْحُرِّيَّةِ لِشَعْبِهِ. وَاِخْتَارَ مُواجَهَةَ فِرْعَوْنَ وَقِيَادَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْحُرِّيَّةِ، وَهَذَا الِاخْتِيَارُ يَظْهَرُ قُدْرَتَهُ عَلَى الْقِيَادَةِ. إِخْتَارَ الصَّدِيقُ يُوسُف (عَلَيْهِ السَّلَام) أَنْ يَظَلَّ طَاهِرًا نَقِيًّا، صَادِقًا طَيِّبًا حَتَّى عِندَمَا ظَلَمَهُ إِخْوَتُهُ، وَكَذَلِكَ فِي مِحْنَةِ السِّجْنِ. كَانَ اِخْتِيَارُهُ لِلصِّدْقِ وَالرَّفْقِ فِي مُواجَهَةِ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ يُبْرِزُ الْبُعْدَ الْأَخْلَاقِيَّ الَّذِي عَلَى أَسَاسِهِ اتَّخَذَ قَرَارَ الاِخْتِيَارِ. هَذِهِ الْقِصَّصُ تَعْكِسُ قِيمَةَ الاِخْتِيَارِ وَأَثَرَهُ فِي حَيَاةِ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْقَرَارَاتِ الْفَرْدِيَّةِ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ.

أيضًا، قَدَمَ التاريخ الإنساني نماذج لأُناس لَعِبَ الاختيار في حياتِهِم دورًا فارقًا. فهذا نيل أرمسترونج - الإنسان الأول على سَطْحِ القَمَرِ في عام 1969، اختارَ أن يكونَ الإنسانَ الأولَ الذي سَيَمْشي على سَطْحِ القَمَرِ. كانَ هذا قَرارًا تاريخيًا وجريئًا غيَّرَ مَسَارِ التارِيخِ البَشَرِيّ. المُلاكِمُ العالميُّ الأسطورة مُحَمَّدُ علي كلاي - رَفَضَ الالتحاقَ بالجيشِ الأمريكي بسببِ اعتراضِهِ على الحربِ الفيتنامية واعتبارِها غيرَ عادلةٍ. استخدمَ حَقَّهُ في اتخاذِ اختيارِهِ الشخصيِّ رغمَ التحدياتِ والانتقاداتِ. أَيْقونَةُ السلامِ نيلسون مانديلا - اختيارُ الحَوارِ على الانتقامِ، فَبَعْدَ قَضَاءِ نيلسون مانديلا 27 عامًا في السجنِ بسببِ نضالِهِ ضدِّ نظامِ الفصلِ العنصريِّ في جنوب أفريقيا، اختارَ أَنْ يَتَبَنَّى الحوارَ وَالمصالحةَ بدلًا من الانتقامِ عندما أصبحَ رئيسًا للبلادِ في عامِ 1994.  هَذِهِ الْقِصَّصُ تُبَرِّزُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِقُرَارَاتٍ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ أَنْ تُؤَثِّرَ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى مَسَارِ الْحَيَاةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَفْرَادِ تَحْدِيدَ مَصِيرِهِمْ مِنْ خَلَالِ قُوَّةِ الِاخْتِيَارِ. كُلُّ مَا سُبِّقَ يُدْعُونَا لِلتَّأَمُّلِ بِجِدِّيَّةٍ فِي هَذِهِ الْقُوَّةِ وَمَا يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ بِهِ فِي حَيَاتِنَا، الْأَمْرُ الَّذِي يُحَثِّنَا عَلَى زِيَادَةِ وَعْيِ أَوْلَادِنَا لِأَهْمِيَّةِ قُوَّةِ الِاخْتِيَارِ وَالْأَثَرِ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَعُودَ بِهِ عَلَى حَيَاتِهِمُ الشَّخْصِيَّةِ وَالْمَجْتَمَعِيَّةِ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اختار ح ی ات ن ا ت ح د ید خ ت ی ار ه ذ ا ال ل ح ق یق ع ل ى ال ح ق یق ی إ ل ى ال

إقرأ أيضاً:

تن هاغ يمدّد عقده مع مانشستر يونايتد

لندن (أ ف ب) - مدّد المدرب النيذرلاندي إريك تن هاغ عقده مع مانشستر يونايتد حتى عام 2026، بحسب ما أعلن النادي الإنكليزي الخميس.

وفي ظل التكهنات حول مستقبل تن هاغ الذي أخفق بقيادة يونايتد إلى دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، سيستمر الهولندي في ملعب أولد ترافورد بعد أن قاد مانشستر يونايتد إلى لقب الكأس المحليّة على حساب غريمه سيتي (2-1).

لكن فترة الاستعداد للمباراة في ويمبلي هيمنت عليها أحاديث حول مستقبل تن هاغ الذي كان عقده السابق سينتهي في 2025، بعدما ذكر تقرير أنه ستتم إقالته من قبل المالك المشارك الجديد ليونايتد جيم راتكليف بغض النظر عن النتيجة.

لكن الصحف البريطانية أشارت الشهر الماضي إلى ان تن هاغ (54 عاماً) الذي قاد يونايتد إلى لقبين في سنتين، سيبقى بعد مراجعة أدراتها إدارة النادي.

قال تن هاغ في بيان مانشستر يونايتد "في محادثاتي مع النادي، وجدنا رؤية كاملة لبلوغ الأهداف، ونحن ملتزمون بشدّة لتحسين هذه الرحلة".

واحتلّ مانشستر يونايتد المركز الثامن في الدوري، وهو أدنى مركز له منذ عام 1990، كما خرج من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وكان مدرّب أياكس السابق أقرّ بعد الفوز بالكأس أنه لا يعرف ما يخبئه المستقبل له، وقال "الشيء الوحيد الذي أفعله هو إعداد وتطوير فريقي واللاعبين. هذا مشروع بالنسبة لي".

وتابع "عندما جئت كانت الأمور في حالة من الفوضى. نحن الآن أفضل ولكننا لسنا في المكان الذي نريد أن نكون فيه".

وأنهى تن هاغ في موسمه الاول مع مانشستر يونايتد فترة ابتعاد عن الألقاب استمرت 6 سنوات بفوزه بكأس الرابطة عام 2023 واحتلال المركز الثالث في الدوري، قبل أن تتراجع النتائج في الموسم المنصرم ليتعرّض يونايتد لـ 14 هزيمة ويتأخر بفارق 31 نقطة عن سيتي البطل.

وبات تن هاغ خامس مدرب دائم لمانشستر يونايتد منذ نهاية حقبة مدربه الأسطوري الاسكتلندي أليكس فيرغوسون في عام 2013، بعد مواطن الأخير ديفيد مويس، النيذرلاندي لويس فان خال، البرتغالي جوزيه مورينيو والنروجي أولي غونار سولشاير.

مقالات مشابهة

  • من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا؟
  • الزعبي يرتكب جريمة لا تُغتفر!
  • تن هاغ يمدّد عقده مع مانشستر يونايتد
  • عودة عدد من المغرر بهم بينهم قيادي .. صورة
  • الرئيس تبون.. نعم انتصرت الجزائر 
  • الرجل الذي يحتفظ له الحوثي بعداء خاص
  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية
  • الخطاطبة يكتب .. شـبابــنــا الناهض
  • حتى لا ننسى غزة
  • أمي.. ظل لا يغيب