العلاقات القطرية الحمساوية إلى أين؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
بعد خروج قادة حركة حماس من الأردن سنة 1999، بدأت القطيعة على المستوى السياسي الرسمي بين الأردن وحماس، وتم إغلاق مقرات الحركة السياسية فيها، ومطالبة قيادتها بالمغادرة. فتحت لهم سوريا أراضيها ومنحتهم الحرية السياسية وسمحت لهم بالتدريب العسكري حتى شباط/ فبراير 2012، ومع اندلاع ما يسمى بالربيع العربي تبنت حماس موقف جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في سوريا، وانقلب قادة الحركة علنا على حليفهم الرئيس الأسد وأبدوا تأييدهم لـ"الانتفاضة" التي تهدف للإطاحة بحكمه.
ويمكن القول إن حماس أخطأت بالخروج من سوريا، حتى جاء القائد الشهيد صالح العاروري وحاول ترميم هذه العلاقة بمساعدة كل من حزب الله وإيران، وما زال العمل جاريا على ترميم العلاقة مع سوريا على الرغم من صعوبة العودة إلى ما كانت عليه. ويذكر أن الشيخ العاروري كان مهندس العلاقة مع محور المقاومة وهو الركيزة الأساسية التي فتحت نافذة الفرص السياسية لعودة وتنظيم العلاقة ما بين حماس والمحور على هذا الشكل الحالي، وأصبح المحور قادرا على الثبات والقتال في ذات الوقت كما هو حاصل في القطاع ولبنان واليمن والعراق.
وفي العودة إلى العلاقة الحمساوية السورية، يذكر أنه بعد طلب تركيا وقطر من العاروري مغادرة أراضيهما بسبب الضغط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي عرضت مكافأة مالية كبيرة لكل من يدلي بمعلومات عنه لاغتياله أو اعتقاله؛ فكان حزب الله والضاحية الجنوبية في لبنان هما الحاضنة الوطنية الحقيقية التي رحبت به، ومنها استطاع العمل بكل حرية لإعادة تنظيم الجهاز العسكري الحمساوي وتزويد كتائب القسام في جميع أماكن تواجدها بالسلاح والتدريب والتنسيق اللوجستي والدعم المالي اللامحدود لتهريب السلاح لفلسطين. كما استطاع العاروري بناء جهاز قسامي في لبنان يضم الآلاف من المقاتلين، وتمكن من تنظيم علاقة متينة ووطيدة مع كل أطراف المحور وبالتحديد مع الشيخ حسن نصر الله، حيث أصبحت كلمة العاروري نافذة في دائرة محور المقاومة حتى اغتياله من قبل إسرائيل في الضاحية الجنوبية.
وبعد خروج قادة حماس من سوريا إلى دولة قطر وجزء منهم إلى تركيا وماليزيا، أصبحت قطر المركز القيادي لحماس، في الوقت نفسه أصبحت تركيا المركز القيادي لجماعة الإخوان المسلمين المصرية بعد إسقاط حكم الجماعة في مصر من قبل وزير الدفاع عبد الفتاح السياسي الذي أصبح رئيس مصر، وأصبحت جماعة الإخوان المسلمين محظورة في مصر، وزج قادتها في السجون المصرية وفي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي والمرشد العام، والجزء الآخر الموجود في تركيا تم التضيق عليه بعد عودة العلاقات السياسية الخارجية التركية المصرية.
ثم قامت حماس بقطع علاقتها التنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر من أجل ترميم علاقاتها مع النظام المصري الجديد، والإبقاء على الممر البري الوحيد لقطاع غزة مع العالم، مما أضعف موقف حماس وحركة الإخوان. وعلى الرغم من إقدام حماس على هذه الخطوة بقيت العلاقة مع مصر تراوح ما بين فاترة ومتوترة وانعدام الثقة ما بين الطرفين، ولم يتم فتح المعبر بل تم تشديد الحصار المطبق على القطاع، وتم هدم أنفاق التهريب للقطاع.
بعد انتقال قادة حماس إلى قطر، ومنهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الذي خرج من غزة ولم يسمح له بالعودة لها فاستقر مع القادة في قطر، وأصبحت قطر مركز الحجيج لمن يريد التفاوض مع حماس وبالتحديد أوقات الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، ومحاولات المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، وتوسط قطر ما بين حماس وإسرائيل. وعملت قطر على تحمل فاتورة رواتب موظفي حماس والعديد من جوانب المساعدات الإنسانية للقطاع حتى أصبحت تعرف بشنطة الدولارات القطرية للمحافظة على الهدوء في القطاع، وبموافقة إسرائيلية وأمريكية وأوروبية. وكان الهدف من ذلك تطويع حركة حماس ونقلها من حركة تحرر وطني إلى حركة سياسية تقبل في الحلول السلمية الحالية، وفي النهاية إخضاعها؛ ولكن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أثبت عكس كل المخططات والمراهنات، وتمت مفاجأة الجميع بأن حماس تستطيع أن تتعامل مع كل الأطراف والسياسات دون المساس بالفهم الوطني التحرري الجهادي، بمعنى المحافظة على المقاومة وإمكانياتها التي ما زالت صامدة بعد ستة أشهر من القتال والتي حققت ما لم تستطع جيوش تحقيقه.
تصريح نتنياهو بالطلب من قطر الضغط على حماس للتنازل والقبول في الإفراج عن الرهائن ضمن الشروط الإسرائيلية، وهذا يشكل خطورة على دولة قطر قبل حركة حماس
بعد الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، بدأ الجميع في العالم يتجه بأنظاره نحو دولة قطر -التي تبني علاقات خارجية مع جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط- والحديث المباشر مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث أصبحت قطر مركزا لحجيج الوفود العالمية، ومركزا للتفاوض والتوسط، واستطاعت قطر وبمساعدة مصر في التوصل لهدنة إنسانية وإطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق مئات من الأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات للقطاع. وبعد ذلك تواصلت الجهود القطرية في التوسط من أجل التوصل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإعادة المهجرين والإعمار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
في نفس الوقت، كان وما زال زعماء أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم على تواصل مع أمير قطر من أجل شكره على التوسط والإنجاز، ولكن بنفس الوقت يحثون قطر على الضغط على حماس من أجل التنازل وتقليل سقف مطالبها. وأصبح أمير قطر يستقبل في فرنسا وغيرها كرئيس دولة عظمى.
وهذا يقودنا إلى تصريح نتنياهو بالطلب من قطر الضغط على حماس للتنازل والقبول في الإفراج عن الرهائن ضمن الشروط الإسرائيلية، وهذا يشكل خطورة على دولة قطر قبل حركة حماس، ففي حالة إقدام قطر على الضغط أو كما رشح أن قطر هددت أو ستهدد حماس في الطرد من قطر بحال لم تستجب للمطالب الأمريكية والإسرائيلية والعربية، وهذا ما لا أتوقعه من دولة قطر في هذه الظروف، فإن هذه الخطوة إذا أخطأت قطر وأقدمت عليها، فإنها ستجعلها الخاسر الأكبر، ولن يرفع جو بايدن أو غيره من رؤساء العالم والمنظمات العالمية الهاتف للاتصال بأمير قطر كل يوم، فنافذة الفرص السياسية القطرية ستضيق جدا وستعود قطر إلى حجمها الطبيعي في السياسة الخارجية؛ فقطر إذا كانت تريد استثمار نافذة الفرص التي فتحتها لها حماس في ظل وجودها في قطر، عليها المحافظة على بقاء حماس وقادة حماس في قطر وعدم الضغط عليهم، من أجل المصالح السياسية القطرية أولا قبل النظر إلى المصالح الفلسطينية. ولا مناص من القول أن عملية الضغط على حركة حماس تمارس من قبل العديد من الأطراف وبالتحديد من الدول العربية التي يجتمع معها أنتوني بليكن للمرة السادسة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
مما لا شك فيه أن قطر أصبحت تدرك أكثر من غيرها كيف تفكر حماس، وكيف يتم صنع القرار الحمساوي، ولقد أصبح هذا واضحا بعد إطلاق حماس معركة طوفان الأقصى، فصنع القرار الأساسي لحماس في فلسطين المحتلة وقادة الحركة الذين يقودون العمل العسكري هم في غزة وجزء منهم في الضاحية الجنوبية في بيروت، فأي عملية ضغط على الجناح السياسي الحمساوي المتواجد في قطر لن يقبل به قادة الحركة في القطاع وسيؤثر سلبا على العلاقة، وبنفس الوقت لن يقبل به قادة المقاومة الحمساوية.
فعملية طوفان الأقصى انطلقت من أجل الخلاص من الاحتلال وإطلاق سراح الأسرى وفك الحصار عن القطاع، غير ذلك بعد كل الدمار والقتل والإبادة والتجويع لا يمكن لحماس القبول بالشروط الإسرائيلية والأمريكية. فعلى هذا الأساس الضغط القطري لن يقدم ولن يؤخر في موقف كتائب القسام منذ أن اتخذت القرار في الإقدام على هذه المعركة، فلا يمكن أن تتنازل الكتائب عن أهداف المعركة الأساسية. لكن يمكن لها التفاوض من أجل تحقيق الأهداف المعلنة لعملية الطوفان، فهيكل الفرص السياسية لحماس يتسع وحماس قادرة على فتح النوافذ السياسية التي تغلق أمامها. فحماس التي أقدمت على المشاركة السياسية في النظام السياسي الفلسطيني وفازت فوزا ساحقا في الانتخابات سيطرت على القطاع، ومن ثم قامت ببناء القوة العسكرية التي استطاعت الوصول إلى معركة الطوفان، وصعقت الجميع بقدراتها العسكرية التي ما زالت تحقق الإنجازات الهائلة في الميدان.
لا أعتقد أن حماس ستستجيب إلى أي ضغط يقلل من سقف مطالبها ويظهرها بمظهر المهزوم، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تقدم قطر على أي خطأ استراتيجي قاتل بطرد قادة حماس من أراضيها، كما أنه ليست من مصلحة أمريكا وإسرائيل خروج المركز القيادي الحمساوي من قطر
في النهاية، لا أعتقد أن حماس ستستجيب إلى أي ضغط يقلل من سقف مطالبها ويظهرها بمظهر المهزوم، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تقدم قطر على أي خطأ استراتيجي قاتل بطرد قادة حماس من أراضيها، كما أنه ليست من مصلحة أمريكا وإسرائيل خروج المركز القيادي الحمساوي من قطر إلى تركيا -مثلا- التي ستتحول جميع الأنظار إليها، مما سيجعل حماس تتشدد في مواقفها، ولا يمكن لتركيا ممارسة نفس السياسات الضاغطة عليها، وكل ذلك سيغلق نافذة الليونة السياسية والتفاوضية الحمساوية مع الوسطاء.
فحركة حماس متعودة على الطرد والخروج من الدول فتم طردها من الأردن إلى سوريا وخرجت من سوريا إلى قطر وتركيا، وتم طرد الشيخ الشهيد العاروري من تركيا وقطر إلى لبنان، فعمليات الطرد لم تمنع حماس من الوصول إلى طوفان الأقصى، وعملية الطرد الجديدة إذا حصلت والتي نستبعدها ستقود حماس إلى مربع توجه أجنحتها السياسية والعسكرية والتنظيمية نحو التشدد، فقطر تعلم أن محور استقرار الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية، ومركز الاهتمام الدولي يدور حول من يملك القوة ويوجع إسرائيل ويهدد أمنها ومستقبل وجودها وهو ما تملكه حماس.
على هذا الأساس لن تسمح الولايات المتحدة بالتهور في اتخاذ القرار بذهاب حماس إلى الضاحية الجنوبية التي ستغلق جميع النوافذ السياسية، وتفتح نافذة العمل العسكري والتحالفات الاستراتيجية مع محور المقاومة التي ستزيد من تشكيل الخطر على مستقبل الكيان الإسرائيلي، ولا يمكن لقطر أن تتخلى عن جماعة الإخوان المسلمين العالمية التي تربطهما علاقات وطيدة واستراتيجية وسياسات عامة في عموم الشرق الأوسط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس قطر غزة امريكا حماس غزة قطر مفاوضات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جماعة الإخوان المسلمین على القطاع الضغط على نفس الوقت حرکة حماس قادة حماس دولة قطر لا یمکن قطر على حماس فی حماس من ما بین من قطر فی قطر من أجل من قبل
إقرأ أيضاً:
ماذا لو نجحت صفقة الممر الآمن وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
مرّ أكثر من عام كامل على الحرب التي دمّرت قطاع غزة، ولم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن قتل المدنيين وترويع الصغير والكبير واعتقال الشباب وتحويل القطاع إلى كومة ركام ومكان غير صالح للعيش. ونعلم جميعًا مدى تغير المشهد في غزة بعد اغتيال إسرائيل لـ “يحيى السنوار” زعيم حركة حماس، وكذلك استهداف عناصر ومقرات الحركة في رفح وجميع ربوع غزة. وفي خضم هذه الأحداث، عادت من جديد جهود الوساطة المصرية والقطرية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التهدئة في غزة ووقف الحرب، ولكن تصرّ إسرائيل على شروط غير قابلة للنقاش لوقف هذه الحرب الشعواء.
ومن بين شروط إسرائيل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس تشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين “دفعة واحدة”، ومنح قادة حماس ممرًا آمنًا للخروج من غزة إذا ألقوا أسلحتهم. وفي المقابل، يتم الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ولكن بشرط تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وفي الحقيقة، فإن هذا الشرط هو الأنسب والأفضل لأهالي غزة، لأنه يمكن أن يوقف الحرب التي زادت عن العام. هذا بالإضافة إلى أن السلطة الفلسطينية هي سلطة حكيمة وراشدة، وتستطيع أن تتعامل بدبلوماسية مع إسرائيل حتى تحصل على حقوق أهالي غزة في العودة إلى بيوتهم مع وقف الحرب واستمرار التهدئة، لتقوم بعد ذلك بتنفيذ خطة إعمار غزة بشكل تدريجي. كما تستطيع الحصول على الدعم المادي من جميع بلدان العالم والمنظمات الدولية من أجل دعم وتعزيز إعادة إعمار القطاع مجددًا وحق أهله في العودة إلى بيوت آمنة.
وأعلنت بعض قيادات الحركة أن حماس منفتحة على أي اتفاق أو أفكار تُنهي معاناة شعب غزة، وتوقف إطلاق النار بشكل نهائي، وتؤدي إلى انسحاب الاحتلال من كامل القطاع ورفع الحصار، وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهالي القطاع. وأيضًا قد تدرس الخروج الآمن لها ولجميع مقاتليها من غزة إلى السودان مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب تمامًا وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، خاصة وأن فرص حماس في حكم قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها باتت شبه مستحيلة.
وهنا قد تحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية، خاصة مع إبداء الجيش السوداني موافقته على استضافة جميع قادة حماس ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية، وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
أما عن وسطاء الصفقة، فهم يعملون الآن على إقناع حماس وإسرائيل بمقترح لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة وتبادل محدود للأسرى، والتي تعتبر هي الصفقة الجزئية كعلامة على حسن النية من الطرفين، على أن تبدأ المفاوضات الفورية لوقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة في ظل عدم وجود اشتباكات جارية. وقد تثمر هذه الصفقة عن شيوع الهدوء في المنطقة سواء على صعيد فلسطين ولبنان، وتحسين الظروف الاقتصادية لباقي دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن تسببت الاضطرابات الجيوسياسية في أزمات اقتصادية متتالية.
وإذا تمت الصفقة بالفعل، فهنا يبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون، وتنسحب قوات جيش الاحتلال من غزة، وتخرج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان بعد أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، والتي يجب عليها من الآن أن تفتح باب الحوار والمشاركة أمام نخبة غزة المهاجرة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الإعداد للمرحلة المستقبلية لما بعد الحرب، وهي الورقة الكفيلة بقطع الطريق أمام مخطط عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية. ومن هنا يأتي الخير للبلاد والعباد.
لكننا لا نعرف حتى الآن النية الإسرائيلية الحقيقية لهذه الصفقة، فدائمًا ما يراودني سؤال وهو: هل نية إسرائيل في الانسحاب من غزة حقيقية؟ وفي حالة انسحاب حماس، فهل تنسحب إسرائيل بشكل كامل هي الأخرى، ويتركان الشعب الفلسطيني في حاله؟ وتنتهي الخطة الإسرائيلية لتدمير البيوت ومراكز الإيواء والمستشفيات وغيرها، ويعود الأهالي إلى العيش بدون حرب وتحت مظلة السلطة الفلسطينية، أم أنها مجرد أحلام؟ ويظل نتنياهو مستمرًا في نهج الهروب إلى الأمام وإلقاء الكرة في ملعب حماس، ويُرحّل حسم وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.