الحوثيون يرفعون أسعار المنتجات الكهربائية في “إسرائيل”: أزمة في السوق قبل عيد الفصح
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
الجديد برس:
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الأسواق الإسرائيلية تشهد زيادات مستمرة وكبيرة في أسعار المنتجات الكهربائية، بسبب الأزمة التي صنعها الحوثيون من خلال منع وصول السفن إلى “إسرائيل” عبر البحر الأحمر وباب المندب، وما سببته من ارتفاع لأسعار الشحن وتأخيرات كبيرة في التسليم، مشيرةً إلى أن هناك فجوات هائلة بين أسعار هذه المنتجات في الخارج وفي “إسرائيل”.
ونشر موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية تقريراً، جاء فيه أنه “في الفترة التي تسبق عيد الفصح (يبدأ في منتصف أبريل)، يواجه مستوردو المنتجات الكهربائية صعوبة في ملء مستودعاتهم، وما يصل بالفعل أغلى بكثير من الأسعار في الخارج، وتفيد سلاسل المنتجات الكهربائية والمستوردون عن صعوبات مستمرة في الاستيراد، ووفقاً لهذه السلاسل فإن مشكلة الحوثيين لم يتم حلها بعد، وفي الوقت نفسه، لا يزال الإسرائيليون يعانون من فروق كبيرة في الأسعار بين العلامات التجارية التي تباع في إسرائيل والموديلات نفسها أو ما شابهها على أمازون وعلى إكسبريس، خاصة في منتجات الكمبيوتر ومنتجات المطبخ والألعاب”.
ونقل التقرير عن شركة لوجستيكار التابعة لمجموعة مامان، التي تدير مستودعات للعديد من المستوردين في قطاع الكهرباء قولها إنه “حتى اليوم، لم تصل 900 حاوية كان من المفترض أن تصل إلى إسرائيل في ديسمبر ويناير”.
وبحسب الشركة فإن: “كل سفينة حاويات تصل إلى إسرائيل تفرغ حوالي 50% من الحاويات التي تم طلبها مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، لذلك لا يمكن ملء المستودعات بالمخزون لعيد الفصح”.
وقالت الشركة أن “هناك حالياً نقصاً في المكانس الكهربائية والثلاجات والخلاطات والشاشات وغسالات الصحون في إسرائيل”.
ونقل التقرير عن ليرون كاتز، نائب رئيس تطوير الأعمال في سلسلة (إلكتريك ويرهاوس) للمستودعات الكهربائية، قوله: “لدينا الكثير من التأخير، كل شحنة أصبحت بمثابة حرب عالمية لكي يتم تسليمها للمتاجر أو العملاء النهائيين، ولا توجد أيام تخزين تقريباً في المستودعات”.
وبحسب كاتز “هناك أربعة أسباب رئيسية للتأخير: الأول أن بعض السفن القادمة من الشرق ألغت وصولها إلى إسرائيل، وأولئك الذين يصلون إلى إسرائيل، يفعلون ذلك عبر طريق رأس الرجاء الصالح وليس عبر قناة السويس، مع تغيير الطرق بشكل متكرر، وبالإضافة إلى ذلك بدأت الجمارك في تمرير كل شحنة من خلال فحصين ماديين، إنهم يقومون بفحص محتويات الحاويات التي تصل إلى إسرائيل ولا يمررون الشحنات عبر المسار الآلي العادي حسب إقرار المستورد، مما يزيد من تأخير الحاويات التي كانت في البحر بالفعل لمدة شهرين، وهذا تأخير آخر لمدة عشرة أيام”.
وقال: “بالإضافة إلى ذلك، فإن المصنعين الأوروبيين، الذين تعتمد مصانعهم على قطع الغيار القادمة من الشرق، يتأخرون في إنتاج المنتجات، ومع اقترابنا من عيد الفصح، سنرى المزيد من النقص في المتاجر”.
وأضاف: “من أجل تقصير العمليات، نقوم بنقل بعض المنتجات جواً بدلاً من البحر، وفي صناعة أخرى، الأزياء، كان هناك نقص قبل عيد المساخر، لأنهم لم يقدروا وقت الوصول بشكل صحيح”.
وأوضح كاتز أنه “في الوقت الحالي، وبسبب ارتفاع تكلفة النقل، فإن الثلاجات ستصبح أكثر تكلفة، والتي سيرتفع سعرها في عيد الفصح بحوالي 250 شيكلاً إلى 2000 شيكل، حسب حجم الثلاجة”.
ونقل التقرير عن يانيف بورات، الذي يدير مجموعة أليباي على فيسبوك ويحصل على عمولة من التوصية بالمنتجات على أمازون وعلى إكسبرس ومواقع الويب الأخرى، قوله إن هناك “فجوات كبيرة في الأسعار ظهرت في الأسابيع الأخيرة وهناك فئات معينة تكون فيها الفجوات غير عادية، وعلى سبيل المثال: الألعاب، ومنتجات الأطفال، هناك العشرات والمئات من الأمثلة على المنتجات المتطابقة والمشابهة التي تباع في إسرائيل بعشرات بالمائة أكثر مقارنة بالمنتجات الصينية وعلى المواقع الأمريكية”.
وأضاف أن “تكلفة المعيشة في إسرائيل أصبحت لا تصدق، تباع سماعات الرأس اللاسلكية شاومي ردمي في بالي إكسبريس مقابل 36.59 دولار وفي إسرائيل مقابل 439-469 شيكلاً، وليس من الواضح السبب”.
ونقل التقرير عن رونان بيركوفيتش، من شركة بي كونيكت التي تستورد إلى “إسرائيل” عدة علامات تجارية قوله إن السبب هو أن المستوردين يدفعون ضرائب وتكاليف إضافية، لا يتحملها العميل الذي يشتري من أمازون.
ونشر موقع “آيس” الاقتصادي الإسرائيلي تقريراً، ذكر فيه أن “سلاسل المنتجات الكهربائية لا تتوقع حل المشاكل في الاستيراد”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المنتجات الکهربائیة إلى إسرائیل فی إسرائیل عید الفصح
إقرأ أيضاً:
بذورُ بريطانيا الخبيثة.. وعد بلفور وزراعة “إسرائيل” وآل سعود
يمانيون/ تقارير يستمرُّ الواقعُ الإنساني المريرُ في غزةَ كحقيقة مؤلمة وقصص موجعة، وجرائمَ مفزعة تقوم بها الصهيونية لأكثرَ من عام دون أن يتحَرّك أحد.
وبالتوازي مع هذا الإجرام غير المسبوق، تحل علينا الذكرى السابعة بعد المِئة لما عُرف بــــ “وعد بلفور” لتعيدَ إلى ذاكرتنا الدورَ البريطاني الخبيثَ في زرع الكيان الصهيوني في جسد الأُمَّــة.
وفي سياق هذه الذكرى، أكّـدت حركة الأحرار الفلسطينية أن معركة (طُـوفَان الأقصى) مُستمرّة رغم هذه الذكرى المشؤومة، مجددة التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يقدم في سبيل ذلك التضحيات الغالية.
وقالت الحركة في بيان لها: إن “وعد بلفور وما نتج عنه سيبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وما يدعيه بإنسانيته، وعلى رأسهم بريطانيا”، لافتة إلى أنه “على الرغم مما يرتكبه الاحتلال من جرائم إبادة جماعية وتجويع وانتهاك لكامل حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن الشعب الفلسطيني يرسم لوحة أُسطورية في الفداء والتضحية، وأن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يرفع الراية البيضاء، ولن يترك البندقية من يده، ومقاومته ستبقى مُستمرّة ومتنوعة ومتطورة في رحاب محور المقاومة وجبهات الإسناد حتى دحر الاحتلال الصهيوني”.
وقالت الحركة: “بعد 107 أعوام من “وعد بلفور” المشؤوم، فقد حان الوقت لأن تتحَرّك شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية في وجه هذا العدوّ”، مشيرة إلى أن “تحَرّك الشعوب اليمنية والعراقية واللبنانية والإيرانية التي أثبتت وأكّـدت أن هذا الاحتلال ما هو إلا وحش من ورق، وأن حرقه وتمزيقه بات أقرب من أي وقت مضى”.
بريطانيا رأس الحربة:
وفي السياق يؤكّـد الكاتب والباحث الدكتور عرفات الرميمة، أن “بريطانيا هي رأس الحربة فيما يحدث وتعيشه حَـاليًّا المنطقة”، منوِّهًا إلى أنه “قد تلاقت أطماع الصهيونية مع أهداف الاستعمار الغربي في السيطرة على المناطق الحيوية في الوطن العربي”.
ويوضح خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن الفكرة استقرت على أن تكون فلسطين هي المنطقة التي يجب أن تزرع فيها بذرة سرطانية هو العدوّ الصهيوني الغاصب.
ويشير إلى أنه “في العام 1905 عقد المتآمرون، لا المؤتمِرون، المؤتمرَ الصهيوني السابع في بازل بسويسرا، والذي يعد البذرة التي قسمت العالم وأهم البحار، وخُصُوصًا البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر بحرًا عربيًّا؛ كون أغلب الدول العربية مطلة عليه، ومن هنا يجب أن تتركز القوى الاستعمارية في البحر الأبيض المتوسط، “يطّلع المؤتمر على تقرير لجنة التقصي بشأن “عدم ملاءمة” أوغندا للاستيطان اليهوديّ الجماعيّ، ويتبنّى قرارًا بالبديل عن أوغندا وهي فلسطين”.
وهنا يشير الرميمة إلى أن المؤامرة على فلسطين كانت قديمة وعلى أن تكون هناك قوة تفصل بين شرق الوطن العربي وغرب الوطن العربي، فأتت الفكرة على أن تكون فلسطين هي هذه المستعمرة وفي قلب الأُمَّــة العربية، وعلى امتداد السياق التاريخي في العام 1915 جاءت اتّفاقية “سايكس بيكو” وتقسيم المنطقة العربية بين فرنسا وبريطانيا، ثم 1917، جاء يوم الوعد المشؤوم لبلفور، مبينًا أن دواعي هذا القرار لرئيس وزراء بريطانيا الذي كان يسعى إلى التخلص من الصهاينة في أُورُوبا، والهدف الآخر هي السيطرة على الوطن العربي.
الشيء الأخطر هنا هو الانتداب البريطاني الذي حقّق الوعد في الاستيلاء على فلسطين، وشرعنة الاستعمار البريطاني عبر عصبة الأمم المتحدة في العام 1922م؛ بمعنى أن بريطانيا سيطرت على فلسطين من خلال مرسوم عبر عصبة الأمم، أَو الأمم المتحدة كما تسمى الآن، حسب قول الرميمة.
ويضيفُ الرميمة أن تسلسل الأحداث بعد ذلك من هجرات لليهود، ودور عبد العزيز آل سعود الذي أخمد الثورات العربية المناهضة لاحتلال فلسطين، ولعب الكيان السعوديّ دورًا أَسَاسيًّا في ذلك، والذي قال عنه رئيس وزراء تشرشل: “فكرنا بزرع كيان موال لنا في السعوديّة قبل زرع الصهاينة أنفسهم في فلسطين، إلى جانب زرع النظام الأردني كذلك”، وبالتالي نقل حالة الاستعمار المباشر إلى الاستعمارِ عن طريق الوكلاء.
توافُقٌ بريطاني صهيوني:
كان هناك توافق بين المشروع الصهيوني من جهة، وبين الأطماع البريطانية الاستعمارية، حَيثُ قال منظِّر الصهيونية “هرتزل”: إننا “نعهد بحماية طريق التجارة البريطانية إلى الهند عبر السيطرة على فلسطين”.
وفي تاريخ 6 يوليو/تموز1921 أعلنت عُصبة الأمم مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين، وتمت المصادقة عليه في 24 يوليو/تموز 1922، ووضع حيز التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وحرص محرّرو صك الانتداب على الإشارة إلى أنه جاء بناء على وعد بلفور.
اشتمل الصك على ديباجة و28 مادة، وأكّـدت بريطانيا من خلال المشروع الصهيوني كما في وعد بلفور، وأضافت جزئية تقر فيها بـ “الصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بفلسطين”، مع ذكر حقوق “الطوائف غير اليهودية” باقتضاب.
وفي أُكتوبر/تشرين الأول 1933 بدأت مظاهرات في جميع أنحاء فلسطين؛ تعبيرًا عن الغضب من السياسات البريطانية التي مارست كُـلّ أشكال العنف والقمع، خَاصَّة بعد ما أعدمت في أغسطُس/آب 1929 رموزًا فلسطينية شاركت في ثورة البراق.
بدأت منظماتٌ وحركات مقاومة فلسطينية سرية شبه عسكرية بالتشكل، منها جماعة اليد السوداء بقيادة عز الدين القسام، الذي استشهد في كمين نصبته له القوات البريطانية في 20 أُكتوبر/تشرين الأول 1935.
وأدى اغتيال واستشهاد القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 بالتزامن مع زيادة الاستيلاء اليهودي على الأراضي لاستيعاب الهجرة اليهودية المتزايدة، وزيادة القوانين البريطانية التي هجرت المئات، وتسببت بعطالة العديد من العمال الفلسطينيين، بالإضافة لخطط التقسيم للمنطقة.
مع الإشارة، ارتكبت القوات البريطانية خلال فترة انتدابها عددًا من المذابح، وقمعت الثورات الفلسطينية، وأبرزها ثورة عام 1920، وثورة البراق عام 1929، وثورة القسّام عام 1935، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م.
الأنظمةُ العميلة والبذرة الخبيثة:
كان الدور بريطاني هو الأهم في إنشاء دولة “إسرائيل” كما أنها عملت على إنشاء أنظمة وظيفية تعمل على خدمة وتحقيق المصالح الغربية الاستعمارية في المنطقة، ودورها المُستمرّ حتى اللحظة.
وفي هذا الشأن يحث العميد هاشم وجيه الدين، الأجيالَ العربية أن تعرف حقيقة الدور البريطاني الجوهري في زرع هذا الكيان والورم السرطاني في قلب وجسد الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ويضيف خلال تصريح خاص لـ “المسيرة” وخُصُوصًا عبر أنظمة عميلة كان على رأسها الشريف حسين حينها، والذي حارب الدولة العثمانية التي رفضت أن تعطي فلسطين لليهود، الذين وصفهم وقتها عبد العزيز بن سعود وقتها بـ “المساكين” في مؤتمر العقير عام 1922م، حسب ما ذكره ناصر السعيد في كتابه “تاريخ آل سعود” كاشفًا أن عبد العزيز آل سعود قال للضابط البريطاني المتواجد في السعوديّة حينها: “يجب أن نعطيَ فلسطين لليهود المساكين”.
ويتابع حديثه: “الشريف حسين حارب الدولة العثمانية التي لم تتنازل عن القدس، وبالتالي وقف إلى جانب بريطانيا لزرع هذه البذرة الخبيثة “إسرائيل” في قلب الأُمَّــة العربية، وتحديدًا في فلسطين”، موضحًا أن “الدولة العثمانية رفضت كُـلّ الإغراءات البريطانية للتنازل عن القدس؛ فما كان من بريطانيا إلا أن أوعزت إلى الشريف حسين، والملك عبدالعزيز آل سعود أنظمتها العميلة في المنطقة بمحاربة الدولة العثمانية تحت شعار (الثورة العربية الكبرى)، التي كانت في الأَسَاس أدَاة لقتل، وإخماد أي تحَرّك عربي مقاوم، ورافض للمشروع البريطاني القذر في فلسطين، بعد هزيمة الدولة العثمانية”.
نقلا عن المسيرة نت