قضية ياسين الشبلي المتوفى داخل مقر الأمن بابن جرير متواصلة وهذه مستجداتها
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
أجلت الغرفة الجنحية التلبسية بإبتدائية بمراكش البث في ملف ضابط شرطة ومن معه متابعين على خلفية وفاة ياسين الشبلي في أكتوبر 2022 بمقر الشرطة بابن جرير، إلى غاية الثامن من أبريل المقبل، لاستدعاء المطالبين بالحق المدني.
وكانت المحكمة نفسها قد قضت منذ أزيد من سنة بعدم الإختصاص في ذات الملف، لتحيله على محكمة الإستئناف بمراكش، والتي ارجعته لها من جديد في 4 أبريل 2023 للبث فيه، بعد إلغائها حكم عدم الاختصاص.
للإشارة، فالشاب "ياسين الشبلي" لفظ أنفاسه الأخيرة بعد زوال الخميس 6 أكتوبر الماضي، في ظروف وصفتها عائلته وحقوقيون بالغامضة، خصوصا بعد تداول "فيديو" على وسائل التواصل الاجتماعي، للهالك وهو في مستودع الأموات صوره أخوه مباشرة بعد إخبارهم بوفاته كما صرح لوسائل إعلام محلية.
الشاب ياسين الذي كان يعمل قيد حياته حارسا للأمن الخاص لدى شركة للتدبير المفوض بمجمع الفوسفاط بابن جرير، أوقفته عناصر أمنية من فرقة الدراجين مساء يوم الأربعاء 5 أكتوبر بتهم جنحية ترتبط بالسكر العلني والتحرش وقيادة دراجة نارية بدون تأمين، ليتم نقله إلى المنطقة الأمنية الإقليمية لبنجرير، ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، علما أن عناصر الأمن نقلته من جديد حوالي الواحدة بعد منتصف الليل لمصلحة المستعجلات، بسبب تدهور حالته الصحية، قبل إرجاعه من جديد إلى المنطقة الأمنية، حيث تم الاحتفاظ به حتى حدود الواحدة من زوال اليوم الموالي (الخميس)، ونقله مرة أخرى لمستعجلات المستشفى الإقليمي لكنه هذه المرة كان قد فارق الحياة، كما يؤكد ذلك أفراد عائلته، ما استلزم نقل جثمانه لمستودع الأموات بمدينة مراكش بتعليمات من الوكيل العام من أجل تشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة الحقيقية.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
رحلة إلى ما وراء الحياة … حديث مع الأموات
بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
في يوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024 و بعد ان زرت مرقد الامام علي عليه السلام
حملني الفضول إلى مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف
حيث التاريخ يغمر المكان والهدوء يتخلل الأرواح.
كانت المقبرة تعج بالصمت، إلا أنني شعرت وكأنها تهمس لي بأسرارها.
قررت أن أكسر حاجز الصمت وسألت الموتى بصوت مسموع: “حدثوني عن حياة ما بعد الموت.”
فجأة، انبثق صوت خافت من أحد القبور، قال لي
أنا سأخبرك .
اللحظات الأولى للموت
بدأ المتحدث بقوله
عندما بدأت روحي تُنتزع، شعرت بألم يفوق الوصف. كانت اللحظات تبدو وكأنها تمتد لعشرات السنين، لكنها بالنسبة لكم، الأحياء، ليست إلا دقائق معدودة.
بدأت الأصوات من حولي تخفت، والسواد أمام عيني يزداد.
شعرت وكأن سكاكين تقطع جسدي ببطء، وكأن الهواء يُمنع عني.
استمر هذا الألم زمناً طويلاً، لكنه لديكم قصير.
الصعود إلى السماء
ثم قال:
رأيت ملكين يقبضاني ويرتفعان بي نحو السماء.
كان المشهد غريباً، الأرض تصغر تحت عينيّ، والسحاب يخترقني.
شعرت وكأنني في طائرة، لكن هذه الطائرة لا تتوقف. رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة.
حاولت أن أسأل الملكين
إلى أين نحن ذاهبون؟
لكنهما لم يجيبا.
المدن السعيدة والحزينة
أثناء رحلتي، مررت بمدنٍ مذهلة، كانت مليئة بالسعادة، والروائح العطرة تفوح منها، وأناس يبدون وكأنهم في نعيم لا ينتهي.
ثم عبرت مدناً أخرى قبيحة، تفوح منها الروائح الكريهة، والناس فيها يعيشون في حزن دائم، وأعمارهم تبدو كأنها تمتد لألف سنة.
علمت أن كل مدينة كانت تعكس حياة سكانها في الدنيا
السعداء كانوا ملتزمين بالدستور الإلهي وزاهدين في الدنيا، بينما الحزينين كانوا مفرطين في الرفاهية، غافلين عن الآخرة.
الندم على الفرص الضائعة
قال لي المتحدث:
ندمت على كل لحظة أضعتها في حياتي دون أن أعمل لأضمن لي مكاناً في المدينة الجميلة.
أدركت أن كل ثانية في حياتكم تتحول إلى سنوات في الحياة العليا.
لو كنت أعلم، لاستغليت كل لحظة من عمري.
الزمن والمكان في الحياة العليا
عندما سألته عن مكانه وكيف يمكنه الحديث معي، قال:
“الزمن والمكان لدينا مختلفان تماماً.
نحن في حالة طاقة فائقة تُعرف لديكم بالروح، بينما أنتم في حالة طاقة متدنية تسمى الجسد.
نستطيع أن نرى، ونسمع، ونتجول في أبعاد لا يمكنكم تصورها.
الزمن لديكم خطي، أما لدينا فهو متعدد الأبعاد، والمكان لديكم محدود، أما نحن فمدياتنا بلا حدود.
ثم اختفى الصوت، وعادت المقبرة إلى صمتها المهيب. وقفت هناك، مثقلاً بالأفكار.
أدركت أن هذه الحياة ليست سوى مرحلة عابرة، وأن علينا أن نعيشها بتوازن بين العمل والروح، بين الزهد والتمتع، وبين التطلع للآخرة وعيش الحاضر.
كانت تلك اللحظة درساً، ليس لي فقط، بل لكل من يسعى لفهم معنى الحياة والموت.
بعدها ركبت السيارة و رجعت الى بيتي في محافظة البصرة و مباشرة ذهبت إلى سريري لكي انام بعد هذة الرحلة.