صحيفة الاتحاد:
2025-02-04@18:11:38 GMT

حقوق ولي الأمر

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

إبراهيم سليم 

أخبار ذات صلة الإمارات: الشباب يؤدون دوراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة عمار النعيمي يشهد الحفل الختامي لفعاليات «رمضان عجمان»

أمرنا الله بحفظ العهود وأداء الحقوق، فيقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ.

..)، «سورة النساء: الآية 59»، ويقول عز من قائل: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، «سورة النساء: الآية 83». وينبه القرآن الكريم المسلم إلى واجبات ينبغي أن يؤديها إلى أصحابها، وحقوق تجب لمستحقيها، ومن أعظم تلك الحقوق التي تستوجب العمل بمقتضاها، ما جاء في قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ...)، «سورة النساء: الآية 59».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني»، (متفق عليه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك»، (صحيح مسلم، 1836).
وقد أجمع علماء الإسلام على أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية قد أوجب علينا طاعة ولي الأمر، فقد ربط جل وعلا طاعته بالإيمان بالله تعالى، فخاطبنا قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، ثم قرن سبحانه طاعة ولاة الأمور بطاعته تعالى وطاعة رسوله ﷺ، فقال عز وجل: (... أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ...)، «سورة النساء: الآية 59». لقد عظم الإسلام أمر السمع والطاعة لولاة الأمور، فطاعتهم تعد الحرم الآمن، والعروة الوثقى، والملاذ الأسمى، والحصن الحصين للأفراد في الوطن الواحد، فهي سبيل لإقامة الدين، والحصن الحصين للأفراد في الوطن الواحد، فهي سبيل لإقامة الدين، وحماية النفس من كل معتد أثيم، وحفظ المال والعرض والعقل السليم، فمن أطاع ولي الأمر سلم من الشرور، وتقرب إلى الله تعالى بأعظم القربات والأجور.
ومن الحقوق الواجبة علينا تجاه ولاة أمرنا، الدعاء لهم بالخير، قال رسول الله ﷺ: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم»، ومعنى: وتصلون عليهم: ومعنى: وتصلون عليهم: أي تدعون الله جل جلاله لهم، ونحن ندعو الله تعالى لولاة أمورنا بالسداد والتأييد.
ومن حقوق ولاة أمرنا علينا كذلك: تعظيم مكانتهم في النفوس، فقد نص العلماء على أن «تعظيم أولي الأمر واجب»، (ابن عابدين في حاشيته، 2/ 220).. ومن حقوقهم علينا أيضاً: ذكر خيراتهم وشكرها، والوفاء لهم والولاء، فنحن بفضل الله تعالى ثم بفضلهم؛ ننعم بالعيش الرغيد في وطن آمن، تقام فيه الصلوات، وتؤدى فيه العبادات، وتحقق للإنسان فيه الكرامة وما يرجوه من الكماليات، ويغدو العامل فيه إلى عمله وهو مطمئن البال على أسرته، قرير العين من حصوله على لقمته، فحري بنا ونحن ننعم بهذه الحياة الطيبة، أن نعزز من اجماعنا على ولاة أمرنا، وأن نسعى إلى تحقيق ما يصبون إليه من رفعة هذا الوطن ومساعدة المواطن، فإن هذا من خير التعاون وأعظمه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ)، «سورة المائدة: الآية 2».
وطاعة ولي الأمر واجبة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين، كما أن طاعة ولي الأمر سبب لكل خير، وسبيل لكل تطور ورقي، ومن أعظم أسباب ما نعيشه في دولة الإمارات العربية المتحدة من نعم وخير واستقرار ورفاهية، هو طاعة ولي الأمر، وهذا مدعاة لوجوب شكر الله تعالى ما وهبنا إياه من نعمة القيادة الحكيمة، كما يجب علينا أن نستشعر أفضالهم علينا وعلى غيرنا في هذا الشهر، وأن ندعو الله لهم مخلصين، بأن يوفق قيادتنا الرشيدة إلى كل خير، وأن يوفقنا لطاعة ولاة أمورنا، والوفاء والولاء لحكامنا؛ حتى ننعم بإقامة شعائر الدين، وحفظ النفس من كل معتد أثيم، وأن نعيش بسعادة واستقرار، واطمئنان وازدهار.
أمر الله تعالى عباده بالدعاء، ووعدهم بالإجابة، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.. والدعاء من أجلّ العبادات وأكرمها على الله تعالى، وخاصةً في شهر رمضان، وله آداب وشروط، فعلى المؤمن أن يستثمر أوقاته بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، وأن يدعو ربه وهو موقن بالإجابة. قال: «ليسَ شيءٌ أَكْرمَ على اللَّهِ تعالى منَ الدُّعاءِ»؛ وذلك لما فيه من إظهار افتقار العبد إلى الله سبحانه والخضوع له وإظهار العجز بين يديه. وقد وردت آية استجابة الدعاء بين آيات الصيام وأحكامه، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ممّا يدلّ على العلاقة الوثيقة بين الصيام واستجابة الدعاء، وأن شهر رمضان خير زمانٍ تُستجابُ فيه الدعوات، وتكثر فيه عطايا الكريم المنان.
وللدعاء آدابٌ منها: اختيار الأوقات المباركة، ومنها شهر رمضان، وخصوصاً عند الإفطار، لقوله: «ثَلاثُ دَعَواتٍ لا تُرَدُّ...» وذكر منهم: «وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ»، وكذا بين الأذان والإقامة، وفي ساعة الإجابة يوم الجُمعة، وفي وقت السَّحَر، وفي السجود، وفي الثُّلث الأخير من الليل، يقول رسول الله: «يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له»، وكذلك في ليلة القدر، فعَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:«قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ ‌تُحِبُّ ‌الْعَفْوَ ‌فَاعْفُ عَنِّي».. ومن آداب الدعاءأيضاً: ألا يكون فيه إثم ولا قطيعة رحم؛ فإنها من موانع استجابة الدعاء، قال:«ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أ ول ی ال أ م ر سورة النساء الله تعالى رسول الله ه تعالى

إقرأ أيضاً:

سبب في استجابة الدعاء.. أركان المناجاة بين العبد والله تعالى

الله تعالى استجاب لمناجاة النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ [البقرة: 144] .

أركان المناجاة

وكان رسولنا الكريم يناجي ربه ويعلمنا، كأمة تعبد ربها، أن نناجي ربنا سبحانه وتعالى، وأن المناجاة سببٌ لاستجابة الدعاء، فالمناجاة لها أركان غفل عنها كثيرٌ من الناس.

دعاء العتق من النار.. مجرب ومستجابالأدعية المستجابة في شهر شعبان.. رددها يوميا واحرص عليه في جوف الليل

وقال الدكتور علي جمعة، إن أول هذه الأركان: أن نخلص النية لله، «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» فأول أركان المناجاة الإخلاص، اعبد ربك وحده، واسأل ربك وحده، قال: «وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك بشيء إلا ما كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيءٍ، لم يضروك بشيءٍ إلا ما كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» يعني تم القضاء فلا ملجأ من الله إلا إليه.

وأوضح علي جمعة، أن الإخلاص في مبدأه ومنتهاه مبنيٌ على التوحيد الخالص، فلا بد أن تُخرج السوى من قلبك، ولا يبقى فيه إلا الله، هذا أول ركنٍ من أركان المناجاة، ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ﴾.

وأضاف علي جمعة، أن الوجه في اللغة يأتي بمعنى المواجهة، ويأتي بمعنى هذا الوجه الذي في الرأس، ويأتي بمعنى العلو، ويأتي بمعنى الإخلاص، يعني أخلص وجهه لله، يعني وجه وجهه؛ فلما وجهه وجهه لجهةٍ واحدة وهو الله سبحانه وتعالى، أول شيءٍ قد نكون غفلنا عنه كثيرًا إلا من رحم ربي، أننا لم نحرر الإخلاص في قلوبنا لله حتى نصل إلى درجة المناجاة، ونريد أن نعود في هذا الشهر الكريم عندما نتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لنبيه، ونرى كيف استجاب لنبيه، فينص على أنه استجاب له من تقلب وجهه في السماء، الإخلاص، ثم إن النبي لم يدعو مرة، ولم يدعو مرتين، ولا عشرة، بل إنه استمر في الدعاء.

وتحولت القبلة بعد ثمانية عشر شهرًا من الهجرة النبوية الشريفة، كان رسول الله في مكة يستقبل بيت المقدس؛ لأنه كان قبلة أبيه إبراهيم، لكنه كان يستقبل الركنين اليمانيين، الركن الذي فيه الحجر، والركن اليماني الآخر، وبذلك يكون قد وضع الكعبة أمامه وهو اتجاه في نفس الوقت بيت المقدس، فيستقبل بذلك الكعبة وبيت المقدس، فلما تحول إلى المدينة، والمدينة شمال مكة، أصبح بيت المقدس في الشمال، ومكة في الجنوب، وافترقت القبلتان فدعا ربه ليس يومًا ولا يومين، ولم ييأس بعد شهرٍ أو شهرين، بل إنه استمر.

كيف تكون المناجاة مع الله؟

وأشار إلى أن الركن الثاني من المناجاة هو: الاستمرار والدوام؛ لأن الدعاء في ذاته عباده، فهو يعبد ربه والنبي الكريم يقول (الدعاء هو العبادة) وفي رواية (الدعاء مخ العبادة) إذا لابد من الاستمرار ويقول لنا رسول الله (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).

وكان كما وصفته السيدة عائشة، كان عمله ديمة أي دائما مستمرا، والديمومة ركن من أركان عمارة الأرض ونجاح العمل، والشخص الذي يعمل تارة ويترك تارة، يقول فيه النبي (لا أحب أن تكون مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه) بل إنه يريد الحفاظ ولو على القليل لأن هذا من شأنه أن يربي الصدق مع الله ومن شأنه أن يستجيب الله لمناجاته.

أما الركن الثالث فهو التدبر والتأمل وقد حرمنا كثيرا من التدبر ومن التأمل، فالمناجاة تحتاج إلى أن تتحدث مع ربك بعد تفكر وتدبر.

أما الركن الرابع في المناجاة، هو الدعاء لله بما في قلب المسلم، وتحدثه تعالى وتناجيه وتكلمه وتشكو له وترجوه وتتضرع إليه وتتوسل إليه وتطلب منه حاجتك.

أما الركن الخامس في المناجاة، تكمن في السرية، فهي سر بين العبد وربه لا يطلع عليه أحد لا من قريب ولا من بعيد، فإذا فعلنا ذلك عدنا إلى ربنا سبحانه وتعالى فيستجيب لنا دعاؤنا.

مقالات مشابهة

  • حكم الدعاء بعبارة "يا غارة الله" وبيان معناها
  • علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب
  • حكم الرقية بالقرآن الكريم.. الإفتاء توضح
  • وسائل إعلام: ترامب سيوقع أمرًا تنفيذيًا للانسحاب من مجلس حقوق الانسان ووقف تمويل الأونروا
  • قبل بدء شهر رمضان 2025.. خير الأعمال وأفضل العبادات
  • هل يصح القول: الأديان السماوية؟
  • ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك؟.. انتبه لـ10 أسرار تحقق المعجزات
  • سبب في استجابة الدعاء.. أركان المناجاة بين العبد والله تعالى
  • حكم قول بلى بعد قراءة أليس الله بأحكم الحاكمين.. الإفتاء ترد
  • الأطفال يسألون وشيخ الأزهر يجيب .. هل ما يحدث للمسلمين غضب من الله؟