إبراهيم سليم
أخبار ذات صلةأمرنا الله بحفظ العهود وأداء الحقوق، فيقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني»، (متفق عليه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك»، (صحيح مسلم، 1836).
وقد أجمع علماء الإسلام على أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية قد أوجب علينا طاعة ولي الأمر، فقد ربط جل وعلا طاعته بالإيمان بالله تعالى، فخاطبنا قائلاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، ثم قرن سبحانه طاعة ولاة الأمور بطاعته تعالى وطاعة رسوله ﷺ، فقال عز وجل: (... أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ...)، «سورة النساء: الآية 59». لقد عظم الإسلام أمر السمع والطاعة لولاة الأمور، فطاعتهم تعد الحرم الآمن، والعروة الوثقى، والملاذ الأسمى، والحصن الحصين للأفراد في الوطن الواحد، فهي سبيل لإقامة الدين، والحصن الحصين للأفراد في الوطن الواحد، فهي سبيل لإقامة الدين، وحماية النفس من كل معتد أثيم، وحفظ المال والعرض والعقل السليم، فمن أطاع ولي الأمر سلم من الشرور، وتقرب إلى الله تعالى بأعظم القربات والأجور.
ومن الحقوق الواجبة علينا تجاه ولاة أمرنا، الدعاء لهم بالخير، قال رسول الله ﷺ: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم»، ومعنى: وتصلون عليهم: ومعنى: وتصلون عليهم: أي تدعون الله جل جلاله لهم، ونحن ندعو الله تعالى لولاة أمورنا بالسداد والتأييد.
ومن حقوق ولاة أمرنا علينا كذلك: تعظيم مكانتهم في النفوس، فقد نص العلماء على أن «تعظيم أولي الأمر واجب»، (ابن عابدين في حاشيته، 2/ 220).. ومن حقوقهم علينا أيضاً: ذكر خيراتهم وشكرها، والوفاء لهم والولاء، فنحن بفضل الله تعالى ثم بفضلهم؛ ننعم بالعيش الرغيد في وطن آمن، تقام فيه الصلوات، وتؤدى فيه العبادات، وتحقق للإنسان فيه الكرامة وما يرجوه من الكماليات، ويغدو العامل فيه إلى عمله وهو مطمئن البال على أسرته، قرير العين من حصوله على لقمته، فحري بنا ونحن ننعم بهذه الحياة الطيبة، أن نعزز من اجماعنا على ولاة أمرنا، وأن نسعى إلى تحقيق ما يصبون إليه من رفعة هذا الوطن ومساعدة المواطن، فإن هذا من خير التعاون وأعظمه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ)، «سورة المائدة: الآية 2».
وطاعة ولي الأمر واجبة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين، كما أن طاعة ولي الأمر سبب لكل خير، وسبيل لكل تطور ورقي، ومن أعظم أسباب ما نعيشه في دولة الإمارات العربية المتحدة من نعم وخير واستقرار ورفاهية، هو طاعة ولي الأمر، وهذا مدعاة لوجوب شكر الله تعالى ما وهبنا إياه من نعمة القيادة الحكيمة، كما يجب علينا أن نستشعر أفضالهم علينا وعلى غيرنا في هذا الشهر، وأن ندعو الله لهم مخلصين، بأن يوفق قيادتنا الرشيدة إلى كل خير، وأن يوفقنا لطاعة ولاة أمورنا، والوفاء والولاء لحكامنا؛ حتى ننعم بإقامة شعائر الدين، وحفظ النفس من كل معتد أثيم، وأن نعيش بسعادة واستقرار، واطمئنان وازدهار.
أمر الله تعالى عباده بالدعاء، ووعدهم بالإجابة، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.. والدعاء من أجلّ العبادات وأكرمها على الله تعالى، وخاصةً في شهر رمضان، وله آداب وشروط، فعلى المؤمن أن يستثمر أوقاته بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، وأن يدعو ربه وهو موقن بالإجابة. قال: «ليسَ شيءٌ أَكْرمَ على اللَّهِ تعالى منَ الدُّعاءِ»؛ وذلك لما فيه من إظهار افتقار العبد إلى الله سبحانه والخضوع له وإظهار العجز بين يديه. وقد وردت آية استجابة الدعاء بين آيات الصيام وأحكامه، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ممّا يدلّ على العلاقة الوثيقة بين الصيام واستجابة الدعاء، وأن شهر رمضان خير زمانٍ تُستجابُ فيه الدعوات، وتكثر فيه عطايا الكريم المنان.
وللدعاء آدابٌ منها: اختيار الأوقات المباركة، ومنها شهر رمضان، وخصوصاً عند الإفطار، لقوله: «ثَلاثُ دَعَواتٍ لا تُرَدُّ...» وذكر منهم: «وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ»، وكذا بين الأذان والإقامة، وفي ساعة الإجابة يوم الجُمعة، وفي وقت السَّحَر، وفي السجود، وفي الثُّلث الأخير من الليل، يقول رسول الله: «يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له»، وكذلك في ليلة القدر، فعَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:«قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».. ومن آداب الدعاءأيضاً: ألا يكون فيه إثم ولا قطيعة رحم؛ فإنها من موانع استجابة الدعاء، قال:«ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أ ول ی ال أ م ر سورة النساء الله تعالى رسول الله ه تعالى
إقرأ أيضاً:
داعية إسلامي: من ينكر عذاب القبر ضال ومضل
رد الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، على من يصرح من علماء الأزهر بأنه لا يوجد عذاب قبر ولا عذاب قبل الحساب، موضحًا أن هذا الشخص ليس من الأزهر، ولا يعلم شيئا عن تعاليم الدين.
وأضاف الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الدليل من كتاب الله، هو قوله- تعالى-: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ".
ولفت إلى أن من ينكر عذاب القبر؛ ضال ومضل، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- أكد عذاب القبر، مطالبًا بمن يصرح بشيء ديني بضرورة أن يكون عالما بالأزهر.
وفي حلقة جديدة من برنامج "اسأل المفتي" الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق عبر قناة "صدى البلد"، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الصبر يعد من أعظم الفضائل التي حثت عليها جميع الديانات السماوية.
الصبر في القرآن الكريم والتعاليم الإسلاميةأشار مفتي الجمهورية إلى أن القرآن الكريم يرفع من شأن الصبر، مستشهداً بقول الله- تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، مؤكدًا أن هذه الآية تبرز أن الله مع الصابرين، مما يعكس عظمة هذه الفضيلة في الإسلام.
وذكر فضيلته سورة العصر التي تؤكد على أهمية الصبر، حيث قال- تعالى-: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وهي دعوة للجميع للتمسك بالصبر لتحقيق النجاح والفلاح.
الصبر في شهر رمضان: "شهر الصبر"وأوضح فضيلة المفتي أن شهر رمضان هو "شهر الصبر"، حيث يُعزز الصيام قدرة المسلم على التحمل والصبر. مشيرًا إلى أن الله تعالى قد كتب الصيام على المسلمين لكي يُنمّي فيهم التقوى والصبر.
الصبر علاج للابتلاءات والرضا بالمقدوروأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الصبر هو العلاج الوحيد للابتلاءات والمصاعب في الحياة. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله العبد ابتلاه"، مؤكداً أن الله يختبر عباده ليعطيهم أجرًا عظيمًا في الآخرة إذا صبروا.
أنواع الصبر: الصبر على الطاعة والمعصيةبيّن فضيلة المفتي أن الصبر لا يقتصر فقط على تحمل الابتلاءات، بل يشمل أيضًا الصبر على الطاعة، مثل أداء الصلاة والصوم، والصبر عن المعاصي، والصبر على تقديرات الله المؤلمة بدون سخط.
الصبر والمصابرة في القرآن الكريماستشهد فضيلة المفتي بقول الله- تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}، مشيرًا إلى أن القرآن يوجه المسلمين إلى الصبر والمثابرة؛ ليحققوا التوازن والصمود في مواجهة تحديات الحياة.